عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11 Dec 2014, 12:32 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

ذكرت بعض الجرائد أن حزب حمداش يستمد مرجعيته من (فكر)! ابن باديس والإبراهيمي، وهذا خداع و تلبيس وغش للجزائريين فمنهج ابن باديس و الإبراهيمي كان سلفيا لا حزبيا يحكمون شرع الله و لا يقدمون فهومهم على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم ولم يأتيا بفكر جديد حتى يقال فكر ابن بايس و الإبراهيمي لأن دين الله ليس فكرا بل هو وحي من الله عز وجل ينزله على رسله ، ليسير عباده عليه ، وكلمة ( فكر إسلامي ) يجب أن تحذف من قواميس الكتب الإسلامية ، لأنها تؤدي إلى معنى فاسد ، وهو أن يقال عن الإسلام : فكر ، والنصرانية فكر ، واليهودية فكر ـ وأعني بالنصرانية و اليهودية قبل أن تحرف ـ فيؤدي إلى أن تكون هذه الشرائع مجرد أفكار أرضية يعتنقها من شاء من الناس ، والواقع أن الأديان السماوية أديان سماوية من عند الله عز وجل ، يعتقدها الإنسان على أنها وحي من الله ، تَعَبَّد بها عبادَه ، ولا يجوز أن يطلق عليها لفظ (فكر) ، و من[ أهم أسباب ظهور مصطلح الفكر الإسلامي: الدفاع عن الإسلام، والرد على المستشرقين، وهجمات أعداء الإسلام، وأعقب هذا ظهور مشكلات متعددة في المسلمين، ومشكلات ثقافية وإعلامية، ومشكلات من جهة الالتزام بالدين، والقناعة به، ومشكلات اقتصادية، وشبهات تتعلق بالسياسة، والاقتصاد، والتاريخ، وبمواقف علماء المسلمين، وشبهات تتعلق بالنصوص، وما مدى العمل بالنص، ومدى العمل بالقواعد، وأصول الفقه، فظهر أولئك المفكرون ليدلوا بدلوهم في بيان حقيقة ما عليه الأمة في هذه العلوم، وذلك المضمار، فظهرت كتابات متنوعة امتزج فيها الصواب بالخطأ، وسبب ذلك الفكر انعدام العلم الشرعي، ثم ظهرت مدارس فكرية مختلفة لها وجهات نظر مختلفة في علاج مشكلات المسلمين، وفي الرد على الأعداء، وحدث نوع من التحزب بين المفكرين، فكل من أعجب بفكرة عالم أو مثقف فإن التبعية ستكون له، فظهر بعد ذلك مفكرون اتبعوا المفكرين الأصليين، أو ظهر فكر يتبع أساسيات تلك الأفكار، حتى توسعت الشقة، ومن ثم فإن نشأة الفكر لم تكن نشأة على علم، وإنما كانت نشأة عاطفية اندفاعية ليست مؤصلة، وإنما كانت بحسب الحال دفاعاً عن تاريخ، دفاعاً عن الإسلام، ولكن بطريقة غير مقننة، وغير منظمة، وغير مؤصلة أو منضبطة، وبالتالي ظهرت كثير من الكتابات التي تراها اليوم لمن يسمون بمفكرين إسلاميين، وفي الحقيقة إنما هم مفكرون ليسوا بإسلاميين ؛ لأنهم تارة يفكرون بالنظرة الاشتراكية، وتارة بالنظرة الاعتزالية، وتارة بنظرات مختلفة، فنشأ ما يسمى بالتنوير، والاجتهاد، والتطور، والتقدم] ([1]).
و هناك فرق بين الفكر الإسلامي والمفكر الإسلامي ، فالفكر الإسلامي هو عمل المسلمين العقلي، ونتاجهم الفكري، في سبيل خدمة الإسلام بياناً ودفاعاً، وقد سُئِل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن مصطلح (فكر إسلامي)، وهل يجوز أن يقال؟ فقال الشيخ ابن عثيمين: « إن كلمة (فكر إسلامي) من الألفاظ التي يحذر منها، إذ مقتضاها أننا جعلنا الإسلام عبارة عن أفكار قابلة للأخذ والرد، لأن الفكر رأي، فإذا قلنا (فكر إسلامي) فمعناها أن الإسلام صار مجموعة أفكار قابلة للأخذ والرد، قابلة للنقاش، وهذا خطر عظيم أدخله أعداء الإسلام من حيث لا نشعر»([2]).
