الموضوع: الزنا التقني
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17 Jul 2018, 12:17 PM
مكي المهداوي مكي المهداوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 5
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرا أخي عز الدين على هذا التنبيه الطيب وثقل به موازينك يوم القيامة، ولا مانع إن شاء الله من الزيادة لتعم الفائدة، قال الله تعالى: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) قال شهاب الدين الألوسي: بمباشرة مباديه القريبة أو البعيدة، فضلا عن مباشرته، والنهي عن قربانه على خلاف ما سبق ولحق، للمبالغة في النهي عن نفسه، ولأن قربانه داع إلى مباشرته. اهـ من روح المعاني ج 14 ص 494.
فاعلم وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه، أن الحواس الأربع، أبواب إلى القلب ومنافذ نحو النفس، والعين أبلغها، وأصحها دلالة، وأوعاها عملا، ــ اهـ من طوق الحمامةــ فهي من أوائل المقربات دخولا في قوله تعالى: (ولا تقربوا)، وإنما نهى الله سبحانه عن المقاربة لتجتنب المقارفة، وبالرغم من هذا التحذير الإلهي الصريح، كثيرا ما ترى الشباب عاكفين على وسائل التواصل لا يكاد أحدهم ينفك عما هو فيه لشدة ولعه وعظيم أنسه بما هو عليه من لذة مزعومة، ومعصية ذميمة مشؤومة، يحسب المسكين أنه في حبرة وسرور، ولو علم الواقع في هوة الهوى والعشق ما يورثه هذا الداء من ضرر في العاجلة والآجلة، لما رضيه مطية ومركبا، ومن تأمل حال كثير ممن بلوا بالزواج الزانيات نسأل الله العافية، ليجد الداعي إلى ذلك الآز إليه هو ـ العشق المحرم ـ وما يورثه من العمى، فالراغب في الشيء لا يرى عيوبه، حتى إذا زالت رغبته فيه أبصر عيوبه، فشدة الرغبة غشاوة على العين تمنع رؤية الشيء على ما هو به، كما قيل:
هويتك إذ عيني عليها غشاوة***فلما انجلت قطعت نفسي ألومها
والعشق مبادئه سهلة حلوة، وأوسطه هم وشغل قلب وسقم، آخره عطب وقتل، إن لم تتداركه عناية من الله تعالى، كما قيل:
وعش خاليا فالحب أوله عنا***وأوسطه سقم وآخره قتل. اهـ من الجواب الكافي
ناهيك عما يحصل لهؤلاء من ضيق في العيش ووحشة بينهم وبين الله، ووحشة بينهم وبين الخلق، وذلة وهوان على الله تعالى وسقوط من عينه جل وعلا، قال بعض السلف هانوا على الله فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم.
فعلى العاقل أن لا يحكم على نفسه عشق الصور لئلا يؤديه ذلك إلى هذه المفاسد أو أكثرها أو بعضها، فمن فعل ذلك فهو المفرط بنفسه المغرور بها، فإذا هلكت فهو الذي أهلكها. اهـ من الجواب الكافي ص 251 وما بعدها، ومن سأل عن الداء والدواء فليرجع لما خطت يمين الإمام بحق الإمام بن القيم رحمه الله فما كتب أحد في بابه على منواله. والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس