عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28 Oct 2020, 05:26 PM
أبو معاذ محمد مرابط أبو معاذ محمد مرابط غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 350
افتراضي الحلقة الأولى من: زجرُ الوسواس وتأديبُ الخمّاس «حوار مع حسن آيت علجت ومريده عوّاد»


زجرُ الوسواس وتأديبُ الخمّاس
«حوار مع حسن آيت علجت ومريده عوّاد»
«الحلقة الأولى»

الحمد لله وصلّ اللهم وبارك على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى آثارهم إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ أدعية الاستعاذة الواردة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في صحيح سنّته هي وقاية ربّانية من جميع آفات الدين والدنيا، ومنها ما أخبر به أنس بن مالك رضي الله عنه كما في «صحيح البخاري:2893» عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان كثيرا ما يستعيذ بالله من الجبن، وهذا يدلّ على دناءة هذه الخصلة الذميمة، ومن شدّة سفولها ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقّها حيث قال: «شرُّ ما في رجل شحٌّ هالع، وجبن خالع» رواه أبو داود في «السنن 2511» وصححه الألباني، يقول ابن القيم رحمه الله «عدّة الصابرين 221»: «أي: قد خلع قلبه من مكانه»، فاللّهم إنّا نستعيذ بك ممّا استعاذ به وحذر منه نبيّك صلى الله عليه وسلم.
إنّ أسمى ما كنت أرجوه بعد كتابتي «القطعة النادرة» أن يتشجّع حسن آيت علجت ويحمِل نفسه على المواجهة ولو مرّة واحدة، ويتذوّق طعم الشجاعة الذي لم يجربه من قبل، فطمعت أن يقف حسن موقف الرجال ويعترف بموبقاته التي سطرتها في المقال ويتراجع عمّا يستحق التراجع، ويوضّح ما يستحق التوضيح! ولا أخفي القارئ بأنّ هذا كان بعيدا في نفسي لكنّني أمّلتُ وحقّ لي ذلك وقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، وهو القادر سبحانه على بعث ما في القبور وإحياء العظام وهي رميم، لكن للأسف لم يقع ما تمنّيته بعدما رضي الرجل بكهفِ الجبن مسكنا ومأوى، وليته اكتفى بهذا ولم يفعل فعلته المشينة التي أكدت بأنّ الرجل يستطيب الجبن والخور فليست القضية مجرد مرض ابتلي به فهو يجاهد نفسه على التخلص منه! لا!! بل الأمر أبعد بكثير، وهذا هو سبب تشبّثه بهذا الخلق المشين في كل أطوار حياته، فلو أنّه اجتهد وجاهد لكان أمره أحسن، لكنّه رضي بطبعٍ ترفضه نفوس النسوة والصبيان.
وإلاّ تمتْ تحتَ السيوفِ مكرَّمًا *** تمتْ وتقاسي الذُّلَ غيرَ مكرمِ
وخير منه قول ربِّنا سبحانه وتعالى: {ومن يهنِ الله فما له من مُكرم إنّ الله يفعل ما يشاء} {قل اللّهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنّك على كل شيء قدير}.


ما الذي حدث بعد نشر المقال؟!


بعدما قام في نفسِ «حسن» أنّه لا قبل له بالردّ ولا قوة له على الجواب، وليس ذاك بسبب أنّني أعلم وأفهم منه! وإنّما بسببِ اصطدامه بحقائق تاريخِه وبراهين سيرتِه، فوجد نفسه مقيّدا بقيود الحجّة، وبعدما تحقق من وفرة الحجج الدامغة وجلائها لم يجد مهربا من المواجهة إلاّ بالاستعانة بأبي عائشة محمد قدور عوّاد وهو واحد من الخمّاسين -والخمّاس أو الخامس هو المزارع الذي يعمل في أرض غيره بمقابل- فدفع به من وراء حجاب إلى المحرقة، وطلب منه يد المعونة ليخلصه من المأزق، وبمجرد قبول الخمّاس بهذه المهمّة المهينة دفع إليه المالك خطّة العمل ورسم له معالم الردّ، وإن شاء الله سأختصر بيان ما وقع في هذا المقال مع التنبيه إلى أنّني من أوّل وهلة جمعت نيّتي في هذه المقالة على الردّ على علجت وليس على الخمّاس! لأنّه أحقر في أعين المنصفين من أن يُرد على أمثاله، فالدافع على الردّ هو علجت فهو صاحب الفكرة وهو المموّل الحقيقي لمضمون مقالة الخمّاس! ولا يعارض هذا أنّ العزيمة تأكدت عندما أيقنت بأنّ صبري قد نفد على هذا الخمّاس وقام في نفسي حينها أن التأديب فرض في مثل هذا المقام.
وقبل أن أخوض غمار هذا الجواب أُذكِّر الخمّاس بمقولة كتبها بنفسه حتى يفرح بفراسته ويدرك بأنّ ما كتبَه بقلمه قد صدّقه بفعله، فقد قال في مقاله: «يا أيها الناقلون لكلام الشيخ فركوس» بتاريخ: «25/03/2018»: «وقد -والله- طلب منّي من لا أملك ردّ طلبِه أن أتريّث في الكتابة ليس لشيء سوى مخافة أن يُؤتى مشايخنا من قبلنا نحن العديمي الحكمة فلنُربع على أنفسنا ولنتق الله ربنا».
قلت: ليتك ربعت على نفسك واتّقيتَ ربّك في شيخك! فما أعظمه وأخطره من باب فتحته عليه يا عديم الحكمة –كما شهدتَ على نفسك-!

عثرات علجت!


