عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 09 Dec 2014, 08:23 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة
الـــــدرس 03
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
للإستماع و تحميل الدرس رقم -03-
http://ar.miraath.net/audio/download...alathah_03.mp3


طريقة تَعَلُم العلم فائدة من مقدمة العلامة ابن خلدون رحمه الله
يقول – رحمه الله تعالى - " فصل في وجه الصواب في تعلم العلوم وطريق إفادته أعلم أن تلقين العلوم للمتعلمين إنما يكون مفيدا إذا كان على التدرج شيئا فشيئا، قليلا قليلا يلقي عليه.
أولا مسائل من كل باب في الفن هي أصول ذلك الباب ، إذ الأصل ما يبنى عليه غيره ويقرِّب له في شرحها على سبيل الإجمال، ويراعي في ذلك قوة عقله - يعني قوة عقل المستمع وقوة إدراكه - واستعداده لقبول ما يورده عليه هل عنده استعداد أو لا؟
· الإفادة لابد أن تكون ويشترط فيها صلاح المَحَل.
· خلوه من الضد, لابد أن يصادف محَلا قابلا وخاليا من الضد، ما يمكن إذا كان يوجد الضد فلا يمكن أن يجتمع الضد مع الضد إذ الأضداد لا تجتمع.
· واستعداده لقبول ما يورده عليه حتى ينتهي إلى آخر الفن.
وعند ذلك يحصل له ملكة - أي الطالب - في ذلك العلم - أي الذي درس- إلا أنها جزئية وضعيفة لماذا هي جزئية وضعيفة؟ لأنها على سبيل الإجمال غايتها أنها هيئته لفهم الفن وتحصيل مسائله - هيأت المكان هيأت الطالب ليتقبل-.
قال: ثم يرجع به أي بالطالب إلى الفن ثانية فيرفعه في التلقين -يرفع الطالب في تلقينه- عن تلك الرتبة إلى أعلى منها ويستوفي الشرح والبيان ويخرج عن الإجمال ما هو يبتعد ويتفرع إنما يشرح ويبين بحيث الطالب يستوعب استيعابا تاما ويخرج عن الإجمال ويذكر له ما هنالك من الخلاف ووجهه إلى أن ينتهي إلى آخر الفن فتجود مَلَكَةُ الطالب مَلَكَته تكون جيدة أحسن من الأولى ثم يرجع به وقد شّدَا قوي الطالب تحَسَّن فهم ذهنه صار وقَّاد ما تصل به المرحلة الثالثة ويحتاج منك أن تشرح له معنى توحيد الأولوهية مثلا مع أهميته لأن هذا يأخذه ابتداء,وقد يحصل للبعض في أقل من ذلك يعني ليس بالضرورة أن الكل في ثلاثة مراحل.
قال: ثم يرجع به وقد شَدى فلا يترك عويصًا ولا مبهماً ولا منغلقا إلا وضحه وفتح له مُقفله فيخلُص من الفن وقد استولى على مَلَكَته.
قال: وهذا وجه التعليم المفيد وهو كما رأيتَ يحصل في ثلاث تكرارات".

نصيحة لطالب العلم حتى لا يتشتت في طلب العلم
قال الإمام الزهري رحمه الله ليونس بن يزيد الأيلى لما أكثر عليه قال :" يا بني إن هذا العلم أودية ، فلعل الوادي يقطعك قبل أن تقطعه , ولكن خذه مع الليالي والأيام ، ومن رام العلم جملةً ، فاته جملةً "

نصيحة قيمة من شيخ الاسلام ابن تيميه لتلميذه ابن القيم رحمهما الله
اسمع إلى هذه النصيحة هذا ابن القيم رحمه الله يقول: "قال لي شيخ الإسلام رضي الله عنه وقد جعلتُ أُورِدُ عليه إيراداً بعد إيراد ، يأتي إلى شيخ الإسلام ويعطيه إيرادات - يعني شُبه - إيراد بعد إيراد ، أُكثر عليه , قال له : لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السِفنجة ، فيتشربها ، فلا ينضح إلا بها , ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة المغلقة ، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها , فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته , وإلا فإذا أَشرَبْتَ قلبك كل شبهة تَمُرُ عليك صار مقراً للشبهات .

