عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 02 Jun 2008, 12:19 AM
أبو البراء إلياس الباتني أبو البراء إلياس الباتني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 106
افتراضي

المؤيّدون


لست أعني بالمؤيّدين عامة المسلمين؛ فإن هؤلاء قد يؤيّدون الثائرين على دولتهم بمحض العاطفة الدينية، لا سيما إذا صحب ذلك ظلم من الراعي للرعيّة، فإن عادة هؤلاء أنهم يثورون طلبا لحقوقهم، و غضبا لحظوظهم، فإذا وجدوا من يبرز لهم هذا في صورة دينية تشبّثوا به و ازداد تحمّسهم له، لست أعني هؤلاء بهذا الفصل، و لكني أعني أولئك الذين نصّبوا أنفسهم للدعوة، الذين يوظّفون كل شيء للوصول إلى السلطة، فيبدؤون بتحصيل السلطة الدينية التي تجعل الناس ينقادون إليهم بلا سوط، حتى إذا كثر سوادهم، و جُرّت أذيالهم، طمحوا في الوثوب على السلطان، و يسلكون غالبا لذلك الجسّ اللطيف، أو المسّ العنيف، فيتمثّل الأول في المطلب السياسي، و الثاني في حزّ النواصي، و قد قضت العادة أن من دخل في الأول لم يخرج منه إلا إلى الثاني، و الأمر لله.

إن الذين أُلقموا بوق التأييد لم تطرف أعينهم منذ أن دخل من دخل في أحد المسلكين السابقين، فهم إن وجدوا أصحاب الحلول السياسية أيّدوا، و إن وجدوا أصحاب الحلول الدّمويّة أيّدوا، فإن رأوا من السلطان فتورا ألقَوا، و إن رأوا منه بطشا اتقوا! !

و لعل القارئ الذكي قد أدرك أنني أقصد أهل التقيّة، لا من كان فيه من الشجاعة بقيّة؛ فإن هؤلاء يُعرفون بما أوتوا من وضوح، و لكن أولئك...

إن بعض البلاد الإسلامية التي شبّت فيها نار الفتنة حتى شابت، ما منع صَحوَ سمائها إلا الغيوم المستخفية.

و من أمثلة المؤيّدين:

عائض القرني لم ير خطيئة على هؤلاء! !

بعد هذه الفضائح التي يخجل المسلم أن تنسب إلى دينه، و بعد وقوعها بسنوات، يجيء الشيخ عائض القرني مؤيّدا، و نافخا في أصحابها نفَسا جديدا، فيقول في كتابه ’كونوا ربّانيين‘ (ص 45): ”و أصبحت مسألة الجزائر كأنها خطيئة فعلتها الأمة، و الحركة في الجزائر و الأصوليّون في الجزائر و غير ذلك، و سوف تلحق بها البوسنة و الهرسك و الصومال؛ لأن هذه الوسائل لا تترك قبيحا إلا وسّعته و ضخّمته، و أعطته من الهالة و الحجم حتى يقتنع الأغبياء و البسطاء من الناس بما تقول! !

فينبغي أن يُذبّ عن أعراض هذه الجماعات، و هذه الدعوات الصالحة الناصحة،و هؤلاء الأخيار الذين يهدّدون عالم الكفر، و يزحفون في زحف مقدّس على دوَل الوثنية، و هم جديرون بقدر جهدهم! ! !“.

قلت: لقد قيل لغرض ما: إن عائضا قد تراجع! !

قلنا: عن ماذا، و كتابه هذا يُطبع في طبعته الأولى سنة (1421 هـ)؟ !

أي بعد ميلاده الجديد!

فلا هو استفاد من أيّامه بالرجوع إلى منهج أهل السنة و الجماعة في معاملة الفرق، و لا هو انتصح بما كتبته له عن مسألة الجزائر و هو يعلمه، أو قد سمع به على الأقل، مع هذا فإنه لم ير إلى الآن ـ و هو فقيه الواقع! ! ـ خطيئةً فَعَلتها تلك الجماعات! !

و ما أدري متى زحفت هذه الجماعات على دول الوثنية، و لا متى كفّت يدها عن عالم الإسلام و توجّهت إلى عالم الكفر؟!

إن هذا لشيء عجيب! !

و أقول أيضا: اسألوه و اسألوا الشيخ سلمان العودة و مريديهما عن تلك البشاعة التي نقلتها عن أولئك الوحوش، و هم كانوا و لا يزالون يؤيّدون و ينافحون عنهم، و يبهتون أهل الصدق بالتكذيب، و يرمونهم بضعف الولاء و البراء، فهل يجرؤون على تكذيب هذه الأخبار بعد أن صوّرنا لهم وثائقها التي فيها شهادة القوم على أنفسهم؟!

