عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 25 Dec 2015, 06:55 PM
أبو أيوب صهيب زين أبو أيوب صهيب زين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بسكرة
المشاركات: 351
افتراضي

📜فوائد نفيسة منتقاة من شرح الشيخ المحقق عبد المجيد جمعة لكتاب العلم من ص البخاري📜

💦
ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﻭﺭﺣﻞ ﺟﺎﺑﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺷﻬﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﻧﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﻭﺍﺣﺪ .

💧
ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺧﻠﻲ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﺮﺏ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺍﻷ‌ﻭﺯﺍﻋﻲ ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﺍﻟﺰﻫﺮﻱ ﻋﻦ ﻋﺒﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﺃﻧﻪ ﺗﻤﺎﺭﻯ ﻫﻮ ﻭﺍﻟﺤﺮ ﺑﻦ ﻗﻴﺲ ﺑﻦ ﺣﺼﻦ ﺍﻟﻔﺰﺍﺭﻱ ﻓﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻤﺮ ﺑﻬﻤﺎ ﺃﺑﻲ ﺑﻦ ﻛﻌﺐ ﻓﺪﻋﺎﻩ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ، ﻓﻘﺎﻝ:
ﺇﻧﻲ ﺗﻤﺎﺭﻳﺖ ﺃﻧﺎ ﻭﺻﺎﺣﺒﻲ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﺻﺎﺣﺐ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﻴﻪ ﻫﻞ ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم
ﻳﺬﻛﺮ ﺷﺄﻧﻪ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺑﻲ ﻧﻌﻢ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم ﻳﺬﻛﺮ ﺷﺄﻧﻪ ، ﻳﻘﻮﻝ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻓﻲ ﻣﻸ‌ ﻣﻦ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺇﺫ ﺟﺎﺀﻩ ﺭﺟﻞ، ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺗﻌﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻚ ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ ﻻ‌ ﻓﺄﻭﺣﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻠﻰ ﻋﺒﺪﻧﺎ ﺧﻀﺮ ﻓﺴﺄﻝ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ ﺇﻟﻰ ﻟﻘﻴﻪ ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﺁﻳﺔ ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻪ ﺇﺫﺍ ﻓﻘﺪﺕ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﻓﺎﺭﺟﻊ ، ﻓﺈﻧﻚ ﺳﺘﻠﻘﺎﻩ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻮﺳﻰ صلى الله عليه وسلم ﻳﺘﺒﻊ ﺃﺛﺮ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻓﺘﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻤﻮﺳﻰ : { ﺃﺭﺃﻳﺖ ﺇﺫ ﺃﻭﻳﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺨﺮﺓ ﻓﺈﻧﻲ ﻧﺴﻴﺖ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺴﺎﻧﻴﻪ ﺇﻻ‌ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺃﻥ ﺃﺫﻛﺮﻩ } ﻗﺎﻝ ﻣﻮﺳﻰ : { ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺒﻐﻲ ﻓﺎﺭﺗﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﻤﺎ ﻗﺼﺼﺎ } ﻓﻮﺟﺪﺍ ﺧﻀﺮﺍ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﻤﺎ ﻣﺎ ﻗﺺ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ .

💦
الفوائد المنتقاة :

1- لما عقد المصنف باب الاغتباط في العلم ناسب أن يذكر أن هذا العلم يستلزم الرحلة في طلبه من أهله .

2- ينبغي على المرء يخرج الى طلب العلم برا أو بحرا .

3- فيه اشارة أن موسى ركب البحر حتى وصل الى الخضر .

4- اختلاف العلماء في اسم الخضر على روايات مختلفة أغلبها لا اصل لها و أصحها ما رواه البخاري أنه جلس في فروة بيضاء -الحشيش اليابس- فاهتزت من حوله الخضراء .
*نبوته : اختلف فيه ، و الصحيح المقطوع به أنه نبي . قال تعالى : ( وما فعلته عن أمري ) أي فعلها وحيا من الله ، و لا سيما اقدامه على ازهاق روح الغلام و سبب ذلك و نحوهما .
و قال بعض أهل العلم أنه ينبغي ترجيح نبوته سدا للذريعة ، أمام الصوفية الذين يقولون أن الاولياء أفضل من الأنبياء . كما حكى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الاجماع على أفضلية الأنبياء و علو منزلتهم على الخلق .
*حياته : ذهب جمهور لأهل العلم من أنه على قيد الحياة ، و تمسكوا ببعض الأحاديث ، لكنها في الجملة لا تصح .

