عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21 Dec 2018, 03:14 PM
أبو معاذ محمد مرابط أبو معاذ محمد مرابط غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 350
افتراضي حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس -وفقه الله- (الحلقة الثالثة)





حوار هادئ مع الشيخ الدكتور محمد علي فركوس –وفقه الله-
«الحلقة الثالثة»


الحمد لله وصلّى الله وبارك وسلم على نبيّه ومصطفاه نبيّنا محمد وعلى آله وصحابته ومن اقتفى آثارهم إلى يوم الدين وبعد:

أُواصِل في هذه الحلقة الثالثة من حواري الهادئ مع الشيخ فركوس-سلّمه الله- تذكيرَ الشيخ بما قرّره في فتاويه ومقالاته، وطرح ما علق في نفوس السلفيين من الإشكالات الناشئة عن تناقض جليّ وقع فيه الشيخ -وهو لا يشعر- فتعارضتْ دعوته العلمية النظرية مع دعوته التطبيقية الميدانية، وهو من أعظم أسباب الفشل التي تعتري الداعي الذي يقود سفينة الأمّة.
يقول العلامة الإبراهيمي رحمه الله كما في «وظيفة العلماء ص:14-15»: «أما الوسيلة الكبرى في نجاحه في هذه القيادة فهي أن يبدأ بنفسه في نقطة الأمر والنهي، فلا يأمر بشيء مما أمَر به اللهُ ورسوله حتى يكون أولَ فاعل له، ولا ينهى عن شيء مما نهى الله ورسوله عنه حتى يكون أول تاركٍ له، كل ذلك ليأخذَ عنه الناس بالقدوة والتأسّي أكثرَ ممّا يأخذون عنه بوساطة الأقوال المجرَّدة والنصوص اللفظية؛ لأن تلاوة الأقوال والنصوص لا تعدو أن تكونَ تبليغًا، والتبليغُ لا يستلزم الاتِّباع، ولا يُثمِر الاهتداء ضربة لازب، ولا يعدو أن يكونَ تذكيرًا للناسي، وتبكيتًا للقاسي، وتنبيهًا للخامل، وتعليمًا للجاهل، وإيقاظًا للخامل، وتحريكًا للجامد، ودلالة للضالِّ، أما جرُّ الناس إلى الهداية بكيفية تشبهُ الإلزامَ فهو في التفسيرات العمَلية التي كان المرشدُ الأولُ يأتي بها في تربيته لأصحابه، فيعلِّمهم بأعماله أكثرَ مما يعلّمهم بأقواله؛ لعِلمِه وهو سيد المرسَلين بما للتربية العملية من الأثر في النفوس».
ولا شك أنّ التربية العملية هي دعوة صامتة تسري في القلوب بهدوء وسكينة، فلا يشعر بها السامع والناظر إلاّ وهو على صراط الله المستقيم، وفي مقابل ذلك فإنّ التأخر عن العمل بالعلم هو ماحق لبركة العلم منفّر لأفئدة الناس عن الداعي وعن دعوته، وهي حقيقة لم يُغفلها سلفنا الصالح فبيّنوا وأظهروا شرور هذا الانحراف الخطير، وحذّروا من مغبّة ذلك حتّى ألّف الخطيب البغدادي كتابه «اقتضاء العلم العمل»، خصّصه في هذا الموضوع الجسيم، قال في مقدّمته «صفحة:14»: «وليسَ يُعدُّ عالمًا من لم يكن بعلمِه عاملاً...وما شيء أضعف من عالمٍ ترك الناس علمه لفساد طريقته».
ثم ليس من العيب –شرعا وعقلا- أنّ يُذكِّر بعضنا بعضا بضرورة العمل بالعلم، وينبّه بعضنا بعضا إلى مواضع الخلل، وكيف يأنف الرجل من التنبيه والله جلّ جلاله قد ذكَّر المؤمنين كبيرهم وصغيرهم عالمهم وجاهلهم بخطورة التساهل في هذا الباب فقال في كتابه المجيد: {يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون، كبُر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}، نسأل الله العافية.
والآن أشرع -بإذن الله- في تسجيل بعض الوقفات الهامّة، تتضمَّن مناقشات هادئة هادفة ليس الغرض منها إلا بيان الحق والبحث عنه والتوصّل إلى معرفة براهينه وأدلّته، وأسأل الله كما سأله عبده ونبيّه موسى عليه السلام، {ربّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي}.


الوقفة الأولى

شيخ فركوس –سلّمك الله- يظنّ الكثير من الشباب من محبّيك أنّك لا تبالي بما كُتب في هذه الفتنة منذ يومها الأوّل، واعتقدوا أنّك أوّل العاملين بقاعدة التهميش، وكم قرأنا في التعليقات والمنشورات أنّك همّشت مشايخ الإصلاح وطلبة العالم وهمّشت كتاباتهم وصوتيّاتهم، وبهذا أوصيت الناس حتى تقرر في نفوسهم أنّها قاعدة ربانية نبويّة! لكنّي يا شيخ وجدتك في مواضع كثيرة تهمّش هذه القاعدة ولا تعمل بها ولا أدري سبب ذلك ولا بأس أن أعطيك مثالين فقط:
فقد نشرت في موقعك الرسمي مقالا كتبته يوم: «29رجب 1439 هـ»«الموافق لـ 15أبريل 2018م»، بعنوان: «تبيين الحقائق للسالك لِتَوقِّي طُرُق الغواية وأسبابِ المهالك»، انتقدت فيه هجمة وسائل الإعلام التي تسبّب فيها مقالك الأوّل «تسليط الأضواء».
المثال الأوّل: جاء في المقال: «حاولتُ ـ جادًّا ـ مِنْ خلالِ النَّظر في الرُّدود على مقالي السَّابق، والموسومِ بــ : «تسليط الأضواء على أنَّ مذهبَ أهلِ السُّنَّة لا يَنتسِبُ إليه أهلُ الأهواء» أَنْ أجِدَ ـ في أقلام الكُتَّاب المُخالِفين، الَّذين ادَّعَوْا لأَنْفُسهم الصِّدقَ والإنصاف، وفي مقالاتِ المُعترِضين وتعليقاتِهم، مِنَ الصحفيِّين المُنتسِبين إليهم والمأجورين وغيرِهم ـ انتقادًا بنَّاءً أو اعتراضًا مُفيدًا، يحمل بصيصًا مِنْ نورٍ أو أَثَارةً مِنْ عِلمٍ لعلَّها تنفعني».
السؤال: لماذا لم تعمل في هذه الحادثة بقاعدة التهميش؟! وإذا كنت –سلمك الله- ترجو النّفع من مقالات خصوم الدعوة السلفية الواضحين كما ذكرت بنفسك: «لعلَّها تنفعني»، فكيف لا ترجو ذلك من مقالات السلفيين الواضحين؟! والعجب أنّك كتبت ردّا على مقالات هؤلاء المبتدعة مع اعترافك بأنّك لم تنتفع منها! فلا أدري كيف سيكون الحال لو وجدت نفعا فيها!
المثال الثاني: لقد نشرتْ إدارة «منتديات التصفية والتربية» باسمها يوم: «20/03/2018 نصراني»، ردّكم الموسوم بـ «المآخذ على البيان الأخير لرجال مجلة الإصلاح»، وهو ردّ منك على بيان مشايخ الإصلاح «براءة للذمّة»، فمعنى هذا أنّك تقرأ بيانات المشايخ! أقول لك بكل وضوح يا شيخ وسامحني على هذه الصراحة: هل قاعدة التهميش قاعدة «مطّاطيّة» قابلة للعجن والذوبان؟! فنرجو منك تِبيان مسائل هذه القاعدة وإيضاح معانيها وإظهار ضوابطها وشروطها، ليس لنستفيد نحن بل ليستفيد من صار يحتضِن هذه القاعدة كما تحتضن الأمّ ولدها، ومن جعلها دينا وعقيدة يطبقها في حياته اليومية! لكن مع السلفيين فقط! فشرحك «لقاعدة القرن» أضحى واجبا متحتّما، بسبب كثرة استعمالها في هدم صروح العلم وتعطيل خاصيّة العقل التي أكرم الله بها البشريّة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى: أنّك المُتخصّص البارع المُتفنّن في علم أصول الفقه وقواعده، فشرحك لهذه القاعدة سيكون أفضل الشروح وأجودها، لأنّ صاحب المتن أعلم بما فيه من المعاني، أسأل الله أن يرزقنا جميعا الإخلاص في القول والعمل.