يقول الإمام ابن القيم أو هذا قريب مما قال يقول: " فما أعلم أني انتفعتُ بوصيةٍ في دفع الشبهات كانتفاعي بهذه الوصية".

فهم السلف لأحكام البدعة والمبتدعة
قد بُيّن في الوحيينِ وسيّر السلف، أحكام البدعة والمبتدعة، وآثار السلف وأعمالهم تدل على هذا الفهم الذي قلناه يقول الإمام قوام السُّنة في كتاب الأصبهاني رحمه الله في كتاب الحَجة في بيان المحجة " على المرءِ -أي المؤمن- محبة أهل السُّنة في أي موضعٍ كانوا رجاءَ محبة الله له، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل ((وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ)) والحديث عند أحمد والحاكم وغيرهما وهو صحيحٌ.
قال: وعليهِ بغض أهل البدع في أي موضعٍ كانوا حتى يكون مِمَن أحب في الله وأبغض في الله".

الدليل على أن الحب في الله والبغض فيه من الولاء والبراء
قال الله جل وعلا ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام:68]
· قال الإمام الطبريُّ في التفسير "في هذه الآية الدلالة الواضحة على النهيِّ عن مجالسة أهل الباطل من كل نوعٍ من المبتدعةِ والفسقةِ عند خوضهم في باطلهم".
· ويقول العلامة الشوكاني في "فتح القدير" عند هذه الآية "وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة, الذين يحرفون كلام الله ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله – عليه الصلاة والسلام - ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة وبدعهم الفاسدة, فإنه إذا لم ينكر عليهم، ويغير ما هم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالسهم وذلك يسيرٌ عليه غير عسير.

وقد شاهدنا من هذه المجالس الملعونة مالا يأتي عليه الحصرُ وقمنا فيه بنصرة الحق ودفع الباطل بما قدرنا عليه، وبلغت إليه طاقتنا، ومن عرف هذه الشريعة المطهرة حق معرفتها علم أن مجالسة أهل البدع المضلة فيها من المفاسد أضعاف أضعاف ما في مجالسة من يعصي الله بفعل شيء من المحرمات، ولا سيّما لمن كان غير راسخ القدمِ في علم الكتاب والسُّنة" أهـ.

الدليل على وجوب تجنب أهل البدع
قال الله جل وعلا ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللَّـهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء:140]
قال العلامة القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن "إذا ثبت تجنب أصحاب المعاصي كما بينا -يعني فيما مضى- فتجنب أهل البدع والأهواء أولى"
v ويقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي أخرجه مسلمٌ في المقدمة تحت باب النهي عن الرواية عن الضعفاءِ والاحتياط في تحملها قوله عليه الصلاة والسلام ((سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ)) قال الإمام البغوي في شرح السنة حديثٌ حسن. فالنبي عليه الصلاة والسلام أخبر عن قومٍ يأتون بما يخالف الشرع أليس كذلك؟ والمبتدع يأتي بما يخالف الشرع.

v يقول النبي عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها في قول الله تعالى:﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ﴾ [آل عمران:7] قال: "يا عائشة إذا رأيتِ أولئك فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم".

درر سلفية في بيان وجوب مفارقة أهل البدع
ذكر غير واحد من الأئمة كالإمام أبي داود في كتاب السنة، باب مجانبة أهل الأهواء وبغضهم وذكر تحته حديث ((أَوْثَقُ عُرَى الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ))
· وبوب الحافظ البغوي رحمه الله "باب مجانبة أهل الأهواء".
· وترجم الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب بابا فسماه "الترغيب في الحب في الله والترهيب من حب الأشرار وأهل البدع لأن المرء مع من أحب".
· وبوب البيهقي في الاعتقاد "باب النهي عن مجالسة أهل البدع".

كتاب ينصح بقراءته
قال الشيخ عبد الله البخاري حفظه الله (فصلنا الكلام في الولاء والبراء وذكرنا أدلته بشكل أوسع أيضا في رسالتنا المطبوعة والمسماة " تأملات في مسألة الهجر في ضوء الكتاب والسنة وفهم السلف" وكذلك بينّاه في محاضرتنا في مكة "الهجر في الكتاب والسنة" فراجعوه تقفون إن شاء الله على هذا الأمر العظيم المهم).

