عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 29 Aug 2017, 12:31 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي الاعتبار بمواقف الكبار (موقف فيه عبرة للعلامة ربيع السنة -حفظه الله-)




الاعتبار بمواقف الكبار

كما تطلبها لغيرك اطلبها لنفسك أكثر فأكثر



أذكر يوما كنت عند الشيخ الإمام ربيع المدخلي -حفظه الله- فجاء رجل من معارف الشيخ ومن محبيه فنقل له أخطاء أحد الطلبة، فتمعّر وجه الشيخ ونهاه عن اتباع هذا الأسلوب، فاحتج الرجل بأنه يريد من الشيخ مناصحته، فأجابه الشيخ الهمام بجواب عظيم وكلام جليل حيث قال له: كما تطلب النصيحة لغيرك فاطلبها لنفسك أكثر فأكثر، فوقع الرجل في حرج واحمر وجه، فأمسك الشيخ يده وقال: والله يا ولدي إني أريد الخير لك فلا تغضب عليّ! وبعد يوم من الحادثة وعند لقائي بالشيخ سألني عنه وقال: أرجو الا يكون مغضبا منّي، فبشرت الشيخ أن الرجل قبل النصيحة وفرح بها ونفعته إن شاء الله.
من فوائد هذه الواقعة:
1-أن الكثير من الساعين لإسقاط إخوانهم عند مشايخ السنة يبررون مواقفهم بأنهم لا يريدون إلا الخير. وكما قال ابن مسعود رضي الله عنه: (كم من مريد للخير لم يصبه).
2- على صاحب الحق أن يتفطن لهذه المزالق الخطيرة وألا يفتح الباب للمشوشين، فليس كل من أظهر حسن نية وصدق قول يتساهل معه، ويرخص له في الحديث عن الطلبة والدعاة، وعليه أن يعظم أعراض طلبة العلم والمشايخ وأن يذب عنهم في غيبتهم، فقد تعددت الطرق وتنوعت الأساليب التي يستعملها الناس اليوم لإسقاط وتشويه الأبرياء.
3- أن يحرص الرجل على نفع نفسه قبل غيره، وأن يسعى لطلب النصيحة لها، ولا يكون كالشمعة التي تضيء لغيرها وتحرق نفسها.
4- أن يعظم المؤمن أعراض إخوانه، ولا يتوسع في ذكر أخطائهم ولو بنية حسنة، فمسالك إبليس في تزيين كبيرة الغيبة والنميمة كثيرة ومتنوعة، ونيتك الحسنة لا تبرر لك الوقيعة في إخوانك، ففكر جيدا قبل أن تنطق بحرف، وتأمل في كلامك وراجع نيّتك فالخطب جلل
5- على الناصح أن يسعى لإرضاء المنصوح وإدخال السرور إلى قلبه، وإظهار نيته الحسنة في توجيه هذه النصيحة وأنه يريد له الخير وكل ذلك بأسلوب هادئ ليّن. بخلاف ما نراه اليوم من شدّة على المنصوح، وإقامة الدنيا عليه، والنيل من عرضه والحكم عليه من أول يوم بأنه لا يقبل النصيحة وأن الحجة قائمة عليه.
6- ونختم هذه الوقفات: بما أظهرته هذه الواقعة من مكانة الشيخ حفظه الله وشدة ورعه في الأعراض وحرصه الشديد على اجتماع كلمة السلفيين، وتفانيه في نصح القريب والبعيد بخلاف ما يشيعه عنه خصومه، وهذه الواقعة لها مثيلاتها يصعب حصرها.


والحمد لله رب العالمين
محبكم أبو معاذ محمد مرابط
06 / ذو الحجة / 1438

رد مع اقتباس