عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 20 Feb 2019, 06:08 PM
أبو أنس يعقوب الجزائري أبو أنس يعقوب الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 382
افتراضي

*[ الرد المختصر على من اتهم الشيخ ربيعاً بأنه وافق الخوارج ]*
للشيخ عبدالباسط المشهداني

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد:
فإن الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى إمام في السنة والعلم بشهادة كبار الأئمة الذين عاصرهم.

وكل من عرف الشيخ ربيعاً من طلاب العلم عرف حقيقة تمسكه بمنهج السلف، والتزامه له في كل المسائل؛ بل يتحرى منهج السلف في كل ما يعرض عليه من المسائل والأحكام.

وأما ما قاله خالد المصري بأن الشيخ ربيعاً وافق الخوارج وانحرف عن السنة في القضية التي ذكرها

فأقول له مستعينا بالله تعالى:
أنت قد خالفت منهج السلف في قضيتين:

الأولى: تقريرك من أن الإجتماع بين العلماء للتشاور وإبداء النصح والتوجيه للناس وإصدار الفتاوى الموافقة للكتاب والسنة ومنهج السلف وإيصالها لعموم السلفيين اعتبرته مخالفاً لمنهج السلف! وهذا دليل على جهلك بمنهج السلف وبأمور الاعتقاد عامة.

*فأنت لم تفرق بين ما هو من حقوق السلطان، وبين ما يجوز للعلماء التدخل فيه بالنصح والبيان فيما يتعلق بمسائل النوازل والفتن*.

و أين أنت من نصائح العلماء الكثيرة والمتكررة لعموم أهل السنة بما يتعلق بمواقفهم تجاه النوازل والفتن التي تعصف ببلدانهم: أم أن هؤلاء كلهم وافقوا الخوارج وأنهم انحرفوا عن السنة.

والثانية: اتهامك لمنهج العلماء الربانيين بأنه منهج منحرف عن منهج السلف وهذا دليل على جهلك وتخبطك وتعديك.

ومن المعلوم أن منهج الخوارج قائم على نبذ كلام العلماء، والإعتماد على أفهامهم المنحرفة، وأفكارهم الضالة، ومع ذلك يدَّعون أنهم يحتكمون لكتاب الله فقط، وهم كاذبون في ذلك.

وفِي حقيقتهم أنهم يردون كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.

ووافقت منهج الخوارج في قضيتين:
الأولى: إخراجك العلماء من عموم ولاة الأمور الذين أمر الله بطاعتهم والرجوع إليهم.
ومن المعلوم أن لفظ ولاة الأمر عند السلف تطلق على الأمراء والعلماء.

ومن أطلقها من السلف على الأمراء ففيما يتعلق بسياسة الدولة، وما يختص به الأمراء من المسائل والأحكام.

ومن أطلقها على العلماء ففيما يتعلق بأمور الإستنباط وإصدار الفتاوى والأحكام.

ولهذا فإن لفظ ولاة الأمر تشمل الأمراء والعلماء بنص كلام السلف.

قال العلامة العثيمين -رحمه الله- في تفسير القران الكريم سورة النساء (1/ 447):
«أما كون العلماء أولي أمر؛ فلأنهم يوكل إليهم الكلام في شرع الله، وهم الذين يوجهون الناس، ويبينون لهم أحكام الله الشرعية.
وأما كون الأمراء أولي أمر؛ فلأنهم هم الذين يحملون الناس على شريعة الله، والشريعة تحتاج إلى أمرين: أمر سابق، وأمر لاحق، فالأمر السابق هو من شأن العلماء فهم الذين يبينونه ويوضحونه، كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187] ، وأمر لاحق وهو من شأن الأمراء فهم يلزمون الناس بشريعة الله، ويقيمون حدود الله على من خالف، فالكل عليه مسئولية.
وبهذا التقسيم نعرف أن مسئولية العلماء أشد من مسئولية الأمراء؛ لأن الأمراء لا يمكن أن يمشوا على شيء إلا بعد بيان العلماء.
وعلى هذا: فشأن العلماء في الأمة الإسلامية أعظم من شأن الأمراء، ، ويجب على الأمراء اتباع العلماء فيما يبينونه من شريعة الله».

والثانية: تعديك على العلماء والطعن فيهم وإخراجهم عن السنة بمجرد خطأ واحد ( إن وجد حقيقة ).
وهو موافق لمنهج الخوارج في هذا الباب لأن منهجهم قائم على الطعن في العلماء ومحاربتهم، كما طعنوا في الصحابة رضي الله عنهم.

*وجرأة الأخ خالد في طعنه في الشيخ ربيع هي شبيهة إلى حد كبير بجرأة التكفيريين في طعنهم في الشيخ ابن باز رحمه الله، وهي كذلك تشبه جرأة الحدادية في طعنهم في الشيخ الألباني رحمه الله؛ بل في عموم علماء أهل السنة*.

وأخيرا أقول لك: كان الواجب عليك ان تتقي الله في نفسك، وأن تقدر العلماء حق قدرهم، فإن من لم يعرف قدر العلماء ضَل وانحرف عن الصراط المستقيم والمنهج القويم.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه : عبد الباسط المشهداني

رد مع اقتباس