إذا فلا فكر في الإسلام و قولكم أنكم تسمدون أفكاركم من فكر ابن باديس خطأ فابن باديس ليس لديه فكر بل انطلق من الكتاب و السنة و ما قال برأيه قطُ عكس ما تتبنوه اليوم ، و لهذا فخير ما يُرد على تراهاتكم و شبهكم و تلبيساتكم على العوام المساكين أقوال ابن باديس و الإبراهيمي رحمهم الله :
قال الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله : «أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نَجَمَ بالشّر ناجمها، وهجم ـ ليفتك بالخير والعلم ـ هاجمها، وسَجَم على الوطن بالملح الأُجاج ساجِمُها، إنّ هذه الأحزاب كالميزاب، جمع الماء كَدَراً وفرّقه هَدَراً، فلا الزُّلال جمع، ولا الأرض نفع »([3]).
وقال : «العلمَ العلمَ أيّها الشباب، لا يُلهيكم عنه سمسار أحزاب، ينفخ في ميزاب، ولا داعية انتخاب، في المجامع صخّاب، ولا يلفتنكم عنه معللٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولا عاوٍ في خراب، يأتم بغراب، ولا يفتنّنكم عنه مُنزوٍ في خنقة، ولا مُلتوٍ في زنقةٍ، ولا جالس في ساباط، على بساط، يحاكي فيكم سنة الله في الأسباط، فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب ، إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم»([4]).
وقال عن أثر التحزب في تمزيق الصفّ و تشتيت الشمل: «ولو أنّ مدارسنا اشتدت أصولها، وامتدت فروعها، وكانت تأوي في الجانب المالي إلى ركن شديد، وترجع في الجانب العلمي إلى رأي رشيد، لكان وبال هذه النعَرات الحزبية الشيطانية راجعا إلى أصحابه وحدهم ... هذه إحدى جنايات الحزبية على التعليم، زيادة على جنايتها على الأخوة والمصلحة الوطنية العامة»([5]).
كما وصفها رحمه الله بأنها أشر من الاستعمار الفرنسي حين قال: « ... إذا كان من خصائص الاستعمار أن يُضْعف المقوِّمات ويُميتَها، ثم يكون من خصائص أغلب الأحزاب أنّها تهملها ولا تلتفت إليها، فهل يلام العقلاء إذا حكموا بأنّ هذه الأحزاب شرّ على الشرق من الاستعمار؟»([6]).
و قال الشيخ ابن باديس في وصية لطلبته في المسجد الأخضر بقسنطينة ألقى كلمة يبين فيها عدم انتهاج الجمعية للسياسة : «اتقوا الله! ارحموا عباد الله! اخدموا العلم بتعلّمه ونشره، تحمَّلوا كل بلاء ومشقة في سبيله، ولْيَهُن عليكم كل عزيز، ولْتَهُن عليكم أرواحكم من أجله. أما الأمور الحكومية وما يتصّل بها فدعوها لأهلها، وإياكم أن تتعرَّضوا لها بشيء »([7]).
و بما أن تدعي أن دعوتك امتداد لدعوة الجمعية وأن : «(جبهة الصحوة الحرة) لا تريد مغالبة الحكام في حكمهم، وإنما تدعو إلى تربية وتكوين الفرد، والتعاون مع مؤسسات الدولة والمجتمع».
نرد عليك بكلام الشيخ الإبراهيمي رحمه الله حين قال فيمن أنكر على الجمعية :«وفي باب الأعمال لم نر منهم إلا عملا واحدا، هو الذي سميناه:جناية الحزبية على التعليم والعلم. هؤلاء القوم قطعوا الأعوام الطوال، في الأقوال والجدال، وجمع الأموال، وتعليل الأمّة بالخيال، ومجموع هذا هو ما يسمونه سياسية ووطنية ... كثرت مواسم الانتخاب حتى أصبحت كأعياد اليهود، لا يفصل بعضها عن بعض إلا الأيام والأسابيع، وكان ذلك كله مقصودا من الاستعمار، لما يعلمه في أمّتنا من ضعف، وفي أحزابنا من تخاذل وأطماع، وفي مؤسساتنا ومشاريعنا العلمية من اعتماد على الوحدات المتماسكة من الأمّة، فأصبح يرميهم في كل فصل بانتخاب يوهن به صَرْح التعليم، ويفرّق به الجمعيات المتراصّة حوله،والتعليم هو عدو الاستعمار الألدّ لو كان هؤلاء القوم يعقلون»([8]).
و قال عن الجمعية : «جمعية العلماء جمعية علمية دينية تهذيبية فهي بالصفة الأولى تعلّم وتدعو إلى العلم وترغّب فيه وتعمل على تمكينه في النفوس بوسائل علنية واضحة لا تتستر، وهي بالصفة الثانية تعلّم الدين والعربية؛ لأنهما شيئان متلازمان، وتدعو إليهما وترغّب فيهما، و تنحو في الدين منحاها الخصوصي؛ وهو الرجوع به إلى نقاوته الأولى وسماحته في عقائده وعبادته؛ لأنّ هذا هو معنى الإصلاح الذي أُسّست لأجله ووقَّفت نفسها عليه، وهي تعمل في هذه الجهة أيضا بوسائل علنية ظاهرة، وبمقتضى الصفة الثالثة تدعو إلى مكارم الأخلاق»([9]).