بعدما نشرت ردّي عليه وقع الرجل -بسبب سكوته وإسهامه الخفي في مقالة الخمّاس- في عثرات كثيرة لم يحسب لها حسابها، ولولا هول ما وجده من حقائق في «القطعة» وخوفه من تأثر الأتباع بما ورد فيها لما وقع في مثل هذه العثرات السخيفة، وإليكَ بيانها باختصار.
العثرة الأولى: أثبتَ صحّة «القطعة النادرة» ولم ينكر نسبتها إليه، وترتّبت على هذا الإقرار نتائج كثيرة منها على سبيل المثال:
أوّلا: أنّني لم أكذب عليه في هذه، وحالتئذ لا مانع من تصديقي في وقائع كثيرة نقلتها سابقا عنه وعن باقي شيوخ التفريق! طبعًا أخاطب بهذا الإلزام الأتباع المتعصّبة لعلهم يرجعون إلى رشدهم {وما ذلك على الله بعزيز}.
ثانيا: إثبات خطأ من يقول: خلت جعبتهم! فها قد أخرجت لكم وثيقة بعد مرور ثلاثة سنوات من الفتنة! وهو كذلك تحذير لعلجت وغيره من الرؤوس والأبواق! –فوالله- إنّنا ندفع ظلمكم إلى الآن بالأسهل فالأسهل، ولا بأس بإعلام علجت بأنّ رسائلي وكتبي التي كان يعلّق عليها بقلمه لا تزال محفوظة عندي!
العثرة الثانية -وهي أكبر عثراته-: أثبت بنفسه واعترف طواعية بأنّ مرابطا أرسل له رسالة قبل ما يقارب العشرين سنة! وهي الرسالة التي سرّب قطعة منها قبل أشهر ثم أعاد الكرّة هذه المرّة وبعث بمقدّمتها إلى الخمّاس لينشرها في مقاله، ولهذه العثرة فوائد منها:
أوّلا: صلة مرابط القديمة وعلاقته بعلجت! فالحمد لله لم أكن كاذبا في ادّعائي بأنّني أعرفه جيّدا، وعلى هذه الحقيقة تتفرّع نتيجة أخرى متعلّقة بواحد من أعظم أدلّة المفرقة أقصد: قاعدة «بلديّ الرجل»! فعلى الخمّاس أن يستشعر هذه الحقيقة جيدا فهو يكتب من «مستغانم» ردّا على بلدي الذي يدافع عنه! ليس هذا فحسب بل يرد على من تأكد هو بنفسه الآن أن علاقته بشيخه تمتد إلى عشرين سنة! فهذا كلّه يدفع الخماس وباقي المتعصبة إلى مزيد من التريّث في كلامهم.
ثانيا: من فوائد هذه العثرة كذلك: أنّ مرابطا ليس بغلام كما زرع رؤوس التفريق في نفوس المساكين من أتباعهم، فكم بلغ هذا الغلام من العمر اليوم وقد كان يراسل شيوخ التفريق قبل عشرين سنة؟! آه يا حسن لم تحسب لها حسابها!
ثالثا: وهو التحدّي الأوّل من تحديات هذا المقال أنتظر من «الوسواس ومريده الخمّاس» أن يجيبا عليه: فقد سرّب حسن مقدمّة رسالتي التي بعثتها إليه في الزمن الغابر لكن لم يخبر خمّاسَه عن فحواها! فأقول له: تشجّع وكن رجلا وقبل ذلك كن صادقا وانشر كلّ الرسالة فوالله أنت في حلّ ولن أجد في نفسي حرجا فانشرها ولا تقتصر على المقدّمة! وحتّى أسهّل عليك هذا التحدّي سأذكر مضمونها ويبقى فقط أن تنكر كلامي فإن لم تفعل أنت وخمّاسك فهي قاعدتكم في السكوت في معرض كيل التهم التي عملتم بها مع مشايخ الإصلاح فاسعدوا بها الآن!
عندما بدأت شرارة فتنة فالح في الاشتعال، ويومها كان الحربي من علماء الأمّة وكانت جماهير الشباب متأثّرة به، كان حسن في ورطة كبيرة فهو في طبعه وسجيته وطريقته لا يلتقي مع المنهج المعتدل للردود والجرح والتعديل وما بالك بغلوّ الشباب في ذلك الوقت واندفاعهم، فما الذي وقع يا ترى؟! لقد اضطرب الرجل وضاقت عليه الأرض بما رحبت ووقع في حيرة كبيرة لخّصَتْها تلك القطعة النادرة، وقد رأيت من حيرته ما لم يشاهده غيري، وأذكر جيدا أن عبد الكريم سعدي جاءني إلى باب الزوار ملحّا عليّ أن أسارع إلى نصح حسن بعدما تأثّر كثيرا بأذيّة الشباب، وهنا تظهر حكمة الإمام ربيع في ذلك الوقت حيث نصح المشايخ بضرورة الصبر على الشباب وتحمّل اندفاعهم! وهي لفتة قلّ من ينتبه إليها، فغالبية المتكلمين في الفتنة يركزون على طيش الشباب لكن لا يلتفتون إلى واجب الدعاة حيال هذا الاندفاع! والإخلال بهذه الجزئية المهمة أسهم في توسيع دائرة الفتنة، وأكبر من تسبب في نفور الشباب في ذلك الوقت اثنان: لزهر سنيقرة وحسن آيت علجت، وسبب هذا النفور: أن فالحا كان من علماء الأمة الناصحين لا غبار على منهجه، وكان أئمة الإسلام يشيدون بمواقفه ويحثون الشباب على الأخذ بنصائحه، فالعاقل إذا تحقق في نفسه أن هذا الرجل انحرف أو أخطأ فأوّل ما يعمل عليه هو إيجاد الطريقة المثلى ليوصل الفكرة للشباب من غير أن تتأثر قلوبهم! أما الطائش المندفع فيردّ ويتكلم وهو يعلم بأنّ الشباب لن يتركوا كلام الأئمة ليأخذوا بكلامه، وكل من يستحضر صراخ لزهر في دروسه طعنا في فالح وتعريضا بمن يثني عليه يدرك حقيقة ما أقول، وكذلك فعل حسن، فاستشاط الشباب غضبا بسبب شدة تعصبهم وحداثة سنّهم فهجروا علجت وطعنوا فيه وهذا الذي جعل الرجل يفقد عقله، وبعدما زرته وسارعت إلى نصحه في إحدى ليالي رمضان في مسجده بالناصرية تأكدت بنفسي بأنه طرق أبواب الجنون، وأذكر جيدا أنّه أخبرني يومها: بأنّ الرجل من شدة هذه الفتنة قد يضطر إلى الكذب من أجل المصلحة! قال هذا في سياق الحديث عن الأخبار التي تنقل عن الرجل فتبلغ الآفاق ثم بعدها يأتي من يتثبت ليسأل هل قلتها أم لا! وهذا التصور الذي كان يحمله يومها يفسّر مواقف الرجل في هذه الفتنة وكيف صار ينفلت من أقواله!
