عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 Jan 2008, 09:41 PM
أبو تميم يوسف الخميسي أبو تميم يوسف الخميسي غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: دولــة قـطـر
المشاركات: 1,623
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو تميم يوسف الخميسي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو تميم يوسف الخميسي
افتراضي

...( يتبع)

ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل في بعض المسائل فقال لا أدري مثل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن تبع أنبي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ما أدري تبع أنبيا كان أم لا، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم الموحى إليه من الله يقول لا أدري ألا يسع العلماء وطلاب العلم فضلا عن عامة الناس والجهال أن يقولوا فيما لا يعلمون لا نعلم والله إنه لواجب عليهم، ولذلك كان السلف يأمرون طلاب العلم بل حتى العلماء يأمرونهم بأن يقولوا لا أعلم وإليكم بعض النصوص في ذلك
يقول علي رضي الله عنه وهذا ثابت عنه :لا يستحي عالم إن لم يعلم أن يقول الله أعلم
وأخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال يا أيها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم ومن لا يعلم فليقل الله أعلم فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم
وقال سعيد ابن جبير ويل للذي يقول لما لا يعلم إني أعلم
وقال الشعبي :لا أدري نصف العلم
وقال محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى :لئن يموت الرجل جاهلا خير من أن يقول ما لا يعلم
وقال ابن عجلان :إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله.
الفائدة التي تليها وجب اختيار وانتقاء للمشايخ الذين يتلقى عنهم العلم لأنه قال فانظروا أو تأملوا ممن تأخذون منه العلم ولذلك أخرج الدارمي في السنن عن إبراهيم أنه قال: كانوا إذا أتوا الرجل يأخذون عنه العلم نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثم يأخذون عنه العلم وفي رواية فإذا رأوه يخل بشيء من صلاته قالوا هو لئن يخل بغيرها أولى فيتركونه ولا يأخذوا منه شيئا.

الفائدة التي تليها: التمييز بين المتصدرين، نستفيد من قول ابن سيرين حينما قال فانظروا عمن تأخذون دينكم :أن المتصدرين لتعليم الناس كثر فأمرنا أن نميز بينهم وأن نفرق بينهم يقول خطيب :ليس كل من ادعى العلم أحرزه ـ أي أصابه ـ ولا كل من انتسب إليه كان من أهله. أهـ
فليس كل من تصدر للناس وتكلم بين أيديهم أهلا لأن يكون عالما وهذا دليل على أن المتصدرين على طبقات وأنواع فمنهم طبقة العلماء المجتهدين أهل الفتوى والمرجع في الموازن العامة ومنهم طلاب العلم ومنهم طبقة طلاب العلم الذين لم يبلغوا درجة العلماء ومنهم العوام الذين تعلموا شيئا يسيرا من العلم ثم تصدروا للخطابة والدعوة ومنهم طبقة لا يؤخذ منهم العلم أبدا.
فهذه الطبقات يجب أن تعرف ويجب أن نميز بينها ويجب أن نعلم ليس كل من تصدر للناس صلح لأن يفتيهم.
أخرج ابن عبد البر في الجامع عن مالك رحمه الله تعالى أنه قال :وجدت ربيعة يوما يبكي فقيل له ما الذي أبكاك أمصيبة نزلت بك فقال لا ولكن أبكاني أنه استفتي من لا علم له وقال ربيعة رحمه الله تعالى:لبعض من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السارق.

الفائدة التي تليها: من الذي يؤخذ منه العلم
يقول ابن عبر البر في الجامع: إنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز قال تعالى والفهم، فالذي يؤخذ منه العلم كما يؤخذ من أقوال أهل العلم من اتصف بالصفات التالية ومن توفرت فيه الشروط التالية:

أولا :أنه متبع لما جاء في الكتاب والسنة فلا يقدم الآراء ولا يقدم العقل ولا يقدم الواقعة أو السياسة أو غيرها من الأمور الأخرى على الكتاب والسنة فهو مبتدع.