الوقفة الثانية


شيخ فركوس –سلّمك الله- إنّ الافتراء على عباد الله جريمة نكراء، تشمئزّ منها نفوس العقلاء، ولا أشكّ أنّك تمقتها أشدّ المقت لاسيما إذا تعلق الأمر بعرضك ومسيرتك وتاريخك، وخير دليل أنّك خصّصتَ في موقعك الرسمي ركنا مستقلاّ سمّيته: «افتراءات»، وقد بيّنتَ في مواطن كثيرة من مقالاتك وردودك أنّ التثبّت في الأخبار وتحرّي الصدق والعدل في الخصومات أمر مطلوب شرعا وعقلا.
وأضرب مثالا واحدا:
جاء في بيان إدارة موقعكم الرسمي الذي كتب في: «6 شعبان 1439هـ الموافق لـ 22 أبريل 2018م»، تحت عنوان: «تكذيب المُرجِفين بفرية ترك الصَّلاة مع جماعة المسلمين»: «فإنَّ الأدب القرآني يحثُّ على التَّأكُّد مِنَ الأخبار قبل إذاعتها ونشرِها على الملإ؛ قال تعالى: ï´؟ وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا بهï´¾ [النساء: ظ¨ظ£]، وقال تعالى: ï´؟يا أيّها اللذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمينï´¾ [الحُجُرات]؛ إذ مِنْ مقاصد التَّوثُّق مِنَ الأخبار: كفُّ الشُّرور، وتقليلُ المفاسد، وتحصيلُ الفوائد، وتكثيرُ المصالح ـ كما لا يخفى ـ وبه يُعرَف دِينُ العبدِ وعقلُه ورزانتُه، خلافًا للمُستعجِل بإذاعةِ الأخبار الكاذبة، والإشاعاتِ المُغرِضة».
نعم يا شيخ –سلمك الله- التوثّق من الأخبار يُعرف به دين العبد وعقله ورزانته، لكن للأسف وقع في هذه الفتنة إخلال عظيم بهذا الأدب الإسلامي النبيل، وقد بلغنا في مناسبات عديدة أنك نقلت شيئا من هذه الأخبار المكذوبة ولعل عذرك في ذلك ثقتك بالناقلين، لكن اعلم وفقك الله أنّ اتهامك لإخوانك بما لم تقترفه أيديهم سبَّبَ لهم ضرارا عظيما، بحكم مكانتك بين الناس وثقتهم بأقوالك، وحتى لا أطيل المقال بما لا طائل تحته أضرب مثالا واحدا عن قضيّة مكذوبة نقلتها –سلّمك الله- في هذه الفتنة، أذكر وقائعها بشيء من التفصيل.
يا شيخ فركوس: لقد ورَّثَت هذه الفتنة انحرافات خطيرة ستأخذ من الدعاة أثمنَ أوقاتهم وثمرة قلوبهم لإصلاحها، ولا ريبَ أنّ تحريف التاريخ يعتبر من أشدّ هذه الانحرافات فتكا بعقول الناشئة، وللأسف لقد شاهدنا صورا كثيرة تُجسّد هذا التحريف، منها على سبيل المثال لا الحصر: «فتنة فالح»، التي تُعتبر قطعة هامّة من تاريخ الدعوة السلفية في الجزائر ومرحلة ة فارقة عرفها أهل السنة، وبكلّ وضوح: ما كنت أتصوّر أنّ أعيش لأُعاين بنفسي تحريف تلك الحقبة الخطيرة، وذلك لسببين: الأول: أنّني كنتُ مُهتمّا بقضية فالح في ذلك الوقت، والثاني: قرب العهد بها، فلم يمرّ عليها قرن من الزمن أو نصفه حتى تمتدّ أيادي العبث والتحريف إلى صفحاتها، فقد مرّت عليها: «خمس عشرة 15 سنة» فقط!
ولا أخفيك سرّا يا شيخ أنّك شاركتَ في هذا التحريف –كما ظهر لي- فمنذ طلوع قرن هذه الفتنة وأنت تقول: «وقفت في فتنة فالح وحدي! وفلان وفلان كان مع فالح!»، وما أحزنها من لحظة بلغني فيها اتّهامك لي بأنّني كنت ضدّكم مع فالح الحربي، وتأكّد عندي ذلك عندما كتبَ متولّي كبر هذه الفتنة «جُمعة» الحلقة الثالثة من «الجواب عن الجواب» حيث قال: «أنّ قولك: «وله في الانتصار لمشايخنا أيام فتنة فالح وقفة مشهودة» كذب صريح، إذ كلّ من يعرفكما يعلم ويشهد أنّكما ممّن خاض في فتنة فالح الحربي، وأوغل في أعراض المشايخ والدعاة؛ وعلى رأسهم شيخنا الكريم العلامة محمد علي فركوس، وكنتما ممّن هجره –وقتئذ-؛ فأمّا أنت فجئت إليه وتحلّلت منه؛ وأمّا صاحبك محمد فلم يفعل ذلك إلى حدّ كتابة هذه الأسطر».
هكذا افترى عليَّ جمعة في وضح النّهار يا شيخ! وفي منتديات تعمل تحت مراقبتك! لقد بقيتُ برهةً من الزمن أفكّر وأقول في نفسي: من أخبرَ الآخر بأنّني كنت مع فالح؟! وسبب هذه الحيرة: أنّه بلغني عن جمعة بعدما أنكر عليه بعض مقربيه ممّن بقي عنده شيء من الإنصاف، وأكّدوا له أنّ مرابط لم يكن مع فالح فأجابهم جمعة بأنكّ أنتَ يا شيخ فركوس من أخبرَه بالقضيّة، ومن جهة أخرى بلغني مشافهة ووقفتُ بنفسي على منشورات محبّيك فيها تثبيت هذه التهمة من مجالسك! لكن لا ضير فالذي يهمّ أنّ التهمة انتشرت بإقرارك لكلام جمعة واعتمادك عليه، حتى لا أقول أنّك مصدرها والقائل بها أصالة، والله المستعان.
ولا بأس أن أُسجلّ ملاحظات سريعة متعلقة بقضيتنا هذه، لعلّي أظفر بجواب:
الأولى: لقد أوهمتَ الجيل الصاعد ممّن غاب عن تلك الفترة –من حيث لا تشعر- أنّ فالحا الحربي كان من رؤوس أهل البدع وأنّ كل من أخذ بكلامه فهو ملحقٌ به مشارك له في ضلاله! وهذا باطل بلا شكّ أو تردد، فالرجل كان من علماء الأمّة المشهورين، وممّن حمل راية السنّة عالية، وقد شهد له أئمة الإسلام وعلماء الأمّة وأشادوا به وأيّدوا جهاده، وحثوا الشباب على الأخذ عنه والاستفادة من علمه، وكلماتهم معلومة مشهورة، لكنّها خفيت عن شباب اليوم!
يقول الإمام ابن باز رحمه الله في كلمته المشهورة بعنوان: «توضيح البيان»: «وإخواني المعروفين في المدينة والمشايخ المعروفين في المدينة ليس عندنا فيهم شك هم أهل العقيدة الطيبة ومن أهل السنة والجماعة: مثل الشيخ محمد بن أمان بن علي الجامي، ومثل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، ومثل الشيخ صالح بن سعد السحيمي، ومثل الشيخ فالح بن نافع الحربي، ومثل الشيخ محمد بن هادي المدخلي، كلهم معروفين لدينا بالاستقامة والعلم والعقيدة الطيبة نسأل الله لهم المزيد من كل خير والتوفيق لما يرضيه».
ويقول العلاّمة الإمام الشيخ ربيع المدخلي –حفظه الله-: «الشيخ فالح الحربي من أعرف الناس بالمنهج السلفي ومن أعلم الناس بمخابئ القطبية والحزبية غيرهم وهو صادق فيما ينقله عنهم وفيما ينتقدهم فيه ولا يتكلم فيه إلا أهل البدع والضلال لأنه من حملة لواء السنة والذابّين عنها والداعين إليها ولا يخش في الله لومة لائم ولهذا فانهم يحاربونه ويحاربون أمثاله كشأن أهل الضلال».