قلت: وبعدما رجعت إلى البيت فكّرت مليّا وأشفقت على الرجل فقررت أن أكتب له رسالة نصح وتأييد وتشجيع وهذا الذي فعلته وهي الرسالة التي أخرج جزء منها ونشرها الخمّاس! والعجيب أن الخائن بقي يذكر الرسالة ويحدث الناس بموقفي هذا وكان يعتبرها من محاسني ومن جميل انتصاراتي له، لكن بمجرد أن أصيب بداء التفريق صار ينكر ما كان يعرف، وأقول أخيرا: يا حسن إن كنتُ كاذبا في هذا الزعم فأتحداك أن تخرجها كاملة، وعلى المتعصبة إن لم يخرجها أن يحرجوه ليخبرهم عن محتواها! فهي رسالة مهمّة قد تدين مرابط.
رابعا: وهي فائدة تتفرع عن سابقتها: ففي الرسالة إثبات نصحي لشيوخ التفريق قبل عشرين سنة، وهي حقيقة تؤدّب صغار التفريق ممن يصيح دائما في الأنفاق: من يكون مرابط حتى يردّ؟! أقول لهم: مرابط مثله مثل عموم الناس يشمله قول النبي صلى الله عليه وسلم «من رأى منكم منكرا فليغيره» ويعنيه كذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «الدّين النصيحة» فهي واجبات تلزم عموم المسلمين، لكن المفرقة بمنهجهم الجديد يسعون دائما في ترسيخ الباطل ومحاربة الحق وقلب الموازين الشرعية، فهذه الرسالة التي خرجت من كهوفكم المظلمة تدينكم وتثبت تجنيكم على من أقنعكم شيوخكم بأنّه غلام! فأنتم بين خيارين إمّا تصديقي فيما ذكرته من فحوى الرسالة وأنها نصح لشيخكم وفي هذه الحالة لا يحق لكم أن تنكروا عليّ مرة أخرى الردّ على شيوخكم فالذي نصح شيوخكم في ذلك الوقت قادر على الرد عليهم اليوم! أمّا إن كذّبتم قولي فهنا ستجدون أنفسكم قد قبلتم التحدّي السابق المتعلق بإظهار الرسالة كاملة ليقف عليها القارئ المنصف ويحكم بنفسه.
خامسا: ومن فوائد هذه العثرة كذلك: أنّ الرجل سعى في حتفه بظلفه وشهد على نفسه بالخيانة، فإخراجه لرسالة خاصة بهذه الطريقة وفي هذا الظرف هو عنوان شخصيته، ومن يأمن بعد يومنا هذا أن يكون الرجل وراء الكثير من التسريبات! وهنا يأتي التحدّي الثاني: هل يجوز أن يُخرج الرجل رسالة خاصة بينه وبين صاحبه؟! وهل يدخل هذا في حديث جابر رضي الله عنه كما في «سنن أبي داود 4868» عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إذا حدث الرجل بالحديث والتفت فهي أمانة»؟! أنتظر جواب فضيلة الشيخ الوقور صاحب الأخلاق الحسنة حسن آيت علجت وكذلك جواب الخمّاس! فإن جاز هذا في منهجكم فاصدعوا بها وقولوا فقط: هذا جائز وأعدكم بأنّني سأعفيكم من ذكر الأدلة وسأكتفي فقط بإثباتكم أو نفيكم، لكن تذكّروا جيدا بأنّ جوابكم من المفترض أن يقطع ألسنتكم في قضية تسريبات شيوخكم! ثمّ أرجو كذلك ألاّ يلومني أحد إن أنا أخرجت ما في جعبتي لأنّ الخاص هو الخاص سواء كان في حق شيخكم أو في حق خصومكم! أمّا إن قلتم بأنّ هذا من الخيانة وهو حرام في دين الإسلام فحينها سأقول لكم: ولماذا وقع شيخكم في هذه الخيانة ولماذا أيدتموه فيها؟!
أمّا أنت يا حسن: فأيّ عار لحقك بهذه الخيانة؟! ولا أرى ذلك إلاّ بسبب ركوبك البدعة وتركك للحق وأهله، فعوقبت بالخيانة ورفع الحياء! قال ابن عنبسة رحمه الله «ما ابتدع رجل بدعة إلاّ غلّ صدره على المسلمين، واختُلجت منه الأمانة»، وقال الأوزاعي رحمه الله: «ما ابتدع رجل بدعة إلاّ سلب ورعه»، وقال ابن عون رحمه الله: «ما ابتدع رجل بدعة إلا أخذ الله منه الحياء وركب فيه الجفاء»، ذكر هذه الآثار ابن بطّة رحمه الله في «الإبانة الصغرى 55».
الحاصل: لقد نزلت يا حسن إلى الحضيض! ففي الوقت الذي انتظرك الرجال في مضمار النزال اختفيت وراء الأسوار وبقيت تخذف من بعيد بحصاة الخمّاس، فما أقسى هذه الأيّام التي تمر عليك! وكذلك في الوقت الذي انتظركَ يتامى التفريق ليحتموا بك صرت أنت من يحتمي بهم وكأنّك لم تقرأ شيئا عن قدوتك ونبيّك صلى الله عليه وسلم! قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «كنّا إذا احمرّ البأس ولقي القومُ القومَ اتّقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منّا أحدٌ أدنى من القوم منه» رواه أحمد في «مسنده:1346» وصحح إسناده أحمد شاكر.