الدليل على أن موالاة أهل البدع ممنوعة شرعا
ما قاله الإمام سفيان الثوري رحمه الله كما أخرج ذلك أبو نعيم في الحلية قال" إن الرجل إذا أحببته في الله ثم أحدث في الإسلام حدثا فلم تبغضه في الله فاعلم أنك لم تحبه في الله"

وليس معنى هذا ألا تقيم الحجة عليهم، لأ ، إقامة الحجة وبيان الحق لهم لمن كان أهلًا لذلك هذا مشروع ومطلوب أن يقيم الحجة عليهم وإذا ما جلس يجلس جلسة مناصحة وتبيين للحق وتجلية له ورد للباطل، لا جلسة مؤانسة ومحبة ومؤاكلة ومشاربة وتذهب وتأتي ؟ هذا جلسة الإلف، هي مذمومة أقول لمن تمكن وليست لكل آحاد الناس، وهذا حوله فقهٌ كثير بينّاه في موضعه.

هل هناك تعارض بين أيات النهي عن موالاة الكافرين وأيات الامر بالاحسان لمن له حق عليك؟
كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً﴾[لقمان:15]

يقولُ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - في كتابه القواعد الحِسان:

"القاعدة الثانية عشرة: كان يتكلم في الجمع بين هذه الآيات الناهية عن موالاة الكافرين والآمرة بالإحسان إلى من له حقٌّ على المرء، فذكر قول الله تعالى ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة:8] فالنهي عن التولّي والمحبة لأجل الدين، والأمر بالإحسان والبِر واقعٌ على الإحسان لأجلِ القرابة -صِلْ هذا المعنى بمعنى الموالاة اللغوي- لأجل القرابة أو لأجل الإنسانيةِ على وجهٍ لا يُخِلُّ بدين الإنسان، فهذه المسألة فَهْمُها يعتبر من الضوابط في فهم المسائل المتعلقة بالولاء والبراء.

وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأقباط مصر
جاء عند الإمام مسلم في الصحيح أن النبي عليه الصلاة والسلام لما استوصى الصحابة عند فتحهم لمصر قال ((إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيْرًا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا))

يقول الإمام ابن القيم في كتابه تحفة المودود في أحكام المولود " النبي عليه الصلاة والسلامأوصى بالقبط خيرا يعني الأقباط في مصر وقال إن لهم ذمة ورحماً،فإن سرّيتينِ ممن تسَرّى بهم إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام كانتا منهم أي من الأقباط وهما هاجر وماريّة، قال:فأمّا هاجر فهي أم إسماعيل أبي العرب فهذا الرّحم، وأمّا الذمة فما حصل مِن تَسَرِّي النبي صلى الله عليه وسلمبمارية وإيلادها إبراهيم وذلك زِمامٌ يجب على المسلمين رعايته ما لم تُضيّعه القبط".

حكم الصدقة على مساكين أهل الذمة
الإمام ابن القيم عَقَدَ فصلا نفيساً في كتاب أحكام أهل الذمة، عقدَ فصلا في حكم أوقاف أهل الذمة ووقفِ المسلم عليهم، وبيّن أن الصدقة جائزة على مساكينِ أهل الذمة، والوقفُ صدقة، ثم استدل بالآية ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ﴾ [الممتحنة:8] وقال: "لمّا نهى الله في أول السورة عن اتخاذ المسلمين الكفار أولياء وقطْعِ المودة بينهم وبينهم توهّم بعضهم أن برَّهم والإحسان إليهم من الموالاة والمودة فبيّن الله سبحانه أن ذلك ليس من الموالاة المنهي عنها - ودقق في قوله الموالاة المنهيّ عنها - وأنه لم ينْهَ عن ذلك بل هو من الإحسان الذي يُحبّه ويرضاه وكتبه على كلّ شيء وإنما المنهيّ عنه تولّي الكُفار والإلقاء إليهم بالمودة"

فوائد مستفادة من: شرح الأصول الثلاثة - الدرس 03
للشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري
*- ميراث الأنبياء -*

.... يتبع بإذن الله تعالى


التعديل الأخير تم بواسطة أبو إكرام وليد فتحون ; 09 Dec 2014 الساعة 08:43 PM
رد مع اقتباس