عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 23 Aug 2021, 01:30 PM
وليد ساسان وليد ساسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 77
افتراضي

بارك الله في شيخنا عمر وجزاه خير ما يجازي شيخا عن تلميذه ووالد عن ولده.

فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:*((المؤمن يأْلَف ويُؤْلَف، ولا خير فيمن لا يأْلَف ولا يُؤْلَف))**.
قال المناوي في شرح قوله:*((المؤمن يأْلَف))*قال: (لحسن أخلاقه وسهولة طباعه ولين جانبه. وفي رواية:*((إلْفٌ مَأْلُوفٌ)). والإلْف: اللَّازم للشَّيء، فالمؤمن يأْلَف الخير، وأهله ويألفونه بمناسبة الإيمان، قال الطِّيبي: وقوله:*((المؤمن إلْفٌ))*يحتمل كونه مصدرًا على سبيل المبالغة، كرجل عدل، أو اسم كان، أي: يكون مكان الأُلْفَة ومنتهاها، ومنه إنشاؤها وإليه مرجعها،*((ولا خير فيمن لا يأْلَف ولا يُؤْلَف))*لضعف إيمانه، وعُسْر أخلاقه، وسوء طباعه. والأُلْفَة سببٌ للاعتصام بالله وبحبله، وبه يحصل الإجماع بين المسلمين وبضِدِّه تحصل الـنُّفْرة بينهم، وإنَّما تحصل الأُلْفَة بتوفيقٍ إلهي... ومِن التَّآلف: ترك المداعاة والاعتذار عند توهُّم شيء في النَّفس، وتَــرْك الجدال والمراء وكثرة المزاح.
فيض القدير (6/329)

قال الرَّاغب الأصفهاني: (ولذلك حثَّنا على الاجتماعات في الجماعات والجمعات، لكون ذلك سببًا للأُلْفَة، بل لذلك عظَّم الله تعالى المنَّة على المؤمنين بإيقاع الأُلْفَة بين المؤمنين ... وليس ذلك في الإنسان فقط، بل لولا أنَّ الله تعالى ألَّف بين الأركان المتضادة، لما استقام العالم)
تفسير الرَّاغب الأصفهاني (1/132).
اتتهى.

إن من الأخلاق التي ينبغي على المؤمن أن يتصف بها خلق الألفة وإننا بالتأمل فيما آلت إليه الصداقة والأخوة في أهل جيلنا اليوم أو في أغلبه نجد أن ثمت فراغا كبيرا وبونا شاسعا بيننا فعلينا أن نتعلم من مثل هذه الوقفات من أمثال مشايخنا ممن لم تعمل فيهم ماديات هذا الزمن عملها، هذا لأن دعواته وشهادته فرع عن ألفته وحسن عشرته، فيما نحسب وما أنطقه إلا إياه...

نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن العشرة والإلفة وأن يوافق بيننا ويرزقنا العلم والعدل.

رد مع اقتباس