هم الذين مدّوهم في الغيّ و أطالوا عمر الفتنة بإسرافهم في ممالأتهم و تكثير سوادهم، بل ما بسقت أغصانها، و غلظت جذوعها إلا بتشجيعهم لهم و تصوير جرائمهم في صورة جهاد شرعي، و الله المستعان! !

و لو هداهم الله ـ عز و جل ـ للاعتراف بجرائم ’مجاهديهم !‘ ـ و هذا الذي نرجوه من قلوبنا ـ فإن التبعة لا تزال لاحقة بهم حتى يبيّنوا للناس جليّة الأمر؛ و إلا فإن جيوشا جرّارة ممن تربّى في محاضنهم تستعدّ لتفعل كما فعل أولئك، أو لتُستدرَج إليه إن لم تقتنع بهذه الوحشية بادي الرأي، و لو تصوّرنا الشيخ سلمان العودة قام و تبرّأ من أن يُنسب إليه أو إلى منهجه هذا الذي قتل أمه و أباه، فهل تسهل تبرئته من تشجيعه بل توريطه لهذا الشاب في مثل هذا الغلوّ، و قد نقلت في كتابي 'مدارك النظر في السياسة' (ص 370 و م بعدها من الطبعة الرابعة) تحريض سلمان لهذه الجماعات الهمجية نحو الدماء، و ذلك في الوقت الذي بدأت فيه الدماء المسلمة تراق في الجزائر، و منها قوله للجزائريين في (ص 376): ”... و تصبر و تتحمّل، و تبذل من القتلى الذين نحتسبهم عند الله ـ تعالى ـ شهداء“؟!!

تلك هي صنائعهم و لمّا يتمكّنوا بعد، فكيف لو تمكّنوا؟!

لقد كان من فضل الله على هذه الأمة أنه لا يمكّن لهم في الأرض؛ روى ابن ماجه (174) بإسناد حسن، عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال: "ينشأ نشء يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلّما خرج قرن قُطع" قال ابن عمر: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول: "كلّما خرج منهم قُطع ـ أكثر من عشرين مرة ـ حتى يخرج من عِراضهم الدجال".

قال وهب بن منبِّه المتوفَّى ـ رحمه الله ـ في أوائل القرن الثاني من الهجرة: (إني قد أدركت صدر الإسلام، فو الله! ما كانت للخوارج جماعة قطّ إلا فرّقها الله على شرّ حالاتهم! و ما أظهر أحد منهم قوله إلا ضرب الله عنقه! و ما اجتمعت الأمة على رجل قطّ من الخوارج! و لو أمكن الله الخوارج من رأيهم لفسدت الأرض، و قُطعت السبل، و قُطع الحج عن بيت الله الحرام! و إذاً لعاد أمر الإسلام جاهلية، حتى يعود الناس يستعينون برؤوس الجبال كما كانوا في الجاهلية، و إذاً لقام أكثر من عشرة أو عشرين رجلا ليس منهم رجل إلا و هو يدعو إلى نفسه بالخلافة، و مع كل رجل منهم أكثر من عشرة آلاف يقاتل بعضهم بعضا، و يشهد بعضهم على بعض بالكفر، حتى يصبح الرجل المؤمن خائفا على نفسه و دينه و دمه و أهله و ماله، لا يدري أين يسلك أو مع من يكون! !“ رواه ابن عساكر في 'تاريخ دمشق' (17 / ق 478-483)، و أورده المزيّ في 'تهذيب الكمال' (31 / 150-156) و الذهبي في 'سير أعلام النبلاء' (4 / 553-555).

و قد بيّن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ أن سبب ضرب الذلة عليهم هو أن الجزاء من جنس العمل، فروى ابن أبي شيبة (7 / 487) بإسناد صحيح عنه أنه قال: (لا يمشينّ الرجل منكم إلى ذي سلطان ليذلّه، فلا ـ و الله! ـ لا يزال قوم أذلّوا السلطان أذلّاء إلى يوم القيامة)، و روى البخاري في 'التاريخ الكبير' (6 / 206) و ابن سعد في الطبقات (7 / 164) و ابن أبي حاتم في 'تفسيره' (3 / ق178 / أ – المحموديّة)و الآجري في 'الشريعة' (62) عن الحسن البصري ـ رحمة الله عليه ـ أنه قال في الخوارج: (و الله! ما جاؤوا بيوم خير قطّ...).

و أي خير في قوم وصل بهم الغلو إلى غزو قرى المسلمين، و قتل الآباء! !

قوم ضُربت عليهم الذلّة، و لو مُكّنوا لنسخوا الملّة.

