عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 21 May 2016, 11:21 AM
أبو أحمد مراد شابي أبو أحمد مراد شابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 75
افتراضي

.وقفة مع حملة سامحني وأسامحك قبل ليلة النصف من شعبان . . . ]
*
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد، أيها المسلم المتبع للسنة النبوية ـ سلمك الله وسددك ـ:
يشارك أفراد من المسلمين – أصلحهم الله وأكرمهم بلزوم طريق سلفهم الصالح – في حملة رسائل عبر برامج التواصل كــ”تويتر” والــ”وتس آب” والــ”فيسبوك” والــ”سناب شات” وغيرها، وذلك قُبيل منتصف شهر شعبان، شعارها:
« سامحني وأسامحك» أو « سامحتك فسامحني».
ولعل دافعهم في المشاركة مع من أطلق هذه الحملة هو حديث:
(إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ).
وأقول لنفسي ولك ولهم:
يكفينا في عدم متابعة أهل هذه الحملة، والمشاركة معهم، والترويج لهم، أمور ثلاثة:
الأول:
أن هذه الحملة لم يطلقها أئمة أهل العلم، وفقهاء الأمة الأكابر، الذين شُهد لهم بالرسوخ في العلم، والمعرفة الغزيرة بأحكام القرآن والسنة، والذين هم أعلم الناس بدين الله وشرعه، وجعلهم الله مرجعاً للناس في دينهم، يأخذونه عنهم، ويستفتونهم فيه.
وإنما أطلقها من لم يجعلهم الله مرجعًا للناس في دينه وشرعه، ولا عُرفوا بالعلم والفقه في الدين، والرسوخ فيه، ولا شُهد لهم بذلك.
فهل يليق بمسلم حريص على دينه وآخرته أن يتابعهم، ويسير في ركابهم، ويعمل بما أرادوا ووجهوا؟.
الثاني:
أن حديث: (إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ).
ضعيف لا يصح عند أكثر العلماء.
وقد نسب هذا إليهم الحافظ المحدِّث ابن رجب البغدادي – رحمه الله – في كتابه “لطائف المعارف”(ص:136).
الثالث:
أن هذا الحديث معروف عند أهل العلم منذ أكثر من ألف سنة، ولا يُعلم عن أحد من العلماء الأكابر الأثبات الراسخين من سائر البلدان والمذاهب وفي سائر الأزمان أنه أطلق مثل هذه الحملة أو استنبطها منه.
وإنما أطلقها أو أشاعها أناس من أهل زماننا هذا، هم أقرب للجهل وأهله منهم للعلم وأهله، بل قد لا يُعرفون ولا يُدرى ما أسماؤهم.
فهل ستتابع أهل هذه الحملة؟ أم ستسلك جادة أهل العلم بدين الله وشرعه التاركين لهذه الحملة، والمحذرين منها؟.

وكتبه أخوكم:
عبد القادر بن محمد بن عبد الرحمن الجنيد.

رد مع اقتباس