عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 02 Mar 2013, 12:03 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن العكرمي مشاهدة المشاركة
ثمّ قال ص(252) :
[فأما قراءة الجمهور (إن هذان لساحران)بتشديد نون ( إن ) وبالألف في هذان وكذلك في (لساحران)، فللمفسرين في توجيهها آراء بلغت الستة . وأظهرها أن تكون ( إن ) حرف جواب مثل : نعم وأجل...وهذا التوجيه من مبتكرات أبي إسحاق الزجّاج ذكره في تفسيره . وقال : عرضته على عالمينا وشيخينا وأستاذينا محمد بن يزيد يعني الـمبرد، وإسماعيل بن إسحاق بن حماد يعني القاضي الشهير فقبلاه وذكرا أنه أجود ما سمعاه في هذا]اهــ


ثم قال ص(253) :[وعلى هذا التوجيه يكون قوله تعالى (إن هذان لساحران)حكاية لمقال فريق من المتنازعين ، وهو الفريق الذي قبل هذا الرأي لأن حرف الجواب يقتضي كلاما سبقه .
ودخلت اللام على الخبر : إما على تقدير كون الخبر جملة حذف مبتدأها وهو مدخول اللام في التقدير ، ووجود اللام ينبئ بأن الجملة التي وقعت خبرا عن اسم الإشارة جملة قسمية ؛ وإما على رأي من يجيز دخول اللام على خبر المبتدأ في غير الضرورة .]اهـ
يوضح كلام الشيخ –رحمه الله- أكثر ويجليه ما ذكره الزركشي -رحمه الله- إذ إنه بين التوجيه المبتكر الذي أشار إليه الشيخ –رحمه الله- حيث قال: (..واختلف في تخريج هذه القراءة، فقال القدماء من النحاة: إنه على حذف ضمير الشأن، والتقدير: إنه هذان لساحران، وخبر إنَّ الجملة من قوله: (هذان لساحران)، واللام في (لساحران) داخلة على خبر المبتدأ المحذوف، وضعف هذا القول بأن حذف الضمير لا يجيء إلا في الشعر، وبأن دخول اللام في الخبر شاذ، وقال الزجاج: اللام لم تدخل على الخبر بل التقدير: (لهما ساحران) فدخلت على المبتدأ المحذوف، واستحسن هذا القول شيخه أبو العباس المبرد، والقاضي إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد،...وقيل: (إن) بمعنى نعم، وثبت ذلك في اللغة فتحمل الآية عليه، و(هذان لساحران) مبتدأ وخبر واللام في (لساحران) على ذينك التقديرين في هذا التخريج والتخريج الذي قبله، وإلى هذا ذهب المبرد، وإسماعيل بن إسحاق، وأبو الحسن الأخفش الصغير...)[(6/238)].


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الصمد بن أحمد السلمي مشاهدة المشاركة
قول من قال : " إنَّ" بمعنى " نعم" في هذه الآية ضعيف جدا ؛ والدليل:
- لام التوكيد في الخبر (لساحران) وورودها عيٌّ يتنزه عنها كلام الله.
-وترد " نعم" جوابا على سؤال قبلها ؛ فأين السؤال؟!

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عبد الرحمن العكرمي مشاهدة المشاركة
انتهى النقل من التحرير و التنوير و في النقولات السالفة جواب عن شرطيك و بيان لاستشكاليك
إذ الحديث كان واقعا ابتداءً عن ماهية معجزة النبيين موسى و هارون , فاستقر الرأي على كونهما ساحران , كما هو مبيّن في النقول , و قوله تعالى : [و أسروا النجوى] دليل على وقوع حديث في النفس و نقاش في العلن كما يظهر لك من النقول في التفسير , ثم إن ذاك الاختيار الذي حكمت عليه بالضعف - أخي الحبيب - هو اختيار الزجاج و أقره عليه شيخاه المبرد و القاضي إسماعيل و ذكرا أنّ توجيه الزجاج من أحسن ما سمعا .
فذلك توافق ثلاثة أئمة جهابذة من أئمة اللّغة , فأنّى يسري إلى قولهم الضعف ؟؟ فضلا عن أن يكون توجيهم ضعيفًا جدًا ..؟؟!!!
و لذا , فمن سبقك إلى الحكم على هذا التوجيه بالضعف الشّديد , أو بأنه ضعيف جدًّا ؟؟ و الله يرعاك أخي الحبيب .
الذي يظهر لي والله تعالى أعلم أن تضعيف الأخ عبد الصمد إنما يحمل على القول بأن اللام داخلة على الخبر دون ما إذا وجهت بالتوجيه الذي ذكره الزَّجاج وهذا واضح من قوله -حفظه الله-: لام التوكيد في الخبر (لساحران) وورودها عيٌّ يتنزه عنها كلام الله.
وأما النقول التي ذكرها الأخ عبد الرحمن العكرمي وهي التي استحسنها المبرد وإسماعيل بن إسحاق فإنها تتنزل على التخريج الذي ذكره الزجاج -رحمه الله-.
وبهذا النقل عن أبي البقاء العكبري -رحمه الله- يتضح المراد، حيث يقول -رحمه الله-: (...وفيه أوجه:
أحدها: أنها بمعنى "نعم"، وما بعدها مبتدأ وخبر.
والثاني: إن فيها ضمير الشأن محذوفا، وما بعدها مبتدأ وخبر أيضا.
وكلا الوجهين ضعيف من أجل اللام التي في الخبر، وإنما يجيء مثل ذلك في ضرورة الشعر.
وقال الزجاج: التقدير: لهما ساحران، فحذف المبتدأ)["التبيان في إعراب القرآن"(ص895)].

فضعَّف الصورة التي ذكرها الأخ عبد الصمد -حفظه الله-، وأخرج الصورة التي ذكرها الأخ أبو عبد الرحمن العكرمي -حفظه الله-.
والله أعلم.
وجزاكما الله خيرا، وبارك فيكما، وفي الإخوة المشاركين.


التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 02 Mar 2013 الساعة 12:12 AM
رد مع اقتباس