عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04 Oct 2011, 07:28 PM
عماد السدراتي عماد السدراتي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 53
افتراضي التعريف بتفسير ابن باديس-رحمه الله-

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد:
فهذا تعريف بكتاب من الكتب العلمية السلفية من الخزانة الجزائرية المعروف بتفسير ابن باديس
فمؤلف هذا الكتاب هو فضيلة الشيخ العلامة عبد الحميد بن محمد بن مصطفى بن باديس القسنطيني الجزائري الصنهاجي رائد النهضة العلمية بالجزائر.
والإسم الحقيقي للكتاب هو:"مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير"
وهي عبارة عن حلقات في تفسير القرآن الكريم كان ينشرها الشيخ ابن باديس في مجلة الشهاب. ثم جمعت بعده ونشرت وإشتهر بتفسير ابن باديس.
وللأسف –وقدر الله وما شاء فعل- رغم أن الشيخ ابن باديس قد جلس في تفسير القرآن الكريم في المسجد الأخضر بقسنطينة حوالي ربع قرن،فلم يصل إلينا من تفسيره سوى هذه الحلقات التي نشرها في مجلة الشهاب.
فيا ترى ماهو السبب والمانع ؟!.
فالسبب هو أن طلابه لم يدونوا كل أماليه وشروحاته وإختياراته كما قال الشخ الأديب محمد البشير الإبراهيمي في تقديمه لتفيسر ابن باديس.
منهجية ابن باديس في تفسيره**
منهجه منهج الراسخين في العلم من أئمة السلف الذين لا يرتاب في كمال علمهم وأئمة الخلف الذين درجوا على هديهم ويتلخص هذا المنهج في تفسيرهم القرآن بالقرآن أوبالسنة الصحيحة وإلا فبأقوال الصحابة -رضي الله عنهم- وإلا بأقوال التابعين -رحمهم الله- وإلا فبلغة العرب التي نزل بها القرآن العظيم(1).
قال -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى:"يلقون فيها تحية وسلاما" [الفرقان:75]
تحت عنوان (بيان القرآن للقرآن):
((في هذه الأية أنهم يلقون تحية وسلاما وقد بين من يتلقاهم بذلك في قوله تعالى:"وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين" [الزمر:73]
فالملائكة هم الذين يتلقونهم بالسلام والدعاء لهم بالطّيب وهو مما يدخل في التحية لأن من طيبهم طيب حياتهم.
وما أكثر ما تجد القرآن بيان للقرآن فإجعله من بالك تهتد –انشاء الله- اليه")) (2)
-وفي تفسير قوله تعالى:"ان القرآن الفجر كان مشهودا" [الاسراء:78]
ويقول تحت عنوان (تفسير نبوي):
أخرج البخاري –رحمه الله- في صحيحه عن أبي هريرة–رضي الله تعالى عنه- قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده بخمسة وعشرين جزءا وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر".
ثم يقول أبو هريرة فأقرؤا إن شئتم:"إن قرآن الفجر كان مشهودا"
فإستشهد أبو هريرة بالآية على الحديث ليبين أنه تفسير لها وأن صلاة الفجر مشهودة تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار وجاء هذا عند أحمد عن ابن مسعود مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم".
- وفي تفسير قوله تعالى:"قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعائكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاما" [الفرقان:77]
ويقول رحمه الله تحت عنوان (تفسير أثري):
((أخرج البخاري في كتاب التفسير عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال: خمس قد مضين:الدخان والقمر والروم والبطشة واللزام(4).
ورواه في مواضع أخرى من صحيحه
وعنى بالدخان المذكور في قوله تعالى:"يوم تأتي السماء بدخان مبين"[الدخان:10] وبالقمر المذكور في "وانشق القمر"[القمر:1] وبالبطشة المذكورة في "يوم نبطش البطشة الكبرى" [الدخان:16] وباللزام المذكور في هذه الأية.
وفسر ابن مسعود البطشة الكبرى بيوم بدر وفسر اللزام به أيضا فهي في الحقيقة أربع وعدها خمسا باعتبار الوصفين البطش والملازمة.
وفسر الحسن(5) اللزام بعذاب يوم القيامة.
ومن عادة السلف أنهم يفسرون اللفظ بما يدخل في عمومه دون قصد للقصر عليه ولا منافاة حينئذ بين التفسيرين فيكونون قد توعدوا على تكذيبهم بلزوم عذاب الدنيا وعذاب الأخرة"(6)
-وفي تفسير قوله تعالى"وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا" [الفرقان:62]
قال تحت عنوان (فقه لغوي):
((إختيرت لفظة الخلفة هنا لدلالتها على الهيئة فتكون منبهة على هيأة هذا الاختلاف بالطول والقصر المختلفين في جهات من الأرض وذلك منبه على أسباب هذا الاختلاف من وضع جرم الأرض وجرم الشمس وذلك كله من آيات الله الدالة عليه
وبتلك الهيأة من الاختلاف المقدرالمنظم عظمت النعمة على البشر وشملتهم الرحمة فكانت هذه اللفظة الواحدة منبهة على ما في اختلاف الليل والنهارمن آية دالة ومن نعمة عامة وهكذا جميع ألفاظ القرآن في انتقائها لمواضعها)).(6)
أشهر طبعات الكتاب:
أ-نشر أحمد بوشمال الذي جرد من تلك المجالس آيات مختارة من سورة الفرقان فقط وطبعت بالمطبعة الجزائرية الإسلامية بقسنطينة سنة1367هـ-1948م مصدرة بمقدمة ضافية بقلم العلامة الأديب الشيخ محمد البشير الابراهيمي رحمه الله
ب-نشر الأستاذ محمد الصالح رمضان بمشاركة الأستاذ توفيق محمد شاهين المصري اللّذين عملا تجريد المجالس من المجلة ولم يفتهما منها سوى القليل فخرج الكتاب في 538 صفحة ونشره دار الكتاب الجزائري بالجزائر وطبع بمطبعة الكيلاني بالقاهرة سنة1384هـ-1964م
ج-نشر وزارة الشؤون الدنية بالجزائر وطبع "بدار البعث" بقسنطينة سنة 1403هـ1983م.
د-نشرة دار الكتب العلمية بيروت سنة 1416هـ-1995م مصورة عن النشرة الثانية وعلق عليها وخرج آياتها وأحاديثها:أحمد شمس الدين.
و-نشرة فضيلة الشيخ السلفي أبو عبد الرحمن محمود لقدر الجزائري حيث إعتنى بتفسير ابن باديس وخرج أحاديثه وآثاره وتعتبر أشمل وأجمل حلة خَرج فيها الكتاب،طبع وأجمل حلة خَرج
فيها الكتاب،طبع بدار الراية–السعودية- وطبع مؤخرا بالجزائر بدار الرشيد للكتاب والقرآن
الكريم سنة:1430/ 2009م في جزئين فجزاه الله خيرا عن المؤلف وعن شباب الجزائر والأمة الإسلامية خير الجزاء على ما يقوم به من إخراج كتب علماء الجزائر الى النور في أحسن حلة.
الهوامش
1/ أنظر مجموع الفتاوى لابن تيمية (363-375)
2/ التفسير2/179
3/ التفسير 1/323
4/ البخاري (4767) ومسلم(2798)
5/ تابعي جليل توفي سنة(110) أنظر السير للذهبي(4/588)
6/التفسير2/183


التعديل الأخير تم بواسطة عماد السدراتي ; 04 Oct 2011 الساعة 07:35 PM
رد مع اقتباس