عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30 Jun 2018, 08:58 PM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي فوائد وثمرات سد الفُرَج والخلل في الصف

فوائد وثمرات سد الفُرَج والخلل في الصف

الحمد لله القائل: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلَّم القائل: ((سوُّوا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة)) وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فسد الفُرَج والخلل في الصف في الصلاة، قد صح فيه أحاديث، وجاء الترغيب فيه من الشرع الحكيم، ورتب عليه الأجر العظيم، وهو من تسوية الصف.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((والمراد بتسوية الصفوف اعتدال القائمين بها على سمت واحد أو يراد بها سد الخلل الذي في الصف)) اهـ.
وذكر أهل العلم أنه يستحب لمن كان في صلاة الجماعة ورأى فرجة أمامه أن يتقدم إليها ويسدها.
قال الحافظ ابن عثيمين رحمه الله في ((فتاوى نور على الدرب)): ((وكذلك لو كان المصلى يصلى في الصف فرأى فرجة في الصف الذي أمامه فإنه يستحب له أن يتقدم إلى هذه الفرجة لأن ذلك من تمام الصلاة)) اهـ.
ولسد الفُرَج والخلل فوائد عظيمة وثمرات جليلة، فأحببت جمع خصالها تذكيرا للناسي، وتنبيها للساهي، وتعليما للجاهل، وتبينا للمعاند لعله يحرص على اغتنم ما بها من خصال فيبادر بالاهتمام.

فمن فوائد وثمرات سد الفُرَج والخلل:
1) حسن الهيئة.
2) عظم الأجر، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وما من خطوة أعظم أجرا من خطوة مشاها رجل إلى فرجة في الصف فسدها)).
أخرجه البزار وابن حبان والطبراني في ((الأوسط)) وحسنه الإمام الألباني.
3) ينال الوصل من الله، وقد صح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( مَنْ وَصَلَ صفاً وَصَلَهُ اللهُ وَمَنْ قَطَعَ صفاً قَطَعَهُ اللهُ )).
أخرجه أبو داود والنسائي وصححه الإمام الألباني.
4) رفعة للدرجات، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف ومن سد فرجة رفعه الله بها درجة)).
أخرجه ابن ماجه وصححه الإمام الألباني.
5) تجنب الوقوع في الإثم، وقد بوب البخاري في صحيحه باب: (إثم من لم يتم الصفوف)، ثم ذكر حديث أنس: (ما أنكرتُ شيئًا إلاَّ أنَّكم لا تُقيمون الصُّفوف).
6) توجب تآلف القلوب، فالتقارب بالأبدان يجلب التقارب بالقلوب، وهذا بمفهوم المخالفة لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم)).
والحديث في مسلم.
7) أثر صلاح الأعمال الظاهر في صلاح القلب، والعكس بالعكس، أثر فساد الأعمال الظاهر في فساد القلب، وشاهده حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
8) الحفاظ على ألا يتخللهم الشيطان، فيفسد صلاتهم بالوسوسة، فقد جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ولا تذروا فرجات للشيطان)).
أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الإمام الألباني.
وصح عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سووا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، ولينوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل؛ فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف)) يعني: أولاد الضأن الصغار.
أخرجه أحمد وصححه الإمام الألباني.
9) تمكنهم من صلاتهم مع كثرة جمعهم، فإذا تراصوا وسدوا الخلل وسع جميعهم المسجد، وإذا لم يفعلوا ذلك ضاق عنهم.
10) تعلم النظام والدقة في العمل.
11) إشارة إلى من فُتن بحضارة الغرب والشرق وما عندهم من تطور ونظام، بأن الإسلام دين يحث على النظام ويأمر به في أعظم العبادات العملية وفي أحسن البقاع.
هذا ما تم تلخصه من بحث لي بعنوان ((فوائد وثمرات تسوية الصفوف)).
أما ما جاء من غفران الذنوب في الحديث (من سد فرجة في الصف غفر له) فقد ضعفه الإمام الألباني في ((السلسة الضعيفة)) رقم (5047).
وكذلك لا يصح ما جاء من بناء بيت له في الجنة، وجاء في ((صحيح الترغيب والترهيب)) تحت الحديث رقم (505) وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من سد فرجة رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة)).
قال الإمام الألباني رحمه الله: ((وتقدم عند ابن ماجه في أول الباب دون قوله وبنى له بيتا في الجنة)) اهـ.
والحديث أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) فيه مسلم بن خالد الزنجي منكر الحديث كما قال البخاري في ((التاريخ الكبير)).
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 6 شوال سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 20 يونيو سنة 2018 ف

رد مع اقتباس