عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19 May 2016, 11:31 AM
أبو سهيل محمد القبي أبو سهيل محمد القبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 207
افتراضي تعاهدوا زيارة العلماء

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النّبي المصطفى، وعلى آله وصحبه، ومن على آثارهم سار واقتفى، أما بعد:

فهذا أثرٌ عن صحابي جليل، أسوقه إليكم، يُبرز حرصَ سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى، على تعاهد زيارة العلماء والأفاضل ورؤيتهم، بل يُبيّن كذلك حرصَ الأباء على توجيه أبنائهم للعلماء.
وهذا قطعا لدابر هؤلاء الذين ينكرون على السلفيين زيارة العلماء الأفاضل ورؤيتهم، متهمين إياهم بالتعصب والغلو.

فقد روى الإمام الترمذي في سننه وغيره عن حذيفة قال: سألتني أمي متى عهدك؟ ـ تعني بالنبي صلى الله عليه وسلم ـ فقلت: ما لي به عهد منذ كذا وكذا، فنالت مني فقلت: لها دعيني آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال من هذا؟ حذيفة قلت: نعم قال: ما حاجتك غفر الله لك ولأمك .. الحديث. [ صحيح سنن الترمذي للألباني ]

فهذه أم حذيفة رضي الله عنها تنصح ابنها بأن يتعاهد زيارة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليزداد به إيمانا وحبّا وانشراحا، فلمّا أطال حذيفة رضي الله عنه الغياب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نالت منه وغضبت عليه، وأسمعته كلاما جارحا.

وفي هذا المعنى يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله: " ...وكنا إذا اشتد بنا الخوف، وساءت منا الظنون، وضاقت بنا الأرض، أتيناه ـ أي شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ـ، فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كله، وينقلب انشراحاً وقوة ويقيناً وطمأنينة " [ الوابل الصيب: ص: 48 ]

هذه ذكرى، والذكرى تنفع المؤمنين، نسأل الله تعالى أن يحفظ علماءنا، وينفعنا بعلمهم ونصائحهم وتوجيهاتهم.

رد مع اقتباس