عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15 Jul 2017, 06:47 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي هديّةٌ إلى عشّاق العربية :شرحُ القصيدةِ الشّمقمقيّة

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و على آله و صحبه . و بعد :
فهذا شرح لقصيدة تعدّ من عيون الشعر (خصوصا عند المغاربة)، و هي قصيدة الشمقمقية لأبي الشمقمق أحمد ابن محمد ابن الونان. وللعلماء المغاربة عليها شروح، و أحسنها وأفضلها شرح، يحوي الكثير من نوادر العرب وهو " زهر الأفنان من حديقة ابن الونان" للأديب العلامة أحمد الناصري السلاوي ،ووجود هذا الشرح صار اليوم أعز من بيض الأنوق كما قال ذلك مختصرُه في كتابه " قطوف الريحان من زهر الأفنان" . وهو -أي زهر الأفنان- شرح جيد ماتع ، جامع لما تفرق ، راتق لما تمزق، لكنه يعد من المطولات ، التي تقصر همم كثير من الخاملين أمثالنا عن الوقوف بعتباتها ، فضلا عن النزهة في جنباتها. و هو مما لا يصلح للمبتدىء ، لما فيه من الحشو و الاستطراد ، و التفصيل و التذييل ، و بذاك تتشتت المعلومة عن الطالب و تعزب عن فكره ، و تشرد عن إدراكه ، لما يزاحمها من الفوائد و الأوابد ، و الغرائب و الطرائف ، و حتى ذكر الأوجه و الاحتمالات ...
و قد وجدت منها في الشبكة مصورة لطبعة حجرية ، بخط مغربي قديم جميل منمق ، و قد تكون حروفها كالطلاسم لكثير من الناس اليوم ، لاندثار ذاك الرسم ، و دروس ذاك الفن
لكن مختصرها أوفى بالمقصود ، و أظن أنه أربى عن المنشود
و في نظري أن شرح العلامة عبد الله كنون الحسني مختصر و مفيد للمبتدئ والمُبطّأ ، وهو شرح رائق ممتع سهل الألفاظ . و لهذا أردتُ نشره، و كان ما حداني إلى ذلك أنّه سقط بين يدي هذا الشرح في طبعة قديمة -ليس بها تاريخ طبعها و لكن أثبت في طرتها تحت اسم المؤلف عبارة : حفظه الله آمين ، مما يشعر أنها طبعت في حياته - و كذلك بحثت في الشبكة عن شرح لها فما وجدتُه إلا في مصورات الكتب (pdf) . و إذا بحثت عن بيت منها فلن تجده . فعزمت على كتابته منجما فجاء كما تراه (و كان نشره أول الأمر في منتدى آخر ، و اليوم أنقله إلى هنا) و لم أُكمل نشره هناك ، و أرجو أن أتم نشره ههنا . و الله الموفق .
وهذا ما ذكره العلامة عبد الله كنون في مقدمته على شرح الشمقمقية ، قال رحمه الله :
[ ... أما الأرجوزة أو الشمقمقية فهي أعظم آثار ابن الونّان و ديوان أدبه ، و نموذج شاعريته ، و مثال نظمه ، و لكثير من الأدباء إعجاب بها يجاوز حدّ ما تستحق ، و هي على روي القاف و عدد أبياتها 275 و تنقسم بحسب الأغراض الشعرية إلى ثمانية أقسام :
1 ) النسيب بذكر رحيل الأحبة ، و وصف الإبل التي تحملوا عليها و البيد التي تعسّفوها ، و لوم الحادي على جده السير ليل نهار حتى أضرّ بالإبل ضررا بليغا ، و تذكيره بمن يحملن على ظهورهن من النساء اللاتي لا طاقة لهن بذلك السير العنيف ، و إظهاره شديد العطف على هذه الإبل حتى تبرع ــ و هو يسر حسوا في ارتغاء ــ بالريادة لها و القيام عليها أحسن قيام .
2 ) التغزّل بصفات محبوبته ، و ما هي عليه من فنون المحاسن و ضروب المفاتن .
3) الحماسة و الفخر .
4 ) مخاطبة الحسود .
5 ) الحكم و الأمثال و الوصايا .
6 ) مدح الشعر .
7 ) مدح السلطان .
8 ) مدح الأرجوزة ، و تحدّي الشعراء أن يأتوا بمثلها .
أما قيمتها الأدبية فلا نطيل الكلام عليها بعدما عرفنا مما تقدم الشيء الكثير عن أسلوب ابن الونان و طبقة شعره .
و إنا لا نغلوا فيها غلوّ تلك الطّائفة التي تُجاوز بها حدّ ما تستحقه من الإعجاب ، و لا نبخسها حقها و كونها حقيقة في بعض الأبيات تسمو إلى درجة المطبوعين من الشّعراء حتى لا تعدو بها طبقة أبي نواس و من على طريقته ، إنما في بعض الأبيات الأخرى تسفُل حتى لا يبقى فرق بينها و بين الألفيات ، و غالب ذلك في هذا القسم الذي يصف فيه البيد و النباتات و الأشجار ، و الحيوانات و الأطيار ، و في قسم الحكم و الأمثال و الوصايا .
أما القسم الأول فلأنه حشر فيه من الألفاظ الغريبة و الكلمات الحوشية ( قال أبو عاصم عفا الله عنه : كذا في الأصل ، و لعلها الوحشية ) مما يتعلق بوصف تلك الأمور المشار إليها ما جعله كأنه متن من متون اللغة .
و أما القسم الثاني فإنه أراد أن يسلك في ضرب الأمثال طريقة ابن دريد في مقصورته من الإشارة إلى مواردها ، و التزم ذلك التزاما كليا و أغمض فيه كل الإغماض ، فعميت أنباؤه على القاريء و صار لا يدرك لها معنى إلا إذا كان بجانبه من يفسرها له ، و بذلك خرج هذا القسم عديم الإنسجام قليل الفائدة .
و على الجملة فهي أرزوجة طريفة جامعة لكثير من فنون الأدب ، و أخبار العرب ، و هي على عالمية صاحبها أدل منها على شاعريته ، و لمكانتها التي أشرنا إليها عند الأدباء ، فقد عارضها ابن عمرو الرِّباطي من أدباء القرن الثالث عشر ، و اعتنى بشرحها جماعة منهم العلامة أبو عبد الله الجريري السلوي و العلامة الناصري ( صاحب الإستقصا ) و شرحه شرح حافل ، و غيث من الأدب هاطل ، و العلامة أبو حامد البطاوري ، بارك الله في أنفاسه ، و غيرهم ... ]

و إلى بسط القصود -إن شاء الله- :


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 17 Jul 2017 الساعة 11:13 AM
رد مع اقتباس