[أبو عبد الرحمن أسامة]

تحذيرُ الشَّيخ أزهر سنيقرة من المواقع والصَّفحات المجهولة،
وأنَّ الأعداء يتربصون بنا ويأخذون منها
-وقفةُ اعتبار لتصحيح المسار-

بتاريخ: 29 شوَّال 1438هـ

التَّفريغ:

قال فضيلةُ الشَّيخ أزهر سنيقرة -حفظَهُ اللهُ-:

وقد ذكرتُ فائدة في معرفة الأشياخ؛ وفي معرفة مَنْ أُخِذ عنه العلم، وبهذا يتميَّز الناس؛ يتميَّزُ من هو على الجادة ومن هو على خلاف ذلك؛ المُتَشبِّع بما لم يُعطَ؛ المدّعي لنفسه، إذا قلت: سمِّ لنا شيوخك سكتَ، أو هؤلاء الذين أصبحوا الآن ظاهرة في زماننا: شيوخ الفيسبوك التواصل الاجتماعي، طالعينِنَّا=[طلعوا لنا] أئمة جهابذة! قالّك=[قال لك] –لا أذكر المناطق-: "صفحة السلفيين الأقحاح"!! سمعتم بهذه الصفحة؟! "صفحة السلفيين الأقحاح"!! يعني: غيرهم ماكان ولا شيء=[لا يساوون شيئا]، من هؤلاء؟! مجاهيل؛ مجهول ابن مجهول، لا يُعرَف لهم لا مشيخة ولا تَتَلْمُذ ولا معاهد ولا هم يحزنون، خالعين=[خوَّفوا] النَّاس بهذه التسميات والأوصاف.

وأصبح أعداؤنا الذين يتربَّصون بنا يأخذون من هذه الصفحات في وسائل الإعلام: "جاء في صفحة سلفية كبيرة"! واش هذه الصفحة السلفية الكبيرة؟!"السلفيين الأقحاح" ومن كان على منوالهم!

ونحن دائمًا نقول يا إخوان: هذا العلم إذا أردنا أن ننال بركتَه وإذا أردنا أن نتَحقَّقَ آثارَه، وآثارُه طيّبة مباركة، ينبغي أن نسير فيه على سير الأوَّلين، ماكانش=[لا ييوجد] طريق آخر، على سير الأولين.

أنا لا أقول هذه الوسائل لا يُستفاد منها ولا يُنتفع بها؛ لا، نستفيد وننتفع بها نعم، ننتفع بها في الأخذ أولا، نستفيد من المواقع التي هي مواقع علمائنا وأئمتنا، نرجع إليها ونأخذ منها وفيها الدروس وفيها المحاضرات، نستفيد من صفحات كِبارنا فيها التوجيهات وفيها النصائح، أما المجاهيل من أمثال هؤلاء المغرورين ينبغي أن نعلم جميعا أننا طرفٌ في شرّهم وفسادهم؛ أننا نحن طرف في هذا الشر والفساد لأننا أَعَنَّاهم عليه؛ صدَّقناهم فيما قالوا؛ رجعنا إليهم وتصفَّحنا مواقعهم، ولا ينبغي لنا لا أن نتصفَّح ولا أن نأخذ من أيّ مجهول، صفحةٌ لا يُعرَف صاحبُها عند مشايخنا وعلمائنا تُعتبَر صفحةٌ لمصدرٍ مجهول، والمجهولُ عندنا مطروح لا ينبغي أن نأخذ عنه (إنّ هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم).

المجهول في الأسانيد عند علماء الحديث هذا نوع من أنواع الضعيف، إذا كان في السند هو فقط مجهول يُطرَح السند لأجله وبسببه، وأنتم ترجعون لهؤلاء المجاهيل! وجاء في الصفحة الفلانية! والصفحة الفلانية!
وقد تفطَّن لهذا أعداؤنا؛ أنشؤوا صفحاتٍ بأسمائنا ليُسيئوا إلينا وإلى دعوتنا، صفحة باسم: "محبي الشيخ ربيع" ويجيبوا.. لما قصفت غزة ناضوا=[قاموا] يُزغردون ويُصفّقون! وبعدين=[وبعد ذلك] العالم كله يتكلم على هؤلاء، والشَّيخ ربيع بريءٌ من هذا، وتلاميذ الشيخ بُرَآء من هذا كلّه، لأنَّ هؤلاء يأخذون من مصادر مجهولة.

هذه من الفوائد التي ينبغي أن نستفيدها في مثل هذه المواطن ونحنُ نقف على آثار علَمٍ من أعلام السنة وإمام من أئمة هذه الأمة الذينَ كتب الله جل وعلا لهم القَبول.

نسأل الله جل وعلا أن يَجْزِيَهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأن يُثيبهم الثواب العظيم، وأن يُلحقهم بالمتقدمين من الصالحين، إنه سميعٌ مجيبٌ.اهـ (1)

فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
29 شوَّال / 1438هـ

(للتحميل)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1): من درسِ الشَّيخ أزهر سنيقرة -حفظه الله- في شرحه لـ: (هائيَّة الحافظ الحكمي / الدَّرس الأوَّل)، والذي ألقاهُ فضيلته بمسجده "مسجد القدس" يوم الأحد 29 شوَّال 1438هـ.