عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 14 Dec 2014, 07:21 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

[COLOR="Navy"]
بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة
الـــــدرس 04
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
[U]للإستماع و تحميل الدرس رقم -04-
http://ar.miraath.net/audio/download...alathah_04.mp3

ما معنى الرشد وما معنى طاعة الله
· الرَشَد هو: الاستقامة على الحق، أرشدك الله لطاعته أي هداك للاستقامة على طريق الحق ووفقك إلى ذلك.
· وطاعة الله هي: موافقة المأمور به فعلا أو تركا، ما أمرك الله به في الكتاب أو ما أمرك به النبي-صلى الله عليه وآله وسلم-
في السنة تأتي به فعلا أو تركا هذه هي الطاعة.

ما معنى التوفيق وما معنى الخذلان؟
بعض الناس يعرف الحق لكنه لا يُهدى للالتزام به وهذا هو الخِذلان.
فالتوفيق: أن يدلك الله- عز وجل- ويفتح عليك بمعرفة الحق والهداية له وأن يثبتك عليه.
والخِذلان: أن يكلك الله إلى نفسك ،فالإمام هاهنا يدعو لك بأن يرشدك الله لطاعته فيوفقك لها ويهديك للاستقامة عليها.

الحَنِيفِية هي ملة إبراهيم عليه السلام
الحنيفية: اسم أنَّ، وملة إبراهيم: إما بدل، وإما عطف بيان من الحنيفية, كأنك تقول أن الحنيفية يعني ملة إبراهيم أو أن الحنيفية التي هي ملة إبراهيم.
والحنيف: مُشتق من الحَنَف.
والحنف هو: الميل من الضلالة إلى الاستقامة ،يقابل الحنف الجَنَف (بالجيم).
الجنف هو: الميل من الاستقامة إلى الضلالة.
فالحنيف: إذن هو المائل عن الضلالة وأعظم ضلالة هي الشرك ، حنف عن الشرك وعن الضلالة ومال قصدا إلى التوحيد ، فهو ما مال وحاد عن الضلالة إلا وهو يقصد التوحيد كما قال الله - جلَّ وعلا-: ﴿ قَانِتًا لِّلَّـهِ حَنِيفًا﴾ [النحل:120] وقال- جلَّ وعلا-: ﴿حَنِيفًا مُّسْلِمًا﴾ [آل عمران:67] وتُجمع هذه الكلمة على حنفاء كما قال الله- جلَّ وعلا -: ﴿وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ‌ حُنَفَاءَ لِلَّـهِ﴾ [الحج:30/31]

والعرب تسمي كل من حج بيت الله الحرام أو اختتن أنه حنيف أي متبع لملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام, فملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام هي الحنيفية، وهذه الحنيفية هي التي مالت عن الشرك إلى التوحيد، وهذه الحنيفية التي كان عليها إبراهيم- عليه الصلاة والسلام-هي التي كان عليها جميع الرسل والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - كانوا يعبدون الله - جل في علاه - ويدعون قومهم وأممهم إلى عبادته وحده ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّ‌سُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل:36]

مفهوم العبادة العام والخاص
العبادة بمفهومها العام: يقول عنها شيخ الإسلام بن تيمية - رحمه الله "هي طاعة الله بامتثال ما أمر الله به على ألسنة الرسل".
ولهذا يقول الإمام ابن كثير - رحمه الله - في التفسير "عبادته هي طاعته, وذلك حقيقة دين الإسلام ، لأن معنى الإسلام الاستسلام لله تعالى المتضمن غاية الانقياد والذل والخضوع" أهـ.
أما مفهومها الخاص: فيقول عنها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه " اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة ".

أحكام العبودية الخمسة
يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - في مدارج السالكين عن العبادة "مدارها على خمسة عشر قاعدة، من كملها كمل مراتب العبودية، وبيان ذلك أن العبادة منقسمة على القلب واللسان والجوارح ، قال: والأحكام التي للعبودية خمسة:
§ واجب
§ ومستحب
§ وحرام
§ ومكروه
§ ومباح.
وهن لكل واحدٍ من القلب واللسان والجوارح".