ويقول الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله: «الشيخ فالح الحربي رجلٌ عالمٌ جليل من أهل السنة والجماعة ومن أصحاب المنهج السلفي ولا يتكلم فيه إلاَّ مخذول».
ويقول الشيخ الكبير عبيد الجابري –حفظه الله-: «والشيخ فالح ولله الحمد ثقة الشيخ فالح ثقة فهو يعرف ماذا يقول ويعرف ماذا يكتب ويعرف ماذا ينشر الشيخ فالح ثقة عندنا ولله الحمد وهو على المنهج فهو ليس في حاجة إلى أن أُسأَل عنه وأزكيه لكن لما سئلت أجبت! الشيخ فالح ولله الحمد ثقة من الناحية المنهجية والعقدية والعلمية ولله الحمد».
بل حتّى محمد بن هادي قال عنه في ذلك الوقت: «الشيخ فالح من أعرف الناس بالسنن والكتاب من أعرف الناس بالسنة من أعرف الناس بأهل البدع في هذا العصر حسب ما عرفناه وداخلناه وجالسناه وعاصرناه وسمعناه وهو من أعلم الناس في المدينة النبوية بالطرائق البدعية والمناهج العصرية الحديثة المخالفة لما عليه سلف الأمة رضي الله تعالى عنهم ولا يقول غير ذلك فيه إلا أحد رجلين إما جاهل وإما كذَّاب حاسد ونعوذ بالله من الاثنين والذي يطعن في الشيخ فالح في هذا الأمر الذي يقول، وفي سلفيته هو المطعون فيه عندنا».
كل هذه التزكيّات انتشرت بين الشباب انتشارا رهيبا في مطويات ومقالات وأشرطة، أشهرُها: «السيف الذهبي من ثناء العلماء وتزكيتهم لسيف السنة فضيلة الشيخ فالح الحربي»، و«الثناء البارع على الشيخ فالح بن نافع»، و«ضياء الحق في تزكية الشيخ فالح من أهل الحق»، فهل يُلام الشباب يا شيخ عندما أخذوا بوصايا الأئمة واعتبروا فالحا من علماء الأمة ونهلوا من دروسه وكتاباته؟! وهل يعاتبون على أخذهم بتحذيره منكم وهو العالم عندهم المُقدَّم في مسائل الجرح والتعديل؟!
يا شيخ -رحمك الله- الرجل يوم أن تكلَّم فيك كان يُعدُّ من العلماء ولم يحذّر وقتها منه العلماء، ولم يصدر منهم في حقه كلمة واحدة، وبعد أن انحرف وظهر ضلاله تكلم الأئمة وعلى رأسهم العلامة ربيع فرَدَّ على فالح وبَيَّن أباطيله، فكان من ثمار جهود الشيخ ربيع في الرد على فالح رجوع الشباب إلى مجالسك بعد دفاع الشيخ ربيع عنك، وردّ على الحربي وبيّن خطأه! فمن أين جئت بهذا التوصيف الجديد لتلك المرحلة؟! لماذا لم تَسرُد وقائع وأحداث تلكم الفترة بالتفصيل الذي يفيد الشباب، لماذا لم توضّح لهم القضية من كل جوانبها وتذكر لهم أنّ فالحا مرّ بمرحلتين الأولى التي ذكرناها والثانية التي هو عليها الآن منذ ذلك اليوم الذي انحرف فيه، وحتى أتباعه الحدادية لم يفارقوه منذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا، فعندما تقول فلان كان مع فالح فأنت توهم الكثير من الناس أنّ فالحا وأتباعه مرّوا بمرحلة واحدة.
الثانية: أمّا أنا يا شيخ: فوالله الذي لا إله غيره لم أكن فالحيا يوما من الأيّام، بل كنتُ ضدّه ويعرف هذا منّي أهل باب الزوار خاصّة فاسألهم وأنتَ تعرفهم لأنّك سكنتَ في منطقتنا لاسيما أبناء حيّك القديم «الجرف رابية»، كلّهم يشهدون أنّي –بفضل الله- لم أغترّ بباطل فالح، وسعيت بكل ما أملك وأنا شاب صغير في بيان الحق وسجّلت يومها شريطا أخمدَ نار الفتنة عنوانه: «نصائح العلماء الأكابر للشباب السلفي بالجزائر»، طرحتُ فيه أسئلة على سبعة من علماء الأمّة وعلى رأسهم العلامة المحدّث أحمد النجمي والعلامة الشيخ ربيع، وثارت عليّ يومها ثائرة المتعصّبة ونالني منهم شر عظيم، فبأيّ حقّ وبأي دين وعقل يُشوّه تاريخي لا لشيء إلاّ لأنّي خالفتكَ في هذه الفتنة؟! والعجب لا ينقضي عندما أُعاتَبُ ويُنكر عليّ عدم اعتذاري منك! ولا شك أنّ ألَمَ هذا الظلم لا يعرفه إلاّ من جربّه، تُتّهَم بشيء لم تفعله وفوق هذا تُطالب بالاعتذار! لا إله إلا الله ما أقسى هذه الأيّام.
الثالثة: هب يا شيخ أنّني كنت ضدّك مع فالح الحربي ولم أعتذر منك! فلماذا سكتَّ كلّ هذه المدة «خمس عشرة سنة» ولم تحذّر منّي ولم تقابلني بكلمة واحدة؟! لماذا كتمتَ قضيّتي وتركتَ السلفيّين يُخدَعون بي؟! يا شيخ أليس هذا من كتمان الحق المحرّم؟! والإشكال أنّك أظهرتَ لي وللناس العكس تمامًا! فكنتَ تذكرُني بخير وتشيد بكتاباتي كرَدِّي على جماعة حمداش الذي راجعتَه ونصحتَ بنشره يوم أن أرسله لك لزهر، وغير هذا من المواقف التي تعكس علاقتنا الطيبة.
والعجيب في القضيّة: أنني كنت على علم -قبل سنوات- بالإخوة والدعاة الذين كنت تتّهمُهم بنفس التهمة لكن لم تكن تذكر اسمي معهم لأنّك تعرف -لولا هذه الفتنة- أنّني ما كنت مع فالح ولم أهجرك أو أطعن فيك في يوم من الأيّام، لكن للأسف يا شيخ احتَاج اليوم المفرقون إلى تثبيت تهمة الطعن فيك وإظهار عداوتي لك فأدرجوا هذه الفرية في لائحة حججهم المتهافتة حتى يقول الشباب إنّ عداء مرابط للشيخ فركوس عداء قديم، وإنّ حقده على الشيخ ضارب في القدم، والله حسيب المفتري الكذّاب الذي نشر هذه الأراجيف، وبيني وبينه ذلك اليوم الذي تشيب فيه الولدان إن لم يتب ويتحلّل.
الرابعة: لِنَفرِض يا شيخ فركوس أنّني وإخواني وقفنا مع فالح الحربي ضدّك، أليست مرتبة العفو والصفح من مراتب أئمة الدين؟! أليس الصبر على أذى النّاس منزلة شريفة من منازل أولياء الله؟! ألم تقل في كلمتك الشهرية «في أخلاق الداعية» التي كتبتَها سنة: «1424 هـ-2003»، في موقعك الرسمي: «ومِنْ أصول الأخلاق: إيثارُ الحِلْم وتركُ الغضبِ المذمومِ الذي يكون حميَّةً أو انتصارًا للنفس وغيرِها مِمَّا لا يكون في ذات الله، وقد وَصَفَ اللهُ تعالى الكاظمين الغيظَ بأَحْسَنِ وصفٍ في قوله عزَّ وجلَّ: {الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} ذلك لأنَّ مَنِ استطاع قَهْرَ نَفْسِه وغَلَبَتَها كانَتْ دعوةُ غيرِه أَسْهَلَ وأَيْسَرَ؛ قال عليه الصلاة والسلام: «لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ»، ألم تقل كذلك في كلمتك الشهرية التي كتبتها سنة: «1427هـ-2006»، في موقعك الرسمي تحت عنوان: «الإصلاح النفسيُّ للفرد أساسُ استقامتِه وصلاحِ أمَّتِه»: «إنَّ صَبْرَ الدعاةِ المصلحينَ على ما يصيبهم هو من عزائم الأمور؛ لأنه صبرٌ على استكبار الجاحدين، وجفوة العصاة، وعَنت المدعوِّين، وهو من علامات أهل الصلاح المتَّقين ... كما هو من صفات الأئمَّة المقتدى بهم».
