عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 20 Dec 2014, 04:43 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة
الـــــدرس 05
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
للإستماع و تحميل الدرس رقم -05-
http://ar.miraath.net/audio/download...alathah_05.mp3

الفوائد المنتقات من الدرس
• معرفة الحقّ بدليله •
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: فإذا قيل لك : من ربك؟ فقل : ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمه وهو معبودي ليس لي معبود سواه والدليل قوله تعالى: ﴿الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [الفاتحة:2] قال: وكل ما سوى الله عالم وأنا واحد من ذلك العالم.

قوله "والدليل هذا" فيه تربية لك يا طالب العلم أن تعرف الحق بدليله قد لا يبلغ ابتداءً طالب العلم، قد لا يبلغ علمه وإدراكه معرفة الأدلة ولكن يجب أن يُعَوَّد أن يعرف الحق بدليله، وهذه الأدلة منها النص واضح في ذلك تحريمًا، تحليلًا، إباحة ومنعًا، ومنها ما هو استنباط،ولهذا قال الإمام الشافعي-رحمه الله-: الناس في العلم طبقات بقدر علمهم بقدر طبقاتهم في العلم به نصًا واستنباطًا ولهذا قال-الله جل وعلا-﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء:83] فليس الكل يعلم إنما الاستنباط للعلماء ، الشاهد أنه يريد-رحمه الله–بهذا أن يعرفك يا طالب العلم وأن يدربك ويربيك على أن تعرف الحق بدليله.

آيات الله جل وعلا لها ثلاثة إطلاقات
في قوله -رحمه الله- "فَقُلْ: بِآيَاتِهِ وَمَخْلُوقَاتِهِ" إلى آخره،هذا أيضًا كما مر هو من تمام نصحه لك يا طالب العلم أن لقنك الجواب فقل يا طالب العلم يا من تبحث عن الحق هذا هو الجواب الصحيح فقل بآياته ومخلوقاته آيات الله-جل وعلا-تطلق وترد ولها ثلاثة إطلاقات:

الإطلاق الأول: آيات الله الكونية والمراد بها الكون ومخلوقات الكون من الإنس والجن والشجر والحجر والمدر وغير ذلك والسماوات والأرض فهذه آيات كونية.

الإطلاق الثاني: وتطلق الآيات ويراد بها الآيات المتلوة وهي ما أنزله الله -جل وعلا- على ألسنة رسله القرآن والتوراة والإنجيل طبعًا قبل التحريف والزبور وصحف موسى وصحف عيسى إلى آخره هذه كلها آيات متلوة.

الإطلاق الثالث: الآيات التي هي البراهين التي أوجدها الله-جل وعلا-في أنبيائه ورسله هذه الآيات التي يُعبر عنها عند أهل الكلام بالمعجزات وإلا الصحيح أن يقال فيها آيات،هي آيات وعلاماتٌ برهانية على صدق نبوته ورسالته فهي آيات عديدة كما هي في نبينا محمد وموسى وعيسى وإبراهيم وغير ذلك ﴿قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا﴾ [آل عمران٤٠] فهي البراهين.

هذه القسمة الثلاثية تطلق الآيات ويراد بها أحد هذه الإطلاقات, وبعض أهل العلم يقسمها قسمة ثنائية يقول: آيات كونية وآيات شرعية ويُدخل في الشرعية البرهانية, والمتلوة والأمر في هذا سهل.

أهمية الحفاظ على الوقت
قال ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - فيما أخرجه الإمام ابن أبي شيبة في المصنف وأبو نُعيْم في الحلية قال: ((مَا أَصْبَحَ الْيَوْمَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا وَهُوَ ضَيْفٌ,وَمَالُهُ عَارِيَّةٌ - مالُه الذي في جيبه عارية - فَالضَّيْفُ مُرْتَحِلٌ وَالْعَارِيَّةُ مُؤَدَّاةٌ)) ولهذا قيلَ "هكذا الدنيا قدومٌ وارتحال".