العثرة الثالثة: مع أنّني أزعم في نفسي بأنّني على دراية لا بأس بها بنفسيات شيوخ التفريق إلاّ أنّني لم أفهم إلى هذه اللحظة جانبا من جوانب غبائهم ألا وهو مجازفتهم في أبواب التسريبات مع أنّهم يدركون جيدا بأنّني أحوز الشيء الكثير من أسرارهم وخفاياهم! فعلجت من فرط غبائه أخرج رسالتي في وقت عصفت به عاصفة القطعة النادرة ولم يفكر في انعكاسات تسريبه لاسيما وقد أشرت في مواطن من مقالي «القطعة» إلى قضايا خطيرة منها:
أولا: قولي: «لاسيما وأنّ له علاقات مع رؤوس المخالفين والمتصوفة وهناك احترام متبادل بينهم بحكم زياراتهم! وأرجو ألاّ اضطر لبيان بعضها بالأدلة».
ثانيا: وقولي: «قد أتفرّغ يوما لنشر كتاباته في كلّ السلفيين ليعلم النّاس صلابته الحقيقية».
قلت: يقول ابن القيم رحمه الله كما في «مفتاح دار السعادة 202»: «من عُرض عليه حقٌ فَرَدَّه فلم يقبله، عُوقب بفساد قلبه وعقله ورأيه»! فاللهم عفوك وسترك.
العثرة الرابعة: أنّ حسن سكتَ عن حقائق كثيرة ذكرتها في مقالي وسكوته هذا إقرار ضمني ولو لم يحرّك خمّاسه ليردّ لقلنا بأنّ سكوته ربّما سببه عدم اطّلاعه على المقال وهذا ما لم يحدث فالرجل قرأ ولم يجد مخرجا ليخلص نفسه، فاختلط عليه الأمر فتعجّل الردّ وهي العجلة التي أوقعته على أمّ راسه.
ومن الحقائق التي ذكرتها في مقالة «القطعة» ولم ينكرها:
1– قولي: «التقيت به أوّل مرة عندما أخبرني بعض الإخوة المتأثّرين به بأنّ هناك طالب علمٍ اسمه حسن لايزال يثني على العيد شريفي! فذهبت إليه وزرتُه وكان القصد من تلك الزيارة هو أن أبيّن له حقيقة العيد».
2- وقولي: «طلب منّي أحد المشايخ الكبار التنسيق مع مشايخ الإصلاح في عقد لقاء مع العلامة عبيد وتزامن هذا مع زيارة حسن، فقلت في نفسي إلى متى يبقى هذا الرجل بعيدا عن العلماء فاتصلت به وقلت له: هناك لقاء مع الشيخ عبيد وأنت مدعو للحضور، وبعد إلحاح وافق فأعطيته عنوان والوقت، لكنه غاب مع أنه وعدني بالحضور، ومن ذلك الوقت عرفت بأن عنده عقدة خفية مع العلماء».
3– وقولي: «قلت له: يا شيخ الذي أعتقد أن مصلحة الدعوة في بلدنا تقتضي أن تضمّوا معكم آيت علجت في «مجمع الإصلاح» فهو أولى من جلواح! فكان جوابه: «أبدًا لا يصلح!»».
4– وقولي: «عبد المالك على دراية بأنّ تلميذه يغمزه في المجالس ليهرب من ورطة المفرقة ومع ذلك لم يتكلم فيه كما فعل مع مشايخ الإصلاح، بل اكتفى فقط بالتعجب وقوله: «كيف يتكلم حسن في هذه الأشياء؟!»».
5– وقولي: «من أراد الوقوف على هذه الحقيقية فليرجع إلى صوتية عبد المالك وليستمع بنفسه إلى عبد المالك وهو يقول طلبتُ من حسن أن يحضر لي الدكتور فركوس! وبمجرد أن تقف على نبرته تتأكد بأنّ طلبَه كان طلب شيخ من تلميذه!».
6– وقولي: «علجت في ردّه على توميات على اختصاره احتاج إلى النقل عن عبد المالك في موضعين ولو فتّشت في المقال فلن تجد نقلا عن علماء العصر لاسيما ممن ردوا على القرني وإنما تجد النقل عن شيخه عبد المالك! مع أنّ عبد المالك اعتمد على العلماء! وإن تعجب فاعجَب من صنيع علجت الذي نقل كلام عبد المالك وترك كلام الإمام النجمي وكان عليه أن يسقط الواسطة ويتشرف بإعلاء سنده، والأكثر غرابة هو أنّ حسن احتاج إلى نقل كلام عائض لكنّ الحنين لشيخه دفعه إلى نقل تعليقه أيضا! مع أنه لا فائدة منه تليق بمكانة فضيلة الشيخ حسن لاسيما وهو في مقام الردّ على واحد من الخصوم! فكان من المفترض أن يَظهر في صورة المنتقد القويّ لا في صورة التلميذ الضعيف».
7– وقولي: «هو وأتباعه من أشد المتعصّبة طعنا في الشيخ ربيع ومن مجالسهم خرجت قبائح كثيرة مثل: «الشيخ خرّف» بل وصل الحال ببعض أتباع علجت –قاتله الله- لينشر في الشباب ويقول: بأنّ الزائر إذا اقتربَ من أحد علمائنا يشمّ رائحة البول!».
8– وقولي: «نفرَ منّي بسبب حادثة «عبد الكريم» وهو شاب كان قريبا منه عُرف بالطعن في الشيخ ربيع ونصرة جماعة الحلبي، فأنكرتُ قربَه من حسن آيت علجت بعدما ظهر تعنّته ورفضه للحق».
9– وقولي: «وهو نفسه كان يكتب في منتدى كل السلفيين باسم مستعار أعرفه كما يعرفه هو! ويرد عليهم في ذلك المنتدى بطريقة تلائم طبعه الغامض!»
.
10– وقولي: «وليته عامل مشايخ الإصلاح بقانون الأخوّة كما عامل توميات! قال في مقدّمة ردّه: «فقَدْ يسَّرَ اللهُ عزَّ وجلَّ لي الاطِّلاعَ على الجوابِ الذي أجابَ به الشيخُ عبد الحليم توميات عن السُّؤالِ الذي وُجِّهَ إليه حَوْلَ كلمَةٍ تلفَّظَ بها الدكتور عائض القرني فعَلَّقتُ عليه بعض التعليقات من باب التَّعاون مع مُحَرِّرِ هذا الجواب على الخيْرِ، ونُصْرتِه، كما تقتضيه الأخوَّةُ الإسلامية، امتثالا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم المرويِّ في: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا»»، قلت: تستحضر أبواب التعاون والأخوة مع مخالفيك الواضحين وتتأدب معهم بتشييخهم! أمّا إخوانك فتقلب لهم ظهر المجنّ!».
