أما أنا فقد سررت بهذه المحاضرة جدا،لأني رأيت الرجل زعم أنه شرع في كتابة مجموع مقالات سماها:الانتقاش زعم أنه يستخرج فيها أخطاء الشيخ ربيع بالمنقاش، فوجدت من نفسي منازعة شديدة إلى معرفة مكانة هذا الرجل من العلم والفهم حتى سولت نفسه الانتصاب لمثل هذا المقام ،فدخلت إلى موقعه فكان أول ما صادفته فيه مقال له عن تفسير علامة تونس الطاهر بن عاشور رحمه الله عنوانه: السيناوية عند الطاهر بن عاشور ويقصد بالسيناوية نسبته إلى ابن سينا في منهجه وطريقة كلامه في تقرير المسائل العلمية فأدهشني كلامه جدا حتى إني لو أردت أن أصف فهمه فيه ونظره في العلم لما وجدت إلى ذلك سبيلا إلا بنقل كلامه هناك لتقوم قراءته مقام وصفه، حتى أغناني أبو معاذ جزاه الله خيرا عن ذلك بهذه المحاضرة الشاهدة على حال هؤلاء الذين خُذلوا عن الاشتغال بما ينفعهم وينفع من ابتلوا به وابتلي بهم ممن حولهم إلى الاشتغال بتنقص وعاة العلم وحملة السنة وأنصار الشريعة حقا صدقا والله المستعان.
وقد قال الشافعي رحمه الله في الطاعنين في الصحابة:أبى الله إلا أن يُجري الأجر للصحابة بعد انقطاع أعمالهم بطعن الرافضة فيهم ،فهكذا أئمة الهدى يبقي الله ممن هان عليه من خلقه فئاما يُجري على أيديهم الأجر لأوليائه.