﴿ فَمَن كَانَ يَرْ‌جُو لِقَاءَ رَ‌بِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِ‌كْ بِعِبَادَةِ رَ‌بِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف:110]
يقول الإمام بن القيم عند هذه الآية في كتابه ( الجواب الكافي ) "أي كما أنه إله واحدٌ لا إله سواه فكذلك ينبغي أن تكون العبادة له وحده لا شريك له, فكما تفرد بالإلهية يجب أن يُفرد بالعبودية, فالعمل الصالح هو الخالص من الرياء والمُقيد بالسنة".

هل الله تعالى محتاج إلى خلقه لمَّا خلقهم؟!
فقال: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ﴿٥٧﴾ إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات]

يقول الإمام ابن كثير - رحمه الله - في معنى الآية "معناها أن الله تعالى خلق الخلق ليعبدوه وحده لا شريك له, فمن أطاعه جازاه أتم الجزاء ومن عصاه عذبه أشد العذاب, وأخبر أنه غير محتاج إليهم بل هم الفقراء إليه في جميع أحوالهم وهو خالقهم ورازقهم "

ومنه تعلم: أن الصحيح الذي لا يجوز القول بسواه أن أول واجب على المكلف هو معرفة التوحيد, وليس كما يقول أهل الكلام أن أول واجب على المكلف النظر

"إن دور طلاب العلم في مثل هذه الأوقات دَور تصحيح"
قلت غير مرة أن من وصايا شيخنا الشيخ محمد أمان رحمة الله عليه كان يقول "إن دور طلاب العلم في مثل هذه الأوقات دَور تصحيح" تصحيح ما وقع في عقائد الناس في بعض البلدان من الشرك بالله في توحيد الربوبية, والألوهية, وبعضهم ضل في الأسماء والصفات وغير ذلك, والتصحيح أشق من التأسيس؛ ولهذا كان من قاعدة المقلدة ومن حجج المشركين {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ} أليس كذلك؟ يعني ستغير دين الآباء والأجداد! هذه هي حجتهم ولهذا تصحيح المفهوم شاق يحتاج من المرء إلى علم تام, وإدراك كامل, وحلم, وأناة, ومعرفة بطرائِق مخاطبة المدعوين, وبماذا يبدأ, وكيف يبدأ’ فدعوة الناس إلى السنة يجب أن تكون على طريقة أهل السنة، لا تبتدع في دين الله ولا تقل سلفي العقيدة إخواني المنهج ما يصير.

ولا سلفي العقيدة تبليغي الطريقة حصافي ما ينفع ، ولهذا يجب أن تكون دعوة الناس إلى السنة على طريقة أهل السنة {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ} لا إلى نفسي, ولا إلى جاه, ولا إلى منصب, ولا إلى دنيا, ولا إلى حزب, ولا إلى جماعة, ولا إلى طريقة غير طريقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم, {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} كذلك يدعو إلى الله على بصيرة.

معرفة العبد ربه يجعله يحكم بشرعه لا بالديمقراطية
قال الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله [مَعْرِفَةُ الْعَبْدِ رَبَّهُ]:

أن المراد بالمعرفة هنا: معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله, وماذا تستلزم هذه المعرفة؟ تستلزم الإذعان والانقياد لشرع الله ظاهراً وباطناً, وتحكيم شرع الله ما هِي الديمقراطية.

قبل أمس كانوا يكفرون الناس في بعض البلدان ويقولون حكموا بغير ما أنزل الله فاستباحوا الدماء وفجروا المساجد و...و..و إلى غير ذلك، واليوم ينادون بالديمقراطية بل ويقسمون أن الديمقراطية على قسمين ديمقراطية شرعية وديمقراطية شركية- ما شاء الله - كما يقال يعني شنشنةٌ أعرفها من أخزم ، لما كان لهم خرجوا له التخاريج كما قال الله- جل وعلا - ﴿وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَ‌ضٌ أَمِ ارْ‌تَابُوا﴾ [النور:49/50] هؤلاء أهل الأهواء، فما كانت الديمقراطية كما يقولون في يوم من الأيام من الدين حتى تصير الآن ليصلوا إلى الكراسي والمناصب ، هؤلاء الذين يدعون الله على بصيرة ؟هذه البصيرة؟ هل هذه دعوة إلى الله أم دعوة إلى الكرسي؟

والشرع ميزان الأمور كلها وشاهد لفرعها وأصلها

إياك أن تنساق الفتن عاصفة وكثيرة وخدَّاعة وكثيرٌ من الناس تنجرف وراء هذه النداءات، ثم يتعلق هذا المخذول بخيوطٍ أوهن من بيت العنكبوت.

