عرض مشاركة واحدة
  #66  
قديم 17 Feb 2015, 09:23 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: { قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)}.

1- الفارِض: المُسِنَّة. وقد فَرَضَت تَفْرض فُرُوضًا، أيْ: أسَنَّت، ويقال للشَّيء القديم: فَارِضٌ ، قال الرَّاجز :

شَيَّبَ أَصْدَاغِي فَرَأْسِي أَبْيَضُ *** مُحَاِمل فيها رِجَالٌ فُرَّضُ

يعني: هَرْمَي.
وقال خُفافة بن نُدبة السُّلمي: من الطويل

لَعَمري لَقَد أَعطَيتَ ضَيفَكَ فارِضاً *** تُساقُ إِلَيهِ ما تَقومُ عَلى رِجلِ

أي: قديمًا، ويُروى: لَعُمْرُك ... وَ: ضَيْفَكَ ...

وقال آخر: من الرجز

يا رُبَّ مَوْلىً حاسِدٍ مُباغِضِ *** عليَّ ذِي ضِغْنِ وضَبٍّ فارِضِ


له قُروء كقُروء الحائِضِ
أي: قديم.

2- البِكْرُ: الأول من الأولاد، قال الكُمَيت بن زيد الأسدي: من الرجز

يا بِكر بِكْرين ويا خِلْبَ الكبِد *** أصبحت مني كذراع في عَضُدْ


والبِكر – أيضا - في إناث البهائم وبني آدم: ما لم يَفْتَحِلْه الفحل، وهي مكسورة الباء، وبفتحها: الفتي من الإبل.

3- العَوَانُ : النَّصَف التي قد ولدت بطنا أو بطنين، وهي أقوى ما تكون من البقر وأحسنه ، بخلاف الخيل، قال أمية بن أبي الصّلت يصف فرسًا: من الطويل

كُمَيتٍ بَهيمِ اللَونِ لَيسَ بِفارضٍ *** ولا بِخَصيفٍ ذات لَونٍ مُرَّقَمِ


ويُروى: ... مُخصّف، فَرَس أَخْصَف: إذا ارتفع البَلَقُ (وهو السواد والبياض) من بطنه إلى جنبه.
وقال مجاهد: العَوَان من البقرة: هي التي قد ولدت مرة بعد مرة، وحكاه أهل اللغة.
وحَرْب عَوَان: إذا كان قبلها حرب بكر، قال زهير بن أبي سلمى: من الطويل

إِذا لَقِحَت حَربٌ عَوانٌ مُضِرَّةٌ *** ضَروسٌ تُهِرُّ الناسَ أَنيابُها عُصلُ

أي: لا هي صغيرة ولا هي مُسِنَّة، أي: هي عوان، وجمعها "عُون" بضمِّ العَيْن وسكون الواو، وسُمِع: "عُوُن" بضمِّ الواو كرُسُل. وحكى الفراء: من العَوَان عَوَنْتُ تَعْوِينَا.

فائدتان:

1- قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله: " قوله تعالى : {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} في هذا دليل على جواز النَّسخ قبل وقت الفعل، لأنهَّ لمَّا أمر ببقرة اقتضى أيَّ بقرةٍ كانت، فلمَّا زاد في الصِّفة نَسخَ الحكم الأوَّلَ بغيره" اهـ.
2- قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله: "قوله تعالى : {فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ} تجديد للأمر وتأكيد وتنبيه على ترك التَّعنُّت فما تركوه، وهذا يدلُّ على أنَّ مُقتَضَى الأمرِ الوُجُوبُ كما تقول الفقهاء، وهو الصَّحيح على ما هو مذكور في أصول الفقه، وعلى أنَّ الأمر على الفور، وهو مذهب أكثر الفقهاء - أيضا -" اهـ.

******

رد مع اقتباس