قلت: فأين علجت وخمّاسه المريد من هذه الحقائق؟! لماذا صعّرا خديهما لهذه البراهين ولماذا أعرضا عن الجواب عنها؟!
العثرة الخامسة: لقد تحدّيت علجت وباقي المفرقة في مواضع كثيرة من مقالي «القطعة» لكنّهم لم يجيبوا عنها كما هي عادتهم! وهذا تذكير بها:
1 – قلت: «أتحدّاه أن يكتب أو يسجل كلمة واحدة ردًّا على شيخه».
2– قلت: «هل وقفتم على كلامٍ له مسجل في شريفي ورمضاني والحلبي؟! أتحدّاكم!»
3– قلت: «ومن كان عنده ما يُكذّب زعمي فليأتنا به سواء كانت انتصارات للشيخ ربيع أو زيارات قديمة المطلوب فقط دليل يثبت صلته بالشيخ».
4– قلت: «أتحدّاه أن يكتب أو يسجل كلمة واحدة ردًّا على شيخه، أو أن يقبل على الأقل بنقل كلامِه في شيخه من مجالسه السرية! وإني منتظر يا حسن».
5– قلت: «وقد أتفرّغ يوما لنشر كتاباته في منتدى كل السلفيين ليعلم الناس صلابته الحقيقية، وإنّي أتحدّاه أن ينكر شيئا من هذه الحقائق».
6– قلت: «أقول لركائز الدكتور ومقرّبيه: إن كنتُ كاذبا متحاملا، فلتكتبوا عن شيخكم ما عنده من فضائل في ذاك الوقت!».
7– قلت: «لماذا حيّرتكَ فتنة الأمس؟ ألم يكن يومها وجه فركوس موجودا في البلاد لتنظر فيه ويخلصك من الشبهات؟ لماذا كنت حزينا تستغيث؟ أين كان فركوس ولماذا لم يرفع عنكم غبن فالح؟ أين هي جهوده التي بذلها ضد فالح».
قلت: سكوت المفرقة وعلى رأسهم علجت عن هذه التحديات هو دليل عجز وإقرار، علم هذا بالتجربة، ويزيد من تأكيد هذه الحقيقة طريقتهم في استخراج المواقف والأحكام من خصومهم فسكوت الرجل عن كلام المفرقة وشهاداتهم هو برهان على إدانته، ويكفي أن أذكّر بقول جمعة بعدما نشر ردّه على الشيخ توفيق حيث ملأت السعادة قلبه وبقي يردّد كما في مجلس القليعة وغيره من المجالس بأن الشيخ توفيق عجز عن الرد ودليل ذلك أن مقال جمعة مرّ على نشره شهر كامل ومع ذلك لم يجب المردود عليه! وبمثل هذا التصرف سيّر المفرقة شيوخا وأتباعا مجريات هذه الفتنة وهذا مما عُلم عنهم بالضرورة.
وبما أنّ علجت اعتمد على هذا الخمّاس عواد فلا بأس أن أذكر ثلاثة نقولات كتبها هذا المريد بقلمه، أثبت بها أن سكوت الخصم عن الجواب هو حجة عليه عند المفرقة! وقد قرّروا هذا كثيرا وليس هو مجرد خطأ أو قول واحد ذكر في مناسبة عابرة، فتأمّلوا في كلام الخمّاس.
النقل الأوّل: قال قدور في الحلقة الثالثة من «فتح الخالق» «25/03/2018»: «وإني أستغرب لمَ لا ينشر هؤلاء الأتباع جواب الدكتور عن هذه الاتهامات!».
النقل الثاني: قال قدور في مقاله الذي كتبه في «المطة» بعنوان: «لا تغط الشمس بالغربال يا دهاس» بتاريخ: «18 /04 /2019»: «ومن العجائب ـ وعجائب رجال المجلة جمة ـ مرورك على شهادة الشيخ ـ حفظه الله ـ مرور الكرام كما يقال، وأنّك قلتَ له من فيك إلى أذني الشيخ كيت وكيت، وقد حلف الشيخ على ذلك، ولم تعقب أو تعلق ولو بنصف كلمة على شهادته هذه أو لنقل: ادّعائه هذا»، وأكثر من هذا فقد اعتبر سكوت الشيخ دهاس إقرارا لكلام جمعة فقال: «هذا وبعد مروره على شهادة الشيخ وسكوته عنها، نخلص إلى نتيجة واحدة وهي موافقته على شهادة الشيخ».
النقل الثالث: قال قدور في الحلقة الرابعة من «فتح الخالق» «المطّة» بتاريخ: «18/10/2019»: «ويا الله العجب من أتباعه أن يسكتوا سكوت الجدران عن فعل المتشبع بما لم يعط..الله المستعان من هذا الجبن والخور، وهذه الطريقة العجيبة في التهرب من هذه الفضائح».
قلت: وهذا تحدٍّ ثالث يا خمّاس: فهل ستعتبر من اليوم فصاعدا سكوت خصمك حجة عليه أم سترجع عن تقريرك هذا؟! وإن أبيت إلاّ المضي قدُما فهل ستقبل شهادات مرابط التي دوّنها في «القطعة» وتُلزم شيخك بالجواب؟! أنتظر، ولا أنسى أن أذكّرك بأنّ تقريراتك هذه قد أخذتها من شيخك الكبير متولّي كبر هذه الفتنة أنقل لك كلامه حتى أخلصك من ورطة قد تقع فيها إن أنت قبلت التحدي! قال في مقاله «التصريح» مخاطبا الشيخ توفيق: «طُلب منك تكذيب عبد المالك، وقيل لك: إمّا أن تكذّب، وإمّا أنّ التهمة لاصقة فيك»، وعليه: فإمّا أن يكذّب شيخكَ حسن مرابطا وإمّا التّهمة لاصقة فيه! وأزيدكم: وإمّا أن تتوبوا جميعا من هذه المحدثات العظيمة وتلتزموا منهج السلفي في الحكم على الناس.

