عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19 Sep 2019, 07:42 PM
أبو سّلاف بلال التّمزريتي أبو سّلاف بلال التّمزريتي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
الدولة: الجزائر
المشاركات: 94
افتراضي البَارِقَة في هجاء المفرِِّقة (قصيدة)




البَارِقَة في هجاء المفرِّقة

«إليكم يا مفرِّقة ...»

إليكم يا مُصَعفِقة الشُّرور *** دعاة الحقِّ جاءوا بالنّذيرِ
تسفُّ مصعفقاً ريحُ الدَّبُورِ *** سفيهُ العقل يزهو بالقُشُورِ
فقد ثَمِلُوا بـ «همِّش» لا تبالي *** وزادوها فَخَاراً بالغرورِ
مراجيجٌ مهابيلٌ خُذُولٌ *** لهم طبعٌ كربّات الخُدُورِ
وسوقهمُ كقطعان حيارى *** وحبلُ الذُّل سوقاً في النُّحورِ
ومنهجهم خسيس ليس يزكو *** فليس «البغل» دبّارُ الأمورِ
سلاحُ طريقهم كذبٌ وحقدٌ *** ومنهجهم مليءٌ بالشّرورِ
رموا علماءنا ميناً وزوراً *** بأنّ العقل مرخيُّ الستورِ
فجاؤوا بلوثةٍ سبقوا إليها *** كمثل الهرِّ يزري بالنّمور
وقد خطّوا لمشروع وضيعٍ *** فبشِّرْهم بعارٍ والدُّحورِ
فقد قطعوا مجالس عامرات *** لأنّهمُ كأصحاب القبورِ
فليس العلم يقبلهم صحاباً *** لوصل الجهل جادوا بالجسورِ
قلوبهمُ بداء الحَسْد ملئ *** ويغلي في الحشا غليَ القُدُورِ
ألا يا «جمعة» الإفساد أَبْشرْ *** بأنَّ قلوبنا فَيْضُ السُّرورِ
يزكِّي يومنا علمٌ ونفعٌ *** ودهركمُ مليءٌ بالفُتورِ
ألا يكفيكمُ نشر البلايا *** وفاضحةٌ موثَّقة السُّطورِ
وقبَّحكم إلهي من خَزَايا *** وأَفْجَعَكُم بقاصمة الظُّهُورِ
عَجِبْتُ لأَمْرٍكم من كائنات *** وأَعْجَبُها لأنتم بالدُّهُورِ
وقوم يبهتون لأمر دُنْيَا *** وفعلهمُ كمشؤومِ العطورِ
وبينهمُ بجبنٍ قد تواصوا *** تَبَاكَوا مثل نائحة الأُجُورِ
أدلّتهم شكوك مزرياتٌ *** فحالهمُ كخُرّاصِ التّمورِ
فقد كسروا قواعد مُحكمات *** وما لهمُ بفعلٍ من نظيرِ
فليس لهم عقولٌ عاصمات *** لمهلكة من الجلل الخطيرِ
و«أزهرهم» أُشَيْمِطُ ذو بلايا *** ألا فاحذرْ أُشيمطُ من شرورِ
ألا أبلغْ مُفَرِّقَة حَيَارى *** بأنَّكُمُ أخسُّ من النَّقِيرِ
ألا أبلغَ مُفَرِّقَة بُغاةً *** بأنّ فعالكم شرُّ النّكيرِ
ألا أبلغْ مفرّقة أُسارى *** بأنّكمُ طُهاةٌ للشّرورِ
وقولكمُ قبيحٌ ليس يمرى *** كوجه القنِّ منكوءُ البُثُورِ
ألا تباً لأغمارٍ تجارت *** ألا خسراً لحيَّات الجُحورِ
وقوم قد تساموا في سفولٍ *** يعادون الرّجولة بالدَّبيرِ
لموعظةٍ كَفَتْكُم فَائِتَاتٌ *** وليس يزيدكم مرُّ الشُّهورِ
وليس الحقد إلاَّ داءُ نفسٍ *** ووصف للذكور من البعيرِ
قتلتم أنفساً بسموم جهلٍ *** ودللتم عليها بالصَّفيرِ
