عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25 Nov 2017, 08:31 AM
مصطفى بن حجر مصطفى بن حجر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 7
افتراضي وجوب الرجوع إلى الحق

👈🏻نصيحة تكتب بماء الذهب :
وجوب الرجوع إلى الحق لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

باب تحريم الكبر والإعجاب

*

والكبر : هو الترفع واعتقاد الإنسان نفسه أنه كبير ، وأنه فوق الناس ، وأن له فضلا عليهم .

والإعجاب : أن يرى الإنسان عمل نفسه فيعجب به ، ويستعظمه ، ويستكثره .

فالإعجاب يكون في العمل ، والكبر يكون في النفس ، وكلاهما خلق مذموم .

والكبر نوعان : كبر على الحق ، وكبر على الخلق ، وقد بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :" الكبر بطر الحق وغمط الناس " فـ " بطر الحق " يعني : رده والإعراض عنه ، وعدم قبوله ، " وغمط الناس " يعني احتقارهم وازدراءهم ، وألا يرى الناس شيئا ويرى أنه فوقهم .

وقيل لرجل : ماذا ترى الناس ؟ قال : لا أراهم إلا مثل البعوض . فقيل له : إنهم لا يرونك إلا كذلك .

وقيل لآخر : ما ترى الناس ؟ قال : أرى الناس أعظم مني ، ولهم شأن ولهم منزلة ، فقيل له : إنهم يرونك أعظم منهم ، وأن لك شأنا ومحلا . فأنت إذا رأيت الناس على أي وجه فالناس يرونك بمثل ما تراهم به ، إن رأيتهم في محل الإكرام والإجلال والتعظيم ، ونزلتهم منزلتهم عرفوا لك ذلك ، ورأوك في محل الإجلال والإكرام والتعظيم ونزلوك منزلتك، والعكس بالعكس .

أما " بطر الحق " فهو ردّه ، ألا يقبل الإنسان الحق بل يرفضه ويرده اعتدادا بنفسه ورأيه ، فيرى ـ والعياذ بالله ـ أنه أكبر من الحق ، وعلامة ذلك أن الإنسان يؤتى إليه بالأدلة من الكتاب والسنة ، ويقال : هذا كتاب الله ، هذه سنة رسول الله ، ولكنه لايقبل ، بل يستمر على رأيه ، فهذا ردّ الحق ـ والعياذ بالله ـ .

وكثير من الناس ينتصر لنفسه ، فإذا قال قولا لا يمكن أن يتزحزح عنه ، ولو رأى الصواب في خلافه ، ولكن هذا خلاف العقل وخلاف الشرع .

والواجب أن يرجع الإنسان للحق حيثما وجده ، حتى لو خالف قوله فليرجع إليه ، فإن هذا أعز له عند الله ، وأعز له عند الناس ، وأسلم لذمته وأبرأ .

فلا تظن أنك إذا رجعت عن قولك إلى الصواب أن ذلك يضع منزلتك عند الناس ، بل هذا يرفع منزلتك ، ويعرف الناس أنك لا تتبع إلا الحق ، أما الذي يعاند ويبقى على ما هو عليه ويرد الحق ، فهذا متكبر ـ والعياذ بالله ـ .

وهذا يقع من بعض الناس ـ والعياذ بالله ـ حتى من طلبة العلم ، يتبين له بعد المناقشة وجه الصواب وأن الصواب خلاف ما قاله بالأمس ، ولكنه يبقى على رأيه ، يملي عليه الشيطان أنه إذا رجع استهان الناس به ، وقالوا عنه : إنه إمعة كل يوم له قول ، وهذا لا يضر إذا رجعت إلى الصواب ، فليكن قولك اليوم خلاف قولك بالأمس ، فالأئمة الأجلة كان يكون لهم في المسألة الواحدة أقوال متعددة .

وهاهو الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ إمام أهل السنة ، وأرفع الأئمة من حيث اتباع الدليل وسعة الإطلاع ، نجد أن له في المسألة الواحدة في بعض الأحيان أكثر من أربعة أقوال ، لماذا ؟ لأنه إذا تبين له الدليل رجع إليه ، وهكذا شأن كل إنسان منصف عليه أن يتبع الدليل حيثما كان .

المصدر :

رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم

تأليف الإمام النووي رحمه الله

الشرح لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله [ ج2 / ص 267 ] .

رد مع اقتباس