عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 10 Apr 2016, 10:55 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

إنَّ من نعم الله على عبدِه أن ييسِّر له من إخوانه من يرشده إلى الحقِّ والصَّواب إن زلَّت به القَدَمُ أو أخطأَ فيرجعونه إلى الحقِّ والصَّواب برفقٍ ولينٍ وحسن أدب؛ فقد استعملتُ عبارةً مخطئًا فيهَا -أستغفر الله تعالى وأتوب إليه منها- وهي قولي: "أبارك لك..." وأنقل ما وصلني على الخاصِّ من أخوينِ فاضلينِ -حرصًا على الإفادة- تنبيهًا على هذا الخطأ.

1. قال الشَّيخ عبد الله الظفيري حفظه الله:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن جميع النصوص من الكتاب والسنة كلها تأتي بلفظ(تبارك الله-باركنا-وجعلناه مباركا-بارك الله لكما...الخ) وعلى هذا ما اعتاده الناس من قولهم نبارك لفلان عند التهنئة مخالف لذلك.
فالنصوص كلها من القرآن والسنة دلّت على أنَّ البركة من الله ، وأن الخلق لا أحد يبارك أحدا وإنما هو يبارك، قال سبحانه (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ )[سورة الفرقان : الآية ١] يعني عَظُم خير من نزل الفرقان على عبده وكثر ودام وثبت، (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)[سورة الملك : الآية ١]،(وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ)[سورة الصافات: الآية ١١٣]
وقال (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا)[سورة مريم: الآية ٣١]فالذي يُبارك هو الله ، فلا يجوز للمخلوق أن يقول باركتُ على الشيء أو أبارك فعلكم،أو نبارك لفلان نجاحه أو وظيفته أو حصوله على كِذا أو زواجه؛ لأن لفظ البركة ومعنى البركة، إنمامن الله؛ لأن الخير كثرته وثباته ولزومه إنما هو من الذي بيده الأمر.
فينبغي التأدب بالألفاظ مع الله عز وجل وإن كان مقصود المتكلم الدعاء.
والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه عبدالله بن صلفيق الظفيري.
في المدينة النبوية
يوم الأحد ٢١ من شهر رجب لعام١٤٣٦ هـ

2. وقال الشَّيخ صالح آل الشَّيخ في كتاب "كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد":
"فالتبرك: هو طلب الخير الكثير وطلب ثباته وطلب لزومه, تبرَّك يعني طلب البركة، والنصوص في القرآن والسنة دلّت على أنَّ البركة من الله جل وعلا، وأن الخلق لا أحد يبارك أحدا وإنما هو جل وعلا يبارك قال سبحانه «تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ»[الفرقان:1]؛ يعني عَظُم خير من نزل الفرقان على عبده وكثر ودام وثبت، «تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ»[الملك:1]، وقال سبحانه»وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ»[الصافات:113]، وقال «وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا»[مريم:131]، فالذي يُبارك هو الله جل وعلا، فلا يجوز للمخلوق أن يقول باركتُ على الشيء أو أبارك فعلكم؛ لأن لفظ البركة ومعنى البركة، إنما من الله؛ لأن الخير كثرته وثباته ولزومه إنما هو من الذي بيده الأمر".

فأسأل الله أن يبارك لأخي يٌوسُفَ سلسلته الطيِّبة وأن يبارك في إخواني الأفاضل ومشايخنا وعلماءنا.

والله الموفِّق.


التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 10 Apr 2016 الساعة 10:58 PM
رد مع اقتباس