بعض المشايخ قال بعض المشايخ أفتى، ما كان في يومٍ من الأيام مع هؤلاء المشايخ لم يكن معهم لا قلباً ولا قالباً، بل كان عدواً لدوداً لهم إذا به لما جاءت إن صحت عبارة فَهِمَ منها المراد تعلق بها وما علم أنها من السنة يعظمون علماء السنة ولكن لا يقدسونهم والحق أحب إلينا منهم.

تربية الله لمخلوقاته على نوعين
تربية الله لمخلوقاته على نوعين:

· تربية عامة.

· وتربية خاصة.

فالعامة: تشمل جميع المخلوقات في السماوات ومن في الأرض ومن بينهما، من كان براً فاجراً مؤمناً أو كافراً جميع المخلوقات كلها مفتقرة إلى الله, فهو المربي لها بالإيجاد والرزق والاستقرار وجميع نعمه على هذه المخلوقات فهو مربي لها بالإيجاد والإنعام.

وأما التربية الخاصة: فهي خاصة بعباد الله المؤمنين؛ لأنهم أتوا بأسباب هذه التربية الخاصة فهو - جل وعلا - المربي لهم بالنصر والتأييد والتوفيق والهداية والرعاية إلى أقوم طريق وأرشد سبيل يقول الله جل وعلا ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ [الأنفال]

نعم الله تعالى وأقسامها
الهداية نعمة، فالله جل وعلا يربي عبادة بنعمه, ونعمه جل وعلا كثيرة لا تعد ولا تحصى كما قال جل وعلا ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا﴾
وهذه النعم على قسمين:

v نعم مطلقة

v ونعم مقيدة

يقول الإمام ابن القيم – رحمه الله – في كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية "والمقصود أن هذه النعمة هي النعمة المطلقة التي اختصت بالمؤمنين، نعم ما هي هذه النعمة؟ نعمة التوفيق والتسديد والثبات على الحق إلى غير ذلك -كما قلنا النعمة الخاصة الهداية الخاصة- والنعمة الثانية هي النعمة المُقيدة".

يقول نعيد من الأول والنعمة نعمتان نعمة مطلقة ونعمة مقيدة:

فالنعمة المطلقة: هي المتصلة بسعادة الأبد, وهي نعمة الإسلام والسنة, وهي النعمة التي أمرنا الله تعالى أن نسأله في صلواتنا أن يهدينا صراط أهلها, ومن خصه بها, وجعلهم أهل الرفيق الأعلى حيث يقول تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ اللَّـهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَـٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقًا﴾ [النساء:69] فهؤلاء الأربعة هم أهل هذه النعمة المطلقة وأصحابها أيضاً هم المعنيون بقوله تعالى ﴿والْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [المائدة:3].

وأما النعمة الثانية –المقيدة-: كنعمة الصحة والغنى وعافية الجسد وتبسط الجاه وكثرة الولد والزوجة الحسنة وأمثال هذا, فهذه النعمة مشتركة بين البر والفاجر، والمؤمن والكافر، وإذا قيل لله على الكافر نعمة بهذا الاعتبار فهو حق.

الذي رباني وربى جميع المخلوقات بنعمه ومن هذا الوجه حق فلا يصح إطلاق السلب والإيجاب إلا على وجه واحد, وهو أن النعم المقيدة لما كانت استدراج للكافر ومآله إلى العذاب والشقاء فكأنها لم تكن نعمة وإنما كانت بلية كما سمها الله تعالى في كتابة كذلك قال الله جل وعلا ﴿فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (١٦) كَلَّا﴾ [الفجر :15 -16] أي ليس كل من أكرمته في الدنيا ونعمته فيها فقد أنعمت عليه وإنما كان ذلك ابتلاء مني له واختبار ولا كل من قدرت عليه رزقه فجعلته بقدر حاجاته من غير فضيلة أكون قد أهنته بل أبتلي عبدي بالنعم كما أبتليه بالمصائب" أهـ.

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة - الدرس 04
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
*- ميراث الأنبياء -*

.... يتبع بإذن الله تعالى

رد مع اقتباس