فلينظر هؤلاء المدافعون عنهم بعد اليوم في العواقب قبل الولوج، لا سيما إذا أُكرموا بأهل النصح و الشفقة، و قد قيل:

و أحزم الناس من لو مات من ظمأ [][][] لا يقرب الورد حتى يعرف الصدرا

و من هؤلاء المؤيّدين:

عدنان عرعور لا ينصح بوضع السلاح

زار الشيخ عدنان عرعور الجزائر و الأحزاب السياسية في نشوتها، لا سيما ما كان منها ذا توجه إسلامي، فكان له بعض الكلام الجيّد في الموضوع، الأمر الذي جعلني و بعض طلبة العلم نُسَرُّ بذلك، لكن سرعان ما تكدّر سرورنا ببعض التصرفات، منها أنه لفت انتباهي عدم رضى الشيخ عدنان عنا في ردودنا على جبهة الإنقاذ يومها، فكنّأ إذا فتحنا موضوع انتقادهم نرى على وجهه علامات الاستياء، و لكنّه لم يكن يصرّح لنا بذلك، و إنما يعرّض بنا، فاتهمنا أنفسنا، و حملنا الأمر على حسن الظن به.

و الأمر الثاني: هو أننا شرحنا له قصة حمل السلاح في الجزائر من قِبَل المسمى مصطفى بويعلى و جماعته، فكان يحكي لنا أنه وقع في سوريا مثل ذلك، و أنه استفتاه في تلك البلاد بعض من يسمّيهم ’مجاهدين !‘ في أنه همَّ بوضع السلاح، فأخبره بعدم جواز ذلك؛ لأن من فقه الشيخ عدنان أنه لا يحلّ لمن حمل السلاح ـ و لو مخطئا! ـ أن يتراجع؛ فقد قال في محاضرة ’أهميّة معرفة المنهاج و خطورة الخروج عنه‘: ”إذا تمكّن الناس من الجهاد في بلد فلا يحلّ لهم أن يتركوه أبدا، و لو أخطأوا في البدء به! !“.

قال هذا في الجزائر في الوقت الذي كانت تضطرب ربوعها بالفتن، و هو يعلم أن جماعات فيها قد حملت السلاح باسم الجهاد!

الثالث: في الوقت الذي كان يشرح لنا ـ ظاهرا ـ أن جهاد أولئك السوريين خطأ، فقد كان يحكي لنا من بطولاتهم قصصا عجيبة في مدحٍ و اغتباط! !

الرابع: أنه كان يتكلّم بلسان سلفي في مساجد السلفيين، فإذا خلا بغيرها لوى لسانه! !

و هذا كلّه تجاوزناه يومها، إلى أن مرّت السنوات، فإذا بي أفاجأ بشريط له بعنوان ’معالم في المنهج‘ رقم (3)، فسمعت الشيخ عدنان يقول: ”حزب فيه ناس ينصحونها، هذا الطريق، انتبهوا! احذروا! لكن هل يوجد مسلم يجيء يقف في وجهها؟! فإذا كانت على خطأ في هذا السبيل، و نحن ما نراه، لكن هل يجوز أن يأتي مسلم فيقف أمام حزب إسلامي، و يكون هو مشغلة بينه و بين هذا الحزب؟! فكلٌّ على شاكلته يعمل؛ فهذه الجبهة ترى الوصول الآن السريع بدل ما يستلم الشيوعيون أو العلمانيون أو الجزأريون، أو إلى غير ذلك... ! ! !“.

قلت: ’الجزأريون‘ هم أحد حَناحَي الجبهة الإسلامية للإنقاذ، فكيف جمعها الشيخ عدنان مع الشيوعيين و العلمانيين الذين ينبغي أن يحاربوا، و في الوقت نفسه يستغرب صنيع من يواجه الجبهة؟!

و عند سماعي لهذا الهذيان أيقنت أن الرجل لا يستحق منا هذا النفَس كله في تحسين الظن به، و التغافل عن زلّاته.

ثم تمرّ السنوات أيضا و يخبرنا بعض إخواننا الذين كانوا يناظرون بعض الجماعات المسلّحة في الجزائر، أن منهم من كانت تحدّثه نفسه بالتوبة و الإقلاع عن إراقة الدماء، و لكن أصحابه يثبّطونه عن ذلك بفتوى من الشيخ عدنان عرعور! !

ثم استمعت إلى حوار بينه و بين أحد إخواننا، ألا و هو الشيخ العيد بن سعد شريفي، و الشريط معروف عند أهل الجزائر متداول باسم ’مكالمة هاتفية بين عدنان و العيد‘، سأله هذا الأخير بصراحة محرجة: هل أفتيتَ الجماعة المسلحة بالجزائر بالبقاء على ما هي عليه؟

فتلعثم... ثم جحد حين تكلّم.. !

ثم ألزمه السائل بكلامه المحفوظ عند الجماعة المسلّحة، فإذا بالشيخ عدنان يتذكّر أمرا مهمّا عنده: فيقول: هذه المكالمة الآن مسجّلة؟

فقيل له: نعم!

فجعل يلوذ بالفرار من الموضوع بإحياء موضوعات أخرى، كموضوع التحزّب و الدعوة، بل حتى موضوع تعدد الزوجات!

