عرض مشاركة واحدة
  #25  
قديم 03 Jun 2008, 12:19 AM
أبو البراء إلياس الباتني أبو البراء إلياس الباتني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 106
افتراضي

و من ذلك:

تعريف العبادة عند الشيخ عدنان:

استمعت إلى شريط للشيخ عدنان عرعور يفسّر فيه ’أوّل سورة الصافات‘ ألقاه في الجزائر، فلمّا جاء إلى قول الله ـ تعالى ـ: {إن إلهكم لواحد} (الصافات 4)، أتى فيه بتفسير غريب للعبادة التي تُخرج صاحبها من ملّة الإسلام، فقد قال: ”من يدري ما معنى العبادة؟...“.

ثم أجاب بنفسه، فقال: ”فإذا أحببتَ شيئا أشدّ من حبك لله، أو أحببته في معصية الله فقد عبدته!

الذلّ ، الخضوع، الخوف، الطاعة، هذه العبادة: فإذا أطعت و خِفت من غير الله في معصية الله! !“.

النقد:

1- ينبغي تذكّر أن الشيخ عدنان يتكلّم هنا عن توحيد العبادة و ما ينقضها.

2- ينبغي التنبّه إلى أنه طرح سؤالا في تعريف العبادة، ثم لم يعرّفها، و إنما هجم على تعريف ما يناقضها، أي أنه ذكر ما يرتدّ به المرء عن دين الإسلام، و (نسي!) أن يذكر ما يدخل به في دين الله، مما يبيّن لك العقلية المستعجلة في تكفير الناس التي يؤصّل لها المذهب الحروري!

3- جعل الشيخ عدنان من أحبّ شيئا في معصية الله عابدا له! فلنسأله: هل يوجد في العصاة من لا يحب المعصية التي يرتكبها؟!

4- و جعل أيضا من أطاع غير الله في معصية الله عابدا له! !

و كنت كتبت في المُسودة أن الشيخ عدنان لم يُسبَق إلى هذا التعريف، ثم حذفته؛ لأنني تذكّرت أنه مسبوق إليه من قِبل شيخه، ألا و هو سيّد قطب الذي يستميت عدنان في الدفاع عنه، حتى قيل: إنه مجنون سيّد!

قال هذا الأخير في ’ظلال القرآن‘ (3 / 1198): ”إن من أطاع بشرا في شريعة من عند نفسه ـ و لو في جزئية صغيرة ـ فإنما هو مشرك، و إن كان في الأصل مسلما ثم فعلها، فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشرك أيضا! ! !“

هذا الشيخ! و ذاك التلميذ! !

و إذا كان الشيخ يقول ما يشاء؛ لأنه لم يُشهد له إلا بعقيدة الخلف، فأين سلفيّة التلميذ الذي ملأ الدنيا صخبا؛ إثباتا لسلفيته بالقوّة، و إن كان السلف يرفضون هذه التعريفات الحرورية؟!

و هاك التفصيل السلفي لمسألة الطاعة و دلالتها على الشرك أو ما دونه:

قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في 'فتاواه' عند تفسير قوله ـ تعالى ـ: {اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و ما أُمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون} (التوبة 31)، بعد أن ساق بعض الآيات، منها قوله (7 / 69-71): [و قوله في سياق الآية: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا لإله إلا الله يستكبرون} (الصافات 35)، و لا ريب أنها تتناول الشركين: الأصغر و الأكبر، و تتناول أيضا من استكبر عما أمره الله به من طاعته؛ فإن ذلك من تحقيق قول لا إله إلا الله، فإن الإله هو المستحق للعبادة، فكلما يعبد به الله فهو من تمام تألّه العباد له، فمن استكبر عن بعض عبادته سامعا مطيعا في ذلك لغيره لم يحقق قول لا إله إلا الله في هذا المُقام.

و هؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا؛ حيث أطاعوهم في تحليل ما حرّم الله و تحريم ما أحلّ الله، يكونون على وجهين:

أحدهما: أن يعلموا أنهم بدّلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل، فيعتقدون تحليل ما حرّم الله، و تحريم ما أحلّ الله؛ اتباعا لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل، فهذا كفر، و قد جعله الله و رسوله شركا، و إن لم يكونوا يصلّون لهم و يسجدون لهم، فكان من اتبع غيره في خلاف الدين ـ مع علمه أنه خلاف الدين، و اعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله و رسوله ـ مشركا مثل هؤلاء.

