عرض مشاركة واحدة
  #69  
قديم 28 Jul 2015, 03:34 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

إثباتُ الاسمِ للهِ
يثبتُ أهلًُ السنةِ الاسمَ للهِ تعالَى، بدليلِ الكتابِ وَ السنةِ.
1 _ أدلةُ الكتابِ :
قالَ اللهُ تعالى {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ} [الرحمن 78].
و قالَ تعالى {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ} [الأنعام 118].
و قالََ تعالى {وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَ تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا} [المزمل 8].
و قال {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى 1].
2 _ أدلةُ السنةِ :
روى الحاكمُ في المستدركِ عن عائشةَ قالتْ : كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا استفتحَ الصلاةَ قالَ : "سبحانكَ اللهمَّ وبحمدكَ، وتبارك اسمكَ وتعالى جدُّك ولا إله غيركَ" صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (4667).
معنَى قولِه تعالى {تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ} [الرحمن 78]
معناهَا : أنَّ البركةَ تكونُ باسمِ اللهِ، فإذا صاحبَ اسمُ اللهِ شيئًا؛ صارتْ فيه البركةُ.
الصفاتُ المنفيةُ في تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ
صفاتُ اللهِ ثبوتيةٌ و منفيةٌ و هي صفاتُ كمالٍ، و الكمالُ لا يثبتُ إلا بإثباتِ الكمالاتِ و نفيِ النقائصِ.
و الصفاتُ المنفيةُ : هي التي نفاها اللهُ تعالى عنْ نفسِه، و هذا النفيُ ليسَ نفيًا مجردًا، لأنَّ النفيَ المجردَ عدمٌ، بلْ هو نفيٌ متضمنٌ لثبوتِ كمالِ ضدِّه.
تنزيهُ اللهِ عنِ السَّمِيِّ
قالَ اللهُ تعالى {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم 65].
دلالةُ الآيةِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ أنه ليسَ للهِ شبيهٌ و لا نظيرٌ يستحقُ مثلَ اسمِه، فليسَ له سميٌّ لكمالِه المطلقِ الذي لا يسامِيه فيه أحدٌ.
تنزيهُ اللهِ عنِِ الكفءِ
قالَ اللهُ تعالى {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص 4].
دلالةُ الآيةِ على تنزيهِ اللهِ وَ نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ أنه ليسَ يكافئُه أحدٌ، لا في علمِه و لا في سمعِه، و لا بصره، و لا في غيرهَا من الصفاتِ لكمالِ اللهِ المطلقِ.
تنزيهُ اللهِ عنِ النِّدِّ
قالَ اللهُ تعالى {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة 22].
قال اللهُ تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة 165].
دلالةُ الآيتينِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : ينهَى اللهُ عن جعلِ ندٍّ لهُ يشابهُه أو يكافئُه؛ و ذمَّ من اتخذَ له الندَّ؛ لأنه لا ندَّ له لكمالِ صفاتِه و الناسُ يعلمونَ ذلك.
تنزيهُ اللهِ عن اتخاذِ الولدِ وَ الشريكِ و الوليِ منَ الذلِ و الإلهِ
قال اللهُ تعالى {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} [الإسراء 111].
و قالَ تعالى {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَٰهٍ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ (92)} [المؤمنون].
دلالةُ الآيتينِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ على استحقاقِ اللهِ تعالى للحمدِ؛ حيث لم يتخذ الولدَ، و لم يكن له شريكٌ في ملكِه، و لا في خلقِه و لا في تدبيرِه، و لم يتخذْ وليًّا منْ خلقِه ليتعززَ به منْ ذلٍّ، و ذلك لكمالْ غنَى اللهِ تعالى، و انفرادِه بالملكِ، و تمامِ عزتِّه و سلطانِه.
و لم يكنْ معَ اللهِ إلهٌ حقٌّ، بل كلُّ الآلهةِ الموجودةِ باطلةٌ فكانت كالعدمِ، فتنزهَ اللهُ عن الشريكِ في الألوهيةِ؛ لكمال غناهُ و لكمالِ ربوبيتِه و ألوهيتِه.
تنزيهُ اللهِ عن النقائصِ و المعايبِ
قال اللهُ تعالى {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التغابن 1].
و قالَ تعالى { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا (2)} [الفرقان].
دلالةُ الآيةِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ على تنزيهِ اللهِ تعالى عن العيبِ و النقصِ و هو مستحقٌ له، و تنزهَ عن اتخاذِ الولدِ و الشريكِ، و قد خلقَ كلَّ شيءٍ و سواهُ و هوَ غنيٌّ عن المعينِ، يسبحُ له كلُّ شيءٍ في السمواتِ و الأرضِ، فحالُ كل شيءٍ يدلُّ على تنزيهِ اللهِ تعالى و كمالهِ.
أنواعُ التسبيحِ
تسبيحُ المخلوقاتِ للهِ تعالى نوعانِ :
1 _ تسبيحٌ بلسانِ الحالِ : و هذا عامٌّ لكل مخلوقٍ، قال اللهُ تعالى {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء 44].
2 _ تسبيحٌ بلسانِ المقالِ : و هذا عامٌّ لكل مخلوقٍ، و يستثنَى منه الكافرُ حيثُ إنه لا يسبحُ اللهَ بلسانِه.
تنزيهُ اللهِ عن المثلِ
قالَ تعالى {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل 74].
دلالةُ الآيةِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ دلالةً صريحةً عن نفيِ المثلِ عن اللهِ تعالى، و هذه الآيةُ تتضمنُ كمالَ صفاتِ اللهِ تعالى حيثُ إنهُ لا مثيلَ لهُ.
تنزيهُ اللهِ عنِ الإشراكِ بهِ و القولِ عنهُ بغيرِ علمٍ
قال اللهُ تعالى {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف 33].
دلالةُ الآيةِ على تنزيهِ اللهِ و نفيِ المثلِ عنهُ : دلت الآيةُ على تنزيهِ اللهِ تعالى عن الشريكِ، و عن القولِ عنهُ بغيرِ علمٍ، سواءٌ فِي ذاتِه أو صفاتِه أو أحكامِه، لكمالِ ألوهيتِه وَ ربوبيتِه، و لتمامِ سلطانِه فلا يقولُ عليه أحدٌ مَا لا يعلمُ.

رد مع اقتباس