عرض مشاركة واحدة
  #94  
قديم 05 Dec 2016, 11:00 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

فصلٌ
في المعيةِ وبيانِ الجمعِ بينها وبينَ علو اللهِ واستوائِه على عرشِه
يؤمنُ أهلُ السنة بأن اللهَ تعالى مستوٍ على عرشه فوقَ سماواته استواءً يليقُ بجلاله، لما دلَّ عليه الكتابُ والسنة، وعلى ذلك أجمعَ سلفُ الأمة.
واللهُ تعالى مع علوه فهو مع خلقِه معيةً حقيقية، ومن مقتضياتِ هذه المعيةِ العلمُ، والسمع، والبصر، والقدرة، والسلطان، والنصر والتأييد.
واللهُ تعالى قد جمعَ بين كونِه في السماءِ مستو على وبين كونِه مع خلقه في قوله {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد 4].
وليسَ معنى كونِ الله تعالى أنه معَ خلقِه أنه مختلطٌ بهم، لما يقتضيه من صفاتِ النقص –من تعددِ الآلهةِ أو تجزئِها أو إحاطةِ الأشياء بها- وهذا المعنى لا توجبُه اللغة، بل هو مخالفٌ لما أجمع عليه السلف، وخلافُ ما فطرَ اللهُ عليه الخلق.
وإذا صح أن يقالَ في القمرِ مع علوه هو معنَا ولا يعد نقصًا، فيصح –ولله المثلُ الأعلى- أن يكونَ وصفًا للهِ تعالى من باب أولى.
ولا يصح أن يقالَ أن اللهَ تعالى معنا بذاتِه لما في ذلك من إيهامِ معانٍ فاسدة يحتجُّ بها القائلون بالحلولِ.

رد مع اقتباس