و الثاني: أن يكون اعتقادهم و إيمانهم بتحريم الحلال و تحليل الحرام ثابتا، لكنّهم أطاعوهم في معصية الله، كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصٍ، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب، كما ثبت في الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ أنه قال: "إنما الطاعة في المعروف"1، و قال: "على المسلم السمع و الطاعة فيما أحبّ أو كره، ما لم يُؤمر بمعصية"2،و قال: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"3، و قال: "من أمركم بمعصية الله فلا تطيعوه"4].

5- و جعل أيضا من خاف غير الله في معصية الله عابدا له! !

فهل يبقى ـ مع هذه التعريفات ـ مسلم على وجه الأرض؟!

و اعلم أن الخوف أربعة أقسام:

الأول: خوف الشر، و هو أن يُخاف من غير الله أن يصيبه بما يشاء من مرض أو فقر أو قتل أو نحو ذلك بقدرته و مشيئته، و يتصوّر أن الميّت أو الغائب المَخوف يتبعه في سرّه و علنه، و هذا الخوف لا يجوز تَعلّقُه بغير الله أصلا؛ لأن هذا من لوازم الإلهية، و هو الذي كان المشركون يعتقدونه في أصنامهم و آلهتهم، و لهذا يخوّفون بها أولياء الرحمن، كما قال الله ـ تعالى ـ: {و يخوّفونك بالذين من دونه} (الزمر 36).

و هذا الخوف لا يكون العبد مسلما إلا بإخلاصه لله ـ تعالى ـ و إفراده بذلك دون من سواه.

الثاني: أن يترك الإنسان ما يجب عليه من الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بغير عذر إلا لخوف من الناس، فهذا محرّم، و قد قال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: "لا يمنعن أحدَكُم هيبة الناس أن يقول في حق إذا رآه أو شهده أو سمعه" رواه أحمد (3 / 5)، و هو صحيح.

الثالث: خوف وعيد الله الذي توعّد به العصاة، و هو الذي قال الله فيه: {ذلك لمن خاف مقامي و خاف وعيد} (إبراهيم 14)، و هذا الخوف من أعلى مراتب الإيمان.

الرابع: الخوف الطبيعي، كالخوف من عدوّ و سَبُع و هدم و غرق، فهذا لا يُذ/ّ، و هو الذي ذكره الله عن موسى ـ صلى الله عليه و سلم ـ في قوله: {فخرج منها خائفا يترقّب} (القصص 21).

انتهى ملخّصا من 'تيسير العزيز الحميد' للشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ ـ رحمه الله ـ (ص 484-486).

فأنت ترى ـ أخي القارئ! ـ أنه ليس كل خوف يُخرِج من الملّة أو يَدخل في عبادة غير الله، و الله وليّ التوفيق.

و سؤال واحد نطرحه على الشيخ عدنان ليقاس عليه، ألا و هو: ما حكم من ارتكب معصية و خاف في ذلك أن يطلع عليها أبوه؟ ما حكم امرأة تزني و هي خائفة ف ذلك من غير الله، أي من زوجها مثلا؟

و ما حكم من ارتكب حدّاَ من حدود الله و هو خائف من السلطان؟

و بهذا تدرك خطورة تعريف عدنان السابق للعبادة: ”فإذا أطعتَ و خفتَ من غير الله في معصية الله! !“، و به تعرف من أين أتي في خروجه على هذه الأمة بمثل تلك الشذوذات.

عدنان يؤاخي الخوارج:

من الأسباب التي جعلتني أزداد ريبة في دعوة الرجل قبل أن أطلع على حقيقة دعوته، أنني سمعته مرة يقول: ”الخوارج إخواننا! !“، و من غير سبب واضح، و لا مناسبة ظاهرة و لا خفية، فقلت: إما أنه يفعل ذلك؛ ردّا على الذين يتبرّؤون من أهل البدع، و إما أنه يفعله؛ ردّا على الذين يكفّرونهم، فأما هذه فلا تقبل منه؛ لأن تكفير الخوارج هو مذهب بعض السلف، قال ابن تيمية كما في 'مجموع فتاواه' (28 / 518): [فإن الأمة متفقون على ذمّ الخوارج و تضليلهم، و إنما تنازعوا في تكفيرهم، على قولين مشهورين في مذهب مالك و أحمد، و في مذهب الشافعي أيضا نزاع في كفرهم].

ثم القائل به اليوم من طلبة العلم أو العلماء قليل جدا، فلم يبق إلا السبب الأول، لا سيما و للرجل قواعد غريبة في حماية أهل البدع، لم أجدها ـ و لا هو وجدها ـ في كتاب أحد من أهل العلم طيلة خمسة عشر قرنا، كمثل قوله: ”إذا حكمتَ حوكمت، و إذا دعوت أُجِرت! !“، و قوله: ”نصحّح و لا نجرّح“، ثم يا ترى: هل نحن بحاجة إلى مؤاخاة الخوارج في هذا الوقت الذي طفح فيه كيلهم، و وصل إلى السهل و الجبل شرّهم؟!