5- الايمان بكرامات الأولياء من أصول أهل السنة و الجماعة .

6- لا مانع أن يتعلم الفاضل من المفضول ، كما في علم الحديث هنالك رواية الأكابر عن الأصاغر و الشيوخ على التلاميذ و هذا دليل على التواضع و حب العلم .

7- و فيه استحباب السفر مع أهل العلم و الاستفادة .

8- و فيه اشارة ال أن الطالب ينبغي له أخذ العلم عن أهله الثقات الأكفاء الذين جمعوا بين سلامة المعتقد و سدادة المنهج و وفرة العلم و العمل الصالح .

9- عاتب الله جل و علا موسى عليه السلام لأنه لم يرد العلم اليه فأخبره بأن من هناك من هو أعلم منه ألا وهو الخضر ، كما في رواية أخرى .

10- و فيه جواز التماري و الجدال في العلم اذا كان على وجه معرفة الحق و الوصول اليه لا على وجه التعنت و البروز .

11- جواز مناظرة من هو الأعلم اذا كانت المناظرة مبنية على الأدلة لأن ابن عباس رضي الله عنهما أعلم من الحر بن قيس .

11- وفيه ايضا جواز المناظرة في الطريق و لا تشترط ان تعقد في المساجد .

12- وفيه من أدب ابن عباس رضي الله عنهما من وجهين : الوجه الأول : أنه يناظر أصحابه و لم يقل انا أعلم منكم وكذا وكذا .
الوجه الثاني : أنه سأل أبيا ابن كعب رضي الاه عنه و لم يستأثر بعلمه .

12- و فيه أنه من أدب العلم الرجوع لأهل العلم عند الخلاف لحله .كما أمرنا الله في كتابه .

13- و فيه الوجوب الرجوع الى السنة و الاحتجاج بها لاسيما في تفسير القران .

14- و فيه أن السنة مبينة لمجمل القران ، فقد جاءت السنة و بينت أن موسى هو موسى بني اسرائيل و اسم العبد ألا وهو الخضر .

📝
انتقاها : أبو أيوب صهيب زين .

]📼السابع / شرح 📓 العلم من ص البخاري ] .


ﺑﺎﺏ : ﻟﻴﺒﻠّﻎ ﺍﻟﻌﻠﻢَ ﺍﻟﺸّﺎﻫﺪُ ﺍلغائب .

��
الحديث :
حَدثنَا مُسَدّد، ثَنَا بشر، ثَنَا ابْن عون، عَن ابْن سِيرِين، عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي بكرَة، عَن أَبِيه قَالَ: «ذكر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنه قعد على بعيره وَأمْسك إِنْسَان بخطامه- أَو يزمامه- قَالَ: أَي يَوْم هَذَا؟ فسكتنا حَتَّى ظننا أَنه سيسميه بِغَيْر اسْمه. قَالَ: أَلَيْسَ يَوْم النَّحْر؟ فَقُلْنَا: بلَى. قَالَ: فَأَي شهر هَذَا؟ فسكتنا حَتَّى ظننا أَنه سيسميه بِغَيْر اسْمه. قَالَ: الْيَسْ ذِي الْحجَّة؟ قُلْنَا: بلَى. قَالَ: فَإِن دمائكم وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ بَيْنكُم حرَام، كَحُرْمَةِ يومكم هَذَا، فِي شهركم هَذَا، فِي بدلكم هَذَا، ليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب، فَإِن الشَّاهِد عَسى أَن يبلغ من هُوَ أوعى لَهُ مِنْهُ». متفق عليه.

��
فوائد الحديث:

1 - فأمسك بخطامه او زمامه : في هذا بيان لحرص الراوي على سلامة اللفظ و صحته .واستفدنا من هذا أن الشك ممن دون أبي بكرة لا منه . وفائدة إمساك الخطام صون البعير عن الاضطراب حتى لا يشوش على راكبه .

2-1 وفيه جواز القعود على ظهر الدواب وهي واقفة إذا احتيج إلى ذلك ، وحمل النهي الوارد في ذلك على ما إذا كان لغير ضرورة لو قال لغير حاجة لكان أصح .

2 - سميت الأشهر الحرم بذلك لأن العرب كانت تمنع فيها القتال فلما جاء الاسلام أقر ذلك .

3- رب : حرف جر يفيد التقليل و يفيد التكثير على حسب سياق الكلام ، و هنا في الحديث المراد به التقليل ، لأن السامعين كثر لكن من يفهم قليل .