ثانيا: أنه متقيد ومنظبط في فهم الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.

ثالثا :أنه ملازم للطاعة مجتنبا للمعاصي والذنوب.

رابعا: أنه بعيد عن البدع والضلالات والجهالات محذر منها.

خامسا: أنه يرد المتشابه إلى المحكم.

سادسا: أنه يخشى الله عز وجل.

سابعا: أنه من أهل الفهم والاستنباط.

وخلاصة هذه الأقوال أن نقول في العالم الذي يؤخذ منه العلم أنه من تعلم الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة مجتنبا للبدع وأهلها وللمعاصي وللذنوب هذا الذي يؤخذ منه العلم وتقييده بأنه على فهم سلف الأمة وعلى طريقتهم يدخل فيه الصفات المذكورة سابقا والأقوال المذكورة سابقا كيف نعرف العالم إن كان عاميا فإنه يسأل أهل العلم المعروفين من أمثال الشيخ الفوزان أو اللحيدان أو الشيخ السبيل أو الشيخ ربيع أو غيرهم من أهل العلم يسألهم عندنا رجل متصدر اسمه كذا وكذا هل نأخذ منه العلم أم لا ؟ هل يستفاد منه أم لا ؟ هذا كان دأب السلف كانوا يسألون عمن يتصدر لإفادتهم، أما إذا كان طالب علم وكان عنده تمييز فإنه ينظر إلى حاله كما سبق، ينظر إلى صلاته وسمته ينظر إلى أقواله ومنهجه، إن كان متابعا للكتاب والسنة وفهم سلف الأمة لزمه وإن كان رجلا مقدما للرأي معظما لأهل الأهواء والبدع يدل على كتبهم يجتنبهم ويجتنب هذا الرجل
وأذكر لكم مثالا رجل متصدر للتدريس سئل في درسه عن تفسير في ضلال القرآن لسيد قطب وانظروا إلى فتواه فإنه قال ملخصا لكلامه: سيد قطب عنده أخطاء وجاهل ولكنه فسر القرآن ووفق فيه توفيقا عجيبا يكاد يتفرد في أسلوبه في هذا العصر وعنده من تحقيق الإيمان وعنده وعنده وأثنى عليه.
طيب إذا كنت تقول أنت ـ وهذا الرجل الذي تكلم بهذا الكلام متخصص في قسم العقيدة فمثله لا يأبه يعرف أهل الأهواء والبدع ـ إذا كنت تقول إنه جاهل وأنه عنده أخطاء في العقيدة فكيف تدل الناس على كتبه وعلى قراءة كتابه؟ وقد مر معنا أن من تكلم في دين الله وهو جاهل أنه آثم أصاب أو أخطأ فكيف يدل الناس على هذا الكتاب؟ فلا شك أنه يجب يعني إذا رأينا مثل هذا الرجل أن نجتنبه وأن نبعد عن طريقه.

ثم الفائدة التالية: وهي من الذين لا يؤخذ منهم العلم، وهذه الفائدة كما يقال مع الفائدة السابقة من الذي يؤخذ منه العلم هي لب هذه الكلمة ولب هذه النصيحة والموعظة، فالذين لا يؤخذ عنهم العلم يتصفون أو يسمون بعدة أسماء فمنهم :
ممن لا يؤخذ منه العلم الجهال أو من لا يعرف بالطلب ويدخل في الجهال ومن لا يعرف بالطلب يدخل فيهم التائبون من المعاصي ويدخل فيهم علماء الطب والجيولوجيا والإعجاز العلمي وغيرها من العلوم الكونية فهؤلاء ليسوا بعلماء لم يتخصصوا في العلم الشرعي فلا يؤخذ عن أمثال هؤلاء العلم ولا يؤخذ عن أمثال هؤلاء تفسير الكتاب ولا شرح السنة
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: الجهل أصل كل فساد وكل ضرر يلحق العبد في دنياه و أخراه فهو نتيجة الجهل. اهـ