و من الغرائب أن هذا الرجل لم يُعرف له شيوخ، مع ذلك فهو مولع بالإبداع، فيبتدع القواعد و يخترع الأصول، و يريد من الناس أن يحفظوها عنه، و يمتعض إذا لم تكتب عنه! ! !

هذا، و قد سُئل الشيخ عدنان عرعور كما في شريط ’براءة السلفيين من مطاعن المدخليين‘ (2 / 2) عن قوله: ”الخوارج إخواننا“؟

فأجاب بقوله: ”إيه! أقولها و أقولها إلى يوم القيامة! !

اللي بيغرِّرني ـ المشكلة ـ أئمّة! مثل ما غرّرني بكتب الشيخ ناصر، ما سمعوا ـ هذا الأحمق! ـ قول عليٍّ في الخوارج: إخواننا بغوا علينا؟!

هذه واحدة، اصبر! فيه واحدة ثانية: المسلم أخوك؟

يا حبيبي! ما دمت تقول: (مسلم)، فهو أخوك ـ رغم أنفك ـ و لو ضال؟! و لو مبتدع؟! باسألك: وبن الدليل؟

يُقال: (المسلم أخو المسلم)، و لو مبتدع؟

و لو مبتدع! بس الخارج من الإسلام!

ماذا جرى: خرج من الأخوة؟!

يعني الأخوة و الإسلام متلازمتان (هكذا)، لكن فيه أخوّة عامة، و أخوة خاصة.

فقيل له: ألا يدخل في هذا الباب الولاء و البراء؛ إذا قلنا مثلا: نتبرّأ من أهل البدع و نبغضهم...؟

فقاطع عدنان السائل قائلا: إذا عليٌّ ـ أنا (ماني) أعلم مِن عليّ، أقول على اللغة الشامية: أُقبل راس علي ـ هو الذي ورّطني، ماذا أفعل؟!

يا أخي! ما لها علاقة بالولاء و البراء هذه، هذا حكم شرعي: الخارجي مسلم و إلا لا؟

فإذا قلت: أنا لا أراه مسلم (هكذا)، نقول: لا تقل عنه أخوك... انتبه!

و إذا قلت: مسلم، لزمك تقول إيش؟ أخوك؛ لقول الله ـ تعالى ـ: {إنما المؤمنون إخوة} (الحجرات 10)، "المسلم أخو المسلم"، لكن له حقوق الأخوّة الإسلامية، و له حقوق البعض؛ واجبنا أن نبغض لبدعته و ضلالته! !“.

النقد:

1- لقد أوهم الشيخ عدنان أن عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ قال في الخوارج: (إخواننا بغوا علينا)، و استدلّ به على قوله هو: ”الخوارج إخواننا! !“، مع أن عليّا ـ رضي الله عنه ـ قاله في أصحاب الجمل لا الخوارج؛ كما روى ابن أبي شيبة في 'مصنفه' (15 / 256) و البيهقي في 'سننه' (8 / 173، 182) و أبو العرب في 'المحن' (105-106) عن أبي البختري قال: [سُئل عليّ عن أهل الجمل، قال: قيل: أمشركون هم؟ قال: من الشرك فرّوا، قيل: أمنافقون هم؟ قال: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، قيل: فما هم؟ قال: إخواننا بغوا علينا].

و أما ما جاء في حق الخوارج، فقد روى عبد الرزاق (10 / 150) و ابن أبي شيبة (15 / 332) و ابن نصر في 'تعظيم قدر الصلاة' (591-594) و البيهقي (8 / 174) عن طارق بن شهاب قال: (كنت عند علي، فسُئل عن أهل النهر، أهم مشركون؟ قال: من الشرك فرّوا، قيل: فمنافقون هم؟ قال:: إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، قيل: فما هم؟ قال: قوم بغوا علينا).

و في سند عبد الرزاق انقطاع، إلا أن الذي عند ابن أبي شيبة و ابن نصر صحيح موصول، و هذا لفظه كما ترى، ليس فيه كلمة (إخواننا).

