عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 16 Jan 2020, 07:12 PM
علي بن السيد الوصيفي علي بن السيد الوصيفي غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Mar 2019
المشاركات: 2
افتراضي جوابي عن جواب عبد المجيد جمعة في نسبته لشيخ الإسلام أنه يقرر عقيدة أهل السنة بكلام الأشاعرة



جوابي عن جواب عبد المجيد جمعة في نسبته لشيخ الإسلام أنه يقرر عقيدة أهل السنة بكلام الأشاعرة:

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه؛ ثم أما بعد:

فجوابًا على ما ورد في جواب جمعة في هذه الرسالة أقول:

· أن شيخ الإسلام يعدُّ الأشاعرة من المتكلمة ..

· وقد قرَّر أن أصول الأشاعرة مستخرَجة من المعتزلة

· وأكَّد أن الأشاعرة متناقضون في العقليات و النقليات في مواضع كثيرة من كتبه

ولكنه كان يقول أنهم أقلُّ فسادًا من الفلاسفة وأقرب من غيرهم لأهل الحديث.

والذي يدَّعي أن شيخ الإسلام يقرِّر كلام الأشاعرة على الإطلاق إما جاهل بعقيدة أهل السنة أو أنه جاهل بعقيدة الأشاعرة.

· ولا يخفى أن أئمة أهل السنة كانوا يبدِّعون الأشاعرة بسبب الكلام النفسي وتأويل الصفات ونفي أفعال الله الاختيارية ومسائل الايمان والقضاء والقدر وأعمال العباد ونفي التأثير وشروط النبوة والتحسين والتقبيح .. الخ

فأيُّ تقرير أراده هذا المعارض.

فالأشاعرة أخذوا من الجهمية والمعتزلة والكلاَّبية ولم يأخذوا من آخر مراحل أبي الحسن الأشعري .. حين أقرَّ بعقيدة الإمام أحمد بن حنبل على الإجمال دون التفصيل وهذا هو الذي قرَّره شيخ الإسلام، أما خلاف ذلك فلا.

· أما قول المذكور وقد كان شيخ الإسلام ينقل كلام كبار الأشاعرة والصوفية في تقرير اعتقاد أهل السنة .. الخ
فهذا لم يوفَّق للصواب من عدة جهات
الأولى: أن تقرير الاعتقاد لا يكون إلا بالكتاب والسنة والإجماع لا بمذهب خاص ولا بقول عالم وهذا هو الأصل الذي كان عليه السَّلف أهل الحديث
الثانية: أن ذكر كلام الصوفية والأشاعرة ليس من باب تقرير الاعتقاد إنما هو من باب إلجام الخصم بمن قلَّده من الأئمة كما كان شيخ الإسلام يردُّ على مؤولي الصِّفات الذاتية الخبرية- الوجه والسمع والبصر واليد ... الخ من متأخري الأشاعرة بكلام أوائل الأشاعرة المثبتين لها ..
وكذلك من باب إظهار تناقض الأشاعرة في النقليات والعقليات ..
وكذلك من باب الترجمة لهم .. أما في باب الرد على المخالف فقد بيَّن شيخ الإسلام حقيقة تأثُّرهم بالمعتزلة والفلاسفة وبيَّن كذلك أنهم فتنوا الأمة ولا زالت كتبهم فتنة لها.
الثالثة: أنه لا ينبغي في باب الرد عليهم ذكر الثناء عليهم فيما وافقوا فيه أهل الحديث والأثر ولا سيما أنهم أنكروا أن يكون هناك إلهٌ يُعبَد فوق العرش، وقالوا بالكلام النفسي وأنكروا الصفات الفعلية وأصَّلوا في دليل حدوث العالم وقدم الصانع أصولا تنتهي إلى نفي صفات الله تعالى بل ونفي وجوده .
الرابعة: أن أئمة السلف الأولين لم يذكروهم إلا بما ابتدعوا تحذيرًا لعامة الناس منهم ومنهم من بدَّعَهم ومنهم من لَعَنَهم..
الخامسة: أن كلام المثبتين لبعض عقائد أهل السنة قليل بالنسبة لما أنكروه .. وما أثبتوه قد يكون بطريق عقليٍّ وهو عندهم مقدَّم على الشرع.
وقد يكون في إثباتهم لغط لا يُقصَد منه موافقة أهل السنة .. فمن المعلوم أنهم أنكروا الاستواء على العرش بعلة التحيُّز والجهة ومنهم من أثبته ولكنه لم يجعله من فعل الله تعالى إنما جعله من فعل العرش.
ومعلوم أنهم أنكروا علوَّ الله تعالى على المخلوقات بعلة اقتضاء ذلك التجسيم، ومنهم من أثبته ولو لازمه التجسيم فليحذر من ذلك..
السادسة:أن باب التراجم قد يقتضي ذكر الجهود المشكورة لعامة أصحاب الفرق في نصرة الإسلام والردِّ على الجهمية والكفار المليين ولكن ليُعلَم بجوار ذلك أن تلك الفرق نقلت جميع الشبهات المثارة حول الإسلام لأعداء الإسلام ليحاربوا بها المسلمين ..
السابعة: أن كثيرًا من الأئمة الذين ملكوا أدوات النظر وكانوا أقرب إلى أهل الحديث من غيرهم فشأن هؤلاء اذا أخطأوا يختلف عن المتصدِّرين الأميين الذين سبُّوا السلف وأهل الحديث وانحازوا في شقٍّ مغايرٍ لهم .. فأخطاء الائمة لا تجعلهم فجَّارًا ولا فسَّاقًا وإن كانوا أخطأوا في المسائل العلمية والعملية .. وصدق شيخ الإسلام حيث قال: " ومن جعل كل من اجتهد وأخطأ مذمومًا معيبا فهو مبتدع ضال" .
فلا تحتجَّ أيها المعارض بكلام شيخ الإسلام فلست متوافقًا معه حتى تتكلم بكلامه.
نسأل الله التوفيق لسائر المسلمين وأن يؤلف بين قلوبهم ويذهب وحر الصدور عنهم ويمسك ألسنتهم عن السب والطعن واللمز في إخوانهم المسلمين .. والله ولى التوفيق.


كتبه : علي بن السيد الوصيفي

ليلة الخميس 21 جمادى الأول 1441

الصور المرفقة
 

التعديل الأخير تم بواسطة أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي ; 19 Jan 2020 الساعة 03:28 PM
رد مع اقتباس