عرض مشاركة واحدة
  #33  
قديم 17 Feb 2020, 01:18 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي





يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله وهو يتابع الحديث عن هداية الله لخلقه في معاشهم، من كتاب: شفاء العليل/الباب الرابع عشر:

..."فَـمَن هدى الأنثى من السّـِبَاع إذا وضعت ولدها أن ترفعه في الهواء أيّامًا، تهرب به من الذر والنمل لأنّها تضعه كقطعة من لحم فهي تخاف عليه الذر والنمل فلا تزال ترفعه وتضعه وتحوّله من مكان إلى مكان حتّى يشتدّ.

وقال ابن الأعرابي: "قيل لشيخ من قريش: مَن علّمك هذا كله وإنّما يعرف مثله أصحاب التّجارب والتّكسّب؟
قال: علّمني الله ما علّم الحمامة، تقلب بيضها حتى تعطي الوجهين جميعا نصيبهما من حضانتها، ولخوف طباع الأرض على البيض إذا استمرّ على جانب واحد"

وقيل لآخر: "مَن علّمك اللّجاج في الحاجة والصبر عليها وإن استعصت حتى تظفر بها؟ قال: مَن علّم الخنفساء، إذا صعدت في الحائط تسقط ثم تصعد ثم تسقط مرارا عديدة حتى تستمرّ صاعدة"

وقيل لآخر: "مَن علّمك البكور في حوائجك أوّل النهار لا تخلّ به؟ قال: مَن علّم الطّير تغدو خماصا كلّ بكرة في طلب أقواتها على قربها وبعدها، لا تسأم ذلك، ولا تخاف ما يعرض لها في الجوّ والأرض"،

وقيل لآخر: "مَن علّمك السُّكون والتّحفّظ والتّماوت حتى تظفر بإربك، فإذا ظفرت به وثبت، وثوب الأسد على فريسته؟ فقال: الّذي علّم الهرّة أن ترصد جحر الفأرة فلا تتحرّك ولا تتلوّى ولا تختلج، كأنّها ميتة، حتّى إذا برزت لها الفأرة وثبت عليها كالأسد"

وقيل لآخر: "مَن علّمك الصبر والجلد والاحتمال وعدم السكون؟ قال:مَن علّم أبا أيّوب صبره على الأثقال والأحمال الثقيلة و المشي والتعب وغلظة الجمال وضربه. فالثقل والكلّ على ظهره ومرارة الجوع والعطش في كبده وجهد التعب والمشقة ملأ جوارحه ولا يعدل به ذلك عن الصّبر"

وقيل لآخر: "مَن علّمك حسن الإيثار والسماحة بالبذل؟ قال: مَن علّم الدّيك، يصادف الحبّة في الأرض وهو يحتاج إليها، فلا يأكلها، بل يستدعي الدجاج ويطلبهن طلبا حثيثا حتى تجيء الواحدة منهن فتلقطها، وهو مسرور بذلك طيّب النفس به.
وإذا وضع له الحَبّ الكثير، فرّقه هاهنا وهاهنا، وإن لم يكن هناك دجاج، لأنّ طبعه قد ألف البذل والجود، فهو يرى من اللُّؤم أن يستبدّ وحده بالطعام"

وقيل لآخر: "مَن علّمك هذا التّحيّل في طلب الرزق ووجوه تحصيله؟ قال: مَن علّم الثعلب تلك الحِيَل، التي يعجز العقلاء عن علمها وعملها، وهي أكثر من أن تُذكر"

ومَن علّم الأسد إذا مشى وخاف أن يقتفى أثره ويطلب، عفى أثر مشيته بذنبه. ومَن علّمه أن يأتي إلى شبله في اليوم الثالث من وضعه، فينفخ في منخريه، لأنّ اللبؤة تضعه جروا كالميت، فلا تزال تحرسه حتى يأتي أبوه فيفعل به ذلك. ومَن ألهم كِرَام الأسود وأشرافها أن لا تأكل إلاّ من فريستها، وإذا مرّ بـفريسة غيره لم يدنُ منها، ولو جهده الجوع.
ومَن علّم الأسد أن يخضع للببر ويذلّ له إذا اجتمعا حتى ينال منه له.

ومن عجيب أمره أنّه إذا استعصى عليه شيء من السّـِبَاع، دعا الأسد، فأجابه إجابة المملوك لمالكه، ثم أمره فربض بين يديه فيبول في أذنيه، فإذا رأت السّباع ذلك، أذعنت له بالطاعة والخضوع.

ومَن علّم الثعلب، إذا اشتد به الجوع أن يستلقي على ظهره، ويختلس نفسه إلى داخل بدنه حتى ينتفخ، فيظنّ الظّان أنّه ميتة فيقع عليه، فيثب على مَن انقضى عمره منها.