و قد أورد ابن كثير في 'البداية و النهاية' (10 / 591) رواية بلفظ (إخواننا) في حق الخوارج، لكنه أحسن صنعا؛ حيث ساقها بسندها من ’كتاب الخوارج‘ للهيثم بن عدي عن إسماعيل بن أبي خالد، و الهيثم هذا منكر الحديث، كما في ترجمته في 'تاريخ بغداد' (14 / 50)، و يدل على نكارة ما روى أن ابن نصر روى في كتابه السابق (593) الأثر نفسه، لكن من طريق وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد بإسناده، إلا أنه بلفظ: (قوم حاربونا)، و هو إسناد صحيح، فدلّ على أن لفظ (إخواننا بغوا علينا) من منكرات الهيثم.

و لذلك قال بن تيمية ـ رحمه الله ـ في 'رسالة فضل أهل البيت و حقوقهم' (ص 29): [و قد ثبت عن أمير المؤمنين عليّ ـ رضي الله عنه ـ من وجوه أنه لمّا قاتل أهل الجمل لم يسبِ لهم ذرية، و لم يغنم لهم مالا، و لا أجهز على جريح، و لا اتبع مدبرا، و لا قتل أسيرا، و أنه صلّى على قتلى الطائفتين بالجمل و صفّين، و قال: (إخواننا بغوا علينا)، و أخبر أنهم ليسوا بكفّار و لا منافقين، و اتبع فيما قاله كتاب الله و سنة نبيّه ـ صلى الله عليه و سلم ـ؛ فإن الله سمّاهم إخوة، و جعلهم مؤمنين في الاقتتال و البغي، كما ذكر في قوله: {و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا} (الحجرات 9)].

و قال أيضا في (ص 31): [و لا يستوي القتلى الذين صلى عليهم و سمّاهم (إخواننا)، و القتلى الذين لم يصلّ عليهم، بل قيل له: من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا؟ فقال: هم أهل حروراء.

فهذا الفرق بين أهل حروراء و بين غيرهم، الذي سمّاه أمير المؤمنين في خلافته بقوله و فعله؛ موافقا لكتاب الله و سنة نبيّه، و هو الصواب الذي لا معدل عنه لمن هُدي رشده]، و كذلك قال في 'مجموع الفتاوى' (28 / 518) و في 'منهاج السنة' (4 / 497) و (7 / 406)، و هذا من دقّته ـ رحمه الله ـ.

و ما استصوبه ابن تيمية هنا هو الرواية التي اعتمدها القرطبي في 'تفسيره' (16 / 323-324).

2- لو فرضنا أن هذا الأثر قاله علي ـ رضي الله عنه ـ في حق الخوارج، فنسأل الشيخ عدنان: هل قاله عليّ ليكسر حاجز الولاء و البراء، أم أنه قاله لغرض آخر؟

هل قاله ليثبتَ لهم الأخوّة التي تتبعها المحبة و الغضّ من فضائحهم، كما يفعل عدنان نكاية في السلفيين؟!

لقد قاله عليّ ـ رضي الله عنه ـ ليرفع عنهم وصف الكفر فقط؛ لأن قوما كانوا يبغضونهم في الله ـ و هو المطلوب ـ فجعلوا يسألون عن إسلامهم و كفرهم، فكان الجواب على وفقِهِ، فأي محل لمقولة عدنان هنا؟!

و انظر لذلك ـ إن شئت ـ 'التمهيد' لابن عبد البر ـ رحمه الله ـ (23 / 336).

هذا الجواب جدليّ، أي على فرض أن عليّا قاله في الخوارج، و إلا فقد علمتَ أنه قاله في أصحاب الجمل؛ و لذلك روى ابن أبي شيبة (15 / 277 و 292) بسند صحيح عن محمد بن علي الباقر (أن رجلا ذكر عند علي أصحاب الجمل حتى ذكر الكفر، فنهاه عليّ).

و يوضّحه ما يأتي:

3- وهو أن النصوص قد تواترت في الأمر بقتال الخوارج و التشريد بهم و فضحهم و التبرؤ منهم، فما هي نسبة هذا الأثر ـ لو صحّ أنه في الخوارج ـ أمام حشد من الأحاديث و الآثار التي يعسر حصرها؟!

منها قول النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ: "طوبى لمن قتلهم أو قتلوه".

و قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: "هم شرّ الخلق و الخليقة".

و قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: "لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد"

و قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: "من لقيهم فليقتلهم؛ فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة" رواها كلّها البخاري و مسلم.

و قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: "الخوارج كلاب النار" رواه الترمذي (3000) و ابن ماجه (176) و غيرهما، و هو صحيح.

و النصوص فيهم كثيرة، بل لا يوجد مثلها و معشارها في حق غير الخوارج، و قد أخبرني أحد الإخوة أنه قال للشيخ عدنان عقب محاضرته: [إن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول: "الخوارج كلاب النار"، و أنت تقول: ”الخوارج إخواننا“؟! قال: فما أحار جوابا! !].