ومن الخطأ ظن بعض الناس أن الجاهل هو ذاك الذي لا يقرأ ولا يكتب فقط ولا شك أن هذا فهم قاصر إذا أن المراد بالجاهل في الأحاديث وفي آثار السلف، المراد بالجاهل كل من تكلم في دين الله بلا علم ولو كان يحسن العبارة ولو كان يدرس ولو كان يؤلف الكتب ولو كان خطيبا مفوها كما أن كلمة الجاهل تشمل أهل الأهواء والبدع هؤلاء هم الجهال الذين لا يؤخذ عنهم العلم كل من تكلم في دين الله بلا علم فهو من الجهال
أخرج أبو داود في السنن وغيره عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا جرح في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم احتلم فأمر بالاغتسال فاغتسل فمات فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم قتلوه قتلهم الله ألم يكن شفاء العي السؤال أي ألم يكن شفاء الجهل السؤال ومر معنا حديث عبد الله ابن عمرو إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
فالرؤوس الجهال هاهنا ليس المراد بهم من لا يقرأ ولا يكتب بل المراد بهم من تكلم في دين الله بلا علم ولو كان خطيبا مفوها أو مؤلفا أو كاتبا أو ناصحا أو واعظا
يقول مالك:لا تحمل العلم عمن لم يعرف بالطلب ولا بمجالسة أهل العلم
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عون أنه قال: لا يؤخذ هذا العلم إلا ممن شهد له بالطلب
وأخرج الخطيب في الفقيه عن عبد الله ابن إسحاق قال كان عبد الله ابن الحسن ابن الحسن ابن على بن أبي طالب قال كان يكثر الجلوس إلى ربيعة فتذاكروا يوما السنن فقال رجل كان في المجلس ليس العمل على هذا يرد السنة بأن العمل ليس عليها فقال عبد الله الهاشمي هذا قال أرأيت إن كثر الجهال حتى يكونوا هم الحكام أفهم الحجة على السنة فقال ربيعة أشهد أن هذا الكلام كلام أبناء الأنبياء.
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى: لا يجوز الأخذ عن الجهال ولو كانوا متعالمين ومعنى قوله ولو كانوا متعالمين أي متصدرين لتدريس الناس إذا كانوا جهالا لا يعلمون دين الله عز وجل هؤلاء إذا هم الجهال والجهال لا يؤخذ منهم العلم مطلقا ولو استفتوا ولا يرجع إليهم.
الصنف الذي يليهم أهل الأهواء والبدع ويدخل فيهم الخوارج والصوفية وكل الجماعات المعاصرة التي خالفت الكتاب والسنة مثل جماعة التبليغ أو جماعة الإخوان المسلمين
ومر معنا حديث عائشة حين قال صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم
وأخرج أحمد في المسند عن عقبة ابن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هلاك أمتي في الكتاب واللبن ـ وهذا حديث حسن إن شاء الله ـ قالوا يا رسول الله ما الكتاب واللبن قال يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل الله عز وجل ـ وهذه طريقة أهل الأهواء الذين يتبعون ما تشابه منه ـ ويحبون اللبن فيدعون الجماعات والجمع ويبدون ـ أي يكونون مع أهل البادية ـ
وأخرج الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى في الفقيه وغيره عن أبي أمية الجمحي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر
قال ابن المبارك :الأصاغر من أهل البدع

ومن أضرار أخذ العلم من أهل البدع :

أولا انغماس الآخذ عنهم في بدعتهم.

ثانيا: تعلق قلب الطالب بالمبتدع ومحبته له والمرء مع من أحب
ثالثا: فيه تكثير لسواد أهل البدع.

رابعا: فيه إغراء للعامة بصحة ما هم عليه.

خامسا: مجالسة المبتدع توجب الإعراض عن الحق.

سادسا: من جالس صاحب بدعة سلبت منه الحكمة.

