25 Oct 2014, 12:49 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
|
|
قوله تعالى:"وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)"
1- "البَحْرُ": البحر معروف سُمِّيَ بذلك لاتِّساعه.ويقال: فرَسٌ بَحْرٌ: إذا كان واسعَ الجَرْيِ، أي: كثيرَه.ومن ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مندوب فرس أبى طلحة: "وإنْ وجدْناه لبَحْرًا" رواه أحمد والبخاري ومسلم، والبَحْرُ: الماء المِلْحُ.ويقال: أبحر الماء: مَلُحَ، قال نصيب بن رباح المُكاتِب:
وقدْ عادَ ماءُ الأرض بحْراً فزادني *** إلى مرضى أن أبحَرَ المَشْرَبُ العذْبُ
ويروى: إلى ظمأي...
والبحر: البلدة، يقال: هذه بَحْرَتُنا أي: بلدتنا.قاله الأموي عبد الله بن سعيد أبو محمد اللغوي الكوفي.
والبحر: السُّلال المرض يصيب رئة الإنسان، فيُهزِله ويُضنيه ويقتله مثل: قرحة أو زكام ونوازل أو سعال طويل وتلزمها حُمَّى هادئة .ويقولون: لَقِيتُهُ صَحْرَةً بَحْرَةً، أي: بارِزًا مَكْشُوفًا.
قلت: ومنه قولهم في العامية: "خَلِّيتَهْ صَحْرَهْ"، يعني: مكشوفًا لا شيء عنده، والله أعلم.
2- قوله تعالى: "وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ"، يقال: غَرِق في الماء غَرَقا، فهو غَرِقٌ وغَارِقٌ – أيضا - ومنه قول أبي النَّجم:
فأَصْبَحوا في الماءِ والخنادِقِ * ** مِنْ بَيْنِ مَقْتُولٍ وطافٍ غارِقِ
وأَغْرَقَهُ غيرُه وغَرَّقَهُ، فهو مُغَرَّقٌ وغَريقٌ. ولِجَامٌ مُغَرَّقٌ بالفضَّة، أي: مُحَلَّى. والتَّغْرِيقُ: القَتْلُ، قال الأعشى ميمون بن قيس أبو بصير:
أَطورَيْن في عامٍ: غزاةٌ ورحلةٌ *** ألا ليت قيْسًا غَرَّقَتْهُ القَوابِلُ
المراد به: قيس بن مسعود الشَّيْبَاني.
وذلك: أنَّ القابلةَ كانت تُغَرِّق المَوْلودَ في ماء السَّلَى – وهو غشاء رقيق يحيط بالجنين، ويخرج معه من بطن أمِّه - عام القحط، ذَكَرًا كان أو أُنْثَى حتى يموت، ثم جُعِل كُلُّ قَتْلٍ تغريقًا، ومنه قول ذي الرُّمَّة:
إذا غَرَّقَتْ أرباضُها ثِنْىَ بكَرْةَ ٍ*** بتَيْهاءَ لم تُصْبِح رَؤُومًا سَلُوبُهَا
الأَرْبَاُض: الحِبال. والبَكْرة: النَّاقةُ الفَتِيَّةُ، وثِنْيُهَا: بطنها الثاني، ورؤوم: عطوف، وسَلوب: مات ولدها أو ألقته لغير وقته، وإنما لم تعطف على ولدها لما لحقها من التَّعب.
|