4- إن عدنان يقعّد ـ لنسف قاعدة الولاء و البراء ـ قاعدته هذه في الأخوّة، و هذا من أفسد ما أتى به ـ هداه الله ـ؛ لأنه يرفع حكم البراءة من أهل البدع؛ بناء على أنهم مسلمون، و هذا من أعجب ما تسمع، و إلا فقد أمر الله نبيّه ـ صلى الله عليه و سلم ـ أن يتبرّأ من كل من فرّق دينه إلى فرق و أحزاب، فقال: {إن الذين فرّقوا دينهم و كانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبّئهم بما كانوا يفعلون} (الأنعام 159).

و تبرّأ النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ من بعض المعاصي، كما تبرّأ من أهلها، مع أنها دون بدع الخوارج، كمثل قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: "أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين" رواه الترمذي، و هو حسن.

و لا يزال السلف يتبرؤون من أهل البدع، فقد ظهرت القدرية في عهد عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، فلم يقل: هؤلاء إخواننا! و أنتم ـ يا من شغلكم الشاغل الردّ على إخوانكم! ـ منفّرون، و ينقصكم الأدب و الحكمة، بل روى مسلم (8) عن يحيى بن يعمر قال: (كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا و حُمَيد بن عبد الرحمن الحِميَريّ حاجّين أو معتمرين، فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فوُفّّق لنا عبد الله بن عمر بن الخطّاب داخلا المسجد، فاكتنفته أنا و صاحبي، أحدنا عن يمينه و الآخر عن شماله، فظننت أن صاحبي سيكِل الكلام غليّ، فقلت: أبا عبد الرحمن! إنه قد ظهر قِبَلنا ناس يقرؤون القرآن و يتقفّرون العلم، و ذكر من شانهم، و أنهم يزعمون أن لا قدر، و أن الأمر أُنُفٌ، قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم و أنهم برآء مني...).

بل روى ابن أبي شيبة (7 / 557) أن عمر بن عبد العزيز تبرّأ من الخوارج أنفسهم، فهل يكون قد تبرّأ من إخوانه؟!

و إذا كان عدنان يحرص على تسمية الخوارج بـ ’إخوانه‘، فإن أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ كانوا يسمّونهم (أعداء الله)، و يأمرون بقتالهم، بل منهم من أمر بقتال غلامه حين لحق بهم، كما روى ابن سعد (4 / 301) و أحمد (4 / 357،382) و ابن أبي عاصم في 'السنة' (906) و اللالكائي في 'شرح أصول الاعتقاد' (2312) بإسناد حسّنه الألباني في 'ظلال الجنة' عن سعيد بن جهمان قال: (كناّ نقاتل الخوارج و فينا عبد الله بن أبي أوفى، و قد لحق له غلام بالخوارج، و هم من ذلك الشطّ و نحن من ذا الشطّ، فناديناه أبا فيروز! أبا فيروز! ويحك هذا مولاك عبد الله بن أبي أوفى؟! قال: نِعم الرجل هو لو هاجر، قال: ما يقول عدوّ الله؟ قال: قلنا: يقول: نعم الرجل لو هاجر، قال: فقال: أهجرة بعد هجرتي من رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ؟! ثم قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول: طوبى لمن قتلهم و قتلوه).

و في 'صحيح البخاري' (4728) عن مصعب قال: (و كان سعد ـ أي بن أبي وقّاص رضي الله عنه ـ يسمّيهم الفاسقين)، هكذا و الشيخ عدنان يؤاخيهم!

و قال البخاري في 'صحيحه' (12 / 282-الفتح): [و كان ابن عمر يراهم شرار خلق الله]، هكذا و الشيخ عدنان يؤاخيهم!

و كان من الصحابة من يتعوّذ منهم، و الشيخ عدنان يؤاخيهم، فقد روى ابن المنذر في 'تفسيره' (242) بسند حسن في قصة قتل جماعة من الخوارج بالشام، و جزّ رؤوسهم عن أجسادهم، و قد أُلقيت بدرج المسجد، قال أبو غالب: (كنت في المسجد جالسا، فجاء أبو أمامة فدخل المسجد، فصلّى ركعتين خفيفتين، قال: ثم توجّه نحو الرؤوس، فظننت أنه سيكون له فيها كلام، قال: فاتّبعته و هو لا يشعر، فلمّا رآها قال: كلاب النار، كلاب النار، كلاب النار! شرّ قتلى تحت ظلّ السماء، شرّ قتلى تحت ظلّ السماء!خير قتلى من قتلوه، خير قتلى من قتلوه، خير قتلى من قتلوه! قال: و كان يتكلّم بهذا الكلام و هو يبكي، قال: فدنوت منه، فقال: أبو غالب؟ قلت: نعم! أما إنهم قِبلك كثير، قلت: أجل! قال: عافاك الله منهم، أعاذك الله منهم، أعاذني الله منهم...].

