عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19 Sep 2018, 02:25 PM
أبو معاذ محمد مرابط أبو معاذ محمد مرابط غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 350
افتراضي كشف الخبايا من سيرة أسامة بن عطايا




كشف الخبايا من سيرة أسامة بن عطايا



قال أحمدُ بن حنبل:
أريد أن أكون في شِعبٍ بمكَّة حتَّى لا أُعرَف قد بُلِيتُ بالشّهرة، إنّي أتَمنَّى الموت صباحًا ومساءً
«سِيَر الذَّهبي 11/ 216»




وقفت على مقالة سوء سوّدها أسامة العتيبي في حقّ الإمام العلامة ربيع بن هادي المدخلي، وأخيه الشيخ العلامة عبيد الجابري –حفظهما الله ومتّع الأمّة بصحتهما- ساقه إلى كتابتها هوى التصدّر الذي استحكم في نفسه منذ أن وطئت قدماه الساحة الدعوية.
لن أخوض غمار أحداث ليبيا التي كان العتيبي عنصرا مؤثرا فيها، ولن أصرف وقتي وجهدي في تحرير وتقرير معالم الوقائع التي أرّخت لدعوة العتيبي ورَوَت مواقفه من كل حادثة ألمّت بهذه الدعوة المباركة، ولن أجري قلمي بالحديث عن تفاصيل القضايا التي أذيعت مؤخرا بين فلان وفلان! لأنّ الكثير ممّن جهل حقيقة العتيبي وانخدع بطرقه في الجدال والمراء وتحوير القضايا عن مسارها، قد أعطى ظهره لجوهر الموضوع الذي ينبغي مخاطبة ابن عطايا بنبرته وفحواه!
لقد أجهد وأنهك كلام الإمام ربيع الذي وجهه إلى السلفيين في ليبيا قلب العتيبي، ونحّى نصح الشيخ ورأفته بإخوانه ما بقي من حجاب الحياء عن وجه ابن عطايا، فوثب كالثور الهائج يرفص بتحامل كبير تلكم الوصايا الغالية التي ألفتها الطبائع الزكية واشتاقت إليها النفوس التقيّة، لكن المتعالي لفرط طيشه رفض كلمات الرحمة، وردّ عبرات المودة والألفة.
وليس مقصودي من كتابة هذا الرد انتقاد أسامة العتيبي بنصوص الوحيين وآثار السلف، لأنّه لا يدرك هذه اللغة العلمية، بل المقصود هو بيان تقلباته ومراحله التي اقتطعها في مسيرة عبثه بالدعوة السلفية، فلن ألزمه بغير كلامه، ولن أحتج عليه بغير مواقفه.
أقول هذا لأنّي خبرت الرجل منذ زمن بعيد، وعرفت طيشه وجنونه من أوّل لقاء جمعني به قبل خمس عشرة «15 سنة»، وما زادني كلام العلامة عبيد فيه إلا بصيرة ويقينا، لأجل ذلك سارعت إلى نشر كلمة العلامة عبيد يوم أن تكلم فيه، وثبّتُها في منتدياتنا المفقودة «التصفية والتربية»، علما أنّ عبد المجيد جمعة اتّصل بي يومها وطلب مني حذف كلام العلامة عبيد الجابري وكتابة اعتذار من العتيبي! فرفضت ذلك وبقيت مصرّا على موقفي وقد نالني من أسامة يومها شرّ عظيم.
فالحاصل أنّ أسامة العتيبي رجل طائش كما وُصف، حيثما حل وارتحل حلّ الفساد، واستوطنَ التشويشُ وساد، فلا يجوز السكوت عليه، والتغافل عن خطره، وأرجو –بإذن الله- أن يتضح شرّه أكثر بهذا البيان، لأنّي رأيت الكثير من السلفيين قد اختلطت عندهم قصّته، ولم ينتبهوا إلى موطن انحرافه.

خداع غريب ومكر عجيب

مما لا شكّ فيه أن اعتبار الأحداث بمراحلها الزمنية يساعد على فهم مجريات الوقائع بين بني البشر، وقد عمل أسامة العتيبي على تزييف موضعه في هذه الفتنة فأوهم نفسه قبل غيره أن مشكلته مع العلماء والدعاة مرتبطة بالفتنة الأخيرة، وأن كلمات الإمام ربيع الأخيرة تشمله –مدحا وذمّا-، والحقيقة على خلاف هذا لمن تأمل في تسلسل الأحداث وتذكّر تواريخها.
فهو رجل تألفه الفتن ويألفها، لازم العجلة منذ نعومة أظفاره! خوّاض في النوازل، ولاّج في المعضلات، غطّاس في الفتن المدلهمات، هي سجاياه عرفها القاصي والدّاني، وخصاله التي ما فتئت تلازمه في حلّه وترحاله.
فمن الخديعة أن يوهم العتيبي الغافلين بأن قضيته متعلقة بالفتن الأخيرة ومرتبطة بنازلة «الصعفقة»! وأن يحاول إقناع السذج من الناس أن علاقته قبل هذه الفتنة كانت طيّبة مع العلماء والدعاة، وطريقته كانت مرضيّة عند السلفيين! وهذا معلوم بطلانه عند حذّاق الناس.
فقد تكلم العلاّمة عبد الجابري –حفظه الله- في الرجل وحذّر منه قبل ما يقارب الأربع سنوات! وتحديدا، ليلة الإثنين: 29 / شوّال /1435، حيث قال عنه –حفظه الله-: «وصل أمرُه إلى حدّ الجٌنون والطيش وخفّة العقل فنصيحتي أن ï»» يغتر به أهل ليبيا ï»» عوامهم وï»» خواصهم».
وهذا –فيما أعلم- أوّل كلام مسجّل معلن، صدر في حقّ هذا الرجل من عالم من علماء الأمّة! أمّا تضايق العلماء والدعاة والطلبة من خرجاته، فيرجع إلى زمن بعيد! فقد كان العلاّمة ربيع ينكر عليه تهوره وطيشه قبل عشر سنوات، ومواقف أخرى كثيرة يعرفها العتيبي ويذكرها له السلفيون، وسيأتي ذكر بعضها في مواضع من هذا المقال.
فلا أدري كيف تمكن من النفوذ مرة أخرى بين السلفيين، وكيف خادع الكثير من الطلبة والدعاة ولم يتفطنوا لمكره وكيده، فترى الكثير منهم يناقشه في قضية «الصعافقة»! ويجادله في الخلاف الواقع بين الناس في بعض البلاد! وللأسف رأينا من أغمض عينه عن ضلالاته وهو يعرفها جيدا، بعدما انضمّ إلى صفّه هذا المتصدّر المتعالم وانتصر له، لا حبّا له بل لإعادة إحياء مشروعه بين السلفيّين! فاستغلّ هذه الفتنة وحشر أنفه عساه يعيد شيئا من بريقه الموهوم، ولا أجد قولا أصف فعلته، إلا قوله عندما نصح غيره فقال كما في مقاله: «من نصائح الأكابر 15/ 1/ 1437 هـ -منابر النور-»: «فليتق الله من يخالف نصائح الأكابر، ويتخذ الخلاف بين مشايخ السنة ذريعة للفتنة والتشويش على السلفيين وإفساد القلوب والتفريق بين أهل المنهج الواحد».


لإكمال المقال بصيغة pdf اضغط على المرفقات
أو هنا

الصور المرفقة
نوع الملف: pdf كشف الخبايا.pdf‏ (1,001.2 كيلوبايت, المشاهدات 4605)
رد مع اقتباس