عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 24 Aug 2019, 08:02 PM
أم عكرمة أم عكرمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
المشاركات: 234
افتراضي

قال الصحفي:
" وأشار عبد المقصود إلى أنه طالما الموضوع فيه خلاف
فمن أراد أن يستمع إلى الموسيقى فليستمع طالما أنه مقتنع بأنها حلال،
ومن أراد أن يعرض عنها فليعرض، طالما اقتنع بحرمتها،
وفي كل الأحوال يجب ألا تفرض رأيك عليّ، وتسمعني ما لا أريد سماعه".


أقول:
فأين تضع آيات وأحاديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذين هما مناط خيرية هذه الأمة؟
أين تضعها إذا كنت تكره وتأنف أن تسمع ما لا تريد وترى أنه من فرض الرأي؟

ثم هل هذه الحرية مستمدة من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومن منهج السلف؟
أو هي مستمدة من الديمقراطية المحاربة للإسلام؟ ومن دعوات التحرر الأوربية،
ولا سيما من العقائد والأصول والقيم الإسلامية؟ هذه الحرية التي
تسيطر على كثير من المنتسبين إلى الإسلام الذين أسلموا أنفسهم وعقولهم إلى الأفكار والمبادئ الغربية المحاربة للإسلام.

فعلى سياق قول محمد عبد المقصود هذا قد يقول من يسير على هذا المنهج:
فطالما في موضوع المتعة خلاف فمن أراد أن يستمتع بمن شاء من النساء فليستمتع،
ومن شاء أن لا يستمتع فله ذلك.

وطالما أن في صفات الله تعالى اختلافاً فمن أراد أن يعطل فليعطل طالما وهو مقتنع بالتعطيل،
ومن أراد أن يشبه صفات الله بصفات خلقه فليشبه طالما وهو مقتنع بالتشبيه،
ولا يجوز لمن يثبت صفات الله على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه
ولا تمثيل لا يجوز لمن هذا حاله من هؤلاء المثبتين أن يعترضوا على أولئك المعطلين والمشبهين،
ولا يجوز لهم أن يسمعوا هؤلاء المعطلين والمشبهين ما لا يريدون أن يسمعوه
من الآيات القرآنية الكثيرة والأحاديث النبوية الكثيرة الصريحة الدلالة
في إثبات صفات الكمال والجلال لله ذي العظمة والجلال.

وقل مثل ذلك في مسائل دعاء غير الله والذبح لغير الله، وتشييد القبور على الأولياء وغيرهم؛
لأن هذه مسائل خلافية، مشهورة الخلافات فيها، فلا يجوز -على هذا الأصل-
لدعاة التوحيد أن يعترضوا على القبوريين ولا أن يُسمعوهم ما لا يريدون من الآيات القرآنية
والأحاديث النبوية التي تدين هذه الشركيات والخرافات.

لأن هذه الاعتراضات والاستدلالات تنافي هذه الحريات الشخصية التي تنادي بها الديمقراطية،
وينادي بها دعاة التحرر من الأوربيين والليبراليين والعلمانيين.

وعلى كل فالقناعة الشخصية هي الأصل والميزان لقبول الأقوال ورفضها،
يسير عليها كثير ممن يلبس لباس السلفية إلى جانب أصول أخرى هي بدورها موازين
للقبول والرفض في كثير من الميادين.


أما أهل الحق فميزانهم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-،
فبنصوصهما يأخذون ويقبلون، وبنصوصهما يردون وينكرون.




وقال في آخر المقال :
وبالجملة فمفاسد هذا السماع في القلوب والنفوس والأديان أكثر من أن يحيط به العدُّ" انظر "تحريم آلات الطرب" (ص172-174).

وأخيراً أقول:

إن على محمد عبد المقصود وغيره ممن يسمون أنفسهم بالسلفيين،
ويقعون في مخالفات جسيمة مضادة لمنهج السلف وأصوله الراسخة عليهم
أن يتوبوا إلى الله من هذه المخالفات توبة نصوحاً،
وأن يلتزموا منهج السلف الصالح التزاماً صادقاً ظاهراً وباطناً،
وأن يكون لهم ممن يخالف هذا المنهج مواقف سلفية على غرار مواقف السلف
التي لا يخافون فيها لومة لائم.


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه ربيع بن هادي عمير المدخلي


14/3/1433هـ

[من أباطيل محمد عبد المقصود المصري]



ولتحميل المقال

رد مع اقتباس