تأديب الخمّاس


بعد صبر طويل على الخمّاس محمد قدور عواد تقرّر في نفسي أخيرا أن أمسحَ على رأسه مسحة رحيمة لعلّها تكون سببا في نجاته من عقوبات قاسية تنتظره، فالرّجل كسائر البُلداء لا يفهم معاني السكوت ولا يعقل حقائق الإشارات، يظنّ لخفّة عقله أن إعراضي عن الردّ عليه إنّما سببه ضعف حجتي أمام مقالاته الحديدية المتينة! وهو لا يعلم -وقد يعلم- بأنّني دائما أدير ظهري له ولغيره رحمة بهم وشفقة على عقولهم، وحرصا على وقتي لأنّني لو تتبعت شطحات صبية المتعصبة لما رددت على شيوخهم! لكن الحمد لله الذي جنّبني مجاراة جهالاتهم وحماقاتهم، وبما أنّ المقصود الأول بالردّ هو حسن آيت علجت فلا بأس أن أسحب هذا العامي المقلّد إلى بساط النزال حتى تصل جرعة العقاب إلى حلق شيخه المتخفّي، فهو مُستعمله ودافعه ومحرضه.

خذ ترجمة «خمّاسِك» يا حسن!


مّما اشتُهِر في تصانيف التراجم بله في عرف العقلاء أن أجود وأوثق ترجمة للرجل هي ما خطّتها يداه وتلفّظ بها فاه، وهذا النوع من التراجم عزيز جدّا، لهذا ارتأيت أن أتحف القارئ بترجمة مقتضبة سطّرها الخمّاس لنفسه! فلا هي من إنشاء مرابط ولا هي من إملاء واحد من خصومه، وإنّي أحسب المترجم صادقا فيما كتبَ عن نفسِه، موثوقا فيما أخبر من سيرته.
قال الخمّاس: «فما أنا إلّا عامي من عوام السلفيين، ولا أدّعي أنّي من طلاّب العلم قطعا». «1»
قلت: فالخمّاس يقطع في كلامه هذا بأنّه ليس من طلبة العلم وإنّما هو واحد من العوام.
وقال أيضا: «إذ لو أنزلتَ الناس منازلَهم لعلمتَ أنّي -وغيري- مجرد مقلدة كلامهم لا يفيد بشيء». «2»
قلت: فقد تبيّن لنا الآن بأنّ الخمّاس عاميّ و«مقلّد» كذلك! ولا شك أنّ العاميّ لا يحق له الخوض في مسائل العلم! والخمّاس نفسه كان يدندن حول هذه الجزئية في سائر كتاباته فقد وصف جلّ خصومه بأنّهم عوام! وهو بهذا يقرر بأن العامي لا دخل له في نقاشات ومساجلات العلم، وخذ مثالا واحدا من كلامه وفيه من الاستعلاء والتكبّر الشيء الكثير: قال: «أبشّرك أن المذكورين على الواجهة الأمامية لغلاف المجلة: سامي عجال، كمال قالمي، محمد خوجة، يونس بوحمادو كلهم لا نعرفهم طلاّب علم فضلا عن كونهم مشايخ! وهؤلاء غير معروفين بل هم أغمار» «3».
قلت: أيّها الخمّاس: هب أنّ حُكمك في هؤلاء الأخيار نافذ وصحيح مع أنهم لم يعترفوا من قبل بأنّهم من عامّة الناس، ولم ينفوا عن أنفسهم طلب العلم! فهل تطمع أن نردّ حكمك على نفسك عندما اعترفت بأنّك عاميّ مقلّد؟! طبعا ستكون -إن شاء الله- منصفا وتقول هو كذلك نافذ!
وكيف لا يكون نافذا وقد وقف شيوخك وأصحابك على حقيقتك، فبذلوا لك النّصح وأنكروا عليك، وها أنت تقول وتشهد: «كنتُ أرسل لأحد مشايخنا بعض ما يقال في الإنترنت فكان ينهاني بل ينهرني عن هذا، ويأمرني بعدم الاطلاع ولا حتى الرد عليهم» «4». وتقول أيضا في مقدّمة مقالك «الطعن في الأخيار»: «كنت أتجنب -وأنا أعلم الناس بقدر نفسي- الرد على أمثال هؤلاء المشايخ، أخذا بنصيحة إخواني، أن أترك الأمر لأهله، وأن أحرص على ما ينفعني، وأني لست من يرد على مشايخ الإصلاح، فالبضاعة مزجاة».
قلت: هكذا نصحك شيوخك وإخوانك يا خمّاس فاجتمع في نصحك الموافق والمخالف وهي نادرة من النوادر! لكن السؤال: هل أخذتَ بوصاياهم ولزمت حدّك؟! طبعا لا! والدليل أنّك وقعت في أخطاء كثيرة بسبب إعراضك عن نصح العارفين بك أذكر منها على سبيل المثال «وأترك التوسع في مقام آخر»:
1- قولك: «ما كُتب أعلاه ليس نصرة للشيخ! وإنما هي لطيفة ظننتها ستعجب إخواني... فإن قيل لي أن في الكلام مجازفات أحذف وأستغفر وأمّا أنت وأخي وليد فجزاكما الله خيرا، وقد قيل من حذّرك كمن بشّرك» «5».
2- وفي مهزلة أخرى قال معتذرا: «أقدم إعتذاري لمشايخنا الأفاضل لتقدمي بين أيديهم، وإنّي أكتفي بما قاله شيخنا لزهر...وكان من الأحسن لو فعلت مثلما فعل إخواننا أهل مغنية لما ناصحوا في السر. هذا وأرجو من إخواني أن يُقرؤوا إعتذاري لوالدي الشيخ عبد الحكيم ونرجو من الله أن يوفقه للصواب، وأخيرا أخوكم قد استجاب لنصيحتكم، أرجو أن يمن علينا الله برحمة منه» «6».
قلت: الخمّاس لم يتقدّم بين يدي العلماء ومشايخ السنة فحسب بل يتقدّم كذلك حتى بين يدي شيوخه! وهي ثمرة عمل رؤوس التفريق فهم من فتحوا الباب.
3- وقال أيضا: «كتبت تغريدة أشهّر فيها بأحدهم ظنّا مني أنّه جهل شيئا من علم البلاغة، فتبيّن أني وهمت في تخطئته وقد تسرعت في الحكم عليه، وما أبردها على القلب أن يقول عواد: أستغفر الله وأتوب إليه، والصواب ما قالَه، ومن ذلك قوله عز وجل {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد} وهو من علم البديع» «7».
قلت: نعم يا خمّاس بهذا عرفك القاصي والداني التوهّم والتسرّع! فهنئيا للزهر بهذا الكاتب! وهنيئا لعلجت بهذا الفارس الكرتوني، والحمد لله على عافيته.
4- قال الخماس: «قد وقع منّي سهو في نسبة الكلام إلى الشيخ محمد الحجوي وعند التحقيق وجدت أنه للشيخ أ.السعيد الزاهري وهذا تقصير مني في عدم الرجوع إلى أصل الكلام، فقد اختلط علي كلام الزاهري بكلام الحجوي» «8».
قلت: عندما يكثر الوهم عند الراوي ولا يكون محتملا يترك عند المحدثين! وما بالك بأمثالك وقد كثر وهمك وسهوك وعجلتك وتسرعك وتقدمك بين يدي مشايخك! وما نقلته وسأنقله في هذه الحلقة والحلقات التي بعدها هو جزء صغير مقارنة بما عندك وبما ستراه إن أنت كابرت وأصررت على جرأتك وتحديك.
5- قال الخماس: «ذكرتُ في الحلقتين السابقتين أن الدكتور عبد الخالق ماضي ـ أصلحه الله ـ سرق رسالته من كتاب "الوضع في الحديث" للشيخ المحدث عمر (بن محمد) فلاته رحمه الله وقد نبهني أحد إخواني ـ جزاه الله خيرا ـ أنّ هذا وهمٌ منّي، والصحيح أنّ الكتاب المنشود هو لعمر (بن حسن بن عثمان) فلاته» «9».
قلت: قارن هذا بما علقت به على الفقرة السابقة! فما أكثر وهمك!
6- قال الخمّاس: «ذكرتُ في معرض نقدي ـ أيضا ـ أنّ عبد الخالق ماضي دكتور في الحديث، وهذا أيضا خطأ منّي والصحيح أنه دكتور في أصول الفقه!» «10».
قلت: دليل على أنّك تردّ على من لا تعرف! ودليل آخر على كثرة وهمك فما أحوجك للترك والتحذير! لكن نجوت بجلدك عندما سجّلت في منتدى لزهر! فافعل فيه ما شئت فلا رقيب عليك! ولن يتفطن لعبثك لا لزهر ولا خُدّامه.

سيبويه مستغانم!