الخامسة: قلتَ يا شيخ أنّك وقفتَ وحدك في وجه فالح! فهلآَ أرشدتنا إلى مقال أو كلمة أو جواب ذكرتَ فيه فالحا الحربي؟! فالوقائِع والمعارك تُعرف بجِراحِها وألْوِيتِها المعقودة وليس بمجرّد الدعاوى! فعندما نقول إنّ ربيع السنة واجه المأربي والحربي والحلبي فنحن نُحيل على ثروتِه الهائِلة من المقالات والصوتيات التي تشهد على وقفته العظيمة في وجوه أولئك المُبطلين، أمّا أنتَ يا شيخ –سامحني- فإننا نرفض مجرّد القول بأنّك شاركتَ في إطفاء تلك الفتنة! فما بالك بقبول فكرة وقوفك وحدك! يا شيخ لقد همّشتَ نفسَك في تلك الفتنة كما أخبرتَ بنفسِك، وسمعتُ ذلك من فِيكَ بأذُني! فمتى وقفتَ في وجه فالح؟! وأين حصل ذلك؟! فلو دخلنا إلى موقعك الرسمي وبحثنا فلن نجد أي جهد في فضح فالح في ذلك الوقت، وأنا أشهد كما يشهد عقلاء البلاد أنّ فالحا الحربي لم يقف في وجهِه إلاّ ربيع السنة –حفظه الله-، وكلّ من تكلّم في فالح فهو عالّة على الإمام ربيع، وأقول: ليس الشأن أن تعرف فالحا وباطله قبل الجميع ولكن الشأن أن تواجهه وتقمع باطله قبل الجميع! كما فعل الربيع، وللأسف يا شيخ قد غيّبتَ عن الشباب -من حيث لا تشعر- موقف هذا الإمام في تلك الأيّام الحالكة والساعات الشديدة، ولم تذكر فضله وجهاده وموقفه الرجولي، والله المستعان.
السادسة: أكثرتَ –عفا الله عنك- من قولك: وقفت وحدي! ولم تستثنِ في كلامك حتى لزهر وجمعة وجلواح وغيرهم من أصحاب الفتن! فهل خذلك هؤلاء في تلك الفتنة وفي غيرها من الفتن التي واجهتها وحدك؟! ثم أخبرني رحمك الله: هل الأبواق التي صاحت نصرة لك في فتنة اليوم كبويران، وقرازة، وشوشار، وعمراوي وباهي كانت مع فالح أم ضده؟! فما دام جعلتَ تلك الفتنة مِحنة ومِحَكّا فلابد من بيان مواقفهم! أم أنّ حسنة اليوم تمحو سيئة الأمس؟!
السابعة: يا شيخ فركوس أُذكّرك بشيء مهمّ جدّا: لقد عاث فالح الحربي في الدعوة السلفية فسادا، وظلم خلقًا من العلماء والدعاة، وأصَّل تأصيلات فاسدة، وقعّد قواعد باطلة، فكانت فتنته فتنة عمياء أذهبت عقول خلقٍ من الناس، فكان من المُفترض أنْ تذكرَ هذه الضلالات وتَنسبَ إليها أتباع فالح، وليس كما فعلتَ عندما حصرتَ ضلالات الحربي في «عدائِهِ لكَ ونَيلِه من عرضِك»، يا شيخ تحمل صراحتي واصدقني: هل في الدنيا إلا أنتَ؟! هل عرضك أشرف من دين الله ومن أعراض إخوانك؟! أيكفيكَ أن يعتذرَ منك الرجل فقط! ولا يهمّ إن بَقيَ على ضلالاته؟! ألا تنفع الرجل استقامته وتركه لبدعة فالح ما لم يعتذر منك ويتحلّل من جَنابِك؟! يا شيخ المقام لا يتّسع لسرد أخبار العلماء الذين جعلوا كلّ من ظلمهم في حلّ، وقدّموا دينَ الله على مصالحهم وانطلقوا في ولائهم وبرائهم من منطلق هذا الدين العظيم وهذه الشريعة الربانية، لكن يكفينا جميعا قول الله تعالى: {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، فيا شيخ فركوس: ألا تحبّ أن يغفر الله لك وقد أحبّ ذلك أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه؟!
الثامنة: أتدري يا شيخ أنّني كنتُ في فتنة فالح في الرابعة والعشرين من عمري! أمّا الشيخ خالد حمودة فلم يتجاوز العشرين؟! وهي أعمار أكثر الشباب الذين أخذوا بكلام الحربي فيك؟! فهل يعقل يا شيخ أن تحقد على من كان في ذلك السنّ؟ أين رحمة الوالد –رحمك الله- وأين رأفة العالم؟! لماذا لم تقل يا شيخ: اللهم اغفر لأبنائي فإنهم لا يعلمون؟! والعجيب أنّ من كثرة ما ردَّدتَ هذه القضية في مجالسك خُيّل إلى السامعين أنّنا في ذلك الوقت كنّا بنفس أعمار اليوم! إنّك تعلم يا شيخ أنّ من كان في ذلك السنّ احتاج أكثر من غيره إلى رعاية خاصّة من كبار السن سواء الآباء أو الشيوخ وإلى عناية كبيرة، لكن للأسف يا شيخ فقد فقدوا عنايتكَ في فتنة فالح وفقدوا رحمتَك في هذه الفتنة!
وأختِم هذه الملاحظات قائلا: إذا كنتَ يا شيخ فركوس مصدرَ هذه الفرية فاعلم أنّك في حلٍّ –سامحك الله-، أمّا إذا كان مصدرها جمعة أو بعض المقربين لك، فلن أسامحهم، وفي الأخير أذكّر نفسي وإيّاك يا شيخ فركوس بقول إدارة موقعكم الرسمي الذي كُتب يوم: «22جمادى الثانية 1432 هـ»« الموافق لـ 25مــايو 2011م» في بيانها الذي نُشر في موقعك الرسمي تحت عنوان: «موافقةُ مَن ظهر خطؤه»: «ممَّا يخرم المروءةَ، ويُسْقِط العدالةَ نَشْرَ الأخبار دون التأكُّد مِن صِحَّتها وتمحيصِ سليمها مِن سقيمها، وذلك معرِّضٌ لوصف الفِسق... ويجعل ناقلَه فاقدًا لفضيلة الصدق، حائزًا لرذيلة الضدِّ، قال صلى الله عليه وسلم: «كَفَى بِالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»، والمتجاسِرُ بنقل خبرٍ يرمي به بريئًا بُهتانًا وزورًا متوعَّدٌ بوعيدٍ شديدٍ، جاء صريحًا في قوله صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ قَالَ فِي مُؤْمِنٍ مَا لَيْسَ فِيهِ أَسْكَنَهُ اللهُ رَدْغَةَ الخَبَالِ حَتَّى يَخْرُجَ مِمَّا قَالَ وَلَيْسَ بِخَارِجٍ»، انتهى، هكذا يكون الكلام جميلا قويما إذا تعلّق الأمر بالشيخ فركوس!
تنبيه: كل من زعم أنّ مشايخ الإصلاح -أو بعضهم- كانوا مع فالح فهو إمّا كذاب أو جاهل! –ووالله- إنّ هذا لمن الكذب المبين الذي لا يصدقه سلفي عاقل.