4- في الحديث بيان الفائدة من تبليغ العلم ، لأنه قد يصل الفقيه أو العالم فيقف فيه على أسراره و فوائده و احكامه مما يكون قد فات الشاهد .

5- من فوائد نشر العلم حفظه لأن في الاعتماد عليه مكتوبا تعريضه للضياع .

6- جواز القعود على الدابة ولا يعتبر ذلك من التعذيب .قال تعالى {و الخيل و البغال و الحمير لتركبوها } لكن للضرورة و الحاجة .

7- مشروعية الخطبة بمنى يوم النحر .

8- استحباب الخطبة على مكان عال ، لأنه عليه الصلاة و السلام ارتفع لما جلس على البعير حتى يرى و يسمع فيكون الكلام أبلغ و أوضح .

9- و فيه جواز استعمال الاشارة من باب الايضاح ، كما حلق عليه الصلاة و السلام بين أصابعه في تبيينه لفتنة يأجوج و مأجوج و كم فتح من الردم .

10- استحباب خدمة العالم لان أبا بكرة كان يمسك البعير حتى لا يشوش على النبي عليه الصلاة و السلام وهو يتكلم .

11- وفيه من أدب العلم سؤال العالم تلاميذه حتى يحضر أذهانهم و ينشط عقولهم ، لأن النبي عليه الصلاة و السلام قال للصحابة : («أتَدْرُونَ أيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ ».«أيُّ شَهْرٍ هَذَا». «أيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟» ) .

12- و فيه من أدب العلم ان العالم اذا سأل الطلاب فلم يجيبوا ينبغي ان يقرب اليهم الجواب .

13- وفيه من أدب العلم استحباب مراعاة هيبة العالم و وقاره ، لأن الصحابة رضي الله عنهم لما سألهم النبي عليه الصلاة و السلام قالوا : ( اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ ) .

14- و فيه من أدب العلم أن من سئل عن مسألة لا يعلمها ان يقول "اللهُ أعْلَمُ" و هذا دليل على الورع و لا ينقص من قدره بل يرفعه،فهؤلاء الصحابة -رضوان الله عليهم- وقالوا : "اللهُ أعْلَمُ" .

15- تعظيم الدماء و الأموال و الأعراض ، كما قال عليه الصلاة و السلام : ( فَإِن دمائكم وَأَمْوَالكُمْ وَأَعْرَاضكُمْ بَيْنكُم حرَام) ، و أن الأصل في هذه المقاصد الثلاث الحرمة فلا تباح الا بنص أو اجماع .

16- وفيه أن الشريعة جاءت للمحافظة على خمسة أمور : الدين ، النفس ، العرض ، المال و العقل و تسمى هذه الخمسة مقاصد الشريعة الاسلامية ، و قد اتفقت الشرائع كلها على المحافظة عليها و صيانتها .

17- و فيه انه ينبغي رد الأمور كلها للشارع ، لأن الصحابة كانوا يعلمون الأجابة ، لكن ظنوا أنه سيسميها بغير اسمائها عليه الصلاة و السلام ، و لأنهم علموا أنه صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليه ما يعرفونه من الجواب ، فسلوا للشرع و قالوا : "الله اعلم" .

18- و فيه ايضا اشارة الى اثبات ما يسمى بالحقيقة الشرعية ،فالحقائق ثلاثة أقسام ،و الحقيقة الشرعية : هي الألفاظ التي تصرف فيها الشارع و نقلها من مدلولها اللغوي الى معناها الشرعي ، و مثالها : الصلاة فأصل الصلاة الدعاء فتصرف الشارع و نقلها عن هذا المعنى الى المعنى الشرعي فصارت عبادة مخصوصة بهيئة مخصوصة في اوقات مخصوصة و كذلك الزكاة و نحو ذلك .

19- استحباب ضرب الأمثال و الأشباه و الحاق النظير بنظيره لقوله عليه الصلاة و السلام : ( كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ) و فائدتها تنزيل المعقول منزلة المحسوس و تقريب الفهم .

20- و فيه من أدب العلم و التعليم انه يجب تبليغ هذا للعلم و تبيينه و نشره لقوله عليه الصلاة و السلام : ( فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ ) .

21- و فيه جواز تحمل العلم قبل الأهلية .

22- و فيه ايضا أنه لا يشترط في التحمل ان يكون المتحمل فقيها .