قال ابن عبد البر: أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ ولا يعدون عند الجميع في طبقات الفقهاء وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه
وقال البغوي في شرح السنة :قد مضى الصحابة والتابعون وأتباعهم وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدعة ومهاجرتهم
وفسر بعض أهل العلم الأصاغر بطلاب العلم الصغار وهذا التفسير يصح إذا ترك طلاب العلم العلماء الكبار والتفوا حول طلاب العلم الصغار فإنه يكون من علامات الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر
وكان السلف يحثون طلاب العلن على أخذ العلم من العلماء الكبار وكانوا يتأدبون فلا يدرسون مع وجود علماء كبار إلا أن يأذن لهم العلماء الكبار بالتدريس
يقول مالك :ما درست و لا أفتيت حتى أذن لي سبعون عالما من أهل المدينة بالفتيا والتدريس وتدريس الصغار من طلاب العلم مقبول عند أهل العلم بشروط أو مراعاة الأمور التالية:

الأمر الأول: أن لا يعامل هذا الصغير معاملة العلماء الكبار
يعني بعض الشباب يعني يتلقون العلم من طالب علم صغير ويقدمون أقواله على العلماء الكبار وهذا خطأ، العلماء الكبار لهم منزلتهم وقدرهم وهذا طالب العلم يعامل بقدره وينزل منزلته وأيضا يجب أن يحذر وهذا بناء على ما سبق يجب أن يحذر من التعصب له وأيضا يجب على هذا المدرس من صغار طلاب العلم أن يتأدب بآداب العلماء وأيضا يجب عليه أن يستمر في طلب العلم يعني بعض الناس إذا تصدر للعلم وهو صغير يأنف ويستكبر أن يحضر دروس أهل العلم وهذا خطأ، يقول ابن المبارك وقد قيل له إلى متى تطلب العلم يقول حتى الممات إن شاء الله وقال الإمام أحمد أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر، وأيضا من الأمور التي ينبغي أن يراعيها أن لا يتسرع في الأحكام والفتوى
وأهل الأهواء والبدع لا يؤخذ منهم العلم مطلقا ولا يرجع إليهم.

وممن لا يؤخذ منهم العلم الفساق والمراد بالفساق أصحاب المعاصي وأصحاب الذنوب ولو كان عندهم شيء من العلم ولو كان عندهم كثير من العلم، فإن السلف كانوا يحذرون من الفساق لماذا ؟ لماذا لأن الفاسق لا يتورع أن يحل ما حرم الله وهو فتنة بفعله وحاله للناس
ولذلك قال سفيان اتقوا فتنة العابد الجاهل والعالم الفاجر ـ أي الفاسق ـ فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون، الناس لما تشوف إنسان متصدر للعلم حالق لحيته يحلقون لحاهم وإذا شافوا إنسان متصدر للعلم مسبل ثوبه أسبلوا ثيابهم واضح، إذا شافوا إنسان متصدر للعلم يفعل الفواحش يسمع الأغاني يفعلون مثله واضح، مثل ما نقل عن بعضهم أنه يسمع لأم كلثوم أو يسمع لمحمد عبد الوهاب وإنه كان يطرب بهذا السماع و يفكر بمصالح الأمة، هي مصالح الأمة الشيطانية وليست على السنة النبوية وهذا منقول عن جماعات في كتبهم وفي مجلاتهم.

يقول الشيخ صالح الفوزان حفظه الله تعالى: لا تأخذ دينك إلا عن عالم تقي قال تعالى إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ فخذ من العلماء الذين يخشون الله بشرطين أن يكون عالما وأن يكون يخشى الله ، فإن كان عالما لا يخشى فلا تأخذ عنه وإن كان يخشى الله لكنه ليس بعالم فلا تأخذ عنه . اهـ
وأيضا الفساق عند العلماء لا يؤخذ منهم مطلقا.

