عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 04 Nov 2007, 02:10 PM
ابوعبدالله الجزائري ابوعبدالله الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 287
افتراضي

شروط لا اله الا الله
الشرط الاول:
العلم بمعناها نفيا واثباتا المنافي للجهل:
قال الله تعالى :(فاعلم انه لا اله الا الله...)(محمد:19)
-وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من مات وهو يعلم انه لا اله الا الله دخل الجنة—رواه مسلم رقم 26.
الشرط الثاني :
اليقسن المنافي للشك:
وذلك بان يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما،فان الايمان لا يغني فيه الا علم اليقين ،لا علم الظن،فكيف اذا دخله الشك.
قال الله تعالى :""انما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله اولئك هم الصادقون""-الحجرات 15-
فاشترط في صدق ايمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا-أي لم يشكوا-فاما المرتاب فهو من المنافقين –والعياذ بالله-الذين قال الله تعالى فيهم :""انما يستئذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون""التوبة 45.
-وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد ان لا اله الا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة "رواه مسلم رقم 31.
فاشترط في دخول قائلها الجنة ان يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيها،واذا انتفى الشرط انتفى المشروط.
الشرط الثالث:
القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه المنافي للرد:
قال الله تعالى :""انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون (35)ويقولون ائنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون""الصافات:35،36
-وعن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"...فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به من الهدى والعلم ،فعلم وعلم ،ومثل من لم يرفع بها راسا ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به"رواه البخاري:79ومسلم :2282.
الشرط الرابع:
الانقياد والاستسلام لما دلت عليه المنافي للترك:
قال الله تعالى :""ومن يسلم وجهه الى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى)لقمان:22.
ومعنى يسلم وجهه:أي ينقاد.
وهو محسن :أي موحد.
والعروة الوثقى :هي لا اله الا الله.
وقال تعلى:""وانيبوا الى ربكم واسلموا له من قبل ان ياتيكم العذاب ثم لا تنصرون""الزمر 54
أي اجعوا الى ربكم واستسلموا له.
-وعن عبد الله بن عمرو مرفوعا:""لا يؤمن احدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به"
قال النووي في الاربعين رقم:41:حديث حسن صحيح رويناه في كتاب الحجة باسناد صحيح.
وصححه الشيخ حافظ حكمي في كتابه "معارج القبول"2/422،وقد احتج به ابن كثير في تفسيره:""وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم""الاحزاب36.
واحتج به الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله.انظر:الواجبات المتحتمات لمعرفة الامور المهماتص:8.
وفي سنده نعيم بن حماد الخزاعي ،وقد ضعفه قوم ووثقه اخرون.
وهو حسن الحديث اذا لم يكن مما انكر عليه فيه،وقد ذكر ابن عدي في الكامل ما انكر عليه ولم يذكر هذا منها،وقال في آخر الترجمة:
تتبع ما وهم فيه فهذا فصل القول فيه.
وقال في التقريب:وقدتتبع ابن عدي ما اخطا فيه وقال :باقي حديثه مستقيم.
فاقر ابن عدي على ذلك.
قلت:وانا معهما.
الشرطالخامس:
الصدق المنافي للكذب:
وهو ان يقول هذه الكلمة مصدقا بها قلبه،فان قالها بلسانه ولم يصدق بها قلبه كان منافقا كاذبا.
قال الله تعالى: " الم. أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايُفتنون .
ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين".العنكبوت :1-3
وقال تعالى: ومن الناس من يقول أمنا بالله وباليوم الأخر وما هم بمؤمنين (7) يخادعون الله والذين أمنوا وما يخادعون إلا أنفسهم وما يشعرون (8) في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون.
-وعن انس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :ما من احد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صدقا من قلبه الا حرمه الله على النار" رواه البخاري:128 واللفظ له. ومسلم:32.
الشرط السادس:
الاخلاص المنافي للشرك والنفاق والرياء والسمعة :
والاخلاص هو :تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك.
قال الله تعالى:""فاعبد ربك مخلصا له الدين""الزمر :2.
وقال تعالى:""وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين...""البينة :5.
-
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه"رواه البخاري:99.
وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ان الله حرم على النار من قال لا اله الا الله يبتغي بذلك وجه الله".
راه البخاري:415 ومسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ،الرقم الخاص:263.
الشرط السابع:
المحبة لهذه الكلمة الطيبة المباركة ولما اقتضته ودلت عليه،ولاعلها العاملين بها الملتزمين بشروطها،وبغض من ناقض ذلك.
قال الله تعالى: ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله"البقرة:165.
وقال تعالى:""يا ايها الذين ءامنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم يحبهم ويحبونه..""المائدة :54.
-وعن انس رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" رواه البخاري :16 ومسلم :43.
فاهل لا اله الا الله يحبون الله حبا خالصا،واهل الشرك يحبونه ويحبون غيره وهذا ينافي مقتضى لا اله الا الله.
الشرط الثامن:
الكفر بالطاغواغيت :وهي المعبودات من دون الله والايمان بالله ربا وخالقا ومعبودا بحق.
قال الله تعالى:"" قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقي لا انفصام لها والله سميع عليم» «البقرة: 256».
-وعن طارق بن اشيم رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من قال لا اله الا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله"رواه مسلم رقم:23واحمد:3/472.
-قلت فلا اله الا الله جمعت بين النفي والاثبات فلا اله :نافيا جميع ما يعبد من دون الله .
والا الله :اثبات العبادة لله وحده لا شريك له.

_وقد جمعت هذه الشروط الثمانية في هذين البيتين التاليين:
علم يقين واخلاص وصدق مع محبة وانقياد والقبول لها
وزيد ثامنها الكفران منك بما سوى الاله من الاشياء قد الها
راجع لشروط لا اله الا الله كتاب "معارج القبول بشرح سلم الوصول الى علم الاصول في التوحيد" للشيخ حافظ حكمي2/418-424.
والدروس المهمة لعامة الامة لسماحة الشيخ :عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله،الدرس الثاني.

رد مع اقتباس