و قال أيضا: «إنّنا نعدّ من ضعف النتائج من أعمال الأحزاب في هذا الشرق كله آتيا من غفلتهم عن هذه الأصول،ومن إهمالهم لتربية الجماهير و تصحيح مقوِّماتها حتى تصبح أمّة وقوة ورأيا عاما»([10]).
و قال الشيخ الطيب العقبي رحمه الله : «وإنَّ دعوتنا الإصلاحيَّة -قبل كلِّ شيءٍ وبعده- هي دعوةٌ دينيَّةٌ محضةٌ، لا دَخْلَ لها في السياسة البتَّةَ، نريد منها تثقيف أمَّتنا وتهذيب مجتمعنا بتعاليم دين الإسلام الصحيحة، وهي تتلخَّص في كلمتين: أن لا نعبد إلاَّ الله وحده، وأن لا تكون عبادتنا له إلاَّ بما شرعه وجاء من عنده»([11]).
و قال الشيخ ابن باديس رحمه الله في كلمة تكتب بماء العيون لا بماء الذهب : «وبعدُ، فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها، عن علم وبصيرة وتمسكاً بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النصح والإرشاد، وبثّ الخير والثبات على وجه واحد والسير في خطّ مستقيم، وما كنّا لنجد هذا كله إلا فيما تفرَّغنا له من خدمة العلم والدين، وفي خدمتهما أعظم خدمة، وأنفعها للإنسانية عامة. ولو أردنا أن ندخُل الميدان السياسي لدخلناه جهراً، ولضربنا فيه المثل بما عُرف عنا من ثباتنا وتضحياتنا، ولقُدنا الأمّة كلها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهل شيءٍ علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نَبْلغ من نفوسها إلى أقصى غايات التأثير عليها، فإن مما نعلمه، ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمّة إنّك مظلومة في حقوقك، وإنّني أريد إيصالكِ إليها ، يجد منها ما لا يجد من يقول لها: إنّك ضالة عن أصول دينك، وإنّني أريد هدايتَك ، فذلك تلبِّيه كلها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها.وهذا كله نعلمه، ولكنّنا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبيَّنا، وإنّنا ـ فيما اخترناه ـ بإذن الله لَمَاضون، وعليه متوكِّلون»([12]).
و أما قول القائل :«وأضاف أنهم كسلفيين يريدون الاستفادة من تجارب الإسلاميين السابقة بالجزائر، عبر السعي لتغيير الأوضاع الراهنة بهدوء وعقلانية واتزان».
فهذا كلام فارغ، عن أي تجارب ؟ تجارب القتل و قطع الرؤوس؟ و أي هدوء و عقلانية ؟ ألم يقولوها من قبل ثم تحولت إلى جهاد و تكفير علانية؟
و أما قول :«ويُعتبر هذا المسعى من السلفيين لإنشاء حزب سياسي فريدا في التقاليد الحالية لهذا التيار. إلا ما كان في زمن حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، حيث كانت السلفية تمثل أحد أجنحة الحزب الفاعلة».
أقول كما قال أخي أبو معاذ مرابط : «مهما اختفيت خلف السلفية، ومهما ادّعيتها كذبا وزورا، وانتحلتها وأنت من خصومها، فستفضحك ولو بعد حين.
﴿فأَمَا الزَّبَد فَيَذهَب جُفَاء وَأَمَا مَا يَنْفَع الناسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرضِ﴾».


-يتبع-
======

([1]) : كلمة للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله حول مصطلح الفكر الإسلامي :المصدر : لقاء خاص مع جريدة الجزيرة (يوم الجمعة 12 رمضان 1432 العدد 14197).
([2]) : المصدر السابق.
([3]) : آثار الإبراهيمي (3/265).
([4]) : آثار الإبراهيمي (3/316).
([5]) : آثار الإبراهيمي (2/237).
([6]) : آثار الإبراهيمي (3/66).
([7]) : آثار الإمام ابن باديس (3/223).
([8]) : آثار محمد البشير الإبراهيمي (2/236).
([9]) : آثار محمد البشير الإبراهيمي (1/199).
([10]) : آثار الإبراهيمي (5/66).
([11]) : جريدة السنّة العدد:(2).
([12]) : آثار الإمام ابن باديس (3/295).


التعديل الأخير تم بواسطة بلال بريغت ; 11 Dec 2014 الساعة 12:35 PM
رد مع اقتباس