عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10 May 2016, 11:36 PM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي أحاديث فضل البطيخ في ميزان محدث الدنيا الألباني رحمه الله

الحمد لله الذي أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث والمحرمات، والصلاة والسلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحابه أجمعين.
أما بعدُ:
فمما ينشر في هذه الأيام على صفحات التواصل الاجتماعي أحاديث في فضل البطيخ بدون ذكر مصدرها ولا من أخرجها ومن غير بيان صحيحها من سقيمها.
فأحببت أن أجمع ما وقفت عليه من أحاديث الباب مع ذكر حكم محدث الدنيا في هذا العصر الإمام الألباني رحمه الله.
وقسمتها لقسمين صحيح وضعيف:
أولا: الأحاديث الضعيفة.
• في البطيخ عشر خصال: هوطعام وشراب وريحان وفاكهة وأشنان ويغسل البطن ويكثر ماء الظهر ويزيد في الجماع ويقطع الأبردة وينقي البشرة.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في ((السلسلة الضعيفة)) رقم (4012): (باطل)، وفي ((ضعيف الجامع)) رقم (3994) قال: (موضوع).
• البطيخ قبل الطعام يغسل البطن غسلا ويذهب بالداء أصلا.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في ((السلسلة الضعيفة)) رقم (167) وفي ((ضعيف الجامع)) رقم (2374): (موضوع).
• ربيع أمتي العنب والبطيخ.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في ((ضعيف الجامع)) رقم (3093): (موضوع).
• كان أحب الفاكهة إليه: الرطب والبطيخ.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في ((السلسلة الضعيفة)) رقم (1759) وفي ((ضعيف الجامع)) رقم (4316): (ضعيف جدا).
• كان يحب من الفاكهة العنب والبطيخ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في ((ضعيف الجامع)) رقم (4541): (ضعيف).
• كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره فيأكل الرطب بالبطيخ وكان أحب الفاكهة إليه.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في ((ضعيف الجامع)) رقم (4514): (ضعيف).
• كان يعجبه البطيخ بالرطب.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في ((ضعيف الجامع)) رقم (4576): (ضعيف).
ثانيا: الأحاديث الصحيحة.
صحح الشيخ الألباني رحمه الله في ((السلسلة الصحيحة)) رقم (57) بلفظ: كان يأكل البطيخ بالرطب (فيقول: نكسر حر هذا ببرد هذا وبرد هذا بحر هذا).
وصحح حديث آخر ((السلسلة الصحيحة)) رقم (58) بلفظ: كان يأكل الرطب مع الخربز يعني البطيخ. (الخربز: نوع من البطيخ الأصفر).
تنبيه:
قال الشيخ الألباني رحمه الله في ((السلسلة الصحيحة)) تحت الحديث رقم (57): ((قال ابن القيم في "زاد المعاد" (3 / 175) بعد أن ذكره بالزيادة: "وفي البطيخ عدة أحاديث، لا يصح منها شيء غير هذا الحديث الواحد، والمراد به الأخضر وهو بارد رطب، وفيه جلاء، وهو أسرع انحدارا عن المعدة من القثاء والخيار، وهو سريع الاستحالة إلى أي خلط كان صادفه في المعدة، وإذا كان آكله محرورا انتفع به جدا، وإن كان مبرودا دفع ضرره بيسير من الزنجبيل ونحوه وينبغي أكله قبل الطعام، ويتبع به، وإلا غثى وقيأ.
وقال بعض الأطباء: إنه قبل الطعام يغسل البطن غسلا، ويذهب الداء أصلا".
وهذا الذي عزاه لبعض الأطباء قد روي مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه لا يصح، وقد سبق الكلام عليه في "الأحاديث الضعيفة" (رقم 144)، فليراجعه من شاء.
وقوله: "المراد به الأخضر"، هو الظاهر من الحديث. ولكن الحافظ رده في "الفتح" وذكر أن المراد به الأصفر، واحتج بالحديث الآتي، ويأتي الجواب عنه فيه. وهو: "كان يأكل الرطب مع الخربز يعني البطيخ")) اهـ.
ثم قال رحمه الله في ((السلسلة الصحيحة)) تحت الحديث رقم (58): ((ولذلك صحح إسناده في "الفتح" (9 / 496) بعد أن عزاه للنسائي. يعني في الكبرى. ثم قال: "و(الخربز) وهوبكسر الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر الموحدة بعدها زاي نوع من البطيخ الأصفر، وقد تكبر القثاء فتصفر من شدة الحر فتصير كالخربز كما شاهدته كذلك بالحجاز، وفي هذا تعقب على من زعم أن المراد بالبطيخ في الحديث الأخضر واعتل بأن في الأصفر حرارة كما في الرطب، وقد ورد التعليل بأن أحدهما يطفئ حرارة الآخر.
والجواب عن ذلك بأن في الأصفر بالنسبة للرطب برودة، وإن كان فيه لحلاوته طرف
حرارة. والله أعلم".
أقول: وفي هذا التعقب نظر عندي، ذلك لأن الحديثين مختلفا المخرج، فالأول من حديث عائشة، وهذا من حديث أنس فلا يلزم تفسير أحدهما بالآخر، لاحتمال التعدد والمغايرة "لاسيما وفي الأول تلك الزيادة"نكسر حر هذا ببرد هذا ..." ولا يظهر هذا المعنى تمام الظهور بالنسبة إلى الخربز، ما دام أنه يشابه الرطب في الحرارة. والله أعلم)) اهـ.
هذا ما تيسر جمعه وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
جمع
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الاثنين 2 شعبان سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 9 مايو سنة 2016 م

رد مع اقتباس