و جعل يمنّ على الدعوة الإسلامية بأنه كان في الجزائر ينهى عن التحزّب و الفتن1، مع أن كلامه الذي نقلته عنه قريبا يناقضه؛ لأنه لم يعتبر في العقلاء من يردّ على جبهة الإنقاذ: ذلك الحزب السياسي المعروف، فكيف يكون الشيخ عدنان من العقلاء و قد كان يرد على جبهة الإنقاذ فيما زعم؟!

فهو بين إحدى اثنتين:
- إما أن له مذهبا قديما، كان يرى فيه الردّ على جبهة الإنقاذ، و ذلك يوم أن اختُلس عقله، و من كان كذلك فقد رُفع عنه القلم حتى يفيق!

ثم انتحل مذهبا جديدا، ألا و هو مذهب ’العقلاء!‘، فمنعه ’عقله!‘ من الرد عليهم، لكن يشكل عليه أنه في هذا الوقت يتمدّح بكونه كان يردّ عليهم، فبأي ’العدنانين‘ نعتدّ؟!!

- و إما أنه كاذب فيما ادّعى؛ لأنك تجده في مراكز السلفيين يردّ على الحزبيّين، كما تجده في مراكز الحزبيّين يردّ على السلفيّين، و ستراه إن شاء الله، و حقيقة أمره أنه يؤيّد المناهج الثورية، لكن على تقيّة! !

إلا أنّ هذا ’الذكاء!‘ لم يفلته من القبضة؛ لأن الذنب لا يُنسى و الديّان لا يموت، ففي الوقت الذي كان يطالبه فيه السائل بأن ينصح لهذه الجماعات بوضع السلاح و الدخول في السِّلم، كان عدنان يرفض أن يقدّم لهم النصح في ذلك، يعني: ما دمتَ تزعم أنك لم تتكلّم بما نُسب إليك، فيسعك الآن أن تنصح لهم بخلاف ما نُسِب إليك!

بل كرّر السائل عليه خبر أن الحكومة قد أمّنت المقاتلين إن هم سلّموا أنفسهم، و بيّن له صدق ذلك في الواقع، فاستمات الشيخ عدنان في إبائه، على الرغم من معرفته و ثقته به! !

و أصرّ على التعمية، إلى أن سلّ الله لسانه من جوفه، فقال: ”أنا قلت لهم: لا تبدؤوهم بقتال! ! !“.

و قد ظن أنه بهذا الجواب لم يقل شيئا، فإذا بها الفضيحة التي كان الشيخ عدنان يريد كتمانها، و لكنّ الله أراد لها الظهور عن طريقه هو نفسِه.

و قد قلت: هي فضيحة؛ لأنها تتضمن ثلاثة أمور:

الأول: البقاء في جبال الإرهاب: إرهاب المسلمين!

الثاني: المحافظة على السلاح!

الثالث: الإذن بالقتال، إن هم قوتلوا! !

إذاً فما نُسب إلى الشيخ عدنان صدق لا كذب.

و كيف يجوز له أن يسوّغ لهم مقابلة القتال بالقتال، و أصل حملهم للسلاح حرام؟!

و هل يُداوى خطأ حمل السلاح بأفظع منه، ألا و هو استعمال السلاح و استحلال الأرواح المعصومة؟!

و قد سبق أن نقلت أن القول بقتال السلطان دفاعا عن النفس هو مذهب بعض الخوارج، و الله المستعان.

يُضاف إلى هذا أنه سُئل في الجزائر بعد محاضرة ’قواعد معرفة الحق‘ عن المظاهرات و المسيرات، بعد أن ظهر من هذه المظاهرات و المسيرات شرّ كبير من دماء و تخريب و فرقة، فقال: ”في الأصل أن هذه المظاهرات و المسيرات ليست من دين الله في شيء...“

ثم نسخ هذا مباشرة بقوله: ”لكن لاحظ المسألة، أولا: أن هذا إذا كان عالما فاضلا راشدا، ثم نظر مع الشورى، فنظر في ’المصلحة و المفسدة!‘، ثم اتخذ أمره بهذا، بالأمر، فإن رأيت جواز ذلك فاخرج!! و إن رأيتَ عدم جواز هذا فلا نخرج؛ لأنه ليس بملزم! ! لكن المسيرة إذا صحّت ـ و أنا لا أدري ـ إذا صحّت، أن المسيرة إذا صحّت2، فكانت مسيرة دعوية لا مسيرة سياسيّة! ! !“.

فانظر إلى هذا الجواب؛ هل تخرج منه بنتيجة؟!

و هل هذا الجواب يخفف من شرّ المسيرات أو يزيدها؟!

و هل هذا الجواب يحسم مادة الحزبية أو يزيدها؟!

و الشيخ عدنان يعلم أن الحزبية الإسلامية اليوم تتحرّق على هذه الوسائل المستوردة من الكفّار و لا تفرّط فيها! !