وممن لا يؤخذ منهم العلم المجهول ما الفرق بين المجهول وبين الجهال ؟ الجهال عرفوا بشيء من العلم لكنهم من عوام طلاب العلم لا يستحقوا أن يفتوا وأن يلتف حولهم الشباب وأن يدرسوا، لهم أن ينصحوا وأن يبينوا ما يفهمون وهو قدر يسير وأما أن يبينوا شيئا ما يفهمونه هذا لا يجوز هؤلاء الجهال، أما المجهول فهو إنسان لا يعرف أصلا
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :الكتيبات كثيرة وكثيرة أيضا من أناس مجهولين لا يعلم عنهم سابق علم ولا سابق فقه فيحصل فيها إذا خالفت الحق ضرر على العامة ولهذا أنا أنصح أن لا يتلقى من هذه الكتيبات إلى آخر كلامه رحمه الله
وأيضا ممن لا يؤخذ منه العلم أهل الرأي المحض المجرد عن الدليل.

وأيضا ممن لا يؤخذ منهم العلم فقهاء الواقع والحركيون السياسيون ودعاة الصحوة.
يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى: الاشتغال بالمحاضرات العامة والصحافة وبما يدور في العالم دون علم بالعقيدة ودون علم بأمور الشرع تضليل و ضياع ويصبح صاحبها مشوش الفكر لأنه استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير والله سبحانه وتعالى أمرنا بتعلم العلم النافع أولا قال تعالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وأما الاشتغال بواقع العصر أو فقه الواقع فهذا إنما يكون بعد الفقه الشرعي.

وهنا نقول ليست المناصب كالشهادات والدكاترة أو كون الإنسان قاضيا دليلا على أن صاحبها عالما، قد يكون عالما إذا توفرت فيه الشروط السابقة وقد يكون أجهل الجاهلين بل كما يقول الشيخ حماد الأنصاري أجهل من حمار أهله
طيب ما معنى هذا الكلام المعنى أن المنصب قاضي دكتور مثلا كذا وكذا عضو مجلس كذا عضو مجلس ما أدري ايش شكله عضو مجلس بلدية عضو مجلس شورى هذا ليس دليلا على أن صاحبه عالما وليس دليلا على أنه غير عالم.
بعض الناس يقول يا أخي هذا دكتور يا أخي هذا قاضي يا أخي هذا والله ما أدري ويش شكله هذا والله عضو مجلس ما أدري ايش لا كونه اشتغل في هذا المنصب قد يكون أهلا للعلم والفتوى قد يكون لا، انتبهوا الآن
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: المنصب والولاية لا يجعل من ليس عالما مجتهدا عالما مجتهدا ولو كان الكلام في العلم والدين بالولاية والمنصب لكان الخليفة والسلطان أحق بالكلام في العلم والدين وبأن يستفتيه الناس ويرجعوا إليه فيما أشكل عليهم في العلم والدين
إذا ليس المنصب من دكترة أو كونه قاضيا أو كونه عضو مجلس كذا هذا دليل على أن صاحبه عالما وإنما يوزن بميزان الشرع وفي مجلة الدعوة العدد 1957 في رجب عام 1425 مقالا عن أن الدكتوراة ليست دليلا على أن صاحبها عالم وفيها مقاطع وجمل اعتراضية أنا أبينها أو ألخصها الآن وهي عناوين جيدة منها أن الشهادات العليا لا تصنع العلماء وهذا صحيح ومنها ليس كل من نال شهادة الدكتوراة صدق عليه أنه عالم
أيضا من العناوين التي ذكرت في مجلة الدعوة أن الشهادات العليا مفاتيح للعلم وليس العلم ذاك وهذا أيضا صحيح وأيضا يقولون بعض الباحثين حصل على الماجستير والدكتوراة بالغش والاحتيال من الخارج هذا واضح أيضا ذالك أنهم يذهبون إلى بعض الباحثين من الضعفاء والمساكين فيقولون لهم اكتبوا لنا هذا البحث ونعطيكم عشرين ألف ثلاثين ألف وأنا والله أعلم عدة أشخاص كتبت لهم رسالة الدكتوراة والماجستير بالفلوس ما كتبوا فيها حرفا ولا راجعوا فيها كلمة بل حتى من الناحية اللغوية من الناحية قد يقال لك إشكال كذا فجوابك كذا أعدت لهم بهذه الصورة فمثل هذا يأخذ الدكتوراة ثم يتقلد منصب وهو جاهل ثم بجهله يريد أن يحكم على الناس فلذلك هي ظلمات بعضها فوق بعض لو كان أخذها بتقوى الله وبعلم لنفعته ولكن لما أخذها بجهل وضلال أضلته إلى آخر ذلك وبعضهم يأخذها بحقها لذلك لم تكن الشهادات دليلا
والشيخ الغديان نقل عنه بعض طلابه أنه قال الدكتوراة أول خطوة في طلب العلم وهذا صحيح لماذا ؟ انتبهوا يا إخوان، اللي يحضر الدكتوراة والماجستير ما يحضر العلم ككل في الماجستير يبحث مسألة وفي الدكتوراة يبحث مسألة ضاعت عليه قرابة ثماني سنين أو عشر سنين في هذه المسألتين غالبا ما يقرأ شيء إلا هذه المسائل هذا إذا بحث واضح ثم يتصدر للناس بجهله ما يعلم إلا هاتين المسألتين وهذا خطأ.
طيب الآن نسرع والباقي يترتب على ما سبق.

