[أبو أنس يعقوب الجزائري]

التبيان في حقيقة طعونات خالد بن عبد الرحمن

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد ؛

فإن كلام المدعو خالد بن عبد الرحمن المصري في الطعن في الشيخ العلامة ربيع بن هادي بأنه يعقد المجالس الحزبية وأنه يقرر منهج الخوارج في فتاواه في أحداث ليبيا وسوريا واليمن...الخ ، كلام باطل ، بل في منتهى السقوط والبطلان.

وهو -مع سقوطه وبطلانه- يدل على أمور يجدر التنبيه عليها:

الأمر الأول: انحراف هذا الطعان وسقوطه في منهج الحدادية ، فإن مثل هذا الطعن في إمام من أئمة أهل السنة يكفي في انحراف صاحبه وخبث طويته ، ف"علامة أهل البدعة الوقيعة في أهل الأثر" .
وأي وقيعة في الشيخ ربيع أعظم من وصفه بأنه يعقد المجالس الحزبية وأنه يقرر كلام الخوارج؟!

الأمر الثاني: سقوط شبهة هذا الطعان وانكشاف تلبيسه في طعنه الباهت في الإمام الربيع .
فإن السلفيين يدركون تمام الإدراك أن الشيخ ربيعا ليس عنده أي لون من ألوان التحزب أو التنظيم السري ، بل هو أشهر العلماء محاربة لها ، وأنه لا يقر شيئا من السريات الحزبية ، بل مجالسه مجالس علمية يتشاور فيها مع إخوانه وأبنائه من مشايخ السنة ، في النظر في النوازل ومعرفة واقعها ، وإصدار الفتاوى العلنية الواضحة فيها .
وقد صرح الشيخ -حفظه الله- بنفي هذه التهمة كما هو منشور بصوته .

وقد تجلى منهج الحدادية في طريقة خالد بن عبد الرحمن في طعنه في الشيخ ربيع واتهامه بمنهج الخوارج وبالانحراف عن السنة ، وذلك لأن هذا الطعن الشنيع ليس عليه دليل ، ومن أصول الحدادية: (تبديع علماء السنة والتشنيع عليهم بلا أي حجة) .

ثم ليتساءل العاقل مع نفسه: ما هي الفتاوى التي أفتى بها الشيخ ربيع يدعو فيها إلى فتنة ، أو يفتئت بها على ولاة الأمر؟!

لقد أفتى الشيخ ربيع بالقتال في اليمن ضد الروافض الحوثيين ، وفي ليبيا ضد الخوارج المارقين بفتاوى صوتية معلنة -لا شفهية سرية كما افتراه هذا الرجل- .

وأما أحداث سوريا فليس للشيخ ربيع أي فتوى بالقتال فيها -كما افتراه هذا الكذاب- بل هو يحذر من القتال فيها مع الخوارج من تنظيم داعش وجبهة النصرة .

ثم ليتساءل العاقل أيضا: لماذا التشنيع على الشيخ ربيع والطعن فيه وحده بسبب هذه الفتاوى مع أنه يوافقه فيها غيره من المشايخ؟!
حتى صاحبهم ابن عطايا الفلسطيني (الذي يتكلم في أحداث ليبيا بالفتن والبلايا) لم يطعنوا فيه ببعض ما طعنوا به في الشيخ ربيع!!

هل هذا إلا إسقاط لهذا العالم الناصح وتشويه له؟!

الأمر الثالث: ما أدركه العقلاء من حقيقة الهجمة الشرسة التي قام بها المصعفقة على بطانة العلامة ربيع ، وأنهم لم يريدوا البطانة ذاتها بل أرادوا الوصول إلى إسقاط الربيع وإسقاط أحكامه .

هذه هي حقيقة التشنيع على بطانة العلامة ربيع ، وهي ظاهرة جليا -منذ ظهرت فتنتهم- ، عندما أصروا إصرارا شديدا على وصف طلاب الشيخ ربيع المقربين منه بأنهم بطانة سوء وكذب ، وأنهم أثروا عليه تأثيرا بالغا حتى صيروه سيقة لهم ، وصار هو يبني أحكامه على مجرد ما يسمع منهم!!

ولئن كانوا يجحدون هذه الحقيقة ويلبسون على المخدوعين بهم من أنهم ما أرادوا الطعن في بطانة الشيخ إلا نصحه والدفاع عنه وتذكيره بشر من حوله!!
لكن سرعان ما أظهر الله حقيقتهم وكشف عن مؤامرتهم .
فهاهي طعوناتهم في الشيخ ربيع تظهر صريحة جلية ، بعد أن مهدوا لها بتلك الطعونات المبطنة

فإن بقي أحد على مواقف الحياد ؛ فليعلم أنه لا مجال للحياد ومواقف الاستحياء بعد هذا الطعن الصريح في الإمام الربيع ورميه بالبهتان الشنيع ، الذي تقيأه خالد بن عبد الرحمن ، وتواطأت معه جماعته ومن وراءهم!!


الأمر الرابع: أن ما أظهره هذا الرجل من الطعن في الشيخ ربيع يؤكد ما تسير عليه جماعته (جماعة النهج الواضح) من الانحراف ، وأن جرح الشيخ العلامة عبيد الجابري لبعضهم كان مسددا .
ولقد حاولوا -بمكرهم- إسقاط جرح الشيخ عبيد بإظهار الثناء على الشيخ ربيع ، وزعمهم أنه لا يزال راضيا عنهم ، فكانوا يستغلون صبره عليهم في هذا المقصد الدنيء .

فلما يئسوا من الشيخ ربيع وعرفوا أن صبره عليهم قد نفد ؛ صرحوا بمخالفته وبالطعن فيه وإنكار جميله وإحسانه إليهم ، فتقيأ خالد بن عبد الرحمن بذلك الطعن القبيح ، وصرح بنحوه بازمول -في صوتيات عديدة- يتنقص فيها الشيخ ربيعا ، ويتهمه بمجالس الشورى الحزبية ، ويزعم أن العالم ليس له صلاحية التدخل في قضايا القتال....الخ
فظهر جليا وصف الشيخ عبيد فيه بأنه (فتان ، لا يوثق به ، من مهيجة الفتن) .

وفي بعض طعوناته في الشيخ ربيع يصرح بموافقة عادل منصور ومشايخ الكويت له (أعضاء النهج الواضح) .

فهذا التواطؤ المريب الذي يسير عليه هؤلاء يدل على ما عندهم من تنظيم سري وتكتل حزبي ، فكيف يرمون به الشيخ ربيع بكل وقاحة وتبجح؟!
إن ذلك لدليل على خبث طويتهم وفساد تكتلهم .

ومهما تكن عند امرئ من خليقة
وإن خالها تخفى على الناس تعلم


كتبه:
أحمد بن سليمان بادُخن
جمادى الآخرة 1440