عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 25 Jul 2015, 09:32 PM
فريد الميزاني فريد الميزاني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: تيزي وزو (أرض الإسلام)
المشاركات: 49
افتراضي

تكملة لما سطره الشيخ عبد القادر الجنيد أنقل للقارئ الكريم تعليقات نفيسة للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي من كتابه الفذ "القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن" في بيان حث القرآن المسلمين على تعلم العلوم النافعة، دينها وكونيها، وتحصيلها والحرص على بلوغ المنتهى فيها...

قال الشيخ (رحمه الله) تحت القاعدة الحادية عشر: «... ومن ذلك الأمر بالجهاد والحث عليه، ومن لازم ذلك: الأمر بكل ما لا يتم الجهاد إلا به من تعلم الرمي والركوب وعمل آلاته وصناعاته، مع أن ذلك داخل كله دخول مطابقة في قوله تعالى: {و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، فإنها تتناول كل قوة عقلية وبدنية وسياسية... فكل أمر ينفع الناس فإن القرآن لا يمنعه بل يدل عليه لمن أحسن الاستدلال به، وهذا من آيات القرآن وأكبر براهينه أنه لا يمكن أن يحدث علم صحيح ينقص شيئا منه، فإن القرآن يرد بما تشهد به العقول جملة وتفصيلا، أو يرد بما لا تهتدي إليه العقول، أما وروده بما تحيله العقول الصحيحة وتمنعه، فهذا محال، والحس والتجربة شاهدان على ذلك، فإنه مهما توسعت الاختراعات وعظمت الصناعات وتوسعت المعارف الطبيعية وظهر للناس في هذه الأوقات ما كانوا يجهلونه قبل ذلك، فإن القرآن -ولله الحمد- لا يخبر بإحالته، بل تجد بعض الآيات فيها إجمال أو إشارة تدل عليه...»

ثم قال (رحمه الله) في شرحه للقاعدة الثالثة والعشرين: «... قد تقدم لنا في قاعدة اللازم أن ما لا تتم الأمور المطلوبة إلا به فهو مطلوب، وهذا يدل على أن تعلم الصناعات والمخترعات الحادثة من الأمور المطلوبة شرعا، كما هي مطلوبة لازمة عقلا، وأنها من الجهاد في سبيل الله ومن علوم القرآن، فإن القرآن نبه العباد على أنه جعل الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس، وأنه سخر لهم ما في الأرض فعليهم أن يسعوا لتحصيل هذه المنافع من أقرب الطرق إلى تحصيلها، وهي معلوفة بالتجارب.»
> قال الشيخ ابن عثيمين معلقا على كلام شيخه: « فإذا قال الله جل وعلا: الحديد فيه منافع فمعنى ذلك أننا نسخر علومنا وأفهامنا للصول إلى تلك المنافع...»

ثم قال الشيخ (رحمه الله) في شرحه للقاعدة السابعة والخمسين: «ثم إذا نظرنا إلى مخلوقات الله من جهة أنها كلها خُلقت لمصالحنا وأنها مُسخرة لنا وأن عناصرها وموادها وأرواحها قد مكن اللهُ الآدميَّ من استخراج أصناف المنافع منها عرفنا أن هذه الاختراعات الجديدة في الأوقات الأخيرة من جملة المنافع التي خلقها الله لبني آدم فيها فسلكنا بذلك كل طريق نقدر عليه في استخراج ما يصلح أحوالنا منها بحسب القدرة، ولم نخلد إلى الكسل والبطالة، أو نضيف علم هذه الأمور واستخراجها إلى علوم باطلة بحجة أن الكفار سبقوا إليها وفاقوا فيها، فإنها كلها -كما نبه الله عليه- داخلة في تسخير الله الكون لنا، وأنه يعلم الإنسان ما لم يعلم.» ا.هـ


التعديل الأخير تم بواسطة فريد الميزاني ; 27 Jul 2015 الساعة 02:33 PM
رد مع اقتباس