أيضا الخطباء كون الإنسان خطيبا ليس دليلا على أنه عالم قد يكون خطيبا عالما وقد يكون خطيبا على غير علم يقول ابن رجب : قد فتن كثير من المتأخرين بهذا ـ أي بتكثير الكلام ـ وظنوا أن من كثر كلامه وجداله وخصامه في مسائل الدين فهو أعلم ممن ليس كذلك إلى آخر كلامه في كتابه بيان فضل علم السلف على الخلف وهو كتاب مهم

أيضا ممن ينبغي التنبه لهم الوعاظ والمذكرون ليسوا بعلماء على الإطلاق قد يكون الواعظ والمذكر عالما وقد يكون جاهلا فكونه يذكر الناس ويوعظهم ليس هذا دليلا على أنه عالم فلا ينبغي أن نغتر بهم
يقول ابن الجوزي :متى كان الواعظ عالما بتفسير القرآن والحديث وسير السلف والفقه عرف الجادة ولم يخف عليه بدعة من سنة ودله علمه على حسن القصد وصحة النية ومتى كان قاصر العلم طالبا للدنيا لم ينفع غيره وضر نفسه.
وأيضا من الوعاظ والمذكرين القصاص كون الإنسان قاصا هذا ليس دليلا على أنه عالم، قد يكون عنده علم وقد يكون جهل
وقد كان السلف يحذرون من القاص لماذا ؟ لأن القصاص غالبا ما يأتون بالأحاديث الضعيفة والمكذوبة ولأن القصاص يشغلون الناس عن القرآن والسنة بالقصص ولأن القصاص غالبا ما يكونوا جهالا بالكتاب والسنة وهذا والله الذي نراه فإن الناس تقول لهم اسمع لابن باز ولابن عثيمين يقولون لك لا لا كلامهم مو حلو نسمع لفلان وفلان من الجهال والقصاص لماذا ؟ يقولون بن باز وابن عثيمين ما عندهم كلام حلو هادوك عندهم كلام حلو فنظروا رحمني الله وإياكم كيف فتنوا العامة ولذلك ينبغي على القصاص والمذكرين والوعاظ أن يتقوا الله عز وجل، والسلف كانوا يحذرون من القصاص يقول أيوب ما أمات العلم إلا القصاص إن الرجل ليجلس إلى القاص بردهة من دهره ـ أي فترة من الزمان ـ فلا يتعلق منه بشيء، وإنه ليجلس إلى الرجل العالم الساعة فما يقوم حتى يفيد منه شيئا ويقول أبو إدريس الخولاني: لئن أرى في طائفة المسجد نارا تقد ـ يعني تشتعل ـ أحب إلي من أن أرى فيها رحلا يقص ليس بفقيه، السلف كانوا يحذرون من القصاص الذين كانوا يشتغلون غالبا بالقصص الماضية واضح، أما قصاص اليوم يشتغلون بالقصص ايش ؟ الواقعية والقصص الواقعية فيها محذور من جهات

الجهة الأولى: أنه فيها إشاعة الفاحشة يذكرون قصص في الانتحار وفي الزنا وكيف ضحك على البنت لين شاعت الفاحشة بين المؤمنين والله نهى عن ذلك.