لم يهمّنا كثيرا قوله: ”لا ادري“؛ لأنه لا عيب على من لا يدري ما دام طالبا للعلم، لكن العيب الأكبر أن يفتي في دين الله من لا يدري، و شر من ذلك أن يفتي بفتوى ذات لسانين كما ترى!

و إن كان يرى أنه بهذا الجواب المعلّق بحبال المكر و الخديعة قد نال به حظوة عند حزب ’جبهة الإنقاذ‘ و من يسايرها من أصحاب الثورات، و أنه ـ في المقابل ـ قد أبقى على الشعرة التي بينه و بين السلفيين، فليعلم أن الله يغار على دينه من أن يتلاعب به المتشبّهون بأهل الفتوى؛ فيوشك أن يجعل حامدهم لهم ذامّاً، فاتق الله يا عدنان! و ليكن جوابك تديّناً، لا تزيّناً، قال الله ـ عز و جل ـ: {يحلفون بالله لكم ليرضوكم و الله و رسوله أحق أن يرضوه إن كانوا مؤمنين} (التوبة 62).

و من ذلك أن سُئل في الجزائر عن جماعات التكفير، فأجاب ببرودة، و سمّاهم إخوانا له، و أمرهم فقط بأن يكونوا حكماء، كما في آخر شريط ’تفسير سورة محمد (1)‘ !

و من ذلك إيجابه على مسلمي الجزائر التعاون مع الحزبيين، و هذا لا يحتاج إلى أن أحيل فيه إلى شريط؛ لأنه في أكثر المحاضرات التي ألقاها في تلك البلاد.

و من ذلك أيضا قوله: ”و إن كل من يظلم المسلمين، و كل من يعادي دين الإسلام، و كل من لا يقيم حكم الله ـ عز و جل ـ وجب عليه أن يتنحّى بأي وسيلة هو يتنحّى بها، و إلا نُحّي إن وُجد الرجال! !

ثمّة سؤال: إذا قام مسلمون بانقلاب، في بلد ما، و أنت تقول: هذا لا يجوز، فما عليهم؟ أقول: و قد وقع الأمر و تمّ، فوجب علينا دعمهم و نصرتهم؛ فهم إخواننا و أحبابنا، فإذا أخطأوا في الطريق و قد وصلوا، فالحمد لله الذي نجوا، فيجب أن نتسارع و نتعاون سريعا لخلق هذا المجتمع المؤمن المسلم الذي لا يصلح بينه و بين حكومته اختلاف!“ من شريط ’براءة السلفيين من مطاعن المدخليين‘ (1/1).

لقد جعل الشيخ عدنان مستحقّي الخروج من الحكّام ثلاثة أصناف:

الأول: الظالمون.

الثاني: المعادون لدين الإسلام.

الثالث: الذي لا يقيمون حكم الله.

و أنت ترى ـ أخي القارئ! ـ أن في هذا الإطلاق خطورة ظاهرة؛ لأن مجرّد ظلم وليّ الأمر لا يخوّل لأحد الخروج عليه؛ فقد روى البخاري (7054) و مسلم (1849) عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى لله عليه و سلم ـ قال: "من رأى من أميره شيئا يكرهه، فليصبر عليه؛ فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا مات ميتة جاهلية".

و أنا أعلم أن الشيخ عدنان يستعمل هذا الأسلوب غير الدقيق ليضمن لنفسه المخارج عند المضايق، فيقول هذا ليحمده الحركيّون على أنه دعا بإطلاق للخروج، و تكلّم عن الحكم بغير ما أنزل الله على طريقتهم؛ فلا ينفضّوا عنه، و إذا عارضه السلفيون بالاعتراض السابق سارع للقول: إنهم مترصّدون، و لا يفهمون كلامي؛ فإنني أقصد من الحكّام من اجتمع فيه تلك الأوصاف كلّها: ظلم و معاداة للإسلام، و حكم بغير ما أنزل الله!

و هذه الطريقة في التلبيس يعرفها كل من يعرف الشيخ عدنان، و لي عليه من أمثالها ما يقارب كتابا كاملا، بل لقد كتبت فيه هو نفسه ـ هداه الله ـ كتابة، فما شعرت إلا و هو مجلّد ضخم، و قد نظرت في فصوله، فوجدت بين يديّ فصلين هما أطول فصول الكتاب، ألا و هما فصل تلبيسات عدنان، و فصل كذبات عدنان، و ذلك من كثرة ما عند الرجل من هذا النوع، ثم لمّا رأيت طول الكتاب، أعرضت عن ذلك كلّه، و اعتصرت منه هذا المختصر الذي بين يديك.

و من ذلك أيضا قوله في شريط ’معالم في المنهج‘ (3): ”إذا جماعة من الجماعات رفضت الانضمام للدولة الإسلامية، فما على المسلمين إلا أن يُذَبّحوهم، حتى و لو يتّموا بأطفالهم، هم و أطفالهم بيحرّقوهم و يبيدوهم! !“.