5- إن استدلال الشيخ عدنان بقول علي ـ رضي الله عنه ـ: (إخواننا بغوا علينا) يذكّرك بأصحاب الشذوذ الذين يتركون المحكم من النصوص و يتعلّقون بالمتشابه، الذين قال الله فيهم: {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله} (آل عمران 7)، و إلا فلماذا يُعرِض عن تلك النصوص المتواترة و المتظاهرة في ذمّ الخوارج و في التبرّؤ منهم إلى هذا الأثر اليتيم، مع أنه لم يرِد به صاحبه الخوارج كما سبق؟!

6- أذكّر القارئ بشيء سبق أن أشرت إليه، و هو أنه لمّا ذكر له الشيخ العيد شريفي أن جماعات التكفير أعداؤنا، تلقّفها الشيخ عدنان في الهواء و لم يترك له وقتا لاسترجاع نفَسه، و قال: ليسوا أعداءنا! !

بل سمعته في محاضرة في ’التكفير‘ يذكر جماعات التكفير، فكرّر وصفهم بـ’إخواننا‘ ما لا أحصي، و ذكر أنه يتعمّد ذلك! ! !

هذا يوضّح لك أن القضية ليست في أن عليّا قال أو لم يقل، و إنما القضيّة أن الشيخ عدنان مستميت في الذبّ عن القوم.

و تأمّل أيضا كيف يثني على الخوارج بأحسن باب من أبواب الشريعة، ألا و هو الإخلاص، كما قال في شريط ’معالم في المنهج‘ (5): ”إننا جميعا لن نصل إلى درجة إخلاص الخوارج و صفاء نيّاتهم، و حتى كثرة عبادتهم، و قد تقرّحت جباههم و تشقّقت جباههم! !“.

هكذا يجعل الخوارج أعلى درجة في الإخلاص من جميع الأمة: بصلحائها و أوليائها و علمائها! !

و لم يكتنف الشيخ عدنان بتزكية قلوب الخوارج حتى زكّى علمهم، فقال في محاضرة له في مدينة دنهاخ بهولندا في رمضان 1419 هـ: ”بيني و بينكم سرّ: ظواهر النصوص مع الخوارج! مثل حديث: "لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن، و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن"، و غير ذلك من مثل هذه الأحاديث! ! “.

و يزيد هذا الضلال قوّة، فيقول كما في شريط ’التكفير بين التأصيل و التجهيل‘: ”و لا أخفيكم سرّا أن ظواهر الأدلة معهم، و هي قويّة! ! !“.

و قال أيضا كما في شريط ’الوحدة الإسلامية‘: ”الخوارج إنما أخذوا الأدلة من الكتاب و السنة، و هم أنقى في هذه القضية من كثير من المسلمين الذين لا يدرون نصوص الكتاب و السنة! ! !“.

قلت: و هذا دليل على أن الرجل متأثّر بمذهبهم؛ لأن شبهاتهم علقت بقلبه حتى سمّاها ’أدلة‘، و وصفها بـ’القوة‘.

و يزيد الشيخ عدنان في ضلاله قائلا في محاضرة ’الوحدة الإسلامية‘ وجه (أ)، عند قول الله ـ تعالى ـ: {و من يعص الله و رسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا} (الجن 23)، قال: ”الآية واضحة في ظاهرها أن من فعل معصية، من عصى الله ـ عز و جل ـ أو عصى رسوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ كان من الخالدين في النار، فما حجتكم ـ يا إخوة! ـ على الخوارج؟

هذه حجة الخوارج، فما حجّتكم؟!

أو تظنّون أن الخوارج درسوا في فرنسا، و أخذوا شهادة بالفلسفة و علم الاجتماع، و جاؤوا للدين؟!

الخوارج إنما أخذوا الأدلّة من الكتاب و السنة! و هم أنقى في هذه القضية من كثير من المسلمين و الذين لا يدرون نصوص الكتاب و السنة! !“.