ثانيا: من المحاذير أن هذا صاحب القصة معروف عند بعض الناس فنشر قصته بين الناس فضيحة له.

ثالثا: فيه تعليق الناس بغير الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة وهذا ضلال عند العلماء.

رابعا: أن كثيرا من هذه القصص مكذوبة وليست حقيقية، من ذلك القصة المشهورة التي بنوا عليها أفلام وتمثيليات ومسرحيات قصة الرجل الذي دفن وجاء في قبره ثعبان عشان إنه ما يصلي زمان اللي ماتوا في عهد الإسلام دفنوا وما ظهر لهم ثعبان في قبورهم فهذه القصة باطلة عند أهل العلم وغيرها وغيرها من القصص وأيضا من القصص الآن أنه حفروا حفروا فسمعوا أصوات أهل القبور شوف كيف الدجل والكذب والباطل الذي يروجونه بين الناس وأيضا ذكر أهل العلم منهم ابن سيرين: أن من يكثر القصص الذين يكثرون القصص في مواعظهم هذه علامة من علامة من علامات الخوارج يقول ابن سيرين :أول من قص الخوارج وكذا قال غيره من السلف
وكذا المفكرون ليسوا من العلماء، يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى المفكرون ليس عندهم علم بالأحكام الشرعية وإنما عندهم ثقافة عامة لا تفرق بين صحيح وسقيم في العقيدة ولا تفرق بين بدعي وسني إلى آخر الكلام.
أيضا من أخذ عن الكتب ولم يأخذ عن العلماء مطلقا لا يؤخذ منه العلم يقول ابن يريد لا يفتي الناس الصحفيون
أيضا لا يؤخذ العلم من العباد وفي العباد نعلم أحاديث كثيرة من ذلك قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسا أفتاه مرة راهب وأفتاه مرة عالم فمن الذي أنجاه بعد الله عز وجل فتوى العالم وأيضا مر معنا حديث قتلوه قتلهم الله ألا سألوا إذ جهلوا، وقال صلى الله عليه وسلم إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب
وهنا ينبغي أن نتنبه ليس المراد بالعابد الجاهل المراد بالعابد من كان عنده شيء من العلم وتفرغ للعبادة أما اليوم عبادنا جهال إلا من رحم الله عز وجل عبادنا جهال نسميهم عباد لأننا نحن ما عندنا من العلم حتى نقيس العلم الذي عندهم وأيضا ينبغي أن نتنبه ليس القراء في كونهم حفظة لكتاب الله ليس هذا دليلا على أنهم أهل علم وفتوى يقول صلى الله عليه وسلم سيأتي على أمتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء ويقبض العلم
يقول الشيخ التويجري رحمه الله تعالى: قد ظهر مصداق هذا الحديث في زماننا فقال الفقهاء العارفون بما جاء عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وكثر الفقراء في الكبار والصغار والرجال والنساء بسبب كثرة المدارس وانتشارها والمراد بالقراء والله أعلم الذين يجيدون القراءة ويقرؤون ما يكتب لهم إلى آخر كلامه رحمه الله وهو كلام متين.