قلت: كيف تكون فرحة خوارج هذا الزمان و هم يسمعون هذا الكلام؟!

هذه هي حجة الغلاة من الخوارج عندنا بالضبط، و هي حجة ابن الأزرق قديما!

ثم بيّن أنه ينبغي تعطيل الجهاد من أجل هذا، فقال: ”و هذا من أوجب الواجبات على الدولة الإسلامية، قبل مقارعة الأعداء، و لا يجوز للدولة الإسلامية أن تفتح الحصون، و هناك حزب رافض البيعة؛ اقتداء بقوله "عليكم بسنّتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي"!!“.

و من ذلك:

عدنان يبرّر التكفير و التفجير:

بدأت فتنة الشيخ عدنان لمّا أخذ يجوب أمريكا و أوربا و غيرها بإثارة ردود على العلامة المحدّث ربيع بن هادي المدخلي، و فرّغ من عمره و عمر الدعوة سنتين صرحتين خالصتين لمثالب الشيخ، لا سيما في شريط ’جلسة في الأندلس‘ الذي أتى فيها بشريط للسيخ، كان الشيخ ربيع يذكر كلام زينب الغزالي في مدح سيد قطب، و ردّ عليه فيه، فقال عدنان: لماذا ينقم عليّ مدحي سيّدا و قد فعل أكثر منه؟! فقطع عدنان كلام الشيخ عن أوّله، و أسمعه الحضور على أساس أنه من كلام الشيخ، فخرج الناس ناقمين على الشيخ ربيع، و ورّط الشيخ محمداً المغراوي في غمز الشيخ، مع أن صاحبه الحقيقي هو تلك المرأة!

و زعم الشيخ عدنان بفرنسا سنة (1420 هـ) في ’شريط براءة السلفيين في الرد على المدخليين (2 / 2)‘ أن هذا كان في مسجد الرضا بمنطقة الخَرْج، مع أنه لا وجود لهذا المسجد بتلك المنطقة، و إنما هو في جُدّة!

كما زعم أن الشيخ ربيعا قال هذا الكلام في سيّد قطب منذ سنتين و نصف تقريبا، أي بعد أن عرف سيّدا و حذّر منه عاد ليثني عليه، مع أن تاريخ الشريط الذي هو ’جلسة في مسجد الرضا‘ كان قبل ذلك بتسع سنوات! ! !

و الحقيقة أنني استبنت وجهة هذا الرجل ـ بعد مبالغة في تحسين الظن به ـ عند استماعي لهذا الشريط، و بان لي أنه آية في التلبيس! !

و مما قاله في رحلته إلى أوربا، كما في شريط ’براءة السلفيين من مطاعن المدخليين‘ (4 / 4): ”أسباب التطرف: ’بعض الشيوخ! !‘ و بعض قوى الأمن في العالم الإسلامي بخاصة؛ فإنّ كثيرا من الشيوخ لم يحسنوا التربي، و إن كثيرا من قوى الأمن لم يحسنوا المعالجة، نحن لا نرى التكفير، و لا نرى التطرف، لكن ماذا ترون من شاب سُجن في سجون عبد الناصر، و قُيّدت يديه (هكذا)، شاب عمره عشرين، ثلاثين (هكذا)، ما عنده من العلم إلا قليلا (هكذا)، سُجن و رُبّط، و رُبّطت يداه، و كُبّل، ثم أُطلق عليه كلب جائع، ينهش من بدنه، بالله عليكم: ماذا يقول هذا الشاب؟“

ثم أجاب: ”يكفّر! و يكفّر! و يكفّر! و يفجّر! و يفجّر! و يفجّر!

هذه ما كانت معالجة، هذه معالجة يهودية!

شاب أخطأ، حتى و لو دخل في تنظيم سرّي، كان ينبغي على قوى الأمن أن تعالج هذه القضية، لا أن تنتقم من هؤلاء الشباب، فضلا عن الظلم الصريح الواضح في ردّ الشريعة، في الكفر بالشريعة، في كذا و كذا و كذا...

عن الصدّ عن سبيل الله! ! !

شاب دخل السجن، عمره عشرون سنة، ماذا تراه يفعل؟!

فهذا هو من أسباب التطرف، هذان السببان“.

قلت: كأن هؤلاء هم أول من يؤذى، حتى يُجابوا بهذا الجواب العاطفي!

إن هذا التحليل لا يزيد صاحب الفتن إلا رسوخا في الفتن، و طمأنينة إلى الحلول الدموية؛ ما دام يُسند قضيّته إلى هذا المحامي.