وممّا يؤكّد عدم أهليّة هذا المتعالي المنفوخ، وأنّه كما وصف نفسه عامي مقلّد تلك الأخطاء الإملائية والنحوية والبلاغية! وليس من عادتي كما يعلم الخماس التطرق إلى هذا النوع من الأخطاء، وليس القصد من ذكري لها في هذا الموضع الانتقاص منه، وإنّما قصدي أن ينزجر ويعتبر، فكم عيّر الخلق باللحن المقصود وغير المقصود، وكم تهكّم بخصومه بمجرد وقوع أحدهم في زلّة كتابية! وكم وكم؟! فخذ أيّها الخمّاس بعضا منها وأكتفي فقط بالأخطاء الإملائية لكن انتظر أكثرها في ترجمتك المفصلة! أمّا إن عرفت قدرك ولزمت الصمت فأعدك بأن أكتفي بما رقمته الآن:
1- قال الخماس: «فلدكتور وصاحبه المغمغم من كثرت الرهج دهاس» «11».
قلت: وصوابه: كثرة!
2- قال: «أخوكم ومحبكم محمد عواد سبك الأحد 22 جمادة الآخرة 2018». «12»
قلت: وصوابه: جمادى! وقد رأيته يكرر هذا الخطأ في مواطن أخرى، وإنّي لأحسب أمّي –حفظها الله- لا تخطئ في كتابة جمادى.
3- قال: «ماذا لو كان الهاتف به صور لزوجت والدك؟ أو احدى بناته؟» «13».
قلت: صوابه: لزوجة!
4- قال: «إذ يظن بعض الأغمار المرجفين أن نصرت الشيخ الوالد العالم المجاهد ربيعا المدخلي تكون في الطعن فيمن خالفه في بعض المسائل!» «14».
قلت: وصوابه: نصرة!
5- قال: «وفي بعض الرواياة فترد عليه كما أخرجها» «15»
قلت: وصوابه: الروايات!
6- قال: «إلا أنه وجب التنبيه على أن الحديث المذكور يحتاج تحقيقا -بغض النظر عن صحّت الحديث بالطبع» «16»
قلت: وصوابه: صحّة! ولعلّ الخمّاس لاحظ بأنّني تقصدت ذكر جرائمه في حق التّاء فقط! ولم أنقل غيرها وهي كثيرة! والجزاء من جنس العمل!
وهنا لابدّ من ذكر شيء مهمّ: فكما ذكرت سابقا فليس من عادتي مع هؤلاء بل مع شيوخهم أن أذكر هذه الأخطاء فضلا عن التركيز عليها، وكل من وقف على ردودي يدرك هذا جيدا وكم حرّف لزهر لغة العرب وكم ألحن فيها ومع ذلك لم ألتفت إليها، وبقيت صابرا على هذا حتى بعد نشرهم لرسالتي التي كتبتها قبل ما يقارب العشرين سنة! واستغلّوا خطأ أو خطأين إملائيين وطاروا به كل مطار مع أنّها رسالة كتبتها بقلمي في وقت لم نكن نعرف فيه وسائل التواصل ولم يكن علجت من الكتاب المشهورين ولم أصادف اسمه على كتاب أو شريط حتى أضبطه، وأما باقي الأخطاء فلم أزعم يوما بأنني متمّكن في اللغة العربية أو بارع في الإملاء! ومع ذلك فليقارن المنصفون بين أخطائي القديمة -كمّا ونوعا- في بداية الطلب وبين أخطاء الخمّاس الحديثة أيّام استشرافه للردود والتعليم والتنظير!
ووالله كم تمنيت أن يكتفي الخمّاس بالتهكم بمرابط فقط لكنه للأسف صار يتهكّم أيضا بشيوخٍ أفاضل لا ذنب لهم إلا أنّهم وقعوا في أخطاء كتابية هي أخف بكثير من جرائم عواد الإملائية! وخذ مثالا واحدا من مساخره:
فقد قال عن الشيخ الفاضل عبد المجيد تالي –وفقه الله-: «صدق من قال عنك "أعجميٌّ" لا نحو ولا إملاء ولا حتى فهم لكتابة عربية يسيرة! فيا غبن الأتباع الرعاع في شيوخ الفجأة!».
قلت: أخبرني الآن يا خمّاس عن كاتبِ: زوجت ونصرت وصحّت وجمادة هل يتنزّل عليه حكمك الذي أنزلته على الشيخ تالي ونعتبره من اليوم فصاعدا أعجميا؟! أنتظر جوابك، نعم! فبعدما رأيت إصرارهم على هذا العبث عزمت على تأديبهم واحدا واحدا وجعلت الخمّاس في مقدمة الطابور -وإن شاء الله- كل واحد يأخذ حقّه كاملا وعلى رأسهم خمّاسي التويتر! فليستعدّوا لمواجع القلب والرأس! وليأخذوا منّي مهلة لا تتجاوز العشرة أيام ليفتشوا في حساباتهم ومقالاتهم ويعدّلوا ما يستحق التعديل قبل أن تصدر في حقهم «المدهشات»!
وقد يعترض الخمّاس قائلا: إنّ هذه الأخطاء التي نقلتُها عنّي هي من سبق القلم! فحينها أجيبه: فلماذا اشتد طغيانك في انتقاد الواقعين في مثيلاتها؟! وأنا والله عادل معك ولن أحكم عليك إلا بحكمك أنت في هذه الأحداث على المخطئين في الإملاء والنحو! وسأعتبر هذه الأخطاء دليل جهلك وبرهانا ساطعا على لزوم إبعادك عن مضمار الردود! وهو تحدٍّ رابع ألزمك فيه: إمّا بالرجوع عن طريقتك في تعيير خصومك في هذه الباب أو الاعتراف بجهلك وعدم أهليّتك! فهو جواب واحد من جوابين لا ثالث لهما، لاسيما وأنت القائل: «والله إني لألحن في الكتابة! فيُصحَّح لي، أكاد أخرق الأرض فألِجُها من الحياء!» «17» فأرني الآن حمرة وجهك يا سفّاح التاءات!
لطيفة من لطائف الخمّاس: عندما يقف القارئ على نصائح شيوخ وأصحاب الخمّاس ثم يجد منه هذا التعنت والإصرار على الكتابة ربّما يقول في نفسه: لعلّ هذا الخمّاس وجد الساحة خالية ولاحظ نزول المستوى وتدنيه فلم يفوت الفرصة على نفسه واعتقد بأن المنسحبين من الساحة إنّما انسحبوا بسبب علمهم وفضلهم أمّا هو فالمجال مفتوح أمامه! نعم هو احتمال وارد!
بل أقول: إنّه رأي الخماس حقيقة لا خيالا! ولا تتعجب أخي القارئ فقد تركتها لك مفاجأة لأخفف عليك عناء ما وجدته من مهازله في هذا المقال! يقول الخمّاس: «فتبيّن لي الآن أنّ أمثالي أصحاب البضاعة القليلة هم أولى الناس بالرد على هؤلاء أصحاب الطعونات الخبيثة الغادرة، فالمستوى أصبح في الحضيض» «18».
قلت: هل كان أعقلنا يفكر قبل هذه الفتنة في واقع مثل هذا؟! يا أمّة الإسلام رجل يعتقد في نفسه أنّه عامي مقلّد بضاعته مزجاة فيتحيّن فرصة نزول المستوى إلى الحضيض ليخوض بجهله ويرد على غيره؟! الله أكبر! وبعد هذا يا عواد تنتظر منّي ومن المشايخ أن يردّوا عليك؟! وأنت يا علجت أبمثل هذه الأعجوبة تريد نقدي؟! إنّ هذا الطفيلي قد ذهب عقله في طلب الكتابة والشهرة فصار يهذي هذيان السكارى! ويذكرني حاله عندما قرر الهجوم على الكتابة بحال الطفيلي الذي هجم على الوليمة من غير أن يدعى إليها:
ولمّا أنْ كتبتُ فلم تُجِبني *** ولم تنظر إليّ بعين أُنسِ
رأيتُ الحزم أن أُمضي رِكابي *** إليكَ وأن أكونَ رسولَ نفْسي


حيرة الخمّاس!