والفائدة التي تليها: يستوي في ذلك كله الحضور والقراءة والصحبة وأي نوع من أنواع التلقي
يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى :لا يجوز قراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يرد عليهم ويبين ضلالهم
ويقول الشيخ النجمي حفظه الله تعالى لا ينبغي لأهل السنة أن يحضروا محاضرات الحزبيين ولا دروسهم خوفا من الفتنة عليهم ولا ينبغي أن يقرأ كتب المبتدعة ولا يسمع قصصهم لأنهم يدسون السم في العسل كما يقال ومن لا يكون عنده أهلية كاملة فإنه ربما سمع شيئا لا يعرفه فيقع منهم ما يقع. انتهى كلامه حفظه الله

بعض الشبهات المثارة حول هذا الموضوع:
أورد بعضها

منها قولهم فلان سلفي العقيدة حركي المنهج فنأخذ منه العقيدة ولا نأخذ منه المنهج وهذه شبهة ساقطة لما يلي:
أولا أن القول بأن القول بأن المنهج غير الاعتقاد هذا قول ضعيف والصواب أن المنهج والاعتقاد شيء واحد أيضا لو فرقنا بين العقيدة والمنهج فهما متلازمان لا ينفكان فالمنهج تبع للعقيدة أيضا العقيدة ليست محصورة في أبواب مسائل الأحكام و الأسماء بل شاملة لكل أبواب الدين
أيضا لا فرق بين العقيدة والمنهج
يقول الشيخ الفوزان:الذين يحاولون جمع الناس مع فساد العقيدة واختلاف المنهج يحاولون محالا لأن الجمع بين الضدين من المحال إلى آخره.

وأيضا من الشبهات قول بعضهم الأمة بحاجة إلى دعاة وليست بحاجة إلى علماء نرد هذا بقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الواقع أن أمة الإسلام تحتاج إلى دعاة وتحتاج إلى علماء يغوصون في بحار العلم ويستخرجون كنوزه وجواهره إلى آخره .

وأيضا من الشبهات التي يثيرونها قول بعضهم إن العلماء المتصدرين في الساحة كلهم سلفيون وكلهم يؤخذ منهم الحق وهذه شبهة باطلة نردها من وجوه:
الوجه الأول: أن هذا قول من لا يعرف الواقع بل من لا يعرف التاريخ الإسلامي ولم يخبره، فقد وجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم منافقون وجد في عهد الصحابة الخوارج والقدرية والشيعة.

ثانيا: أن من قال بعض الدعاة إن عندهم أخطاء وبدع وضلالات وأثبت ذلك بالحجة والبرهان وجب قبول قوله وحرم رد الحق لمجرد الهوى
ثالثا: لو كان الدعاة على الحق والسنة فلم هذا الاختلاف ولماذا هذا التفرق والتناحر فهل الحق ينتج عنه هذا التفرق والتناحر ؟ وإذا كان الدعاة هؤلاء على الحق فلماذا يحذرون هم وأتباعهم من أهل السنة ويصفونهم بأوصاف تنفيرية خذ على سبيل المثال ( علماء حيض ونفاس، عملاء، علماء مناصب، مداهنون، مباحث، مداخلة، جامية ).

رابعا :أننا نظرنا فيمن تكلم هي هؤلاء الدعاة إذا هم علماء سنة وعلماء سلفيون وعلماء مأمونون وعلماء مرضيون عند الناس ابن باز، ابن عثيمين، الألباني، الجامي، الشيخ مقبل الوادعي رحمهم الله جميعا والشيخ عبد العزيز آل الشيخ والشيخ الفوزان والنجمي وشيخ ربيع المدخلي وغيرهم حفظهم الله فهل هؤلاء العلماء تكلموا في دعاة السوء من باب الحسد والغيبة والحقد أم أنه من باب التحذير من دعاة الفتنة والضلالة ؟ لا شك أنه من باب التحذير من دعاة الفتنة والضلالة.

إذاً خلاصة هذه المحاضرة في كلمتين مجملتين هما ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم )
من يؤخذ منه العلم ومن لا يؤخذ منه العلم وفي هذا القدر كفاية وأسأل الله عز وجل أن ينفعني وإياكم بما سمعنا وأن يرزقنا العمل بما قلنا وأن يجعلنا من أتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وأن يصرفنا عن البدع وأهلها وأن يوفقنا لإتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين و صلى الله عليه وسلم على نبينا محمد

تم الانتهاء من تفريغها وتنسيقها يوم الثلاثاء 5 محرم 1427هـ

رد مع اقتباس