عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 04 Apr 2018, 11:13 AM
أبو أنس عبد الحميد الليبي أبو أنس عبد الحميد الليبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: دولة ليبيا.
المشاركات: 61
افتراضي




حديث وتعليق
مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ


عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ،ُ ". الحديث
أخرجه أبو داود برقم (1672)
.................
التعليق:

قوله (من استعاذ بالله فأعيذوه)
الاستعاذة هي طلب العوذ والحماية من مكروه ونحوه.
فمن استعاذ بالله وسألكم وطلب الإعاذة بالله جل وعلا وجب إجابته، ودفع الشر عنه تعظيماً وإجلالاً لاسم الله جل وعلا، وهذا فيه تعظيم وتقدير لله تبارك وتعالى، وجاء في رواية عند النسائي برقم (2567) (وَمَنِ اسْتَجَارَ بِاللَّهِ فَأَجِيرُوهُ)، فمن طلب منكم دفع شركم أو شر غيركم قائلاً : أستعيذ بالله منك أو أستجير بالله منك أن تصرف عني أو تدفع عني شرك أو شر غيرك فالواجب إجابته وعدم الاعتداء عليه، وهذا من تعظيم الله جل وعلا، وهو من كمال التوحيد وتحقيقه، والاعتداء على المستجير بالله جل وعلا ينقص من التوحيد لأن فيه اعتداء على من استعاذ واستجار بالله تبارك وتعالي، وهذا فيه عدم تعظيم حق الله تبارك وتعالى، وكذلك لو استجار بك أحد من غير المسلمين فإنك تجيره وتؤمنه كما قال تعالى: في سورة التوبة {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىظ° يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} وفي حديث أم هاني رضي الله عنها الذي أخرجه البخاري في صحيحه - بَابُ أَمَانِ النِّسَاءِ وَجِوَارِهِنَّ - برقم(3171)،(قدْ أَجَرنَا مَنْ أَجَرتِ يَا أُمَّ هَانِي)، ففي هذه الآية الكريمة والحديث النبوي جواز إجارة المشرك وإعطاؤه الأمان وهذا فيما بين العباد، فما بالك بمن يستجير ويستعيذ برب العباد سبحانه وتعالى لا شك أنه أولى وأولى.
وقوله عليه الصلاة والسلام (ومن سأل بالله فأعطوه)، والسؤال بالله معناه الإقسام بالله عز وجل مثل أن يقول العبد بالله أعطني كذا أو أسألك بالله أن تعطيني كذا وكذا، وسؤال السائل بالله لا حرج فيه إذا دعت الحاجة والضرورة إليه، قال الله تعالى: في سورة النساء : {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ}، قال أهل العلم معنى قوله تعالى {الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ} أي يسأل بعضكم بعضاً مثل قول السائل للمسؤول: " أسألك بالله، وأنشدك بالله، وأعزِم عليك بالله "، وما أشبه ذلك، فدل هذا على جواز السؤال بالله عند الحاجة وإلا فالسؤال مكروه إلا للضرورة، كما جاء في الحديث (ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة ليس في وجه مزعة لحم)ٍ،رواه البخاري برقم (1474) من حديث عبد الله بن عمر، ومسلم بلفظ (لا يزال المسألة بأحدكم حتى يلقي الله، وليس في وجه مزعة لحم)، برقم(4010) وهذا وعيد شديد لمن سأل الناس من غير حاجة وضرورة، وإعطاء السائل فيه تعظيم لحق الله جل وعلا، ورده فيه إساءة في حق الله سبحانه وتعالى وعدم تعظيم الله وإجلاله.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا في أقوالنا وأفعالنا، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
كتبه/
أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
18 / من شهر رجب / 1439 هجري


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 15 Apr 2018 الساعة 05:29 PM
رد مع اقتباس