23- وفيه فضل حفظ العلم لقوله عليه الصلاة و السلام : ( فَإِن الشَّاهِد عَسى أَن يبلغ من هُوَ أوعى لَهُ مِنْهُ ) .

24- فضل الفهم في العلم لان النبي عليه للصلاة و السلام أثنى على المبلغ -بفتح اللام- .و في المقابل قد يحرم العلم من لا يحضر ذهنه و لا يفهم .

25- من أدب العلم أنه ينبغي على المعلم انه اذا تكلم على مسألة عظيمة أن يبين عظمتها بتكرار اللفظ و تشبيهه بشيء عظيم و نحو ذلك لأنه أبلع في الزجر أو النصح...

26- استحباب التوطئة أمام المسائل العظيمة لبيان مدى أهميتها و عظمتها .

27- و فيه أنه قد يوجد من المتأخرين من هو أفقه من المتقدمين لكنه قليل و قد وجد هذا . قال عليه الصلاة و السلام : ( فَإِن الشَّاهِد عَسى أَن يبلغ من هُوَ أوعى لَهُ مِنْهُ).

28- و فيه أن تفسير الراوي أولى من تفسير غيره و هذا ما قرره علماء الأصول بقاعدة «الراوي أدرى بمرويه من غيره» .قال عليه الصلاة و السلام : (فَرب حَامِل فقه إِلَى من هُوَ أفقه مِنْهُ، وَرب حَامِل فقه لَيْسَ بفقيه)

29- وفيه ايضا دلالة على أن حضور مجالس العلم فرض كفاية و لو كان فرض عين لما أمر النبي عليه الصلاة و السلام بتبليغ العلم .

30- وفيه فضل حضور مجالس العلم و بيان فضل تبليغه و نشره . لأن النبي عليه الصلاة و السلام أمر به ، حتى وان لم يكن الحاضر فقيها يكفيه شرف الحضور ، و هذا يدخل في عموم قوله عليه الصلاة و السلام : ( ان العلماء ورثة الانبياء ).

31- وفيه أنه اذا تعارض دليلان أحدهما يوافق الأصل و الثاني ناقل للأصل فاننا نقدم الناقل للأصل على الموافق للأصل ، قوله ( «أتَدْرُونَ أيُّ يَوْمٍ هَذَا؟ ».«أيُّ شَهْرٍ هَذَا». «أيُّ بَلَدٍ هَذَا ؟») تحريمه لهذه الاشياء موافق للاصل فقد جاء تحريمها قبل التشريع ثم ذكرهم النبي صلى الله عليه و سلم بشيء زائد على هذا الأصل و كان مباجا عنده و قال ( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ) فتحريم الدماء و الأموال و الأعراض هذا ناقل عن الأصل و تحريم البلد و اليوم و الشهر يوافق الأصل ، فنقدم الناقل على الموافق اذا اجتمعا .

32- وفيه أيضا دليل على أن المفاسد تتفاوت بحسب تفوات جرمها و عظمها لقوله عليه الصلاة و السلام : ( فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ ) فحرمتها أعظم من حرمة اليوم و البلد و الشهر ، و فائدة هذا عند اجتماع المفاسد فاننا ندفع المفسدة الكبرى بارتكاب المفسدة الصغرى ان كان لابد .


ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺟﻌﻞ ﻷ‌ﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣwﺔ .

💧
الحديث :

ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺷﻴﺒﺔ ﻗﺎﻝ: ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺟﺮﻳﺮ ﻋﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻭﺍﺋﻞ ﻗﺎﻝ: ﻛﺎﻥ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺧﻤﻴﺲ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺭﺟﻞ : ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻮﺩﺩﺕ ﺃﻧﻚ ﺫﻛﺮﺗﻨﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ . ﻗﺎﻝ : ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻪ ﻳﻤﻨﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻲ ﺃﻛﺮﻩ ﺃﻥ ﺃﻣﻠﻜﻢ ، ﻭﺇﻧﻲ ﺃﺗﺨﻮﻟﻜﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﻋﻈﺔ ، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ صلى الله عليه وسلم ﻳﺘﺨﻮﻟﻨﺎ ﺑﻬﺎ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺂﻣﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ .

💦
فوائد الحديث :

1- استحباب تعيين يوم من العلم أو الدرس لئلا ينقطع الناس عن أشغالهم و يستعدوا له .

2- اثر عن كثير من السلف انهم كانوا يعلمون و يذكرون الناس يوم الخميس .

3- ماكان عليه الصحابة من الحرص في الاقتداء بالنبي عليه الصلاة و السلام .

