عرض مشاركة واحدة
  #93  
قديم 03 Nov 2010, 07:07 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي



78ـ وسئل فضيلة الشيخ: ما حكم الاجتهاد في الإسلام؟

فأجاب قائلاً: الاجتهاد في الإسلام هو: بذل الجهد لإدراك حكم شرعي من أدلته الشرعية.

وهو واجب على من كان قادراً عليه؛لأن الله ـ عز وجل ـ يقول: (( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) (النحل: الآية43). والقادر على الاجتهاد يمكنه معرفة الحق بنفسه ولكن لابد أن يكون ذا سعة في العلم واطلاع على النصوص الشرعية وعلى الأصول المرعية، وعلى أقوال أهل العلم لئلا يقع فيما يخالف ذلك، فإن من طلبة العلم من لم يدركوا من العلوم إلا الشيء اليسير، ثم ينصب نفسه مجتهداً فتجده يعمل بأحاديث عامة، لها ما يخصها أو يعمل بأحاديث منسوخة لا يعلم ناسخها أو يعمل بأحاديث أجمع العلماء على أنها على خلاف ظاهرها ولا يدري عن إجماع العلماء ومثل هذا على خطر عظيم.

فالمجتهد لابد أن يكون عنده علم بالأدلة الشرعية وعنده علم بالأصول التي إذا عرفها استطاع أن يستنبط الأحكام من أدلتها وعلم بما عليه العلماء لئلا يخالف الإجماع وهو لا يدري فإذا كانت هذه الشروط في حقه موجودة متوافرة فإنه يجتهد ويمكن أن يتجزأ الاجتهاد بأن يجتهد الإنسان في مسألة من مسائل العلم فيبحثها ويحققها ويكون مجتهداً فيها أو في باب من أبواب العلم كأبواب الطهارة مثلاً يبحثه ويحققه ويكون مجتهداً فيه .

* * *

79ـ سئل فضيلة الشيخ : هل يجب التقليد لمذهب معين أم لا ؟

فأجاب قائلاً: نعم، يجب التقليد لمذهب معين وجوباً لازماً؛ لكن هذا المذهب المعين الذي يجب تقليده مذهب الرسول -صلى الله عليه وسلم- ؛ لأن الذي ذهب إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- واجب الاتباع، وهو الذي به سعادة الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) (آل عمران:31)

وقال -تعالى- : (( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) (آل عمران:132) فهذا هو المذهب الواجب الاتباع بإجماع أهل العلم وأما غير هذا المذهب فإن اتباعه ضائع إذا لم يتبين الدليل من خلافه فإن تبين الدليل بخلافه فاتباعه محرم .

حتى قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ من قال : " إن أحداً من الناس يجب طاعته في كل ما قال ، فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأن في ذلك طاعة غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" وصدق ـ رحمه الله ـ لا أحد من الناس يجب أن يؤخذ بقوله مطلقاً إلا النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه يجب الأخذ بقوله ، وقد قال -صلى الله عليه وسلم- : (( اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر (( (1). وقال : (( إن يطيعوا أبابكر وعمر يرشدوا )) (2).


------------------
(1)- أخرجه الترمزي كتاب المناقب وابن ماجه في المقدمة.

(2)- مسلم كتاب المساجد ، باب قضاء الصلاة الفائتة .





رد مع اقتباس