ومَن علّمه إذا أصابه صدع أو جرح أن يأتي إلى صبغ معروف فيأخذ منه ويضعه على جرحه كالمرهم.

ومَن علّم الدبّ، إذا أصابه كلم، أن يأتي إلى نبت قد عرفه، وجهله صاحب الحشائش، فيتداوى به، فيبرأ.

ومَن علّم الأنثى من الفيلة إذا دنا وقت ولادتها أن تأتي إلى الماء فتلد فيه، لأنّها دون الحيوانات لا تلد إلاّ قائمة، لأنّ أوصالها على خلاف أوصال الحيوان وهي عالية، فتخاف أن تسقطه على الأرض فينصدع أو ينشق، فتأتي ماءً وسطًا، تضعه فيه، فيكون كالفراش اللّيّن والوطاء النّاعم.

ومَن علّم الذّباب، إذا سقط في مائع أن يتقي بالجناح الذي فيه الداء دون الآخر.

ومَن علّم الكلب، إذا عاين الظباء أن يعرف المعتل من غيره، والذكر من الأنثى، فيقصد الذكر، مع علمه بأنّ عدوه أشدّ وأبعد وثبة، ويدع الأنثى على نقصان عدوها، لأنّه قد علم أنّ الذكر إذا عدا شوطا أو شوطين، حقن ببوله. وكل حيوان إذا اشتد فزعه فإنّه يدركه الحقن، وإذا حقن الذكر لم يستطع البول مع شدّة العدو، فيقلّ عدوه، فيدركه الكلب. وأمّا الأنثى، فتحذف بولها، لسعة القبل وسهولة المخرج، فيدوم عدوها.

ومَن علّمه أنّه إذا كسا الثلج الأرض أن يتأمل الموضع الرقيق الذي قد انخسف، فيعلم أنّ تحته جحر الأرنب، فينبشه ويصطادها، علما منه بأنّ حرارة أنفاسها تذيب بعض الثلج، فيرقّ.

ومَن علّم الذئب إذا نام أن يجعل النوم نوبا بين عينيه، فينام بإحداهما حتى إذا نعست الأخرى نام بها وفتح النائمة حتى قال بعض العرب:

ينام بإحدى مقلتيه ويتّقي ∗∗∗ بأخرى المنايا فهو يقظان نائم.

ومَن علّم العصفورة إذا سقط فرخها أن تستغيث، فلا يبقى عصفور بجوارها حتى يجيء، فيطيرون حول الفرخ ويحرّكونه بأفعالهم، ويحدثون له قوّة وهمّة وحركة حتى يطير معهم.
قال بعض الصيّادين: ربّما رأيت العصفور على الحائط، فأومئ بيدي كأنّي أرميه فلا يطير. وربّما أهويت إلى الأرض كأنّي أتناول شيئا، فلا يتحرّك. فإن مسست بيدي أدنى حصاة أو حجر أو نواة، طار قبل أن تتمكّن منها يدي.

ومَن علّم الحمامة إذا حملت أن تأخذ هي والأب في بناء العش وأن يقيما له حروفا تشبه الحائط ثم يسخناه ويحدثا فيه طبيعة أخرى ثم يقلبان البيض في الأيام. ومَن قسّم بينهما الحضانة والكدّ، فأكثر ساعات الحضانة على الأنثى وأكثر ساعات جلب القوت على الأب. وإذا خرج الفرخ علما ضيق حوصلته عن الطعام فنفخا فيه نفخا متداركا حتى تتسع حوصلته ثم يزقانه اللعاب أو شيئا قبل الطعام وهو كاللبأ للطفل، ثم يعلمان احتياج الحوصلة إلى دباغ، فيزقانه من أصل الحيطان من شيء بين الملح والتراب تندبغ به الحوصلة، فإذا اندبغت زقاه الحَبّ. فإذا علما أنّه أطاق اللقط، منعاه الزق على التدريج، فإذا تكاملت قوته، وسألهما الكفالة، ضرباه.

ومَن علّمهما إذا أراد السفاد أن يبتدئ الذكر بالدعاء فتتطارد له الأنثى قليلا لتذيقه حلاوة المواصلة ثم تطيعه في نفسها ثم تمتنع بعض التمنع ليشتد طلبه وحبه، ثم تتهادى وتتكسل وتريه معاطفها وتعرض محاسنها ثم يحدث بينهما من التغزل والعشق والتقبيل والرشف ما هو مشاهد بالعيان. ومَن علّم المرسلة منها إذا سافرت ليلا أن تستدل ببطون الأودية ومجاري المياه والجبال ومهاب الريح ومطلع الشمس ومغربها فتستدلّ بذلك وبغيره إذا ضلّت، فإذا عرفت الطريق مرّت كالريح.

