عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 24 Apr 2014, 11:12 AM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي

أحسن الله إليك أخي الحبيب مهدي، وبارك في ما أفدتم به إخوانكم من الكلام عن الحديث رواية ودراية.
ومن أحسن ما قرأت في أدب المجالس الخاصة، كلام الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله كما في محاضرته حقوق الأخوة.
قال حفظه الله :
"المظهر الثالث من مظاهر حفظ العرض أن تحفظ أسراره, وأسراره هي التي بثها إليك، بثّ إليك نظرا له، بثّ إليك رأيا رآه في مسألة, تكلمتم في فلان، فقال لك رأيا له في فلان، تكلمتم في مسألة فله رأي فيها بثَّه إليك؛ لأنك من خاصته، ولأنك من أصحابه، ربما يخطئ وربما يصيب، فإذا كنت أخا صادقا له فإنما بث إليك ذلك لتحفظه لا لأن تشيعه، لأن مقتضى الأخوة الخاصة أن يكون ما بين الأحباب سر، كما جاء في الحديث الذي رواه أبو داوود في سننه «الرجل إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت عنه فهي أمانة» هي أمانة، والله جل وعلا أمرنا بحفظ الأمانات، وحفظ الأعراض، لأنّك إذا ذكرت هذا الرأي منه، فإن الناس سيقعون فيه، ترى منه رأيا عجيبا، تقول فلان يرى هذا الرأي، فلان يقول في فلان كذا، ما معنى الأخوَّة؟ هل تُشيع عنه ما يرغب أن يُشاعَ عنه؟ بل أعظم من ذلك أن يأتي أخ بينه وبين أخيه عقد أخوّة خاصة فيستكتمه على حديث فيقول: هذا الحديث خاص بك لا تخبر به أحدا. فيأتي هذا الثاني ويخبر ثالثا ويقول: هذا خاص بيني وبينك ولا تخبر أحدا. ثم ينتشر في المجتمع والأول غافل عنه، كما قال الشاعر:
وكل سرٍّ جاوز الاثنين فإنه **** بنفس وتكسيرِ الحديثِ قمين
فهذا واقع، فإن المرء إذا اصطفى آخر؛ إذا اصطفى صاحبا له، أخا له فأخبره بسر، فلا بد من الكتمان، خاصة إذا استأمنه عليه، فإذا لم يستأمنه عليه فكما قال النبي ( «إذا حدَّث الرجلُ الرجلَ بحديث ثم التفت عنه فهي أمانة» فكيف إذا استكتمه إياه، ولم يأذن له بذكره، من مظاهر حفظ العرض أن يُحجم المرء عن ذكر المساوئ التي رآها في أخيه، أو في أهله أو في قرابته، أو في ما سمع منه، مثلا واحد يتّصل بأخيه، فيسمع -وهذا ساكن مثلا مع أهله أو منفرد- فيسمع في بيته ما لا يُرضي، فيذهب ويخبر؛ يقول: سمعت في بيت فلان كذا وكذا، وكذا. أو يراه على حال ليست بمحمودة، فيذهب يخبر بمساوئه، ليس هذا من حفظ العرض، بل هذا من انتهاك العرض، والواجب عليك أن تحفظ عرض أخيك، وإذا سمعت شيئا عنه، أو رأيته هو على حال، أو تكلم بمقال، أو رأيته على شيء لن يحمد، أو نحو ذلك فحفظ عرضه هو الواجب، لا أن تبذل عرضه، وأن تتكلم فيه؛ لأن العرض مأمور أنت بحفظه، والمسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. مسألة النصيحة تأتي إن شاء الله بحق خاص فيما يكون بين الإخوان من التناصح".


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاوية كمال الجزائري ; 24 Apr 2014 الساعة 12:42 PM
رد مع اقتباس