عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21 Oct 2019, 03:48 PM
أبو سّلاف بلال التّمزريتي أبو سّلاف بلال التّمزريتي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
الدولة: الجزائر
المشاركات: 94
افتراضي الخانِقة في هجاء المفرِّقة (قصيدة)

«الخَانِقَةُ في هجاء المفرِّقة»

حارت بيوتُ المفسدين قِفاراَ ***لا مدَّ ربِّ عيشهم أعمارا
إنَّ المفرّق مفسد متهورٌ *** في سوق شرٍّ قابعٌ سمساراَ
خطب الضّلالة جاحداً لمهورها *** ذاك السّفاح بعينه وجهارا
خاضوا حروباً ضرّموها تعدّيا *** قد جنّدوا لوقودها الأغماراَ
وشرورهم قد دبّروها تستراً *** ولهم فضائحُ أَهْتَكَتْ أستارا
ولهم كلامٌ باطل وتخرّصٌ *** وكخائن يرمي الفرى غدّارا
ولهم مجالسُ مظلمات في الخفا *** خوف الفضيحة للبيان حِذارا
تهموا شيوخاً بالتّأكل دعوةً *** أين الرجاء من الإله وقارا؟!
يرمون إفكاً زورهم وشرورهم *** وتعمّدوا في مكرهم إسراراَ
حاكوا خيوط العنكبوت ببهتهم*** ليل الهوى قد صيّروه نهارا
ركبوا التّعصب منهجا ومطيّة*** وتقمّصوا لشرورهم أدواراَ
كسبوا المهانة والجروح تتابعاً *** قد أُورثوا بعد المعزَّة عارا
وسبيلُ حقٍّ ضيّعوه تفلسفاً*** بابُ النّصيحة دمّروه دمارا
عَقَلُوا فهوماً بالتّعصب والعمى *** قد صيّروهم سِيْقَةً وأُسارى
إنّ المطالب بالدّليل لديهمُ*** سمجٌ سفيه صيّروه حمارا
ورموا شيوخاً بالعيوب كثيرةٍ *** وأتوا شروراً شيّخوا الأغمارا
رجعوا حيارى لا دليل يقودهم*** لا يعرفون لدى الكلام قرارا
خطّوا بليل أمرهم وتستروا ***قد ضارعوا بفعالهم أشراراَ
فئران حقل قارضاتٌ فريةً*** وتحمّلوا بشرورهم أوزاراَ
ولهم فحيحٌ كالأفاعي مقزّزٌ*** ولحربهم قد لفّقوا الأخبارَا
قد جرّموا أعلامنا بظنونهم*** بل قد أصّروا في الفرى إصراراَ
ولقد رموا بأفيكة مَمْجُوجة*** أنّ «الرّبيع» ملقنٌ وُيدَارى
وربيعنا أنْ قد لغى بكبيرة*** وبتوبة قد ألزموه جِهاراَ
و«عُبيد» حقٍّ عيّبوه بخِلْقةٍ*** أن ليس يبصرُ ألبسوه شناراَ
وتظاهروا عند الجموع بأنّهم*** قد أبعدوا بفعالهم أخطاراَ
وشيوخنا في المكرمات مقامهم*** ويثيبهم في جنّة أنهارا
يهدون جيلا قد تشرّب شبهةً *** كرمٌ وحلمٌ نابذوا الإقتارا
وفعالهم في الباقيات شهودهم *** وتلفّعوا للصالحات دثارا
ولقد دعوا أقطابكم لتناصحٍ *** فتنكبوا عند النداء فراراَ
أنفوا الإجابة والقبول تغطرسا *** وتعنّتوا واستكبروا استكبارا
علماؤنا أفعالهم محمودةٌ *** وفعالكم في المرديات خساراَ
والشيخ «ماضي» للملبّس مفحم*** ألقى على أفواهكم أحجارا
ولقد كذبتم كذبة منتوتةً *** وحبالكم في المخزيات قِصاراَ
وشيوخنا في الواضحات كلامهم*** وسبيلهم للبيّنات نهارا
ووزيركم في المهلكات صنيعه *** و«زهيركم» مُتَهَوِّك واحتارا
معتوهكم جيجيكُ وبويرانكم ***نحروا دليلا ظلّموا الأنوارا
لعبوا بدين واضحٍ بأصوله *** ولـ «قبة» قد وجّهوا الزوّارا
ولقد نسجتم للجنون خيوطه *** وبنيتمُ تهميشكم أسواراَ
وضرمتمُ نار العداوة بالفرى *** وصببتمُ زيت العَدا أطوارا
وظننتمُ أنّ الجموع أدلةٌ*** ومكرتمُ بفعالكم كُبّارا
وقتلتمُ بالجهل أنفسكم عمى *** ولدى الخصومة صرتمُ فجّارا
وفضحتمُ لدسيسة بنفوسكم *** أجريتمُ نهر الفرى مدراراَ
ولقد جريتم كالنساء تباكياً*** فلتلبَسوا والحال تِيك خِمارا
لستم رجالاً والرجولة مَحْتِدٌ*** ووجوهكُم فلتلبسوها ستارا
وفرقتمُ بين الحبيب وحبِّه*** وهدمتمُ للثابتين ديارَا
وأبحتمُ أعراضنا بلسانكم *** وهدرتمُ لحقوقنا إهدارا
إنّ السّلام محرّم في دينكم *** أصبحتمُ بخَلاَقِكم شُطّاراَ
فلقد فُضحتم في المجامع جهرةً*** ولقد نجا من قدّم الأعذارَ
وسلكتمُ سُبْلَ الغواية عنوةً*** ولقد ثَمِلْتُم بالهوى إكثاراَ
هذا هجائيَ حنظلٌ في طعمه *** أقضي به في هجوهم أوطارا
لأذب عن حقّ الدّيانة راجيا*** عفوا كثيرا سيله مدرارا
وبحمد ربي خاتما لهجائهم*** يهدي المُضلَّ ويُفهم المحتارا
يا ربُّ واغفر زلّة في قولتي*** منك التّفضل فاستر الأبراراَ
صلّى الإله على النّبي محمد ***ما لاح نجم في السّما أو دارَا


بقلم:
أبي سُلاف بلال التّمزريتي –غفر الله له-
ليلة الأربعاء 03 صفر 1441هـجري
المــــــوافــــــق لـــــــــــ 02 أكتوبر 2019 نصراني

رد مع اقتباس