ومَن علم اللبب وهو صنف من العناكب، أن يلطأ بالأرض ويجمع نفسه، فيري الذبابة أنّه لاه عنها، ثم يثب عليها وثوب الفهد.

ومَن علّم العنكبوت، أن تنسج تلك الشبكة الرفيعة المحكمة، وتجعل في أعلاها خيطا، ثم تتعلّق به، فإذا تعرقلت البعوضة في الشبكة، تدلّت إليها، فاصطادتها.

ومَن علّم الظبي، أنّه لا يدخل كناسة إلاّ مستدبرا، ليستقبل بعينيه ما يخافه على نفسه وخشفه.

ومَن علّم السِّنَّوْر، إذا رأى فأرة في السقف، أن يرفع رأسه كالمشير إليها بالعود ثم يشير إليها بالرجوع، وإنّما يريد أن يدهشها، فتزلق فتسقط.

ومَن علّم اليربوع، أن يحفر بيته في سفح الوادي، حيث يرتفع عن مجرى السيل، ليسلم من مدق الحافر ومجرى الماء ويعمقه ثم يتخذ في زواياه أبوابا عديدة ويجعل بينها وبين وجه الأرض حاجزا رقيقا، فإذا أحس بالشر فتح بعضها بأيسر شيء وخرج منه. ولمّا كان كثير النسيان، لم يحفر بيته إلاّ عند أكمة أو صخرة، علامة له على البيت، إذا ضلّ عنه.

ومَن علّم الفهد، إذا سمن أن يتوارى، لثقل الحركة عليه، حتى يذهب ذلك السمن، ثم يظهر.

ومَن علّم الأيل، إذا سقط قرنه، أن يتوارى، لأنّ سلاحه قد ذهب، فيسمن لذلك فإذا كمل نبات قرنه، تعرض للشمس والريح وأكثر من الحركة ليشتدّ لحمه ويزول السمن المانع له من العدو.

وهذا باب واسع جدا ويكفي فيه قوله سبحانه: ﴿وَما مِن دابَّةٍ في الأرْضِ ولا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إلاَّ أُمَمٌ أمْثالُكم ما فَرَّطْنا في الكِتابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ والَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وبُكْمٌ في الظُّلُماتِ مَن يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ ومَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ

وقد قال النّبي ﷺ: "لولا أنّ الكلاب أمّة من الأمم لأمرت بقتلها" وهذا يحتمل وجهين أحدهما:
-أن يكون إخبارا عن أمر غير ممكن فعله وهو أنّ الكلاب أمّة لا يمكن إفناؤها لكثرتها في الأرض، فلو أمكن إعدامها من الأرض لأمرت بقتلها.

-والثاني: أن يكون مثل قوله: "أمن أجل أن قرصتك نملة، أحرقت أمّة من الأمم تسبّح" فهي أمّة مخلوقة بحكمة ومصلحة، فإعدامها وإفناؤها يناقض ما خلقت لأجله، والله أعلم بما أراد رسوله. قال ابن عباس في رواية عطاء: ": ﴿إلاَّ أُمَمٌ أمْثالُكُمْ﴾ يريد، يعرفونني ويوحّدونني ويسبّحونني ويحمدونني"، مثل قوله تعالى: ﴿وَإنْ مِن شَيْءٍ إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِه﴾ ومثل قوله: ﴿ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن في السَّماواتِ والأرْضِ والطَّيْرُ صافّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وتَسْبِيحَهُ﴾، ويدلّ على هذا قوله تعالى: ﴿ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن في السَّماواتِ ومَن في الأرْضِ والشَّمْسُ والقَمَرُ والنُّجُومُ والجِبالُ والشَّجَرُ والدَّوُابّ﴾، وقوله: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ مِن دابَّةٍ﴾، ويدل عليه قوله تعالى: ﴿يا جِبالُ أوِّبِي مَعَهُ والطَّيْرَ﴾، ويدلّ عليه قوله: ﴿وَأوْحى رَبُّكَ إلى النَّحْل﴾، وقوله: ﴿قالَتْ نَمْلَةٌ يا أيُّها النَّمْلُ﴾ وقول سليمان: ﴿عُلِّمْنا مَنطِقَ الطَّيْرِ﴾ وقال مجاهد: "أمم أمثالكم أصناف مصنفة تعرف بأسمائها". وقال الزجاج: "أمم أمثالكم في أنّها تبعث".