الوقفة الثالثة

من أخطر المظاهر السيّئة لفتنة التفريق ما شاع وذاع من الكلام القبيح والتعيير الجاهلي والتنابز بالألقاب، وقد غرس جمعة بذرة هذه الظاهرة، وأحدث مسلكا مشينا أصبح تعبّد المُتعصّبة والمُقلّدة بسلوكه، وكان كلامه الأوّل نواة لسوء الخلق الذي انتشر اليوم بين الشباب المتعصّب وبات مألوفا في منشوراتهم ومقالاتهم، ومع أنّ هذه المخازي على مرأى منك يا شيخ فركوس فلم تُنكرها ولم تنفّر عنها، وأنت تعلم -وأنت في مقام الموقعين عن الله- أنّ العالم يفتي بصمتِه كما يفتي بكلامه، فسكوتك عن فحش القول وسيّء الكلام هو إقرار له! فكم وصفني مقربوك ومحبّوك بالهابط وهم يدافعون عنك؟! وكم ثُبِّتَت هذه الشناعة في منتديات التصفية وأنتَ تنظر فيها؟! فهل يجوز في شريعة الرحمن يا شيخ أن أوصف بالهابط؟! فلو أنّ قائلا قال: فركوس المنكوس هل كنتَ لتقبل هذا التعيير؟! لا أشك أبدا أنّك ستنكرها وفي موقعك الرسمي! وقد وقع هذا.

