عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 27 May 2019, 03:42 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي









علامات ليلة القدر.

للعلاّمة السّلفي الجزائري عبدالحميد بن باديس رحمه الله.


عن ابن عباس: أنّ رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- قال في ليلة القدر: «ليلة سمحة طلقة، لا حارة ولا باردة، وتصبح شمس صبيحتها ضعيفة حمراء».
أخرجه أبو داود الطيالسي نقله ابن كثير (9: 257)

تعليق:

الأحاديث في تعيين ليلة القدر كثيرة متضاربة، والصّحيح أنّها في رمضان.. والرّاجح أنّها في العشر الأواخر منه.

وهذه العلامات التي ذكرها الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- ليلة القدر ليس فيها أنّ السّماء تنشق وأنّه يظهر فيها ألوان من نور، كلّ نور له لون خاصّ إلى غير ذلك من خرافات العوام.

وانّ ممّا يؤسف المؤمن أنّ الأوقات المفضّلة في ديننا قد غمرناها بـالخرافات وصرفنا نفوسنا عمّا يُراد فيها من الطّاعات، فحرمنا من خير كثير. وقلّما تجد وليا صالحاً أو وقتا فاضلا إلاّ وهو محاطًا بخرافات تعين ابليس على إبراز قسمه في الاغراء. وتقف حجر عثرة أمام الداعي المرشد إلى الصراط المستقيم.

وانّ ممّا يؤسف المؤمن أنّ هذا الشّهر، شهر رمضان، الذي جمع الله لنا فيه بين الصيام والقيام، وأودع فيه أفضل ليالي العام، يقطعه أكثرنا في اللّهو والقمار والنّوم والشّجار.

أيّها المسلمون:

طهّروا عقولكم من الخرافات ونوِّروا قلوبكم بالطاعات، وانتهزوا فرصة الأوقات المفضلات، ولا تهملوها، فتعود عليكم بـالحسرات.

اللّهمّ صَلِّ على مَن أنزلت عليه: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}.

المصدر:

آثار ابن باديس/ المجلد الأوّل. الجزء الثّاني. الصفحة: 330.




قالوا:

اختلف العلماء في تحديد ليلة القدر على أقوال كثيرة ، حتّى وصلت الأقوال فيها إلى أكثر من أربعين قولاً كما في " فتح الباري " ، وأقرب الأقوال للصّواب أنّها في وتر العشر الأخير من رمضان. فعن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ). رواه البخاري ( 2017 ) – واللفظ له - ومسلم ( 1169 ) .

والحديث: بوَّب عليه البخاري بقوله: "باب تحرّي ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر".

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

قوله – أي : الإمام البخاري - ‏:‏ "باب تحرّي ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر": في هذه الترجمة إشارة إلى رجحان كون ليلة القدر منحصرة في رمضان، ثم في العشر الأخير منه، ثم في أوتاره، لا في ليلة منه بعينها، وهذا هو الّذي يدلّ عليه مجموع الأخبار الواردة فيها ‏.‏

" فتح الباري " ( 4 / 260 ) .

وقال أيضاً:

قال العلماء: الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عيّنت لها ليلة لاقتصر عليها، كما تقدّم نحوه في ساعة الجمعة .

"فتح الباري" ( 4 / 266 ) .

...

وعليه : فلا يمكن لأحدٍ أن يجزم بليلة بعينها أنّها ليلة القدر وخاصّة إذا علمنا أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يخبر أمّته بها ثم أخبرهم أنّ الله تعالى رفع العلم بها .

فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُخْبِرُ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاحَى رَجُلانِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَقَالَ: (إِنِّي خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَإِنَّهُ تَلاحَى فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكُمْ، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ وَالتِّسْعِ وَالْخَمْسِ) .

رواه البخاري ( 49 ) .

(تَلاحَى) أي تنازع وتخاصم .