وقال ابن قتيبة: "أمم أمثالكم في طلب الغذاء وابتغاء الرزق وتوقّي المهالك"

وقال سفيان بن عيينة: "ما في الأرض آدمي إلاّ وفيه شَبَه من البهائم" فمنهم مَن يهتصر اهتصار الأسد، ومنهم مَن يعدو عدو الذئب، ومنهم مَن ينبح نباح الكلب، ومنهم مَن يتطوّس كفعل الطاووس، ومنهم مَن يشبه الخنازير التي لو ألقي إليها الطعام، عافته، فإذا قام الرجل عن رجيعه، ولغت فيه، فلذلك تجد من الآدميين مَن لو سمع خمسين حكمة، لم يحفظ واحدة منها، وإن أخطأ رجل تروّاه وحفظه. قال الخطابي: "ما أحسن ما تأول سفيان هذه الآية واستنبط منها هذه الحكمة"، وذلك أنّ الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره وجب المصير إلى باطنه، وقد أخبر الله عن وجود المماثلة بين الإنسان وبين كل طائر ودابة، وذلك ممتنع من جهة الخلقة والصورة، وعدم، من جهة النطق والمعرفة، فوجب أن يكون منصرفا إلى المماثلة في الطباع والأخلاق، وإذا كان الأمر كذلك، فاعلم أنّك إنّما تعاشر البهائم والسباع. فليكن حذرك منهم، ومباعدتك إيّاهم، على حسب ذلك". انتهى كلامه.

والله سبحانه قد جعل بعض الدواب كسوبا محتالا، وبعضها متوكلا غير محتال، وبعض الحشرات يدخر لنفسه قوت سنته، وبعضها يتكل على الثقة بأنّ له في كل يوم قدر كفايته رزقا مضمونا وأمرا مقطوعا، وبعضها: يدخر وبعضها: لا تكسّب له، وبعض الذكورة يعول ولده، وبعضها: لا يعرف ولده ألبتة، وبعض الإناث تكفل ولدها لا تعدوه، وبعضها: تضع ولدها وتكفل ولد غيرها، وبعضها: لا تعرف ولدها إذا استغنى عنها، وبعضها: لا تزال تعرفه وتعطف عليه.

وجعل بعض الحيوانات يتمها من قبل أمهاتها وبعضها يتمها من قبل آبائها، وبعضها: لا يلتمس الولد، وبعضها: يستفرغ الهم في طلبه، وبعضها: يعرف الإحسان ويشكره، وبعضها: ليس ذلك عنده شيئا، وبعضها: يؤثر على نفسه، وبعضها: إذا ظفر بما يكفي أمّة من جنسه لم يدع أحدا يدنو منه. وبعضها: يحب السفاد ويكثر منه، وبعضها: لا يفعله في السنة إلاّ مرّة، وبعضها: يقتصر على أنثاه، وبعضها: لا يقف على أنثى ولو كانت أمّه أو أخته، وبعضها: لا تمكّن غير زوجها من نفسها، وبعضها: لا ترد يد لامس، وبعضها: يألف بني آدم ويأنس بهم، وبعضها: يستوحش منهم وينفر غاية النفار، وبعضها: لا يأكل إلاّ الطيّب. وبعضها: لا يأكل إلاّ الخبائث، وبعضها: يجمع بين الأمرين، وبعضها: لا يؤذي إلا مَن بالغ في أذاها، وبعضها: يؤذي مَن لا يؤذيها، وبعضها: حقود لا تنسى الإساءة. وبعضها: لا يذكرها ألبتة. وبعضها: لا يغضب، وبعضها: يشتد غضبه فلا يزال يسترضى حتى يرضى. وبعضها: عنده علم ومعرفة بأمور دقيقة لا يهتدي إليها أكثر الناس، وبعضها: لا معرفة له بشيء من ذلك ألبتة، وبعضها: يستقبح القبيح وينفر منه. وبعضها: الحسن والقبيح سواء عنده، وبعضها: يقبل التعليم بسرعة. وبعضها: مع الطول، وبعضها: لا يقبل ذلك بحال.

وهذا كلّه من أدلّ الدلائل على الخالق لها سبحانه وعلى إتقان صنعه وعجيب تدبيره ولطيف حكمته. فإنّ فيما أودعها من غرائب المعارف وغوامض الحيل وحسن التدبير والتأني لما تريده، ما يستنطق الأفواه بـالتّسبيح ويملأ القلوب من معرفته ومعرفة حكمته وقدرته، وما يعلم به كل عاقل أنّه لم يخلق عبثا ولم يترك سدى، وأنّ له سبحانه في كل مخلوق حكمة باهرة وآية ظاهرة وبرهانا قاطعا يدل على أنّه ربّ كلّ شيء ومليكه وأنّه المنفرد بكلّ كمال دون خلقه وأنّه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم.



الصور المرفقة
نوع الملف: png سنريهم آياتنا.png‏ (726.6 كيلوبايت, المشاهدات 1510)
نوع الملف: png لذة العلم بالله.png‏ (483.5 كيلوبايت, المشاهدات 1595)
رد مع اقتباس