27 Mar 2016, 06:25 PM
|
|
حَفِظَكُمَا اللَّهُ أَخَوَيَّ الكَرِيمَين..
دُونَكُمْ فَائِدَةٌ تُضْرَبُ إِلَيهَا أَكْبَادُ الإِبِلِ..
يَقُولُ ابْنُ غلاب فِي « مُدَوَّنَة الــكَــلِّ » المُختَلَِطَة:
" وَلَا يَجُوزُ نُصْحُ المَرِيضِ عَلَى سَرِيرِ المُسْتَشْفَى إذاَ أَجرَى عِدَّةَ عَمَلِيَّات " اهــ
وَهَذِهِ الفَائِدَةُ العَظِيمَةُ قَلَّمَا تَجِدُهَا فِي غَيْرِ هَذَا المَوْضِعَ « مُدَوَّنَة الــكَــلِّ »، وَهِيَ أَنَّ " إِجْرَاءَ عِدَّةِ عَمَلِيَّاتٍ " يُذْهِبُ عَقْلَ المَرِيضِ، وَيَكُونُ مَانِعاً مِنْ مَوَانِعِ أَدَاءِ النَّصِيحَةِ لَهُ !!
وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ عَلَى غَيْرِ مِلَّة الإِسْلَامِ، وَوَجَدَهُ يُصَارِعُ المَوْتَ فَإِنَّ الفِقْهَ وَالعِلْمَ يَقْتَضِيَانِ عَدَمَ النُّصْحِ وَتَرْكَهُ يَمُوتُ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ الإِسْلَامِ، وَالعِلَّةُ فِي ذَلِك: " إِجْرَاءُ عِدَّةِ عَمَلِيَّات ".!!
وَعَلَيهِ فَإِنَّ الحَدِيثَ الذِي رَوَاهُ البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- والذِي قَالَ فِيه: كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرِضَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: « أَسْلِمْ » فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ: « الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنَ النَّارِ » ..
لَيْسَ فِيهِ دَليلٌ عَلَى أَنَّ الغُلاَمَ " أَجْرَى عِدَّةَ عَمَلِيَّاتٍ "، فَلَا يَصِحُّ تَعْمِيمُ الحُكْمِ بِهَذَا الحَدِيث..
آهٍ لِلعُلَمَاءِ وَالفُقَهَاءِ، كَمْ ضَيَّعُوا مِنْ عِلْمٍ غَزِيرٍ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقِفُوا عَلَى « مُدَوَّنَة الــكَــلِّ » المُختَلَِطَة..
وَمَاذَا بِالمُدَوَّنَةِ مِنْ مُضْحِكَاتٍ *** وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالبُكَا
|