فقد نشرت إدارة موقعكم الرسميّ يوم: «26 محرَّم 1427 هـ»«، الموافـق لـ25 فبراير 2006 م»، ردّا بعنوان: «الدفاع النفيس في الردِّ على سلالة أهل التلبيس»، وممّا جاء فيه: «ثانيًا: قال في مسوَّدته: «...أوردها فركوس (المنكوس)»، هذا سوءُ أدبٍ لا يليق بمن يكتب في المنتديات الإسلامية وينسب نفْسَه للأثر، بَلْهَ الأخلاق الإسلامية الفاضلة الَّتي نَدَبَنَا الشرعُ إليها، ويشتدُّ الأمر سُوءًا إذا كان في حقِّ الفضلاء والعلماء، ولكنَّ مِن علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، ومن أعياه طلب العلم، وتحقيق مسائله، ومكابدة الليالي للنظر في كُتُبه، واستثقل ثَنْيَ الرُّكَب بين يَدَيْ أهله؛ لَمَزَهُمْ، ولقَّبهم بما لا يليق، كشأن آبائه السالفين، الطاعنين في رؤوس أهل السنَّة، وإنِّي مذكِّرك بقول الله تعالى: {مَّا يلفظ مِن قول إِلَّا لديه رَقِيبٌ عَتِيد}، فماذا تجيب وأنت بين يَدَيِ الله تعالى في عرصات يوم القيامة، وهو سائِلُكَ عن هذه الكلمة (المنكوس)، والتي حذَّرك منها في قوله تعالى: {ويل لِّكُلِّ هُمَزَة لُّمَزَةٍ} [الهُمَزَة]، وفي قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}، فتُبْ إلى الله قبل أن تلقاه، أوَمَا قرأتَ قول ابن عساكر رحمه الله: «اعْلَمْ يَا أَخِي وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيَّاكَ لِمَرْضَاتِهِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يَخْشَاهُ وَيَتَّقِيهِ، أنَّ لُحُومَ العُلَمَاءِ مَسْمُومَةٌ، وَعَادَةَ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَارِ مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَةٌ، وَأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي العُلَمَاءِ بالثَّلْبِ بَلَاهُ اللهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ القَلْبِ، {فليحذر الذين يُخَالِفُونَ عَن أمره أَن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عَذَابٌ أَلِيمٌ}» [«المجموع» للنووي]، أنسيتَ هذا الأثر أيُّها الأثريُّ ـ زُورًا ـ أم تناسيتَه.
فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَدْرِي فَتِلْكَ مُصِيبَةٌ * وَإِنْ كُنْتَ تَدْرِي فَالمُصِيبَةُ أَعْظَمُ
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الحَقِّ نَمْــضِي * وَعِنْدَ اللهِ تَجْتَمِــعُ الخُصُــومُ».

التعليق: يا شيخ! أكلُّ هذا التذكير وكلّ هذا الترهيب والتشنيع من أجل «فركوس المنكوس»؟! أين كان عُشر هذا النكير عندما قيل: «مرابط الهابط»؟! هل هناك فرق يا دكتور بين الحادثَتين؟! ألا يشمل جماعتك قوله تعالى {ويل لِّكُلِّ هُمَزَة لُّمَزَةٍ}؟! أليس عرضي وعرضك عند الله سواء؟! أليس عرضي وعرضك أعظم من حرمة الكعبة؟! فلماذا يكون النكير على من عيَّركَ أمّا من عَيّرني فَيأتِيه التأييد وليس النكير؟! وهذا الذي قمتَ به مع جمعة عندما أيّدتَ كلامه واعتبرتَ سبَّه وشتمه جرحا مفسّرا وأحلْت الشباب عليه! أُخاطبك يا شيخ بخطاب إدارتك لكني أنزع كلمة المنكوس وأضع بدَلها الهابط: «فماذا تجيب وأنت بين يَدَيِ الله تعالى في عرصات يوم القيامة، وهو سائِلُكَ عن هذه الكلمة (الهابط)»، وقد بلغتكَ ولم تنكرها بل أيّدتها بصمتك! وقد بلغني -والعهدة على الناقلين- أنّني أذكر دائما على ألسنة السّائلين في مجلسك باسم «الهابط» وأنتَ تسمع بلا نكير!
قال تاج الدين السّبكي كما في «حاوي السيوطي 1/231-232»: «مرَّ بنا كلب يقطر ماء يكاد يمسّ ثيابنا فنهرته، وقلت: يا كلب يا ابن الكلب، وإذا بالشيخ الإمام -يعني والده تقي الدين-يسمعنا من داخل، فلما خرج قال: لِمَ شتمتَه؟ فقلت: ما قلت إلا حقّا أليس هو بكلب ابن كلب؟ فقال: هو كذلك إلاّ أنّك أخرجت الكلام في مخرج الشتم والإهانة ولا ينبغي ذلك»، الله أكبر! أكلّ هذا من أجل كلب يا شيخ فركوس؟!
وأخيرا: إنّي مُذكّرك ومذكّر أتباعك بقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في «سنن ابن ماجة 4010»: «كيف يُقدّس الله أمّة لا يؤخذ لضعيفِهم من شديدهم؟!»، وأقول لكَ يا شيخ كما قال رب العالمين لنبيّه ورسوله داود عليه السلام: {فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}، أسأل الله أن يغفر لي ولك.


الوقفة الرابعة

شيخ فركوس: في سنة «1428 هـ/2007 نصراني» كتبتَ فتوى في مسألة الاختلاط، اعترضَ عليها المعترضون ومنهم جماعة دماج، فكتبَ سعيد بن دعّاس اليافعي ردّا عليها سمّاه: «درء البلاء»، وكان ذلك سنة: «1429هـ» بعد ستة أشهر من نشرك لفتواك المذكورة آنفا، ثم أعقب ردّه هذا بردود أخرى، لكن الذي يهمّنا في هذا القضيّة ردّه الأوّل «درء البلاء»، وقد أجَبتَه كما في رسالتك: «الصراط في توضيح حالات الاختلاط ط. دار الموقع، صفحة:9»، وقلتَ عن ردّه تحت فصل: «اعتراض فيه تقَوُّل»: «إنما هو تعسُّفٌ في التقوُّل، وضعفٌ في الفهم، وتقاعسٌ عن الاستفسار عن مواضع الشُّبهة تحلِّيًا بمنهج السلف في تحقيق عموم النصيحة الواجبةِ قبل ركوب نزوات النفس ومحبَّةِ التصدُّر بالردِّ، ولا شكَّ أنَّ هذا الأمرَ يعكس بوضوحٍ عن نوعيةٍ أخلاقيةٍ متدنِّيةٍ عن المستوى المطلوب، تضرب الأُمَّةَ بضرب رجالها الدُّعاةِ إلى الله بسهم الاستئصال والتفرقة، مِنْ حيث تشعر أو لا تشعر، لتحصيلِ شماتةِ الأعداء».

