عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 28 Feb 2017, 07:56 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي

الجزء الثاني 2/3

تابع...


قال الشيخ عبد الغني:

أقول ولهذا يا إخوان، وأزيدكم أنّ هذا الرجل ينبغي أن يتحلل، ينبغي أن يراجع الشيخ لزهر ويعتذر، لعله في لحظة غضب، أو ما به؟، ما أدري ما الذي أصابه؟، وما الذي اعتراه حينئذٍ؟ يقول: "والله أنا أخطأت من شدة الغضب، قلت وكذا وكذا، فأرجو أن تسامحني لأني كذبتُ عليك، ولأنني افتريتُ عليك، ولأنني قلت وقلت وكذا وكذا..."

فأقول هذا الرجل، ينبغي أن يراجعه إخوانه، ويقولون له: "ينبغي أن تتوب"، وإلا ينبغي أن يعتزلوا مجالسه، لا يصلح والله، وإلاّ سيربي أناسا يفترون ويدّعون ويكذبون على المشايخ.

ما الذي ستستفيدون منه، هل هذا الذي يتكلم، يمكن يريد أن يشرح حديثا أو يفسّر آية وهو أول من يخالف ذلك، فماذا تعلمون الناس وأنتم...؟ ، وخاصة وأن هذا الرجل كُنّا نتوسم فيه، وكان مرجواً وكنا نظن ولكن للأسف الشديد فإن العرق دسّاس وخاصة إذا كان المرء حساساً، يعني صراحة.

فأقول يا إخواني، خاصة أن إخوانه الذين قال عنهم أنهم أسسُّوا حزبا، فإخوانه –بكل صراحةٍ- بلغتني قضيتهم التي تكلموا معه، وتحدّثوا فيها، وأنها كذلك في دروسهم، بعد أسدوا وبعد أن أبدوا، وبعد أن ذكروا، وبعد أن نصحوا، وبعد أن ردُّوا ،
لأن الرجل يخوض في مسائل أكبر منه، في مسألة –يمكن جداً- لأنه أراد أن يتحدث عن جماعة الدعوة والتبليغ، فأراد أن يعرض هذه الجماعة وأُسسها وقواعدها وأصولها وتاريخها وتأسيسها وكل ما يتعلق بها، فخانه لسانه، وخانه بيانه، حتى قال -ممكن- نذكر مالهم وما عليهم، ونذكر حساناتهم ونذكر سيئاتهم ، غلط ، وهو قال : "لم أقل"، والإخوان يجزمون، والإخوان يؤكدون، والإخوان يثبتون ذلك، وهم صادقون لأنهم عندنا ليسوا محل شكٍ أو تهمة، إنما نعرفهم منذ ...بل عرفنا بعضهم قبل أن نعرفهُ، وعرفناهُ به، هو الذي جاء به إلى العاصمة وعرّفنا به، و الآن هو يتهمه بهذه التُّهم الرخيصة؟ بهذه التُّهم الباطلة؟ يعني -سبحان الله العظيم- ؟، ولكن:
حَسْبُكمُ هذا التفاوُتُ بينكم *** وكُلُ إنّاءٍ بالذّي فيهِ يَنضَحُ
(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [ فصلت: 34]

عندما يكذب الناس أنت تصدق، عندما يظلم الناس أنت تعدل، عندما ينحرف الناس أنت تلتزم، عندما يدّعي الناس أنت تبيّن تلك الكلمات والدّعوات بالحجج الصحيحة الساطعة والبيّنة، وبالبراهين القوية والجلية كذلك.

فأقول يا إخواني -بكل صراحة-، ينبغي لهذا الأخ أن يتقي الله ربه-سبحانه وتعالى-، وأن يراجع نفسه، ويراجع إخوانه، وأن لا يؤلب الناس على إخوانه، إذا كان أخطأ، وإخوانه قالوا أخطأ، وكان حقا قد أخطأ، فعليه أن يرجع عن الخطأ ويقلع عن الخطأ، ولا يبرر الخطأ ولا يسوّغ الخطأ ولا يدعي أن خطأه صواب وصواب الأخرين خطأ،غلط، يا إخوان : "لا يعرف الصواب من لا يعرف الخطأ" أعني: "إذا ما أدركت ذلك الخطأ، على كونه، وباعتباره كونه، وعلى ما هو عليه، وعلى ما هو به، من وجهه غير الموافق للوجه الحقيقي الصحيح الشّرعي"، ماهو العلم؟ العلم: هو إدراك الشيء على وجهه، علىى ما هو به، على ما هو عليه، فالعلم -يعني- هو ما قام عليه الدليل أنه كذا وكذا وكذا..، يعني أنت تكون عندك أدلة تثبت ذلك.

فإخوانك قالوا يا فلان هبّ أن هذه الجماعة عندهم بعض الإصابات –التي سماها: بعض الحسنات زعم-، ولكن أنت في معرض الرد على هؤلاء، ماذا تساوي حسنتهم -التي حسبتها حسنة-؟ وهل في البدع فيه حسنات؟، "قالوا: يا أبا عبد الرحمن ما أردنا بهذا إلا الخير؟ فقال: وكم من مريدٍ للخير لن يدركه"،إذا أردتم الخير هذا هو سبيل الخير، وهذا هو دليل الخير، وهذا هو طريق الخير، وهذا هو جنس الخير، وهذا هو عينٌ الخير، وهذاهو وصف الخير، وها هو إسم ومسمى وحقيقة وماهية الخير، الخير ليس بالهوى، الخير ليس بالتخمين والتخرُّص،الخير ليس بالدعوى ، الخير ليس بالأذواق والأهواء الخير بالدليل والبرهان والعلم والعرفان وبالسنة والقرآن يا إخوان.

هذا الذي أقوله –وأنا الآن في الطريق في السّيارة- ، فأقول نصيحةً لهذا الأخ أن يراجع نفسه، وأن يستسمح الشيخ الأزهر، ويتحلل منه كذلك، ويراجع نفسه، ويعلم بأنه كذَبَ عليه، وافترى عليه، وأن هذه محض فرية وبلا مرية، لا تحتاج إلى نقاشٍ أو جدالٍ أو سجالٍ أو أي شيء...لالا .

وكذلك ظلمٌ، ظلمته يا عبد الله، هذا جزاء من أحسن إليك، طبع لك أوراقاً كانت منثورة، أين كانت؟ ومن أين جمعتها؟ فصيّرها وجعلها كتابا، وأصبحت بعنوان وبيان ويُقرأ، وتحمل إسم هذا، هذا هو جزاؤه؟، وهذا هو المقابل الذي تقابله به؟للأسف الشديد، للأسف الشديد.

ذهبَ الذين يعاشُ في أكنافِهم
الذين يعرفون قدر أهل العلم وقدر المشايخ وقدر الدعاة وقدر كذا ... للأسف،

لكن مع ذلك نذّكِرُ هذا الأخ بأن يتقي الله، وبأن الله –سبحانه وتعالى- سيحاسبه على كل ما صدر عنه، قولا كان أو فعلا أو تصرفا أو شيء من هذا..، فلأن الله -سبحانه وتعالى- أمرنا بالعدل، فالعدل مع الحبيب ومع الغريب ومع المحِب ومع المبغِض ؛
(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ )[ الأنعام:152]
(وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ)[ المائدة: 8]



يتبع -بإذن الله- ....

رد مع اقتباس