عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 25 May 2019, 07:08 PM
خالد فضيل خالد فضيل غير متواجد حالياً
مـشـرف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 49
افتراضي

هذه هي الحجج الدامغة، والأدلة القاطعة التي فرق فيها فركوس وحزبه أهل السنة، فحُذر بسبب حججه من حلق العلم والسنة، وفرق بين الإخوة والأحبّة، وهدمت الدعوة، وفريت الأعراض، ولم يراع في هذه الفتنة حق الله ولا حق عباده.
بقي الناس مدة من الزمن ينتظرون حجج فركوس، ويتشوّفون إلى سماعها أو رؤيتها، واتفق مريدوه ممن سمع منه أن لا يجيب عند سؤاله عن الحجج إلا بأن يقول: هي عند فركوس، فاذهب إليه، مع أن أبا سفيان رضي الله عنه في حال شركه سأله هرقل عن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فأجابه عن أعظم مسؤول، لكن حينما تسمع فركوس يدلي بحججه تعلم علم اليقين لم كان أتباعه ينفرون عن ذكر الحجج، فإن القوم من أعلم الناس بشيخهم وحججه.
حين تسمع فركوس يقول أنهم لم يتوبوا من الطعن فيّ، تعرف قيمة الدعوة السلفية عند هذا الرجل، وأنها لا تسوي عنده فلسا، وتتيقن صدق قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حبّ المرء المال والشرف لدينه".
لقد حارب أقوام كثيرون أنبياء الله ورسله، وطعنوا فيهم وكذبوا عليهم، فكان الرجل منهم يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم فما يزيد النبي صلى الله عليه وسلم على أن يفرح بتوبته، وما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفعل فعل فركوس هذا.
حينما تسمع فركوس يقول إن عز الدين لا يزال يتواصل مع الرمضاني، وحجته إخبار أحد الإخوة له، حينئذ تعلم قيمة العلم وأصوله عند فركوس، أو ما علم أن خبر المبهم لا يقبل، فكيف إذا كان ما يضاده خبر يفيد القطع كتبرؤ الشيخ عز الدين مما قرفه به فركوس، وهل هذا العمل منه إلا مخالفة لأهل السنة في هذا الباب، وموافقة لأهل الأهواء الذين يردّون المتواتر من سنة النبي صلى الله عليه وسلم بحجة معارضتها لخبر مكذوب أو صاحبه مجهول.
حين تسمع فركوس من سنتين وهو يدّعي على أقوام أشياء كثيرة كالاحتواء والمطاط وغيرها، ثم لا يقيم وزنا لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: "البينة على المدّعي واليمين على من أنكر"، ويكتفي في دعواه بمجرد الدعوى؛ حينها تعلم منزلة عمل فركوس بالعلم.
حين تسمع فركوس لا زال يتلفظ بكلمات لم يسبقه بها أحد من أهل العلم؛أوّلهم وآخرهم، كالاحتواء والمطاط وغيرها، حينئذ تعلم منزلته في باب النقد والجرح والتعديل والاقتداء بأهل العلم.
حين تسمع حجج فركوس جملةََ؛ وترى أتباعه يتهافتون عليها، فيوالون ويعادون في شخصه لا في الله سبحانه؛ حينئذِِ تعلم أن هذا موضع من المواضع الذي تسكب فيه العبرات على الدعوة على السلفية وما أرادوا بها من تحريف وانحراف، وجهل وابتداع لما خالف الكتاب والسنة وطريقة أهل العلم.
إن إرادة العلو في الأرض والإفساد قبيح بالجاهل؛ فكيف بطالب علم، والله سبحانه يقول: "تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوّا في الأرض ولا فسادا".

رد مع اقتباس