وجاء في موقعكم الرسمي بتاريخ: «18شعبان 1430 هـ الموافق لـ 09 أوت 2009 م»، ضِمن: «ردود وتعقيبات برقم:14»، تحت عنوان: «في نفي التعارض بين الأصل المحرم سدا للذريعة والاستثناء المبيح للمصلحة الراجحة»، ردّا على ابن دعاس وكلّ من اعترض على فتواكم، جاء فيه: «وأمَّا السَّعيُ ـ بسببِ هذه المسألةِ وغيرِها مِنْ مسائلِ الاجتهاد والنظر الخاضعةِ لتقديرِ المَصالِحِ والمَفاسِدِ ـ وإرادةُ التنقُّص مِنْ ورائها غدرًا للدُّعاة إلى الله في الجزائر وفي غيرها مِنَ البلدان بالتشنيعات التي يفتعلها المُغْرِضون والمُعترِضون والمُبْطِلون والشانئون بمثلِ هذه الأراجيفِ الباطلة والتقوُّلاتِ الكاسدة، لاستجلابِ وتحريكِ عواطفِ السلفيِّين ضِدَّ دُعاتِهم بالغلط والمُغالَطة؛ فإنَّها لا تبني لهم مجدًا ولا رفعةً، ولا تخدم مصلحةَ الدعوةِ إلى الله، لا مِنْ قريبٍ ولا مِنْ بعيدٍ، بل تُمَهِّدُ الطريقَ لإضعافِ الصفِّ السلفيِّ، وتفتح بابَ تسلُّطِ الأعداءِ عليه، وقلَّما ينتبه لهذه المقاصدِ أهلُ إثارةِ الرَّهَجِ والباذلون للمُهَجِ، في سبيلِ عصبيَّاتٍ مُنتِنةٍ وذهنيَّاتٍ متطلِّعةٍ للتراشق والشقاشق، لكنَّ مسائلَ العلمِ والدِّينِ والإيمانِ التي يَفْرِضُها الدليلُ وتدعمها الحُجَّةُ لن تغيبَ على أهلِ الحقِّ وطُلَّابِه وناشِدِيه، ï´؟وكفى بربك هاديا ونصيراï´¾».
يا شيخ فركوس: كنّا نحسن الظنّ بك كثيرا، ونطمئن إلى أقوالك وأحكامك، وكنا نفهم من ردودك على جماعة الحجوري أشياء كثيرة، منها: شدّتهم عليك وسوء أدبهم معك، وهذا واضح جدا من مضامين أجوبتك وأحكامك على ردودهم، فقد خُيّل إلينا بعد توصيفِك لردّ ابن دعاس أنّ الرجل كالَ إليك جملا من التّهم وخاطبك بلغة السوق، وثبَّتَ ذلك في القلب أننّا لم نكن نقرأ ردودهم! ولا يستطيع أحد من الناس لومنا على هذه الثقة التي وضعناها فيك، أمّا اليوم فيحق لكل أحد أن يلوم ويعاتب وينتقد وينكر إن بقينا مصرّين على هذا التقليد والتعصّب، بعد أن عانينا وعاينّا أضرار ذلك ومفاسده.
إنّ ابن دعاس على ما كان عنده رحمه الله «وقد قتله الحوثيون سنة 2012»، وبعد اطّلاعي على ردّه الأوّل وجدته لم يخرج –في الغالب- عن إطار الأدب الإسلامي في مناقشته، وكان ردّه ردّا علميا بيّنَ فيه ما ظهرَ له من خطأ فتواك بنصوص الوحيين وأقوال العلماء، وحتى يحيى الحجوري الذي قرّظ ردَّه كان مُنصِفا مُتأدّبا في كلامه، فقال في «درء البلاء ص:1»: «فقد قرأتُ رسالة درء البلاء..التي ناقش فيها الشيخ سعيد بن دعاس اليافعي فتوى للشيخ محمد علي فركوس –وفق الله الجميع لما يحبّه ويرضاه- فرأيته ناقشه نقاشا علميا رصينا بيّن فيه زلقته في تلك الفتوى المذكورة التي نشرت حاملة تفصيلا في الدراسة الاختلاطية غير صحيح فكان ما أبانه أخونا الشيخ سعيد على تلك الفتوى ردّا للحكم في هذه المسألة المهمّة إلى مجراه والأصل إلى معناه جزاه الله خيرا».
لقد أَلِفَ ابن دعاس منهج النقد ككلّ سلفي كبر في مركز دماج ورأى تعامل الشيخ مقبل مع طلبتِه، فظنّ أنّ الأمر سواء عندنا في الجزائر، لذلك صُدِم بردّ الشيخ فركوس وشدّته، وهذا ما جعل قلمه يحيد عن الحق في باقي ردوده! قال كما في ردّه الثاني «تمادي فركوس ص:5» واصفا ردّ الشيخ فركوس على مقاله الأول: «أطلق عنان قلمِه بكلمات نابية ينبل عنها من يدعي الإنصاف والتحلّي بمنهج السلف في كافة شئونه –إن صدّق قوله فعله- باندفاع مستغرب إلى تهجمات وأحكام عريّة عن ملازمة الحق والإنصاف...ولا شك أنّ هذا الاندفاع الغريب يعكس بوضوح عن سجيّة متدنيّة، وأخلاقية سيّئة، ومنهجية غير مرضيّة ذات أبعاد وخيمة مستقبليّة تضرّ بالدعوة السلفيّة، مادام فركوس –هداه الله- يلهج بلسان دعاتها»، لهذا كان من الواجب أن نقول بإنصاف كبير: إنّ الشيخ هو البادئ، وكلّ ما ظهر من تطاول الحجاورة عليه فهو نتاج تجوابه الأول مع مناقشة دعاس لفتواه! مع التأكيد على ضلال وحدّادية منهج الحجوري ومن سار على طريقته فقد صدرت عنهم انحرافات خطيرة وضلالات كبيرة لا يجوز السكوت عنها، وهذا لا يتعارض مع اعترافنا بأخطائنا، ولا شكّ أنّ ترسيم مراحل التاريخ يتطلب من الكاتب الكثير من العدل والقسط.
ويوضحّ ما سبق بعض الوقفات على جواب الشيخ:
الأولى: قلت َيا شيخ: «إنما هو تعسُّفٌ في التقوُّل، وضعفٌ في الفهم، وتقاعسٌ عن الاستفسار عن مواضع الشُّبهة».
والسؤال: هل التقاعس عن الاستفسار عن مواضع الشبهة هو مذموم فقط عندما يتعلق الموضوع بجنابكم؟! لأننا رأيناك اليوم وقد قلتَ في خصومك أشياء كثيرة ولم تستفسر منهم؟! فهل هذا التقاعس من جنس الذي أنكرته على خصومك؟! وهل ركوب أتباعك موجة الكذب ورمي الأبرياء من غير استفسار ليس من التقاعس الذي أنكرته؟! وأمر آخر: لقد جاءتكم استفسارات وسؤالات السلفيين حول ما أثير في هذه الفتنة، وذلك في أول الأمر، ولم يتقاعسوا عن طلب التوضيح منكم حين اعتبرت كلام جمعة بأنه (جرح مفسر!!)، وكان ذلك منهم بأحسن العبارات، لا تعسف فيها ولا تقَوُّل، فلماذا لم تكن منكم مسارعة إلى الجواب؟!
الثانية: قلت َيا شيخ: «تحلِّيًا بمنهج السلف في تحقيق عموم النصيحة الواجبةِ».