قلت: {إنا لله و إنا إليه راجعون}! فلتقرّ عيون الخوارج بهذا ’المحامي المحتسب! ‘، فـ:
- قوله: ”الخوارج ليسوا هم الذين يخرجون عن الحكام، و يكفّرون بالكبيرة!“، هذا قاله في تخفيف اللوم عنهم، أو في التخفيف من جريمة الخروج و التكفير، و كل هذا أعرفه عنه، و لو لا ضيق المقام لنقلت عنه أشياء حقّها أن تُفرد بكتاب خاص بها لطولها و كثرتها.

- و قوله: ”ظواهر النصوص مع الخوارج!“، هذا قاله في تزكية علمهم.

- و قوله: ”هم أصفى سريرة من كثير من أهل السنة! ! “، هذا قاله في تزكية بواطنهم، و غيره كثير...

فيا ترى ما السر في اجتهاد الشيخ عدنان لتبييض التاريخ الأسود للخوارج؟ و اربط هذا بما سبق أن بيّنت لك من رأي عدنان في الخروج و تشجيعه على قراءة الكتب التي تؤيّد التفجيرات و الاغتيالات، كمثل قوله عن سيّد قطب: ”كتب في هذا العصر في قضايا المنهاج، و معظم ما كتبه كان مصيبا فيه ـ رحمه الله! ـ و أحلى كتاب له في المنهاج كتابه ’لماذا أعدموني؟‘!!“.

تجد كلامه هذا بصوته في شريط 'رد الدكتور عبد الله الفارسي على عدنان عرعور'.

مع أن هذا الكتاب الذي أشاد به الشيخ عدنان قد بيّن فيه مؤلّفه طريقته في إرشاد ’الإخوان المسلمين‘ إلى اغتيال الشخصيات و هدم المنشآت، انظر منه (ص 50) إلى ما بعدها، و سوف أنقله في القسم الثاني من الكتاب ـ إن شاء الله ـ.

ثم قال عدنان: ”أضرب مثالا في رجل مظلوم، جعله الله شهيدا من شهداء الإسلام، ألا و هو سيد قطب ـ رحمه الله ـ ..

استشهدت بكلام سيد قطب عند بعض الناس، لمَ؟

الرجل له ما له و عليه ما عليه، فإنه تكلّم في قضايا المنهاج، لا أعلم أحدا على وجه الأرض تكلّم في قضايا المنهاج بمثل ما تكلّم به سيد قطب ـ رحمه الله تعالى ـ ... ! ! ! و من أعظم كتبه ’معالم في الطريق‘ و ’لماذا أعدموني؟‘ و تصوّره عن المجتمعات الإسلامية، و ما تكلّم فيها! ! !“.

قلت: تأمّل هذا الغلوّ، ثم إن تصوّر سيّد عن المجتمعات هو أنها كافرة برمّتها، و قد مرّ نقله من كلامه، مع ان في كلٍّ من الكتابين قرّر سيد قطب كفر المجتمعات الإسلامية، و هو في كتاب ’معالم في الطريق‘ أوضح، كما سيأتي بيانه في القسم الثاني من كتابي هذا ـ إن شاء الله ـ.

و كلمة واحدة أتعجّل نقلها هنا ليتأكدّ القارئ من تكفير سيد لجميع المجتمعات الإسلامية، فقد قال في ’معالم في الطريق‘ (ص103-ط. دار الشروق سنة 1407 هـ): ”و إذا تعيّن هذا فإن موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلّها يتحدد في عبارة واحدة: أنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلّها و شرعيتها في اعتباره! ! !“.

و حتى لا يلبّس عدنان ـ كعادته ـ بأن سيّدا لا يقصد كل المجتمعات، فإنني أزيده نقلا من هذا الكتاب، و ذلك قوله في (ص 8) منه: ”وجود الأمة المسلمة يُعتبر قد انقطع منذ قرون كثيرة! ! !“.

مع هذا الوضوح، فقد دافع الشيخ عدنان على سيد قطب في ’التيه و المخرج‘ (ص 68-69) دفاعا مستميتا، و زعم أنه لا يقصد تكفير المسلمين!

وهذا الذي يصوّبه الشيخ عدنان مع الأسف، بل يرى أنه لم يتكلّم أحد في هذا العصر بأحسن منه فيما ذكر، و إلى الله المشتكى!

ثم أعود إلى كلام عدنان الأول لأقول: تأمّل كيف يخفّف من خطأ هذا المسلك: مسلك الخوارج، بل يحرص دائما على تزكية نيّات أصحابه، فقد قال في شريط ألقاه في الجزائر، لكنه غير معنون، و هو عندي، قال: ”تسمعون كثيرا من الدعاة:
- هذا سبيله الرصاص!

- و هذا سبيله الدعوة!

- و هذا سبيله الجهاد!