خلعتم ملبس التّقوى جِهاراً *** وصرتم مثل داعية السّفورِ
فليس الظّلم ينفعكم بأخرى *** ألا تعساً لذيّاك العشير
سيجزي ربّنا المظلوم حُسناً *** ويبْدله سرورا بالشّعورٍ
ألا إنّ التّعصّب قد عماكم *** ألا أبئس بمخسوءٍ حسيرٍ
فصرتم في الغلوِّ مثال قومٍ *** ولا ترضون بالحقِّ اليسيرِ
فشوَّهتم مباركةً نقيّة *** محاكاة لأفعال الأسيرِ
ولن نرضى بمنهجكم دليلاً *** لأنّكمُ كمعلوف الشَّعِيرِ
وقول الحقّ منبوذٌ لديكم *** ألا تعساً لسائمةِ الفجورِ
ألا فانظر من الصَّعفوقُ حقاًّ *** أإناَّ أم مُصعفقة الشّرورِ؟!
مشايخنا رجالٌ هل علمتم!؟ *** نجومٌ زاهرات كالبدورِ
لنشر الحقّ قد أوذوا كثيراً *** وأجرهمُ على الرَّبِ الغفورِ
حياضُ العلم موردهم زُلالٌ *** وتلقاهمُ بجلسات الحُبورِ
مواقفهم بلاسمُ للحيارى *** ومجلسهم يجبِّرُ ذا كُسُورِ
ونَنْهَلُ من مشاربهم صفاءً *** من العلم المُثَلِّجِ للصُّدُورِ
وساروا في ربوع المِصر نُصحاً *** وقد رغبوا لذلك عن فتورِ
وقد جادوا بأنفسهم سِرَاعاً *** إذا ما الجهل أرسل بالنّذيرِ
ويعطون النفائس دون منٍّ*** ومَبْرَّزُهم إلى الحَزن الخطيرِ
شجاعتهم مزيّنة بتقوى *** وصبرهمُ على الخَطب المريرِ
صراطُ الحقِّ نهجهمُ جميعاً *** ومفزعُهم إلى الصَّمَد الكَبيرِ
إلى العلماء مفزعهم لنزلٍ *** إذا اصطدموا بشرٍّ مستطيرِ
ألا حيّ الإله شيوح حقٍّ *** أبادوا باطلاً مثل النُّسورِ
فقد نشروا لدمغ الجهل علماً *** مجالسهم كشاهقة القُصُورِ
ولفظ الدّر منطقهم جميعاً *** فاعْصمهم إلهي من سعيرِ
وقد بذلوا لنشر الحقّ عمراً *** توكّلهم على الله البصير
وما ظنّوا بقول فيه حقٌّ *** وقولهمُ كمنظوم السّطورِ
يقولون المقالة في وضوحٍ *** كخُضر الدُّرِّ في بيض الحريرِ
ألا أبلغْ أخ جهلٍ بأنَّ *** شفاء الجهل من ربٍّ خبيرٍ
يفرّج أمره بشيوخ صدقٍ *** وليس الصّدق بالأمر الصّغيرِ
وأنّ الكِذْب مجبنةٌ وغمٌّ *** ومفتلُه من الحَبْل ِالقَصِيرِ
وما الكّذّاب يسلم من معيبٍ *** وإنّ الصّدق مَنْفَقَةُ الفقيرِ
وليست كذبة تشفي عليلاً *** لأنّ الكِذْبَ مدرسة الحَقِيْرِ
وأسأل ربيَّ الرحمن فضلاً *** وإنعاماً من الخير الغزيرِ
وأحمده كما يرضى تعالى *** على ما منَّ من عفوٍ كثيرِ
وأسأله التَّجاوز عن خطايا *** وأرجوه لجبران الكسيرِ
وصلّى الله ما أفلت نجومٌ *** على المختار قدوتنا البَّشِيرِ
وأدخر الأجور ليوم فصلٍ *** ليوم لقاء مولانا القديرِ

بقلم:
أبي سُلاف بلال التّمزريتي –غفر الله له-
ليلة الجمعة 20 المحرَّم الحرام 1441هـ
الموافق لــــ 20 سبتمبر 2019ن

رد مع اقتباس