عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24 Mar 2018, 07:45 AM
أبو همام عبد القادر حري أبو همام عبد القادر حري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 102
افتراضي الثبات على السنة .

بسم الله الرحمن الرحيم

الثباتُ على السُنَّة

[فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ]

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتَّقين ولا عدوان إلا على الظَّالمين:
[حكم العالم لا يجعل المحقَّ مبطلاً ولا المبطل محقًّا ]

- أخرج البخاري في صحيحه عَنْ أمِّ سَلَمَةَ رَضي الله عَنْهَا: أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إنَّمَا أنا بَشَرٌ، وَإنكُمْ تَخْتَصِمُونَ إليَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ يَكُونَ أَلحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِي نَحْو مَا أَسْمعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخيهِ شَيْئاً ، فَلا يَأْخُذْهُ، فَإنَّمَا أقْطَعُ لَهُ قِطعَةً مِنَ النَّارِ".

[ المؤمن لا يبيعُ دينه بالدّرهم والدِينار ]

- كَانَ المَأْمُوْنُ يُجْرِي عَلَى عَفَّانَ بن مُسْلِم الصَّفَّار كُلَّ شَهْرٍ خَمْسَ مائَةِ دِرْهَمٍ -,فَلَمَّا دَعَوهُ إلى القولِ بخلقِ القرآنِ ، وقَرؤوا عليه كتاب المأمون وقيلَ له مَا تَقُوْلُ؟ فَقَرَأَ :{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} حَتَّى خَتَمَهَا.فَقال: أَمَخْلُوْقٌ هَذَا ؟
فَقَيلَ: يَا شَيْخُ! إِنَّ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ يَقُوْلُ: إِنَّكَ إِنْ لَمْ تُجِبْهُ إِلَى الَّذِي يَدْعُوكَ إِلَيْهِ، يَقْطَعْ عَنْكَ مَا يُجرِي عَلَيْكَ. فَقالَ: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُم وَمَا تُوْعَدُوْنَ} [الذَّارِيَاتُ: 22]. [سير أعلام النبلاء للذهبي ص244ج10 – ط الرسالة]وفي [تاريخ دمشق(12/ 271)]: فلمَّا رجعَ إلى داره عذَلَهُ نساؤهُ, ومن في داره , وكان في داره نحو أربعين إنساناً , فدقَّ عليه داقٌّ البابَ, فدخل عليه رجلٌ مَعهُ كيس فيه ألفُ درهمٍ, فقال: يا أبا عثمان ثبَّتك الله كما ثبتَّ الدِّين, وهذا في كل شهر.

[ لا يُعرف الرّجال إلا بعد البلاء ]:
كما قال صلى الله عليه وسلم:"ولمنِ ابتليَ فصبرَ فَواهَا " قال بشر الحافي: أُدخِل أحمدُ في الكير فخرج ذهباً أحمر .

–وتاريخ الأمَّة يزخر بأمثلة كثيرة في ثبات أئمّة الهدى على السُنَّة وعدم مبالاتهم بما ينجرُّ عن ذلك من تضييق في الرِّزق,أو سجنٍ أو تعذيبٍ. وتأمّل حال البويطي :
- قَالَ الرَّبيعُ بنُ سُلَيْمَانَ: لَقَدْ رَأَيْتُ البُوَيْطِيِّ عَلَى بَغْلٍ، فِي عُنُقِهِ غُلٌّ، وَفِي رِجْلَيْهِ قَيْدٌ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الغُلِّ سِلْسِلَةٌ فِيْهَا لَبِنَةٌ وَزْنُهَا أَرْبَعُوْنَ رِطْلاً، وَهُوَ يَقُوْلُ: إِنَّمَا خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ بـ (كُنْ) ، فَإِذَا كَانَتْ مَخْلُوْقَةً، فَكَأَنَّ مَخْلُوْقاً خُلِقَ بِمَخْلُوْقٍ، وَلَئِنْ أُدْخِلْتُ عَلَيْهِ لأَصْدُقَنَّهُ -يَعْنِي الوَاثِقَ- وَلأَمُوْتَنَّ فِي حَدِيْدِيَ هَذَا حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ يَعْلَمُوْنَ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فِي هَذَا الشَّأْنِ قَوْمٌ فِي حَدِيْدِهِم.
[سير أعلام النبلاء للذهبي ص59ج12 – ط الرسالة].
- وقال الشيخ أبو إسحاق في طبقات الفقهاء: وكان أبو يعقوب البويطى إذا سمع المؤذن وهو في السجن يوم الجمعة، اغتسل ولبس ثيابه، ومشي حتى يبلغ باب السجن، فيقول السجان: أين تريد؟. فيقول: أجيب داعي الله، فيقول: ارجع عفاك الله فيقول: اللهمَّ إنك تعلم أني قد أجبت داعيك فمنعوني.

[ الثبات على قول الحق ]
قَالَ ابْنُ طَاهِر: سَمِعْتُ أَبُو إِسْمَاعِيْلَ عَبْدُ اللهِ الهَرَوِيّ يَقُوْلُ: عُرضتُ عَلَى السَّيْف خَمْسَ مَرَّات، لاَ يُقَالَ لِي: ارْجِع عَنْ مَذْهَبك. لَكِن يُقَالَ لِي: اسْكُتْ عَمَّنْ خَالفك. فَأَقُوْلُ: لاَ أَسكُتُ. [سير أعلام النبلاء للذهبي ص503ج18 – ط الرسالة].

والله يعز من يشاء ويذل من يشاء "ومن يهن الله فما له من مكرم ".

والحمد لله أولا وآخرا . وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

كتبه أبو همّام عبد القادر حري.
صبيحة السبت 6رجب 1439 - 24مارس 2018م


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 24 Mar 2018 الساعة 08:49 AM
رد مع اقتباس