لقد شكى الصحابة إلى رسول الله ما كانوا يلقون من قريش، فما كان جوابه؟

روى البخاري (6943) عن خبّاب بن الأرتّ قال: (شكونا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ و هو متوسّد بردة له في ظل الكعبة، قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال: "كان الرجل فيمن قبلكم يُحفَر له في الأرض، فيُجعل فيه، فيُجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيُشقّ باثنتين و ما يصدّه ذلك عن دينه، و يُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب و ما يصدّه ذلك عن دينه، و الله! ليُتِمنّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، و لكنكم تستعجلون".

فانظر كم بين العلاجين: علاج عدنان،و علاج سيّد ولد عدنان!

و من ذلك أن:

عدنان يرفض تسمية البلدان المسلمة بمجتمعات إسلامية:

الشيخ عدنان عرعور معروف بدفاعه عن سيد قطب، و كثرة استدلاله بكتبه، و نظرة خاطفة في مؤلّفاته تغنيك عن قيل و قال؛ فلا يكاد الرجل يكتب بضع صفحات إلا استشهد بكلام سيّد!

و لسيّد قطب حكمٌ خاص على المجتمعات الإسلامية، و سوف أجلّي هذا في القسم الثاني من الكتاب إن شاء الله، إلا أنني اكتفي هنا بنقلٍ واحد عنه، جعل سيد يعدد فيه المجتمعات الجاهلية و يحددّها، فكان مما قال في ’معالم في الطريق‘ (ص 101ـ ط. دار الشروق 1407 هـ): ”و أخيرا يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة! ! !“.

فهل يقصد سيد أنها في منزلة بين منزلتين: لا هي مسلمة، و لا هي كافرة؟

الجواب عند سيد نفسه، حيث قال في ( 98): ”إن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم“.

لقد تأثر الشيخ عدنان بهذا التكفير الصارخ حتى رفض تسمية البلدان المسلمة: مجتمعات إسلامية، و هذا مما تشمئز له النفوس، و معلوم أن آل قطب هم الذين اشتهروا بذلك، و استعاضوا منه اسم ’مجتمعات جاهلية‘ كما مرّ، و أما الشيخ عدنان فتسمع هذا بصوته في شريط ’رد الدكتور عبد الله الفارسي على رسالة عدنان عرعور‘ (2)، حيث قال: ”ما كان ينبغي لك أن تقول أنّ (هكذا) المسلمين الآن ـ و الله! ـ وصلوا، ما قلت أنا، أقول: المسلمون هؤلاء ما نكفرهم أعيانا، لكن مجتمعاتهم هذه ليست مجتمعات إسلامية؛ بدليل رفضهم للشريعة الإسلامية، الآن ضربنا أمثلة كثيرة! ! !

و أنا أعرف أنه قامت بعض الحكومات، وتريد تطبيق الإسلام، و عجزت عن ذلك، لأن الشعب نفسه لا يرضى بهذا! ! “

لا تغترّ بقوله: ”لا نكفّر الشعوب! “ و لا بقوله: ”ما نكفّرهم أعيانا“؛ لأنه لا يغني عنه شيئا، و هو يرفض أن يسمي مجتمعاتهم: مجتمعات إسلامية ، و قال: ”نحن لا نكفّر الشعوب! لكن جاء هذا الاستعمار فظهر الكفر في الحكم، ثم بعد ذلك تسلّل الكفر إلى الشعوب“ المصدر السابق.

فتأمل إطلاقه الكفر على الحكّام؛ لتعلم سبب تعلّف الجماعات التكفيرية التي ذكرتها في أوّل الرد عليه به، و لا يخفى عليه أنه يلقي محاضرته هذه في أوساط تعجّ بالشباب المشبّع بالتكفير!

و تأمّل رميه الشعوب بالكفر، و رميه لها برفض الشريعة؛ تفهم رفضه لتسمية مجتمعاتهم بـ ’الإسلامية‘، و الأمر لله!

و أطلق الكفر على عموم الناس، فقال: ”بل ـ و الله! ـ إن بلادا كافرة، عبرتُ فيها أسهل مما عبرت بعض البلاد الإسلامية، من الذي صنع هذا؟ نحن الذين سكتنا عن الطواغيت أول ما سكتنا، ثم جرّ هذا الكفر إلى عموم الناس! !“ و هذا من شريط مسجل في الجزائر في ’تفسير بعض آيات الحجرات‘ وجه (ب).

و في هذا الكلام تهييج واضح على الحكّام، وتكفير فاضح لعموم الأنام، فلتقرّ أعين الحزبيين من السياسيين و كذا التكفيريين، و لتثبت أقدامهم في ما هم فيه!

و يزيد في التهييج السابق المبني على التكفير الماحق، فيقول: ”كثير من الحكّام أولئك الذين كفروا بدين الله، و كفروا بالله العظيم، كثير أولئك!

لكن هل شعبنا، هل مجتمعنا هذا مجتمع مسلم؟ فقط كفر حكّامه فننقلب عليهم؟!