السؤال: –سلمك الله- كيف خفي عنك في هذه الفتنة منهج السلف الذي يُنادي بوجوب تحقيق عموم النصيحة قبل الردّ؟! وهو نفسه الذي استحضرتَه في خصومتك مع الحجاورة؟! ألم يعتبر العلماء حديث: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، قاعدة من قواعد الدين العظيمة؟! لماذا طالبت خصومك بالاستفسار والنصح قبل الرد، ولم تفعل ذلك مع إخوانك اليوم؟!
الثالثة: «قبل ركوب نزوات النفس ومحبَّةِ التصدُّر بالردِّ».
السؤال: الرجل ناقشكَ في مسألة علمية فهل يجوز شرعا أن يُطعن في نيته ويُتهمّ بأنّه يريد التصدّر، مع أنّه كان من الدعاة البارزين في مركز دمّاج؟! هل مقامكم مقدّس لهذا الحدّ يا شيخ؟! كل من ينتقدكم مطعون في نيّته؟!
الرابعة: قلت يا شيخ: «ولا شكَّ أنَّ هذا الأمرَ يعكس بوضوحٍ عن نوعيةٍ أخلاقيةٍ متدنِّيةٍ عن المستوى المطلوب، تضرب الأُمَّةَ بضرب رجالها الدُّعاةِ إلى الله بسهم الاستئصال والتفرقة، مِنْ حيث تشعر أو لا تشعر».
السؤال: يا شيخ فركوس مجرّد انتقادك في فتوى ومناقشتك في مسألة اعتبرتَ ذلك ضربا للأمّة بضرب رجالها؟! الله أكبر! فما الذي نقوله اليوم وقد رأينا الطعن بالجملة في منهج وعقيدة ومروءة عشرات الدعاة؟! وشاهدناك –غفر الله لي ولك- ترمي الأبرياء بالفواقر الشنيعة كالمتاجرة بالدعوة! أليس هذا من ضرب الأمة بضرب رجالها؟! هل تعتبر نفسك يا شيخ أنّك الأمّة وأنّ الأمة هي أنت؟! ثم أجبني يا شيخ: كيف نعتبر مناقشة فتوى واحدة من فتاويك ضربا للأمّة ولا نعتبر ذلك في ردّ أحكام الإمام ربيع والنيل من عرضه والطعن في بطانته؟!
الخامسة: قلتَ يا شيخ: «لتحصيلِ شماتةِ الأعداء».
والسؤال: -عفا الله عني وعنك-لماذا لم نجد منك في فتنة اليوم هذه النظرة المقاصديّة العظيمة؟! هل شماتة الأعداء تُردّ وتُدفع عندما يكون الموضوع متعلقا بك فقط؟! يا شيخ -سامحك الله- والله لم تعرف الدعوة السلفية بالجزائر منذ قرون شماتة للأعداء كما عرفته في هذه الفتنة العظيمة! فلماذا حرَمتنا من هذه الكلام السديد؟!
السادسة: قلت يا شيخ: «وأمَّا السَّعيُ ـ بسببِ هذه المسألةِ وغيرِها مِنْ مسائلِ الاجتهاد والنظر الخاضعةِ لتقديرِ المَصالِحِ والمَفاسِدِ وإرادةُ التنقُّص مِنْ ورائها غدرًا للدُّعاة إلى الله في الجزائر».
السؤال: قد علمنا من هذه الفقرة أن الشيخ يرى أن مخاصمة الدعاة في مسائل اجتهادية خاضعة لتقدير المصالح والمفاسد هو غدرٌ بهم؟! لكن الإشكال يا شيخ أين هي هذه الرؤية اليوم لم نجد ريحها؟!
السابعة: قلت يا شيخ: «يفتعلها المُغْرِضون والمُعترِضون والمُبْطِلون والشانئون بمثلِ هذه الأراجيفِ الباطلة والتقوُّلاتِ الكاسدة، لاستجلابِ وتحريكِ عواطفِ السلفيِّين ضِدَّ دُعاتِهم بالغلط والمُغالَطة؛ فإنَّها لا تبني لهم مجدًا ولا رفعةً، ولا تخدم مصلحةَ الدعوةِ إلى الله، لا مِنْ قريبٍ ولا مِنْ بعيدٍ، بل تُمَهِّدُ الطريقَ لإضعافِ الصفِّ السلفيِّ، وتفتح بابَ تسلُّطِ الأعداءِ عليه».
السؤال: يا شيخ –سلّمك الله- مغرِضون مبطِلون شانِئون؟! كلّ هذا بسبب انتقادهم لفتوى الاختلاط؟!
الثامنة: قلت يا شيخ: «وتفتح بابَ تسلُّطِ الأعداءِ عليه».
السؤال: انتقادك في فتوى الاختلاط يفتح باب تسلّط الأعداء؟! والعجيب أنك أنتَ من يقول هذا، وليس أحد متعصّبيك أو مقلديك؟! ثم أخبرني يا شيخ: هل أغلق جمعة بأفعاله في بلاد الجزائر باب تسلّط الأعداء؟! لقد انتقدتُم خصومكم في عقيدتهم ومنهجهم وليس في مجرد فتوى واحدة كما فعل معك ابن دعاس! ورميتم الأبرياء بانتقاص الأنبياء عليهم السلام والصحابة الكرام فكيف لا يكون هذا فتحا لباب التسلط؟! ثم أخبرني عن انتقادكم لفتوى الشيخ ربيع –حفظه الله- في نازلة الجزائر ألا يفتح كذلك باب التسلط؟! مع أنّ فتواه في هذه النازلة أخطر وأعظم من فتوى الاختلاط!
التّاسعة: قلت يا شيخ: «وقلَّما ينتبه لهذه المقاصدِ أهلُ إثارةِ الرَّهَجِ والباذلون للمُهَجِ، في سبيلِ عصبيَّاتٍ مُنتِنةٍ وذهنيَّاتٍ متطلِّعةٍ للتراشق والشقاشق، لكنَّ مسائلَ العلمِ والدِّينِ والإيمانِ التي يَفْرِضُها الدليلُ وتدعمها الحُجَّةُ لن تغيبَ على أهلِ الحقِّ وطُلَّابِه وناشِدِيه، ï´؟وكفى بربك هاديا ونصيراï´¾».
السؤال: مقاصد جليلة غابت عن منتقدِيك في فتوى الاختلاط! ولم تغِب عن أتباعِك اليوم في انتقادهم لعشرات السلفيين من الدعاة والعلماء! أمّا العَصبيّات المُنتنة والذهنيات المتطلعة للتراشق والشقائق فهي جزء من الماضي! أمّا اليوم فلا وجود لها البتّة! وإن وجدت فهي في خصومكم! فهل من جواب واضح بارك الله فيك يرفع هذا التناقض.
آخر ما أردت توضيحه في هذه الحلقة، وأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقني والشيخ وجميع القارئين الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعلنا جميعا خدّام دينه وأنصار شريعته، {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ، وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}، والحمد لله رب العالمين.



كتبه:
أبو معاذ محمد مرابط
ليلة الخميس 12 ربيع الثاني 1440 هـ
الموافق لـ: 20 /12 /2018 نصراني
الجزائر العاصمة


الحلقة الأولى

الحلقة الثانية


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 21 Dec 2018 الساعة 06:22 PM
رد مع اقتباس