عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06 May 2008, 02:28 PM
سفيان القبائلي الجزائري سفيان القبائلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 285
افتراضي تسلية أهل الغربة

كَفْكِفْ دُموعَكَ فالطريقُ طويلُ
لا تَتْرُكِ الدَّمْعَ العزيزَ يسيلُ
في أولِ الدَّرْبِ الطويلِ تَحَسُّرٌ؟!
ماذَا عَساكَ -إنِ ابْتُليتَ- تَقولُ
يا أيُّها السُّنِّيُّ لا تَجزع إذا
شَحَّ الوُجودُ وهاجَمَتْكَ فُلولُ
واعْلَمْ بأنَّ اللهَ ناصِرُ عبْدِهِ
وله مَقاليدُ الأمورِ تؤولُ
لا تَجزعنَّ مِن العدُوِّ وحِزْبِهِ
إنَّ العَدُوَّ بِسَعْيِهِ مَخْذولُ
وتَعَزَّ بالصبْرِ الْجميلِ تَمَسُّكًا
فلربَّما لَيْلُ العَناءِ يَطولُ
قد أجمعَ الواشُونَ كلَّ مكِيدةٍ
طَبْعُ اللئامِ إلى الظَّلامِ يَمِيلُ
قَدْ أجْمعُوا حَرْبًا بكلِّ وسيلةٍ
غَدْرًا وتشويهُ الكِرامِ سَبيلُ
ولقدْ تَسَمَّوا بالدِّيانَةِ والتُّقَى
هَيْهاتَ ما بَلَغَ السَّخاءَ بَخِيلُ
رَكِبُوا الهَوى حتّى تشَتَّتَ سَعْيُهُمْ
بِدَعٌ عَنِ الْهَدْيِ القَويم تَحُولُ
لاتَعْجَبَنَّ إنِ ابْتُلِيتَ بِمِثْلِهِمْ
أوْ يَعتريكَ من الزمان ذهُولُ
فلَربَّما سادَ الأمورَ رُوَيْبِضٌ
ولَرَبَّما سادَ الكرامَ ذليلُ
ولَربّما افتخر الجبانُ بطعنِهِ
ظهْرَ الشُّجاعِ وسَيْفُهُ مسْلُولُ
اصْبِرْ على ظُلْمِ الظَّلْومِ وحِقْدِهِ
فَلِشَمْسِ أيَّامِ الطُّغاةِ أُفُولُ
ها هُم إذا ما صارتِ الدنيا لهُمْ
بَكَتِ الديارُ وصوتُهُنَّ عويلُ
لم يَتْرُكوا أرضًا بغيرِ جِنايَةٍ
كُلِّ جُزْءٍ مُثْخَنٌ وقَتِيلُ
لا تَجْزَعَنَّ فَلَيْس يَبقَى دائِمًا
ضَيْمٌ ودَوْراتُ الزَّمانِ دَليلُ
أأُخَيَّ صَبْرًا إنَّ سُنَّةَ أحْمَدٍ
مِثْلُ الْجِبالِ فَحَمْلُهُنَّ ثَقِيلُ
لا تَرْكَنَنَّ إلى الْخَذُولِ وقَوْلِهِ
فَلَرُبَّما نَشَرَ السِّقامَ عَلِيلُ
ما قامَ بالشرعِ الحنيفِ مُخَذِّلٌ
أوْ أبْصَرَ النورَ العَظيمَ كَلِيلُ
لا تَحْزَنَنَّ إنِ ابْتُلِيتَ بِعاذِلٍ
إنْ راحَ بالتُّهَمِ الْجزافِ يَكِيلُ
واصْبِرْ على كَيْدِ الْحَسُودِ فإنَّهُ
ما راعَ فُرْسان الْخُيولِ صهيلُ
تَمْضِي بِنا الأيامُ دونَ تَوقُّفٍ
وقَضاءُ ربِّ العالَمِينَ جَميلُ

http://www.salemalajmi.com/poems/1.html


التعديل الأخير تم بواسطة سفيان القبائلي الجزائري ; 06 May 2008 الساعة 02:50 PM
رد مع اقتباس