عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 17 Aug 2017, 12:09 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي أصول الفقه

الشريط الثالث: 1_ تعريف أصول الفقه
قال النَّاظم:
أُصُولُ الفِقْهِ
1_ قوله: (أُصُولُ الفِقْهِ) هذا العنوان من المتن، والمقصود الشروع في التَّعريفات التي بدأ فيها من البيت: 16 إلى البيت: 123، يعني: استغرق عشر المتن في بيان المصطلحات، وهو مهمٌّ لطالب العلم حتَّى يتصوَّر هذا الفنَّ ولا يتعثَّر فيه، ولكن لا ينبغي أن تتوقَّف همته عند ذلك، ولا يُتوسَّع في التعريفات بكثرة الإرادات حتَّى يصير طالب العلم لا يعرف من ذلك الفنِّ إلَّا التعريف والحدَّ، وقد نبَّه شيخ الإسلام في (نقض المنطق) على الحذر من الإيغال في الحدود والتعريفات وهو من آثار المناطقة الذين أدخلوها في علوم المسلمين، وعاب على الفقهاء ذلك وقال: $إنَّه لم يشتغل بهذا إمام في الفنِّ#، ومثَّل بـ: (كتاب سيبويه) في النَّحو في عدم الاشتغال بذلك، وهو إمام الدنيا في النَّحو.
فإذا رأيت الرَّجل يعتني بالتَّعريفات والحدود فقط، فاعلم أنَّه مزجى البضاعة يريد أن يغطِّي ذلك بذلك.
|||

قال النَّاظم:
أُصُولُهُ: $دَلَائِلُ الإِجْمَــــــــــــــــــــــالِ ◌ وَطُرُقُ التَّرْجِيحِ قَيْدٌ تَـــــــــــــــــــــالِي
وَمَا لِلِاجْتِهَادِ مِنْ شَرْطٍ وَضَحْ# ◌ وَيُطْلَقُ الأَصْلُ: عَلَى مَا قَدْ رَجَحْ
1_ قوله: (أُصُولُهُ)، الضمير راجع إلى العنوان، ولم يقل: أصول الفقه هو ...، وهذا يقع له كثيرًا من كلِّ باب يصدِّره بعنوان، كقوله في القرآن ومباحث الألفاظ:
لَفْظٌ مُنَزَّلٌ عَلَى مُحَمَّدِ ◌ لِأَجْلِ الِاعْجَازِ وَلِلتَّعَبُّدِ
ولم يقل: القرآن هو...، وهذا في الحقيقة من عيوب النَّظم.
2_ عرَّفه فقال: (أُصُولُهُ: $دَلَائِلُ الإِجْمَــــــــــــــــــــــالِ)، أي: أدلَّة الفقه الإجماليَّة، كقولنا: الأمر يقتضي الوجوب، بخلاف الدَّليل التَّفصيلي فإنَّه يتعلَّق بمسألة جزئية، كالاستدلال على وجوب إتمام العمرة بالشروع فيها بقوله تعالى: ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ _ [البقرة: 196]، وهكذا المسائل الأخرى كالعموم والخصوص، والإجمال والبيان، الإطلاق والتَّقييد، الأمر يفيد التَّكرار أم لا يفيده، والنهي يقتضي الفساد وغير ذلك.
3_ قوله: (وَطُرُقُ التَّرْجِيحِ قَيْدٌ تَـــــــــــــــــــــالِي، وَمَا لِلِاجْتِهَادِ مِنْ شَرْطٍ وَضَحْ#)، أي: أنَّ بعض العلماء أضاف هذا القيد، وهو معرفة طرق التَّرجيح وشروط الاجتهاد، ومنهم من اقتصر على دلائل الإجمال كالجويني /، وتبعه عليها أكثر المصنِّفين في أصول الفقه وهي أصحُّ من حيث التَّعريف.
وطريق أخرى هي: $دلائل الفقه الإجماليَّة وكيفيَّة الاستفادة منها وحال المستفيد# وهذا تعريف البيضاوي / في (منهاج الوصول) تبعًا للآمدي / على اختلاف في العبارتين، بأنَّ الآمدي عبَّر بـ: أدلَّة الفقه الإجمالية، وتبعهما ابن السُّبكي ثمَّ النَّاظم رحمهما الله.
وهذا فيه بحث من جهة العربيَّة في كلمة (دلائل) على وزن (فعائل)، وابن مالك / نصَّ في (شرح الكافية الشَّافية) على أنَّ (فعيل) اسم جنس، قال: $لا أعلمه ورد جمعه على (فعائل)#، وهو من أهل الاستقراء في هذا الباب، ولهذا اعتُرض على البيضاوي في تعريفه.
2_ قوله: (وَيُطْلَقُ الأَصْلُ: عَلَى مَا قَدْ رَجَحْ)، وهذا يستفاد منه بأنَّ الأصل بمعنى الرَّاجح _ أيضًا _ ومن هذا قولهم: الأصل براءة الذِّمَّة، الأصل بقاء ما كان على ما كان، وهذه السِّياقات المقصود منها الرَّاجح.
3_ وذكر أهل العلم للأصل إطلاقين آخرين هما:
أ_ القاعدة المستمرَّة، كقولهم: السَّلم صفقة على خلاف الأصل، أي: خلاف القاعدة المستمرَّة.
ب_ المقيس عليه، في مقابل الفرع المقيس.
ولم يذكرهما النَّاظم لأنَّهما يرجعان إلى الأوَّلين، والحاصل أنَّ كلمة (الأصل) لها أربع إطلاقات: الدَّليل، والرَّاجح، والقاعدة المستمرَّة، والمقيس عليه، ولابدَّ من تحقيق هذا حتَّى تنجو من الغلط في فهم كلام أهل العلم ونظير هذا كلمة (المفرد) في علم النَّحو.
وينبغي أن يتنبَّه إلى أنَّه في باب الإطلاقات كلمات لها إطلاق في اللُّغة لا يستعمل في إطلاقات أخرى إلا بحسب تقييد أهل الفنِّ، مثل كلمة (الاشتقاق)، في باب صفات الله تعالى لا ينبغي استعمالها بإطلاق كما اشتقَّ المشركون العُزَّى من العزيز، إلَّا أن يكون الاشتقاق صحيحا كما قال حسَّان ط:
وَشَقَّ لَهُ مِنِ اسْمِهِ لِيُجِلَّهُ ◌ فَذُو العَرْشِ مَحْمُودٌ وَهَذَا مُحَمَّدُ
|||


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 17 Aug 2017 الساعة 12:12 PM
رد مع اقتباس