4- وفيه منقبة لابن مسعود رضي الله عنه .

5- جواز اجتهاد الصحابة بعد موت النبي عليه الصلاة و السلام . و أفعال الصحابة حجة و هم أدرى من غيرهم بسنة النبي عليه الصلاة و السلام .


بَاب : ’’مَنْ يــــــــــــــــــُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيــــــــــــــــــــــــــْرًا يُفَقـــــــــــِّهْهُ فِـــــــــــــي الدِّيـــــــــــــــــــــــــــــنِ
’’

🔸
الحديث :
حدثنا سعيد بن عفير قال حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال قال حميد بن عبد الرحمن سمعت معاوية خطيبا يقول : ’’سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ’’

💠
فوائد الحديث :

1- فضل الفقه في الدين و الحث و عليه

2- النصوص الواردة في فضل العلم المقصود بها العلم الشرعي و التفقه فيه .اما العلوم الدنيوية اذا نوى بها العبد نفع العباد و البلاد فهذا يؤجر عليه .

3- وجوب التفقه في الدين و معرفة الأحكام العملية كأحكام الطهارة و الصلاة و نحوها .

4- وفيه فضل العلماء الفقهاء على الناس

5- اثبات الارادة لله عز و جل وهي نوعان :
*ارادة كونية تشمل المؤمن و الكافر وما يحب و ما يبغض .قال تعالى: ( انما أمره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ).
*ارادة شرعية : تتعلق برضاه و محبته سبحانه .قال تعالى:( يريد بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ).

6-وفيه ذم الجهل لأن الجاهل لم يرد الله به خيرا و اذا لم يرد به خيرا أراد به شرا .

7- الحث على نشر العلم على المنبر حتى تعم الفائدة فمعاوية رضي الله عنه حدث بهذا الحديث على المنبر حتى يستفيد منه الناس و يعوه .

8- و فيه منقبة لمعاوية رضي الله عنه لحرصه على نفع الأمة بنشر العلم و تعليمه .

9- وفيه رد على الروافض عليهم من الله ما يستحقون

10- و فيه ان القاسم من اسماء النبي عليه الصلاة و السلام .

11- من صفات الله عز و جل العطاء و من أسمائه المعطي كما ثبت في رواية أخرى للمصنف و الله عز و جل يعطي من يشاء و يمنع من يشاء .

12- و فيه وجوب الايمان بالقدر و ان الرزق و الفقر بيد الله كما ثبت في كثير من الايات .

13- و فيه اثبات الأسباب لقوله عليه الصلاة و السلام ( انما انا قاسم ) فكان سببا في ذلك

14- مدى انقياد النبي عليه الصلاة و السلام لربه و امتثاله لأمره .

15- وفيه ايضا ان الولاة على الأموال ليس لهم ان يقسموها كيفما شاؤوا انما هم امناء مستأمنون .

16- و فيه دلالة على انه عليه الصلاة و السلام ليس بمالك لهذه الأموال الشرعية من الفيء و الغنائم و نحوها .

17- من أصول الخوارج معارضة احاديث النبي عليه الصلاة و السلام بظواهر القران .

18- و فيه دلالة على وجوب الرضا بقسمة النبي إعليه الصلاة و السلام لأنها من وحي الله .

19- وفيه اشارة الى ان النبي اختار أعلى المنزلتين ذلك انه اختار ان يكون عبدا رسولا على أن يكون ملكا رسولا .

20- و فيه ان مصرف الخمس و الفيء واحد و انه لله و لرسوله .
و الفيء : هو ما اخذ من مال الكافر دون قتال .كأن يستولي المؤمنون عليها بعد هروب العدو .
و الغنيمة تكون بعد القتال .

21- و فيه أن هذه الأمة هي اخر الأمم لقوله عليه الصلاة و السلام : ( حتى تقوم الساعة ) .
📼الشريط الخامس .



افتراضي *فائدة و رد شبهة*
قال الشيخ المحقق عبد المجيد جمعة -حفظه الله- :

قال بعض أهل العلم أنه ينبغي ترجيح نبوة الخضر عليه السلام سدا للذريعة أمام الصوفية الذين يقولون أن الاولياء أفضل من الأنبياء . وهو باعتبار ما دلت عليه الأدلة نبي عليه السلام .
وقد حكى شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الاجماع على أفضلية الأنبياء و علو منزلتهم على الخلق .

منتقاة من :
[ الشريط السابع \من شرح كتاب العلم من صحيح البخاري ] .

رد مع اقتباس