وقال الإمام الحسن البصري -رحمه الله- فيما ذكره الإمام البغوي في شرح السُّنة قال "أدركت أقوامًا كلّ أحدهم أشحُّ على عمره منه على درهمه حريصٌ على وقته" والوقت هو ما بين صباحٍ ومساء هذا هو الوقت فأشح الواحد منهم على عُمره من درهمه،أنتَ ترى الناس شُحّهم الآن على الدينار والدرهم والله-جلّ وعلا-يقول ﴿وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر : 9] الواحد منهم كان أشحُّ على دينه وعلى عمره من درهمه.

قال الإمام الضحاك بن مزاحم -رحمه الله تعالى- كما جاء في ترجمته من تهذيب الكمال،ذُكر في ترجمته "كَانَ إِذَا أَمْسَى بَكَ-رضي الله عنه ورحمه- فَيُقَالُ لَهُ:مَا يُبْكِيكَ؟فَيَقُولُ:لا أَدْرِي مَا صَعَدَ الْيَوْمَ مِنْ عَمَلِي.

بهذا سبَقَ القوم وبهذا أدرك القوم أهمية الحفاظ على الوقت وتحقيق العبودية لله فيه.

جاء في ترجمة الإمام مسروق بن الأجدع- رحمه الله-قال: "حجّ مسروق فما نام إلاّ ساجدًا" يستغل هي أيام ﴿وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ﴾ وأراد أن يرجع من الحج كيوم ولدته أمه، لا يعني ذلك أنه كان ينام النوم إنما يأخذه النعسة اليسيرة-رحِم الله الجميع،رحمهم الله تعالى-.

فوائد من قوله تعالى ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ﴾
وهذه الآية العظيمة تضمنت عدة فوائد:

الفائدة الأولى: أن الله - جل وعلا - خلق السموات والأرض في ستة أيام وهو - جل وعلا - قادر على خلقها فيما دون ذلك لأنه - جل وعلا - إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول إيش؟ كن فيكون

ولهذا نص العلماء - رحمة الله عليهم - عن الحكمة في أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام ذكروا من الحكم في ذلك أنه - سبحانه وتعالى - أراد أن يعلم عباده الأناة والتدرج في الأمور كما ذكر ذلك الإمام الشوكاني - رحمه الله - في فتح القدير وغيره من العلماء وضح؟ ؛ وإلا سبحانه قادر على أن يخلقها في لحظة.

والفائدة الثانية: نستفيد من هذه الآية ودلت هذه الآية وتضمنت على وجوب الإيمان باستواء الله - جل وعلا - على عرشه الذي هو خلق من مخلوقاته استواء الله على عرشه استواءً يليق بجلاله - جل وعلا - الذي هو خلق من مخلوقاته فالله - جل وعلا - مستوٍ على عرشه بائن من خلقه وله العلو - سبحانه - فهو عالٍ ومستوٍ على عرشه والاستواء صفة من صفات الله - جل وعلا – الفعلية، والعلو من صفاته - جل وعلا – الذاتية، فهو عالٍ في قربه قريبٌ في علوه.

الفائدة الثالثة: أن هذه المخلوقات كلها المذكورة في هذه الآية كلها مسخرات بأمره - جل وعلا - كلها مسخرات بأمره يقلب الليل والنهار - سبحانه وتعالى - فهذه مسخرات بأمره ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ ويقول - جل وعلا -:﴿لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ يسبحون بأمره - جل وعلا - وبقدرته - جل في علاه - فهذه المخلوقات كلها مسخرة بأمر الله - جل وعلا -.

الفائدة الرابعة: وهي أن لله الخلق والأمر، وعليه نقول ختم الله - جل وعلا - الآية المذكورة ببيان الحكمة من بيان هذه المخلوقات المسخرة بأمره فقال: ﴿تَبَارَكَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ أي تنزه وتعاظم - سبحانه وتعالى - وكثر خيره وفضله وبره وإحسانه لأنه رب العالمين فأنعم عليهم النعم الكثيرة والمتتالية وهو المالك لها - جل في علاه - والمتصرف التصرف المطلق - سبحانه وتعالى – فيها.

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة - الدرس 05
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
*- ميراث الأنبياء -*

.... يتبع بإذن الله تعالى

رد مع اقتباس