قال علماء اللّجنة الدائمة :

أمّا تخصيص ليلة من رمضان بأنّها ليلة القدر: فهذا يحتاج إلى دليل يعينها دون غيرها، ولكن أوتار العشر الأواخر أحرى من غيرها واللّيلة السّابعة والعشرون هي أحرى اللّيالي بليلة القدر، لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة على ما ذكرنا .

" فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " ( 10 / 413 ) .


منقول، بتصرّف في اختيار الأهمّ.





السؤال:

هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من كل عام، أم أنها تنتقل من ليلة لأخرى من الليالي العشر في العام الآخر، نرجو توضيح هذه المسألة بالأدلة
؟

الجواب:

الشيخ: ليلة القدر لا شك أنّها في رمضان لقول الله تعالى: ﴿إنا أنزلناه في ليلة القدر﴾، وبين الله تعالى في آية أخرى أنّ الله أنزل القرآن في رمضان، فقال عز وجل: ﴿شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن﴾، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان، يرجو ليلة القدر، ثم اعتكف العشر الأواسط، ثم رأى صلى الله عليه وسلم العشر الأواخر من رمضان، ثم تواطأت الرؤيا على عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنّها في السبع الأواخر من رمضان، فقال: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر من رمضان، فمَن كان متحرّيها فليتحرّها في السبع الأواخر». وهذا أقل ما قيل فيها. ولحفظها في زمن معيّن، أقول: هذا أقلّ ما ورد فيها، أي: من الحرص فيها بزمن معيّن.

وإذا تأمّلنا الأدلة الواردة في ليلة القدر، تبيّن لنا أنّها تنتقل من ليلة إلى أخرى، وأنّها لا تكون في ليلة معينة كل عام، فالنبي عليه الصلاة والسلام رأى ليلة القدر، أو أُورِيَ ليلة القدر في المنام، وأنّه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين، وقال عليه الصلاة والسلام: «التمسوها في ليالي متعدّدة من العشر»، وهذا يدل على أنّها لا تنحصر في ليلة معيّنة،

وبهذا تجتمع الأدلة ويكون الإنسان في كل ليلة من الليالي العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر، وثبوت أجر ليلة القدر حاصل لمَن قامها إيماناً واحتساباً، سواء علم بها أم لم يعلم، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». إذا علم أنّه قامها، فلا يشترط في حصول ثواب ليلة القدر أن يكون العامل عالماً بها بأيّ حال، ولكن مَن قام العشر الأواخر من رمضان كلّها، فإنّنا نجزم بأنّه قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً. سواء في أول العشر، أم في وسطها، أم في آخرها.

للاستماع:

http://binothaimeen.net/upload/ftawamp3/Lw_161_13.mp3











جمع وترتيب: أم وحيد بهية صابرين. غفر الله لها ولوالديها.

تقبّل الله منّا ومنكم صالح الأعمال.


الصور المرفقة
نوع الملف: jpg اللهم بلغنا ليلة القدر.jpg‏ (34.2 كيلوبايت, المشاهدات 1777)
نوع الملف: png إنا أنزلناه في ليلة القدر.png‏ (440.0 كيلوبايت, المشاهدات 1570)
نوع الملف: jpg الاجتهاد في العشر الأواخر.jpg‏ (140.8 كيلوبايت, المشاهدات 2005)
نوع الملف: jpg التهيّأ لليلة القدر.jpg‏ (139.8 كيلوبايت, المشاهدات 2012)
نوع الملف: jpg ليلة القدر يفتح فيها الباب.jpg‏ (105.8 كيلوبايت, المشاهدات 4240)
نوع الملف: jpg بدعة الاحتفال بليلة سبع والعشرين.jpg‏ (43.2 كيلوبايت, المشاهدات 1637)
نوع الملف: jpg سبع وعشرون أرجى الليالي للية القدر.jpg‏ (99.6 كيلوبايت, المشاهدات 2127)
نوع الملف: jpg قلوب المتقين لهذا الشهر تحنّ.jpg‏ (80.0 كيلوبايت, المشاهدات 2183)
رد مع اقتباس