- و هذا سبيله الانقلاب العسكري!

- و هذا سبيله المظاهرات!

- و هذا سبيله... ! !

فلا اختلاف بيننا على أن نيّاتهم جميعهم ـ إن شاء الله ـ حسنة! ! !“.

و قال في شريط ’معالم في المنهج‘ (13): ”بعض الإخوة ـ نحسبهم على خير عظيم و إخلاص كبير ـ نهجوا بعض المناهج الاغتيالية!“.

قلت: إذاً فليهنأ أبو قتادة و جماعته من سفّاكي الدماء بهذه البشرى!

إنه يصحح نيات هؤلاء في كل مناسبة، و يدّعي لذلك الاتفاق، لكنه إذا تحدّث عن خيرة الناس يطعن في نيّّاتهم بطريقته المعروفة، فقد قال عن الصحابة الذين كانوا في غزوة أحد، و نزل فيهم قول الله ـ عز و جل ـ: {منكم من يريد الدنيا و منكم من يريد الآخرة}، قال عدنان:

”منكم من يريد الكرسي!

و منكم من يريد الزعامة!

و منكم من يريد الدينار!

و منكم من يريد المنصب!

و منكم من يريد المنصب!

و منكم من يريد الآخرة“.

فتأمّل ـ أيها القارئ! ـكيف يصحّح نيّات أولئك المنحرفين عن دعوة الرسل، فلمّا جاء لذكر خيرة أتباع الرسل ـ و هم الصحابة رضوان الله عليهم كما ذكر هو نفسه ـضرب لهم الأمثلة السيئة، بل وصفهم بها، فأي ولاء و أي براء عند الرجل؟!

روى البخاري (7094) عن سعيد بن جبير قال: (خرج علينا عبد الله بن عمر، فرجونا أن يحدّثنا حديثا حسنا، قال: فبادرنا إليه رجل، فقال: يا أبا عبد الرحمن! حدّثنا عن القتال في الفتنة، و الله يقول: {و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة} (الأنفال 39)، فقال: هل تدري ما الفتنة ثكلتك أمك؟ إنما كان محمد ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقاتل المشركين، و كان الدخول في دينهم فتنة، و ليس كقتالكم على الملك).

و الشاهد من هذه الرواية أن عبد الله بن عمر خاطبه أحد الخوارج بما يتخاطب به الثوريون اليوم، فلم يمنعه خطابه بالقرآن من أن يطعن عليه في نيّته، بقوله: (ليس كقتالكم على الملك!).

و لمّا استدل الخوارج على علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بقول الله ـ تعالى ـ: {إن الحكم إلا لله} (يوسف 40)، طعن في نيّاتهم ـ مع أنهم أفضل من هؤلاء الذين صحح نياتهم عدنان ـ و قال فيهم قولته المشهورة: (كلمة حق أُريدَ بها باطل) رواه مسلم.

فقوله: (أريدَ بها باطل) طعن في الإرادة، التي هي أدلّ شيء على نية المرء، كما قال ابن تيمية كما في 'مجموع فتاواه' (28 / 176): [فإذا كان العبد قصده و مراده و توجهه إلى الله، فهذا صلاح إرادته و قصده].

و من دقيق فقه البخاري ـ رحمه الله ـ أنه ذكر في كتاب فضائل القرآن من 'صحيحه' حديثين في الخوارج، و بوّب له بقوله: 'باب إثم من راءى بقراءة القرآن، أو تأكّل به، أو فجر به'، كما في 'الفتح' (9 / 99)، فأين الإخلاص؟!

قال ابن حجر في (12 / 293) و هو يتحدّث عن الخوارج: [أي ينطقون بالشهادتين و لا يعرفونها بقلوبهم].

و قال أيضا (12 / 288): [و المراد أنهم يؤمنون بالنطق لا بالقلب].

و قال العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كما في شريط 'لقاء الباب المفتوح' (11) في (11 جمادى الأولى 1413 هـ)، تسجيلات الاستقامة بمدينة عنيزة، قال: [و لهذا أمر النبي ـ عليه الصلاة و السلام ـ بقتالهم؛ لأنهم ـ و إن تشدّدوا في الدين ـ فهم مارقون منه، لو فتّشت عن قلوبهم لوجدتها سوداء صمّاء، لا يصل إليها الخير و النور، و العياذ بالله].

-- --------------------------

1: رواه البخاري.
2: رواه البخاري (6725) و مسلم (1839) و غيرهما.
3: رواه أحمد (1 / 131) و هو صحيح.
4: رواه أحمد (3 / 67) و ابن ماجه (2863) و هو صحيح.

رد مع اقتباس