عرض مشاركة واحدة
  #65  
قديم 14 Feb 2015, 01:02 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)}.

1- النَّكال: العقوبة، وقال ابن دُرَيْد: والمَنْكَلُ الشيء الذي يُنَكِّل بالإنسان، قال رياح الهُذَلي: من الرَّجز

وارْمِ على أقفائهم بمَنْكَلِ *** بصخرة أو عُرْضِ جيشٍ جَحْفَلِ
ويُروى: فارم ...

وقال في "اللسان" (نكل): "والنَّكال والنُّكْلة والمَنْكَل: ما نَكَلْت به غيرك كائناً ما كان...
ونَكِل الرَّجل: قَبِلَ النَّكَالَ، عن ابن الأَعرابي، وأَنشد: من الرجز

فاتَّقُوا اللهَ وخَلُّوا بَيْنَنَا *** نَبْلُغِ الثَّأْرَ، ويَنْكَلْ مَنْ نَكِلْ

وإِنه لَنِكْلُ شَرٍّ، أَي: يُنَكَّل به أَعداؤه" اهـ.

فائدة:

قال أبو عبد الله القرطبي رحمه الله في قوله: { قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا}: " وقرأ الجَحْدُرِيّ: "أَيَتَّخِذُنَا" بالياء، أي: قال ذلك بعضهم لبعض، فأجابهم موسى عليه السلام بقوله : {أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}: لأنَّ الخروج عن جواب السَّائل المُسترشِد إلى الهُزْء، جَهْلٌ، فاستعاذ منه عليه السلام، لأنَّها صفة تنتفي عن الأنبياء، والجَهْلُ نقيض العِلم، فاستعاذ من الجهل، كما جهلوا في قولهم :{أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا } لمَنْ يخبرهم عن الله تعالى، وظاهر هذا القول يدلُّ على فساد اعتقاد مَنْ قاله، ولا يصِحُّ إيمان من قال لنبيٍّ قد ظهرت معجزته، وقال: إنَّ الله يأمرك بكذا: أتتخذنا هزؤا ؟ ولو قال ذلك اليومَ أحدٌ عن بعض أقوال النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لوَجَبَ تكفيره" اهـ.

******

رد مع اقتباس