عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 19 Mar 2015, 10:12 PM
فريد الميزاني فريد الميزاني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: تيزي وزو (أرض الإسلام)
المشاركات: 49
افتراضي دُرَرٌ مَنْهَجِيَّةٌ - وُرُودٌ مُتَنَاثِرَةٌ

وجزاك الله خيرا وبارك فيك أخي مهدي... سرَّني تعليقك كثيرا !

دُرَرٌ مَنْهَجِيَّةٌ (5)
وُرُودٌ مُتَنَاثِرَةٌ... وهي مِسْكُ الخِتَامِ

إِظْهَارُ العَدَاوَةِ للمُشْرِكِينَ
قال العلامة ابن سحمان: « ومسألةُ إظهار العداوة غير مسألة وجود العدواة، فالأول يُعْذَرُ به مع العجز والخوف لقوله تعالى: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُم تُقَاةً}، والثاني لابد منه لأنه يدخل في الكفر بالطاغوت، وبينه وبين حُبِّ الله ورسوله تلازمٌ كلي لا ينفك عن المؤمن.
فمن عصى اللهَ بترك إظهار العداوة فهو عاص لله، فإذا كان أصل العداوة في قلبه فله حكم أمثاله من العصاة [...].
وأما الثاني الذي لا يوجد في قلبه شيء من العداوة فيصدق عليه قول السائل: لم يعادي المشركين، فهذا هو الأمر العظيم والذنب الجسيم، وأي خير يبقى مع عدم عداوة المشركين!»

الفُرقان بين أولياءِ الرَّحمن وأولياءِ الشَّيطانِ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وليس لأولياء الله شيء يتميَّزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات، فلا يتميزون بلباس دون لباس إذا كان كلاهما مباحا، ولا بحَلْقِ شَعْرٍ أو تقصيرِه أو تظفيرِه إذا كان مباحا، كما قيل: كم من صِدِّيقٍ في قباء وكم من زنديق في عباء...»
ثم علَّقَ ابن سحمان على كلام شيخ الإسلام فقال: «فبين رحمه الله (يقصد: ابن تيمية) أنه ليس لأولياء الله المتقين لباسٌ يتميزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحة.»
ثم نقل كلام ابن القيم في "مدارج السالكين" لما ذكر حال أولياء الله المتَّقين: «وهم مستترون عن أعين الناس بأسبابهم وصنائعهم ولباسهم، لم يجعلوا لطلبهم ولإرادتهم إشارة تشير إليهم: اعرفوني!»

استراحةٌ شعريَّةٌ
قال بعض العلماء:
والعلمُ ليس بنافعٍ أربابَه ..... ما لمْ يُفِدْ نظرًا وحسنَ تَبَصُّر
وقال آخر:
والعـلمُ للرَّجل اللَّبيـب زيادةٌ ..... ونـــقيصه للأحـمــق الطّيَّــاشِ
مثل النَّهار يزيدُ أبصارَ الورى ..... نورًا و يعمي أعينَ الخفَّاشِ

سر الشريعة ومراتب الأعمال
قال الإمام الحافظ محمد بن عبد الهادي في "الصارم المنكي" بعد أن ذكر كلاما طويلا قال: «فهاهنا أمران يمنعان كون الفعل قربةً: استلزامه لأمر مبغوض مكروه، وتفويته لمحبوب هو أحب إلى الله من ذلك الفعل، ومن تأمل هذا الموضوع حق التأمل، أَطْلَعَهُ على سِرِّ الشَّريعة ومراتب الأعمال وتفاوتها في الحب والبغض والضر والنفع بحسب قوة فهمه وإدراكه ومواد توفيق الله له. بل مبنى الشريعة على هذه القاعدة وهي تحصيل خير الخيرين وتعطيل أدناهما، وتفويت شر الشرين باحتمال أدناهما، بل مصالح الدنيا كلها قائمة على هذا الأصل.»

لا يجوزُ سبُّ الأمواتِ مطلقًا!
قال العلامة ابن سحمان: «لا يجوز سب الأموات مطلقا كما في صحيح البخاري عن عائشة (رضي الله عنها) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: "لا تسبُّوا الأمواتَ، فإنَّهم قد أَفْضَوْا إلى ما قدَّمُوا"، إلا إن كان أحدًا من أئمَّة الكفر وقد اغترَّ الناسُ به، فلا بأس بِسَبِّه إذا كان فيه مصلحةٌ دينيةٌ.»

إنَّما نغدُو لأجل سلامِ منْ لقينا
جاء في "الأدب المفرد" للبخاري أنَّ الطُّفَيْلَ بن أُبَيٍّ بن كعب كان يأتي عبدَ الله بن عمر، فيغدو معه إلى السُّوق، قال: "فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبدُ الله بن عمرَ على سقاط ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا يسلم عليه."
قال الطُّفَيْلُ: " فجئتُ عبدَ الله بن عمرَ يومًا فاسْتَتْبَعَنِي إلى السوق، قلت: ما تصنع بالسوق وأنت لا تقفُ على بيع ولا تسألُ عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق ؟ فاجلسْ بنا هنا نتحدثُّ. فقال لي عبد الله: يا أبا بطنٍ! (وكان الطفيل ذا بطن) إنَّما نغدُو لأجل سَلَامِ من لقينا."»

الدُّرَّةُ الأَخِيرَةُ...
عن ابن عمرَ (رضي الله عنه) مرفوعًا: «من قالَ في أخيه ما ليس فيه أسكنَه اللهُ رَدْغَةَ الخَبَالِ حتى يخرجَ ممَّا قالَ»، قِيلَ: يا رسولَ الله، وما ردغةُ الخبال ؟ قال: «عُصَارَةُ أهل النَّار». رواه أبو داود بسنده... ثم علَّق الشيخُ ابن برجسٍ على الحديث في حاشية الكتاب فقال: في سننه، كتاب الأَقْضِيَةِ (4/23) وهو حديث صحيح.

تمام الدُّرَّر المنهجية
والحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِين


التعديل الأخير تم بواسطة فريد الميزاني ; 19 Mar 2015 الساعة 10:14 PM
رد مع اقتباس