فإن كانت المسألة كذلك فلا يجوز لك أن تنام الليلة إلا و تخرج على الحكام، لكن شعبنا أو بعض شعبنا ـ حتى لا نتحسس! ـ صاروا أفسد من حكامهم، فما أنتم صانعون؟

نعم! لقد كان الواجب منذ دخول الاستعمار ـ على كافة أشكاله و ألوانه ـ كان الواجب رده فورا، أن يقوم المسلمون قومة رجل واحد، فيدفعوا هذا العدوّ اللدود عن ديارهم، و لكنّ الله لم ينصرهم؛ لأنهم خذلوه و أضاعوا دينهم، فخذلهم الله و ضيّعهم!“.

و تتفلّت تقيّته من تحت لسانه أحيانا، فيأتي بمنكر القول في تكفير الشعب الباكستاني؛ بسبب الانتخابات التي اغترّ فيها بأصحاب الأموال كما يذكر هو، و يقول في شريط له بعنوان ’ميزات الدعوة‘: ”إن المسلمين في باكستان باعوا دينهم بخمس مائة رُبِّيّة، و نجحَت بالأغلبية المطلقة كما تعلمون، فأي زعم لكم أن هذا مسلم؟!!!“.

أمنزلة بين المنزلتين؟

قال الشيخ عدنان صراحة في شريط ’ميزات الدعوة‘: ”يقول قائل: أنت حيّرتنا! لا نقول: نكفّر هذا المجتمع؟! و لا نقول: مسلم؟!“.

ثم أجاب بقوله: ”إي نحن نقول: إنه مجتمع مسلم أفراده! أما كمجتمع: ليس بمسلم، كمجتمع كبيئة! !

أما كأفراد: نعم! مسلمون؛ لأننا لا نكفّر الأفراد؛ و الدليل على ذلك أن هذا المجتمع كمجتمع ليس بمسلم! !“.

ثم ذكر دليله الغريب الذي جعله يوقف المسلمين في برزخ بين الكفر و الإسلام كالمعتزلة، فقال: ”احسبْ نسبة المصلّين فيه! و احسب نسبة الكاسيات العاريات بين التقيات الورعات! !

و احسب نسبة الذين يتعاطون الخمر و الربا و القمار! ! !“.

قلت: إذا فحساباته في رفض تسمية المجتمعات الإسلامية بـ ’الإسلامية‘ تنطلق من كبائر الذنوب، فهذا مذهب من؟!

و من غرائب التكفير أن:

عدنان يكفّر الأشاعرة:

قال في ’معالم في المنهج‘ شريط (4): ”و الله! لو متُّ على عقيدة أبي لكنت كافرا، و كان أبي يشهد الجماعة، بل أهل البلد كلّهم شهود بصلاحه ـ رحمه الله ـ، و لو متُ على عقيدته لكنت من الكافرين! !

قلت له مرة: أين الله، و أنا صغير؟

فقال: إن الله في الكون كالسَّمن في اللبن مخلوط!

هكذا سمع من مشايخه، و هكذا تربّى عليه، و أما من قال ـ في اعتقادهم ـ أن الله فوق عرشه فهو زنديق مجسّم حاصر الله ـ عز و جل ـ في مكان“.

إن الشيخ عدنان يصرّح بلا تحفظ بهذا الحكم الواضح في التكفير، و قد قلت: إنه في الوقت الذي يزعم أنه يرد على جماعة التكفير، يخوض لجّة من التكفير و قف بساحلها جماعات التكفير، و إنني لأعرف عنه من التكفير الغالي ما لم أسمعه عن أحد من غلاة هؤلاء!

----------------------------

1: كيف ذلك و قد سمعته في محاضرة ’صفات الطائفة المنصورة‘ ألقاها في الجزائر، يقول: ”نتجمّع على السياسة! ! !“؟ !و قد قيل له: هل تُعتبر الأحزاب السياسية الموجودة حاليا من الفرق التي ذكرها النبي في حديثه الذي يذكر الفِرق؟ فقال: ”أقول هذه أوّل زيارة للجزائر، فأحب أن آتي زيارة ثانية! !“
قلت: فأين شجاعة عدنان و أين الردّ على الحزبيّين؟!
2:يريد القصة التي جاء السؤال عنها في المحاضرة، ألا و هي خروج الصحابة في شعاب مكة، و هي ضعيفة؛ فإن فيها ابن أبي فروة، و هو لا يُحتجّ به، كما بيّنه العلامة ابن باز ـ رحمه الله ـ في ردّه على الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق لمّا استدل بهذه القصة، راجع الفتوى في 'مجموع فتاوى و مقالات متنوعة' للشيخ ـ رحمه الله ـ (8 / 245-246)، و هي بتاريخ: (14/4/1415 هـ).


التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء إلياس الباتني ; 02 Jun 2008 الساعة 12:30 AM
رد مع اقتباس