مع أنّ الخمّاس تبيّن له بأنّ المستوى الذي نزل إلى الحضيض هو مستواه الحقيقي وعليه أن يشارك الناس فيه إلاّ أنّه بقي على غرار أقرانه في حيرة كبيرة، فهو إلى هذه اللحظة لم يقرّر بعد هل يردّ على مرابط وإخوانه أو يحجم عن ذلك! وهل يهمّش كتاباتهم وصوتياتهم أو ينظر فيها؟! فكلّ يوم يخرج علينا بقرار غريب ودونكم بعض الأمثلة تظهر شيئا من تقلباته ومراحله الناشئة عن شكّ وارتياب، ولم أتقصد الدقّة في ترتيبها ولم أجتهد في متابعة كل تحولاته، وسأفعل ذلك لاحقا إن هو أصرّ على الكتابة مرة أخرى:
1- فبتاريخ: «26/09/2019» عاب الخمّاس على من يلتفت إلى مقالات مرابط فقال كما في تغريدته: «تبيّن لي بعد ردي الأخير على مرابط أنه مراوغ كذاب، وقد اتّضح لي جليا لم لا يناقشه ولا يرد عليه أحد! ليس عجزا منهم بالطبع؛ بل لأنه جبل على قلب الأمور ولو بالكذب كما مر في ردي الأخير، لكن ليس العيب فيه فهو أحقد من جمل بل العيب كل العيب فيمن يتبعه على هذا السفول والكبر، عافانا الله».
قلت: سبحان الله! فجأة تحرّك عقرب الذكاء فتساءل الخمّاس حينها: «وقد اتّضح لي جليا لم لا يناقشه ولا يرد عليه أحد!».
2- وبعد أن اتضح له جليا أن التهميش هو الحل رجع مرة أخرى خائضا كاتبًا، وسرعان ما استفاق من سكرته ورجع إلى رشده مرة أخرى فقال بتاريخ «07/07/2020» كما في «تغريدة» على حسابه: «فإنّ كان كبار مشايخنا يمتنعون عن مجاراة هؤلاء المفتونين فماذا عنّا نحن المساكين؟! قد حصل التباين بين الجهتين فلتنشغل كل جهة بما ينفعها».
قلت: دليل آخر على تعنّت هذا العامي المقلد فهو يستحضر في كل مرة بأن مشايخه لا يردون ومع ذلك يكابر ويخالف طريقتهم.
3- ففي التغريدة السابقة قرّر أن يشتغل بما ينفعه لكن بعدها ردّ وكتب! ثم استدرك مرة أخرى وقال في تغريدته بتاريخ: «26/07/2020»: «أنصحُ نفسي وإخواني -إن كنت لهم ناصحا- أن يتركوا الخوض معهم وأن يلزموا غرز عالمهم، فإنّ أكثر هؤلاء متعالمون لا يعرفون من السلفية إلا اسمها، وقد ناقشنا بعضهم فوجدناه كالأطرش في الزفة! نصيحة مُجرّب..».
قلت: لقد انتقل الرجل إلى مرحلة متقدّمة من النباهة والتفطّن فبعد أن أدرك بأن التهميش هو الحل صار ينصح غيره ويوجه أقرانه إلى ضرورة التمسك بهذه البدعة! لكن بعدما تأكّد وأكّد لغيره بأنّ الحلّ الوحيد هو الإعراض والإعراض فقط، رجع مرة أخرى وكتب ردودا آخرها ردّه على مقالي «القطعة»! وهي حالة مرضية متقدّمة سببها تلك الفجوة التي تركها فركوس وباقي الرؤوس بينهم وبين أتباعهم لاسيما الخمّاسين عشّاق الرئاسات والزعامات، فمن جهة تجدهم يركضون إلى منصة الشهرة بالكتابة والرد وفي نفس الوقت ترتجف قلوبهم من مضمار النزال، فصاروا بهذه التناقضات حيارى لا يدرون عن مصيرهم شيئا نسأل الله العفو والعافية........
يتبع بالحلقة الثانية وفيها: «دفع الالتباس بنقض شبه الخمّاس».

كتابه:
أبو معاذ محمد مرابط
11 ربيع الأول 1442 هـ
28 /10 / 2020 نصراني
الجزائر العاصمة


الهامش:
«1» من مقاله «يا أيها النّاقلون لكلام الشيخ فركوس» تاريخ: «25/03/2018» في المطة.
«2» «تغريدة» على حسابه على تويتر بتاريخ: «08/07/2020».
«3» «تغريدة» على حسابه على تويتر بتاريخ «26 /03/2019».
«4» «تغريدة» على حسابه على تويتر بتاريخ «07/07/2020».
«5» من مقاله «سيّدنا ربيع» كتبه بتاريخ «01/11/2017» في منتديات المطّة.
«6» تعليق له على مقاله «ذكيرٌ لشيخنا ووالدنا وحبيب قلبنا عبد الحكيم» كتبه بتاريخ: «28/03/2018» على منتديات المطّة قبل أن يحذفه هو.
«7» «تغريدة» على حسابه على تويتر بتاريخ «17/09/2019».
«8» «تغريدة» على حسابه على تويتر بتاريخ: «19 /01/2020».
«9» الحلقة الثالثة من مقاله «فتح الخلاق» كتبه في «المطة».
«10» المصدر السابق.
«11» مقال: «الطعن في الأخبار بضاعة المفلسين» بتاريخ: «27/07/2018».
«12» مقال «حدثنا الشيخ محمد سعيد» بتاريخ: «10/03/2018».
«13» مقال: «كشف بعض أساليب القرصنة» بتاريخ: «20 / 03 /2018».
«14» مقال «صيحة نذير قويّة» بتاريخ: «16/08/2018» على منتديات «المطّة».
«15» حاشية تفريغه لجواب صوتي بعنوان: «التحذير من مقولة أهل البلد» نشره بتاريخ «19/03/2015» في «الآجري».
«16» تعليقه على مقال: «من أعذار ترك الجماعة السمنة المفرطة» بتاريخ «29/11/2016» في: «الآجري».
«17» «تغريدة» على حسابه على تويتر بتاريخ: «01/06/2019».
«18» مقال: «الطعن في الأخبار بضاعة المفلسين» بتاريخ: «27/07/2018».

رد مع اقتباس